مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
                             --------------------------------
**خطبة الجمعة الرابعة* * من شهر ربيع ثاني 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:  *(سنة الله في النصر )* 

*التاريخ* : 22/ ربيع ثـانـي /
1446هـجرية

*الموافق* : 25 / 10 /2024 م

*الرقم* : (16)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
✒️ *أولاً: نقاط الجمعة** 
1-الله سبحانه في كثيرمن آيات القرآن ذكرلنا خطورةاليهود وعداوتهم الشديدةللمؤمنين بالشكل الذي يخلق لدينا وعياأنه لاخيارأمامنا إلا بقتالهم وجهادهم
2-الإيمان بالنصرهومن الإيمان بالغيب والله متكفل بنصرالمؤمنين إذا ما التزموابعوامل النصرومنها الإيمان والثبات والذكروالطاعة والصبروعدم التنازع
وعلينا التيقن بتحقق الحتميات الثلاث
هزيمةأهل الكتاب
نصرالله للمؤمنين
خسارةالمنافقين
3-النصروالفرج يأتي بعدالابتلاء والتمحيص والظروف الصعبةكما حصل لقوم موسى عندما أدركهم فرعون أمام البحروكما حصل للمسلمين في غزوةالأحزاب وغيرذلك
4-نخوض مع العدوحربا في كل المجالات منها
عسكريةتتطلب الجهاد
واقتصاديةلابدفيها من المقاطعةلمنتجاتهم وتحقيق الاكتفاءالذاتي والاهتمام بالزراعة
وأمنيةتحتاج إلى يقظةوتعاون مع أجهزةالأمن
وإعلاميةلابد فيها من التحلي بالوعي وعدم تصديق الشائعات ومقاطعةقنوات التضليل
5-اغتيال القادةلن يثنينا عن مواصلةمشوارهم وسيزيدالمجاهدين عزما وثباتا وشعبنا اليمني مستمرفي خروج المظاهرات نصرةلفلسطين ولبنان حسب الترتيبات المعتمدة.
....................................... 
ثانياً: نـص الخــبطـة 
خطبة الجمعة الرابعة من شهر ربيع ثاني 1446هـ

  • الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب الأرباب، ومنزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي وعد عباده بالنصر والتمكين وهو العزيز الوهاب، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله كريم الخصال، والمجاهد بنفسه وماله ضد الباطل حتى زهق وزال، والنور الهادي لأمته والمُنقِذ لهم من الضلال، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ عباد الله الأكارم:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإنّ تقوى الله خير زاد قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.

  • أيها المؤمنون:

*لقد قدّم الله سبحانه وتعالى في القرآنِ الكريم العديدَ من السور* القرآنية المباركة والمئات من الآيات الكريمة التي تحذرنا من خطورة اليهود وعدائهم للمسلمين بالصورة التي تخلق لدى المسلمين وعياً كافياً عن مؤامراتهم ومخططاتهم، وتجعلهم في حالة جهوزية لمواجهتهم قال سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}، وقال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} وقال سبحانه: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} واليهود هم خطر على البشرية كلها كما قال سبحانه: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} وإساءاتهم طالت حتى أنبياءهم الذين هم منهم كما قال سبحانه عن نبي الله هارون: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي} وقال عنهم: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}.

  • أيها المؤمنون:

إنّ الحل الوحيد أمام هؤلاء الأشرار هو الجهاد في سبيل الله سبحانه، ولا يمكن أن يدفع عنا شرهم إلا الخيار الذي رسمه الله لنا كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وكما قال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وكما قال سبحانه: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وكما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ

لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} هكذا قال الله في كتابه الكريم، وهكذا تؤكد الأحداث والوقائع على مدى عقود من الزمن وإلى اليوم؛ فما أُخِذَ بالقوة لا يُستَرَدُّ إلا بالقوة، واليهود لا يردعهم إلا الجهاد في سبيل الله، ولا يمكن للمنظمات الدولية ولا مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا غيرها أن تحقق للمسلمين الأمن والاستقرار، وإنما الذي يمكن أن يكف عنا شرهم هو الجهاد في سبيل الله كما قال سبحانه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}.

  • عباد الله: 

إنّ ما يفعله الصهاينة اليوم بحق المسلمين في غزة وفلسطين كفيلٌ بأن يصنع لدينا وعياً عن خطورتهم وعدائهم وحقدهم، وأن يملأ قلوبنا سخطاً ضدهم، وأن يجعل عندنا حصانة من مؤامراتهم الثقافية والإعلامية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، وأن يدفع الأمة لجهادهم وإيقافهم عند حدهم واستئصالهم، وعدم الوعي والانتباه لذلك يعكس حالة من الغباء تجعل الصهاينة يعتقدون أنّ أولئك الذين لم يستيقظوا لمؤامراتهم ليسوا من البشر وإلا لكانوا قد فهموا واستوعبوا وتحركوا للدفاع عن أنفسهم.

  • أيها المؤمنون:

إنّ النصر على الصهاينة اليهود ومن وراءهم من الغرب الملحد هو وعدٌ وعده الله الذي لا يخلف وعده: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ . يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}.
والإيمان بالنصر هو من الإيمان بالغيب الذي يبتلي الله فيه المؤمنين ليعلم المؤمن الصادق من عدمه، ولا يكون المؤمن به مؤمناً إلا قبل وقوعه، أما بعد حصوله فلا فضل لأحد في الإيمان به؛ لأنه سيؤمن به حتى الأعداء الذين تحقق النصر عليهم، يقول سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز}، وكما قال سبحانه: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، والنصر هو بيد الله وحده كما قال: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ولا يستطيع أحد أن يحقق النصر مهما امتلك من جيوش وتكنولوجيا، ومهما امتلك من أموال وإعلام؛ فالله سبحانه سمّى نفسه: {خَيْرُ النَّاصِرِينَ}، وقال عن نفسه: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}، وهو القائل سبحانه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، ولأن النصر من عند الله فإنه ينصر القليل على الكثير والضعيف على القوي عندما يكون هناك إيمان وصبر، قال تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}، والنصر هو وعد الله للمؤمنين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، لكنّ الله سبحانه جعل للنصر شروطاً وأسباباً قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} ونحن في معركة مع الكفار، والله سبحانه وتعالى ينهانا عن التخاذل والتراجع، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

*أيها المؤمنون:* 
إنّ النصر من الله لا يأتي إلا بعد ابتلاء وتمحيص، وقد ذكر الله لنا نماذج عن ذلك في القرآن الكريم؛ فها هم المسلمون في غزوة الأحزاب لم يأتهم النصر إلا بعد التمحيص والابتلاء والغربلة قال سبحانه: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا . هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا . وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}، وقد ظهر ضعاف الإيمان على حقيقتهم وظهر المؤمنون على عظمتهم حينما قالوا كما سجل القرآن الكريم عنهم: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا . مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} وهكذا كانت المعركة التي برز فيها الإمام علي (عليه السلام) لعمرو بن ود العامري الذي كان يعدل ألف فارس، وقد قال حينها الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله: (برز الإيمان كله للشرك كله)، ثم تمّ النصر كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}.
*وهكذا ذكر الله في قصة موسى* وقومه حينما أمره الله بالإسراء بقومه ليلاً: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}، فلما وصلوا إلى شاطئ البحر إذا بجيش فرعون وراءهم: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} فكيف كانت النتيجة؟ ومتى أتى النصر؟
أتى النصر والفرج في تلك اللحظات الصعبة قال سبحانه: { *فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ . وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ . وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* } فالنصر يأتي وقد اشتد البلاء وضاق الخناق واكتملت الغربلة قال سبحانه: { *وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ* }، وقال سبحانه: { *حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.* 
*أعوذ بالله من الشيطان الرجيم* {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

  • الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه المنتجبين.

  • أيها المؤمنون: 

*إننا نخوض مع العدو صراعاً شاملاً* في جميع المجالات، ومن أهمها: أننا نخوض حرباً عسكرية، وتحتاج منا إلى جهاد، وحرباً اقتصادية، وتحتاج منا إلى مقاطعة لبضائعهم وبضائع المتعاونين معهم، وتحتاج إلى التوجه إلى الزراعة والاكتفاء الذاتي، وأن يتوجه أصحاب رؤوس الأموال إلى التصنيع بدلاً من الاستيراد، ونواجه حرباً أمنية، وتحتاج إلى اليقظة والتعاون مع الأجهزة الأمنية؛ لأن الأمن مسئوليتنا جميعاً، وحرباً إعلامية، وتحتاج إلى وعي، وإلى مقاطعة قنوات دول التطبيع، والتي تسعى إلى نشر الهزيمة بين الأمة وتلميع صورة أمريكا وتبرير جرائم الصهاينة، ولا بد من الحذر من الانجرار وراء دعاياتهم، ولا نكون كالذين ذمّهم الله بقوله: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، فالعدو يستفيد من الإعلام، ويحاول أن يخلق رأيًا عامًا لصالحه، ويحاول أن يكسر الروح المعنوية، وأن ينشر التضليل عن اغتيالات لقيادات أو استهداف لمنشئات بهدف زعزعة الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان، وينشر الفشل واليأس والإحباط، مع أنه في قاموس الجهاد في سبيل الله لا يوجد مصطلح هزيمة ولا خسارة كما قال سبحانه: {قُلْ هَلْ

تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ}، فالشهادة هي عاقبة حسنة وهي نصر للشهيد نفسه؛ لأنه فاز بها برضوان الله وجنته والحياة الأبدية، والإنسان المؤمن لا ينساق وراء ادعاءات الأعداء مهما كرروها بل يكون كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، وكمن وصفهم الله سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} وقد ذمّ الله اليهود بأنهم: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}.
أيها المؤمنون:
*استشهد القائد الكبير المجاهد* يحيى السنوار رضوان الله عليه وهو يقاتل قتال الأبطال مقبلاً غير مدبر في  أقدس معركة، وقد نكّل بالأعداء وكتب بداية زوالهم، والشهيد السنوار لم يستسلم ولم يؤسر ولم يولِّ الدبر بل قاتل قتال الأبطال، وكان الكابوس المرعب للصهاينة، واستشهاده بتلك الطريقة سيزيد المجاهدين عزماً وثباتاً ووفاءً لدمه الطاهر، ولن يؤثر على سير المعركة وسيخلفه ملايين المجاهدين، وحركة حماس ليست شخصاً وإنما هي حركة وشعب قدّمت خيار قادتها، وما زادت إلا عزماً وثباتاً من الشيخ أحمد ياسين إلى الشهيد القائد إسماعيل هنية، ولم تتوقف يوماً، مثلما لم يتوقف حزب الله عن الجهاد باستشهاد أمينه العام السيد القائد الكبير حسن نصر الله رضوان الله عليه، بل زاد عزماً وثباتاً وإصراراً، وهكذا بقية حركات المجاهدين في غزة؛ فلا يزال هناك حركة الجهاد وسرايا القدس وغيرها الكثير الذين سيلقنون العدو الدروس المنكلة.
*ومن العجيب ومن المؤسف أن نرى القنوات السعودية والإماراتية تفرح باستشهاد السنوار* وغيره من القادة، بل وتصفهم بالإرهابيين؛ لنعرف جميعًا حقيقة النظام السعودي والإماراتي، وأنّ عدوانهم على اليمن كان من أجل أمريكا وإسرائيل، وأنّ عدائهم لإيران وحزب الله ليس لأنهم شيعة وإنما طاعة لأمريكا وإسرائيل؛ فها هم يعادون كل من يعادي أمريكا وإسرائيل، ولذلك يعادون حتى حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وصدق الله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
عباد الله:
*إنّ موقف شعبنا اليمنى تظهر* عظمته في تصريح الناطق باسم حركة حماس (أبو عبيده) الذي أشاد به، وقال: أنه يرفع من معنوياتهم، وتظهر أهميته في موقف الأعداء المرعوبين منه؛ فاستخدموا طائرة الشبح في قصف اليمن خوفاً من دفاعاته الجوية حيث هربت طائرات الإف 16 والإف 35 كما هربت حاملة الطائرات، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى.
وللكل 
عباد الله 
هذه الأيام موسم حصاد معظم محاصيل الحبوب في بعض المناطق  حيث يتم حصاد الذرة الرفيعة والقمح والشعير في عدة محافظات فعلينا اخواني المؤمنين التوجه لشراء هذه المحاصيل الزراعية كدعم للمنتج المحلي وكذلك لما لها من فوائد صحية وغذائية لجسم الانسان ...
*وفي الختام:* 
يوم الجمعة هو يوم من أيام الله، وهو يوم النصرة والثبات مع غزة ولبنان وفلسطين، وموقف بلدنا هو موقف الشعب بكله، والجيش والقوة الصاروخية هم جزء من شعبنا، وهم من يترجم توجهات شعبنا، وخروج الشعب هو لدعم قواتنا المسلحة وتأييدها، وهو مشاركة فعلية في هذه المعركة، وجهاد في سبيل الله.
وفي هذا السياق نؤكد على أهمية الخروج في المظاهرات في هذا اليوم حسب الترتيبات المعتمدة؛ ففي بعض المحافظات والساحات يكون الخروج صباحًا، وفي بعضها يكون الخروج عصرًا؛ فندعوكم بدعوة الله ورسوله، ودعوة المسجد الأقصى، ودعوة المظلومين في غزة ولبنان إلى الخروج تأييداً ونصرة لهم، وبراءة لذمتنا أمام الله سبحانه وتعالى.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك  ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا،  اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وسوريا وإيران، وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــوزارة.
-                               ------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر