الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
----------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر ذي القعدة 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:
(أهمية ذكر الله)
التاريخ: 16 / 11 / 1445هـ
24/ 5 / 2024م
الرقم: (46)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط خطبة الجمعة
نقاط الجمعة
1-الإنسان هو عبارة عن جسد وروح فكما يهتم بجسده لا بد أن يهتم بروحه التي من أكثر ما يؤثر عليها الغفلة والمعاصي ويتم تطهيرها بالتوبة والرجوع إلى الله
2-ذكر الله أهم زاد للروح (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والله أمرنا بالإكثار منه (اذكروا الله ذكرا كثيرا) ولنحذر من الغفلة (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له..)
3-ذكر الله يكون بالقلب وباللسان للتعبير عما في القلب ومن أنواع الذكر الصلاة وقراءة القرآن والدعاء والتسبيح والاستغفار والشهادتين والصلاة على محمد وآل محمد
4-تمر علينا في هذه الأيام ذكرى مجزرة تنومة التي ارتكبها النظام السعودي بحق اليمنيين قبل قرن من الزمان إرضاء لبريطانيا في ذلك الحين لشغل اليمنيين عن تحرير جنوب اليمن وأيضا مرت بنا ذكرى الوحدة اليمنية في الوقت الذي يعمل الأعداء ومرتزقته على تفريقنا
5-يوم الجمعة هو يوم الجهاد المقدس لنصرة المظلومين في غزة بالخروج المليوني ونحن نحمدالله على نعمة القيادة القرآنيةالتي رفعت رؤوسنا وبيضت وجوهنا وسنقابل تصعيد الأعداء بالتصعيد.
▪️ثانياً: نص الــخـطبــة
- الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، اللهم صل عليه وآله الطاهرين، وارض عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
ثم أما بعد/ عباد الله:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
- أيها المؤمنون:
خلق الله الإنسان مكوناً من جسد وروح فللجسد حاجاته وغذاؤه وأمراضه ودواؤه، وللروح حاجاتها وغذاؤها وأمراضها ودواؤها، والإنسان المؤمن يكون متوازناً بين حاجيات جسده وروحه، ويهتم بالجانب الروحي والنفسي لأنه الجانب الأهم، ففيه وبه تكون السعادة والشقاوة والضنك والسرور والحزن، والجانب المهم في الإنسان هي نفسيته وروحيته، فإذا كانت عظيمة فهو عظيم وإذا كانت صغيرة فهو صغير.
والروح يصيبها مرض الذنوب ومرض الغفلة ومرض المعاصي؛ فتتسخ وتحتاج إلى تنظيف وعلاج بالتوبة والرجوع إلى الله، وتحتاج إلى صيانة، وتحتاج إلى غذاء وزاد وكسوة، قال سبحانه وتعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} وقال سبحانه: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} والله سبحانه لا ينظر إلى الصور والأجساد؛ لأنه صورها كما يشاء سبحانه وتعالى، وإنما ينظر إلى القلوب والأرواح والنفسيات، وتقييم الناس لبعضهم البعض يكون على هذا الأساس، ولا تُقيم على أساس الأجسام إلا الحيوانات لأنه يراد لحمها ويراد الحمل عليها.
- أيها المؤمنون:
يُعتبر ذكر الله وهداه زاد الأرواح وغذاؤها والعامل المهم لربط القلوب وطمأنتها قال سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ولذلك أمر الله المؤمنين بالإكثار من ذكر الله ليستطيعوا تجاوز صعوبات الحياة وعوائقها قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا . وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} وقال سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} وقال جل شأنه: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} وقال سبحانه في يوم الجمعة: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقال تقدست أسماؤه للمجاهدين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وقال سبحانه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ
مِنَ الْغَافِلِينَ} وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} وقال سبحانه: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}.
عباد الله:
لقد ذكر الله من مواصفات المؤمنين أنهم يذكرون الله ذكراً كثيراً، وأنهم ليسوا من الغافلين، قال سبحانه: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} وقال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} وقال عزّ من قائل: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} وفي المقابل وصف الله المنافقين بقوله سبحانه: {وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} واعتبر الغافلين عن ذكر الله خاسرين فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} واعتبرهم حزب الشيطان، قال سبحانه: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
- عباد الله:
إنّ خطورة الغفلة عن ذكر الله على صاحبها كبيرة جداً قال سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} والذكر هنا هو الهدى وتذكر الله عزّ وجل، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} وقال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} وقال جل شأنه: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} وما أعظم خطورة الغفلة في هذه الأيام وما أكثرها مع إدمان البعض على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت وأجهزة التلفونات التي تسرق الوقت والمال والقلوب، وتفسد النفوس، وتزيد في الغفلة حتى انتشرت الحالات النفسية بسبب الغفلة، والبعد عن الله، والإفراط في تناول القات بدون صلاة ولا قراءة قرآن ولا ذكر لله سبحانه.
- أيها الأكارم المؤمنون:
الذكر لله يكون بالقلب بتذكر عظمته سبحانه، وباللسان للتعبير عما في القلب، وهناك أنواع للذكر: فالصلاة مظهر من مظاهر ذكر الله قال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} والقرآن ذكرٌ لله، ومن يقرأ القرآن يعتبر ذاكراً لله؛ لأنه يقرأ كلام الله سبحانه كما قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} والدعاء لله ذكرٌ بل هو مخ العبادة إذا ما ترافق مع الاستجابة الكاملة لله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، والتسبيح ذكرٌ لله سبحانه كما قال جل شأنه: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} وقال سبحانه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} والتسبيح هو تنزيه الله عما لا يليق به، وهو ذكر تردده كل الكائنات، ومن أنواع الذكر: الاستغفار لله من الذنوب؛ لأن أخطار الذنوب على الإنسان كبيرة جداً، والذنوب والمعاصي هي التي تحرم الإنسان رحمة الله وألطاف الله ورعاية الله وتوفيق الله وهدايته ورزقه.
ومن الذكر لله: ترديد الشهادتين التي من أجلها أرسل الله الرسول وأنزل الكتاب، ومن الذكر: الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله وآله كما نقولها في تشهد كل صلاة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
- الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
اقتربت الدورات الصيفية من نهايتها، وينبغي علينا أن نتعاون على إنجاحها وإكمالها واستمرار الطلاب حتى نهايتها، بالإضافة إلى دعمها لإقامة احتفالاتها وتوفير جوائزها؛ فالطلاب هم أولادنا وهم مسؤوليتنا جميعاً؛ فيجب علينا دعمهم وتشجيعهم.
- أيها المؤمنون:
تحل علينا هذه الأيام: ذكرى مجزرة تنومة التي أقدم عليها النظام السعودي قبل قرنٍ من الزمان بحق أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني في البلد الحرام والشهر الحرام بدون جرم ارتكبوه إلا إرضاء لبريطانيا في حينه التي كان اليمنيون في المحافظات الحرة يسعون لتحرير ما احتله الإنجليز من مناطق في جنوب اليمن؛ فأمرت بريطانيا عملاءها من آل سعود بنقل المعركة من جنوب اليمن ضدهم إلى شماله مع عملائهم من آل سعود، كما هو الحال عندما شنوا عدوانهم علينا قبل تسع سنوات تنفيذًا لأجندة أمريكا وإسرائيل؛ فآل سعود هم عملاء اليهود وهم صنيعة بريطانيا أولاً ثم أمريكا ثانياً.
- أيها المؤمنون:
كما أنه مرت بنا في هذا الأسبوع: ذكرى عيد الوحدة اليمنية التي تعود علينا والأعداء يسعون لإعادة تقسيم اليمن على قاعدة (فرّق تسد) وقد ساندهم في ذلك الخونة والعملاء الذين كانوا يتشدقون بالوحدة كمنجزٍ لهم، ثم عملوا على فرض الأقاليم لتقسيم اليمن إلى ست دويلات وليس إلى جنوب وشمال فقط، وقد كانوا يتغنون بالنشيد الوطني وأنّ الوحدة عهد عالق في كل ذمة، ثم ها هم لا يجرؤون على الاحتفال بها في المناطق المحتلة، وها هو أحد أعضاء ما يسمى بمجلس المرتزقة يجاهر بالانفصال والتطبيع مع اليهود؛ مما يؤكد أنهم أعداء الوحدة وأعداء اليمن، وأنهم جنودٌ في خندق الأعداء التاريخيين لليمن، ولذلك نؤكد أنّ شعبنا وجيشنا وقيادتنا هي صمام أمان الوحدة، ولولاها لكانت اليمن قد تقسمت إلى دويلات، وسقطت تحت الاحتلال والطامعين.
أيها المؤمنون:
يوم الجمعة من كل أسبوع هو يوم الجهاد المقدس حتى تحقيق النصر الموعود بإذن الله، ويوم الجمعة هو يوم الوفاء والتعاون على البر والتقوى، وهو يوم المواساة، ويوم النصرة، ويوم إبراء الذمة أمام الله وأمام الفلسطينيين المظلومين.
يوم الجمعة هو يوم القدس والمقدسات، ويوم الأقصى الجريح، ويوم غزة المظلومة الصامدة الصابرة المجاهدة.
يوم الجمعة هو يوم بياض الوجوه، وهو يومٌ يقول فيه الشعب اليمني لإخوانه في غزة:(لستم وحدكم، الله معكم، ونحن معكم حتى النصر بإذن الله)،وهذا اليوم هو من أيام الله التي يكسب فيها الإنسان الأجر، ويُضاعف له بها الحسنات؛ فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر.
إيها المؤمنون: يعتبر القطاع الزراعي العمود الفقري للاقتصاد الوطني، هذا القطاع تعرض للإهمال والتهميش بل والتدمير والاستهداف خلال العقود الماضية من قبل الأعداء، وهو ما تسبب في تحولنا من شعب مكتف ذاتيا إلى شعب يستورد كل احتياجاته الغذائية من الخارج أصبحنا ننتظر لقمة العيش من الاعداء، وبفضل الله سبحانه وتعالى بعد ثورة 21 سبتمبر حظي هذا القطاع بالاهتمام والدعم من قبل القيادة الثورية وهو ما شجع على التوسع في الزراعة وزيادة كميات الإنتاج، علينا أن نقبل على شراء المنتج الزراعي المحلي، والصناعات الغذائية المحلية.، وان ندفع بأبنائنا خريجي الثانوية للالتحاق بكليات الزراعة والطب البيطري وان نستغل فترة التنسيق والتسجيل في جميع كليات الزراعة والطب البيطري.
عباد الله:
من نعم الله علينا أننا قد وصلنا في موقفنا المشرف بفضل الله وتوفيقه إلى المرحلة الرابعة التي أعلن عنها السيد القائد، وقد دُشنت بعمليات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط الذي تشرف عليه كثير من الدول الإسلامية، ولكنّ الله أراد أن يكون الفضل كله لأهل اليمن، وأن يكون الشرف كله لأهل اليمن.
ونحن عندما نحضر في المظاهرات وندعم التصنيع الحربي؛ فإننا نشارك المجاهدين في القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في أجرهم وجهادهم؛ لأننا ندعمهم بموقفنا هذا ونرفع من عزمهم، وقد أنعم الله على شعبنا بقائد يحبهم ويحبونه، قائد مؤمن شجاع يعتز بشعبه ويسعى لعزته بين الشعوب، قائد هدانا الله به من الضلالة، وأنقذنا به من الغواية، وأعزنا به من الذل، ورفعنا به من الضعة؛ فهو فخرنا، وهو شرفنا، وهو من بيض وجوهنا، ورفع رؤوسنا، وهو من يحق لنا أن نفخر به أمام العالم؛ لأنه لا يوجد لهم قائد كقائدنا، قائد مرتبط بالله بينما الآخرون قادتهم مرتبطون بأمريكا، قائد لا يخاف إلا الله وقادة الآخرين يخافون
أمريكا، قائد يطيع الله والآخرون يطيعون البيت الأبيض، قائد يسعى بكل جد لأن يكون بلدنا قوياً ومنتجاً ومكتفياً وقادة الآخرين يتآمرون على اليمن ويريدون أن يكون اليمن ضعيفاً، قائدنا يقدم لنا هدى الله وقادتهم يقدمون الضلال، قائدنا ينصر المظلومين في غزة وفلسطين وقادة الآخرين يتآمرون على غزة ويطبعون مع الصهاينة.
أيها المؤمنون:
من يشاهد الأخبار ومظلومية أهل غزة وفلسطين لا يمكن أن يكلّ أو يملّ وهو يرى الدماء والأشلاء والأطفال والنساء والخراب والدمار، ولن يمنعنا مطرٌ أو حرٌّ عن مواصلة خروجنا في المسيرات، ومن يبحثون عن المبررات للقعود؛ نقول لهم كما قال سبحانه وتعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} والحرّ الحقيقي هو في مخيمات النازحين في غزة الذين بلا مأوى ولا طعام ولا ماء للشرب ولا دورات مياه ولا غذاء ولا دواء ولا أمان؛ فهل يمكن أن نخذلهم، أو ننساهم وننشغل عنهم؟!
لا يمكن ذلك أبداً، بل سنقابل التصعيد بالتصعيد ولا سيما وقواتنا المسلحة قد وسعت دائرة العمليات، ووصلت صواريخنا إلى المدى الذي سمع به وشاهده العالم، ولا يمكن أن ننصرف إلى المحاولات الإعلامية الفاشلة لحرف انتباهنا ولفت أنظارنا عن مظلومية أهل غزة إلى هنا أو هناك؛ فلا معركة لنا أهم من معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، وهي أولى الأولويات.
وفي الختام:
ندعوكم بدعوة الله، ودعوة أهالي غزة المظلومين، ودعوة الأرامل والنساء والأطفال المظلومين إلى الخروج عصر اليوم للتضامن مع أهل غزة وفلسطين في المسيرات المليونية في مختلف الساحات والمحافظات.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}. {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
----------