الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر ذي القعدة 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :{مقاصدالحج،وذكرى مجزرة تنومه}
التاريخ: 18 / 11/ 1446هـ
المـوافــق: 16/ 5 / 2025م
الرقم: (46)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1-هذه الأيام يتوافدالمسلمون لأداء فريضةالحج الذي له الكثيرمن المقاصدالتي من أهمها الرجوع إلى الله، كما أن الحج يذكربمشهد يوم القيامة، ومن مقاصده توحدالمسلمين ومناقشةمشاكلهم وإعلان البراءةمن أعدائهم
2-الحج تم تفريغه من محتواه عبرالنظام السعودي برفعه تكاليف الحج ونشرالأفكارالضالة وكل ذلك صدللحجاج وإرضاءلأمريكا واليهود
3-سعى البريطاني لتمكين أسرةآل سعود من بلادالحرمين كما مكنوا اليهود من فلسطين لذلك النظام السعودي يقدم الخدمات لهم ولأمريكا ولليهودفي كل الجوانب والمجالات
4- تحل علينا ذكرى مجزرةتنومة التي قُتل فيهاحجاج يمنيون خدمةلبريطانيا آنذاك التي كانت تحتل جنوب اليمن وهذه المجزرةهي ضمن سلسلةجرائم ارتكبها النظام السعودي بحق شعبنا
5- نحمدالله على نصره لنا بهزيمةأمريكا وكم هو الفرق بيننا وبين بقيةزعماء العرب الذين انبطحوا لها واستقبلوا ترامب ليقدموا له الولاء والطاعةوالمليارات من أموال المسلمين فيما يجوع أهل غزة، وأمام ذلك ومظلومية غزة لابد من الاستمرار في الإسناد والخروج المليوني في المظاهرات.
🔹ثـانـياً: نـص الـخـطبـة
الخطبة الأولى
(مقاصد الحج، وذكرى مجزرة تنومة)
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وحبيبه وخليله، اللهم صل عليه وآله الطاهرين، وارض عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
يتوافد المؤمنون من كل أقطار الدنيا إلى الأراضي المقدسة بالحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج والعمرة والزيارة لرسول الله صلوات الله عليه وآله؛ فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الذي فرضه الله سبحانه على عباده المؤمنين منذ أن دعا إليه نبي الله إبراهيم عليه السلام كما قال سبحانه: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}.
فالحج عبادة عظيمة وشعيرة جليلة لا يوجد مثلها، وهي عبادة لها أهدافها وغاياتها ومقاصدها، وليست حركات جوفاء بل هي أعمال مقصودة، ومن مقاصدها وأهدافها: التوبة والرجوع إلى الله؛ فالذهاب إلى بيت الله الحرام هو عودة الى الله وإلى منهجه وطريقه، وهو بمثابة فتح صفحة جديدة مع الله؛ ولذلك يجب ألا يذهب الإنسان إلى الحج إلا وقد عَقَد التوبة والرجوع الصادق إلى الله، وردّ الحقوق إلى أهلها، وتخلص من مظالم العباد التي عليه، وذهب لأداء فريضة الحج بمال حلال ونية صادقة خالصة.
عباد الله:
ومن مقاصد الحج وغاياته: تحقيق التوحيد والإخلاص لله، كيف لا وهي عبادة إبراهيم عليه السلام وملته الذي حطم الاصنام وجعلها جذاذاً؟ وتظهر معاني التوحيد في ألفاظ التلبية وفي مناسك الحج وأذكاره، وقد قال الله سبحانه في سورة الحج متحدثاً عن الحج: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}.
ومن مقاصد الحج: التذكير باليوم الآخر، وذلك ظاهر في ذلك الحشر المهيب الذي هو صورة مصغرة من يوم المحشر، والحجيج بلباس واحد أبيض يشبه أكفان الموتى وقد تركوا الدنيا وراءهم، وأتوا إلى بيت الله متجردين عن الدنيا ومقبلين على الله في مشهد يرسخ الإيمان باليوم الآخر، ولذلك بدأ الله سورة الحج بالحديث عن الساعة واليوم الآخر؛ فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.
كما أنّ من مقاصد الحج وغاياته: توحيد المسلمين وجمع كلمتهم؛ فالحج مؤتمر إسلامي لا نظير له في كل الدنيا، ويجتمع فيه الملايين من خيرة المسلمين، ولو كان الحج اليوم تحت إدارة إيمانية لا تخضع لأمريكا ولا توالي إسرائيل؛ لخرج الحجاج من الحج بمخرجات تمثل حلولاً لمشاكلهم وقضاياهم، ولتمكن الحجاج من كل دولة من تقريب وجهات النظر فيما بينهم، وتعزيز الأخوة الإيمانية، ووضع المعالجات لمشاكلهم، ومعرفة عدوهم من صديقهم؛ ولذلك كان من مقاصد الحج وغاياته اتخاذ موقف حاسم، وإعلان البراءة من أعداء الله تعالى، قال سبحانه: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}؛ فأراد الله من خلال هذه البراءة أن يكون الحج لقاءً دينياً وسياسياً وشاملاً يعرف فيه المسلمون أعداءهم، ويتبرؤون منهم.
أيها المؤمنون:
إنّ هذه المقاصد والغايات لفريضة الحج قد تم تغييبها في ظل حكم آل سعود الذين وضعهم البريطانيون لحكم بلاد الحجاز والحرمين الشريفين بالتزامن مع وضعهم لليهود لاحتلال فلسطين، وهم يقصدون بذلك أن يضمنوا بسيطرة عملائهم على الحرمين؛ القيام بتعطيل دور الحرمين الشريفين عن أداء مهمتهما في استنهاض الأمة؛ وليضمنوا بذلك استمرار سيطرة اليهود على المسجد الأقصى (أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم)، وقد سعى الإنجليز إلى أن تكون المساحة الكبرى من شبه الجزيرة العربية لهذه الأسرة العميلة لهم سابقاً وللأمريكي لاحقاً بصورة علنية وواضحة، وازدادت وضوحاً في المرحلة الأخيرة؛ فكانت هذه الدولة طوال الفترات السابقة تحول دون قيام موقف عربي أو إسلامي لتحرير أرض فلسطين، وتسعى لإفشال القمم العربية والإسلامية والاكتفاء بالبيانات، بل سعت إلى تطويع القيادات العربية وجرّها إلى مربع العمالة والخيانة، وصناعة الحروب والأزمات والانقلابات البيضاء والمسلحة ضد كل من يرفض الخضوع لأمريكا، وقد وصلت العلاقات السعودية الأمريكية والإسرائيلية في السنوات الأخيرة إلى درجة أن تسلم الإدارة الأمنية للمشاعر المقدسة إلى شركة بريطانية يملكها رجل صهيوني، وشاهدنا يهودياً في جبل عرفات ويهودياً في المسجد الأقصى، وشاهدنا الخطيب المتصهين العيسي هو من يخطب في صعيد عرفات.
أما التعاون الاقتصادي فما رؤية عشرين ثلاثين، ومدينة نيوم، ومدينة النور، وشراء جزيرة تيران وصنافير إلا في إطار التعاون والتطبيع الاقتصادي بين آل سعود واليهود، حتى شاهدنا تنافساً بين الإمارات والسعودية في التقارب مع الصهاينة.
أما التطبيع العسكري بين آل سعود والصهاينة فقد ظهر في العدوان على اليمن الذي كان من أجل حماية الصهاينة والأمريكيين الذين أبدوا تخوفهم من سيطرة اليمنيين على باب المندب، وظهر في اعتراض القوات السعودية للصواريخ اليمنية المتوجهة نحو الصهاينة، وظهر في الجسر البري الذي أقاموه لفك حصارنا على اليهود.
وأما التطبيع الثقافي فقد توجه آل سعود لتبني ثقافة الدعارة والانحلال والسفور والتبرج بخطوات متسارعة طلباً لرضا اليهود عنهم، وهناك تنافس ايضاً في هذا الجانب بين الإمارات وآل سعود كما هو ظاهر للعيان.
وأما التطبيع الإعلامي فيستطيع المتابع أن يعرف ذلك من خلال قنوات (العربية والحدث) التي يوشك من يتابعها أن يتصهين ويتأثر وهو يراها تهاجم الفلسطينيين وتحسن صورة اليهود وتخفف جرائمهم؛ فأمريكا هي الشيطان الأكبر، وآل سعود هم قرن الشيطان كما أشار إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
أيها المؤمنون:
إنّ ولاية الحج ليست وراثة لأحد بل هي مخصوصه للمتقين كما قال سبحانه وتعالى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}؛ فمن خلال هذه الآية الكريمة ومن خلال النظر إلى واقع الحرمين الشريفين في ظل نظام آل سعود نجد عدم أهلية النظام السعودي الذي يصد عن المسجد الحرام بمختلف الوسائل والأساليب، من خلال ترهيب الحجاج ومضايقتهم، ومنع الدعاء لغزة وفلسطين، ومن خلال ترويض الناس على عدم الاهتمام بالحج ليتمكنوا في أي وقت من منع الحج كما صنعوا مع ذريعة كورونا.
ويصدون عن المسجد الحرام من خلال رفع تكاليف الحج بدون مبرر إلا لجني الأموال من كواهل الحجاج، و من خلال استخدام المقدسات و فريضة الحج كورقة ضغط في صراعاتهم ليمنعوا من يشاؤون كما فعلوا بالحجاج من سوريا وقطر وليبيا والعراق واليمن، ويصدون من خلال استغلال النظام السعودي للمقدسات للتضليل ونشر الأفكار المتطرفة وبث الفرقة بين المسلمين، ومن خلال محاصرة الحرم المكي بالقصور الملكية والاستثمارات الخاصة بآل سعود على حساب توسعة الحرم المكي، وغيرها من الأساليب للصد عن بيت الله وعن أداء فريضة الحج حتى بالصورة الجوفاء التي يحرص عليها آل سعود في كل موسم حج، فضلاً
عن قيامهم بإزالة المعالم الأثرية من مكة المكرمة والمدينة المنورة على العكس من حصون خيبر التي قاموا بترميمها والحفاظ عليها.
أيها المؤمنون:
إنّ للبيت الحرام دوراً محورياً في هداية الأمة، ولفريضة الحج دوراً في الصراع مع أهل الكتاب؛ ولذلك جاءت آيات الحج في سورة البقرة متوسطة بين الحديث عن أهل الكتاب لما يمكن أن تقوم به هذه الفريضة في الصراع مع أهل الكتاب الذين يعرفون أهمية ودور هذه المقدسات في الصراع معهم، وأنها لو كانت تحت قيادة إسلامية لاستطاعت استنهاض الأمه ثقافياً وتوعوياً وعسكرياً وفي جميع المجالات؛ ولذلك فهم حريصون على أن يكون الحرمان الشريفان تحت سيطرة عملائهم حتى لا يتحقق هذا الدور الهام والمحوري، ولا بدّ أن يعاقبهم الله بسبب ذلك: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
عباد الله:
تمرّ علينا الذكرى السنوية لمجزرة تنومة التي ارتكبها النظام السعودي بحق آلاف الحجاج اليمنيين خدمة لبريطانيا التي أنشأته، والتي كان شعبنا في حينه يجاهد ضدها لتحرير جنوب اليمن؛ فأمرت بريطانيا عملاءها من آل سعود بارتكاب تلك المجزرة لتشغل شعبنا عن تحرير أراضيه، وهذه الجريمة ليست الأولى ولا الأخيرة؛ فالنظام السعودي تاريخه أسود تجاه اليمن وتجاه شوب الأمة، وما عدوانهم على اليمن في (2015م) إلا حلقة من سلسلة التآمر على اليمن، إلا أنّ الجديد في هذه المرة هو انضمام الخونة إليهم والذين ألقى بهم التاريخ إلى مزبلته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
نحمد الله على ما منّ به من نصر عظيم لشعبنا اليمني العزيز، هذا النصر الكبير الذي أعلنت فيه أمريكا عن فشلها وعجزها عن مواجهة شعبنا على لسان رئيسها المتعجرف الكافر الذي توعد بالجحيم؛ فكان الجحيم من نصيبه ونصيب قواته التي جاءت بكل ما أوتيت من قوة؛ فأتت بخمس حاملاتٍ للطائرات، وأتت بالقاذفات الشبح، واستخدمت الصواريخ الثقيلة والطائرات المُسيرة والطائرات الحربية المتطورة: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}، {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا}، وصدق الله القائل: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}، والقائل سبحانه: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ}، والقائل سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، والقائل جل جلاله: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
وهذا النصر هو ثمرة الموقف والتحرك والصدق والصمود والتفاعل والاهتمام وبذل الوسع حتى حصل هذا النصر الإلهي الكبير الذي تفاجأ به الصديق والعدو، والذي ظهرت فيه أمريكا كما قال الشهيد القائد رضوان الله عليه أنها: (قشّة) وليست عصا غليظة إلا في أوهام الانهزاميين وضعفاء اليقين.
عباد الله الأكارم:
إنّ هذا النصر لم يحصل إلا بعد أن اكتمل الفرز والغربلة للناس جميعًا؛ فظهر كلٌ على حقيقته، والحمد لله الذي شرفنا ووفقنا ونصرنا وقوّانا حتى تمكنا من طرد حاملات الطائرات وإرعابها بعد أن أرعبوا بها العالم، وأسقطنا الطائرات الحديثة غالية الثمن، واصطدنا بقوة الله طائراتهم المسيرة فخر صناعتهم، ولم تستطع الحملة الأمريكية ولا الأوروبية من فكّ الحصار بل شملهم الحصار ودخلوا في الحظر البحري، وقوّانا الله حتى فرضنا حظرًا وعقوبات على الشركات الأمريكية بعد أن كانت أمريكا تستخدم الحظر ضد من تشاء ولا يحظرها أحد، وأمدّنا الله بقوته حتى فرضنا حظرًا على الصهاينة حتى تعطل ميناء أم الرشراش وسرّحوا عُمّاله، ثم وصلنا إلى أن فرضنا حظرًا جويًا عل مطارات الصهاينة وتوقفت معظم شركات الطيران، وحتى وصلت الورطة بأمريكا إلى أن تنجو بجلدها وتترك الصهاينة وحدهم ليواجهوا شعب الإيمان والحكمة: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ
وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ).
وقد ظهر الفرز جليًا: فكم هو الفرق بين موقف شعبنا وقائدنا وقواتنا المسلحة وبين موقف الآخرين كدولة مصر والأردن التي حاصرت غزة والتي كانت مع السعودية تحاول اعتراض صواريخنا وطائراتنا المُسيرة، أو موقف الإمارات التي أقامت جسرًا بريًا يمرّ منها إلى السعودية ثم الأردن، وكذلك لا يزال طيرانها المدني يطير إلى مطارات العدو رغم توقف الكثير من شركات الطيران، أو موقف تركيا التي كانت موانئها تنقل البضائع والأسلحة إلى الكيان عبر البحر الأبيض المتوسط، وكيف لا وهي عضو في حلف الناتو، أو كالجماعات التي سيطرت في سوريا، ثم تركت الجهاد واستسلمت أمام الصهاينة، وها هو النظام السعودي - بينما يتوافد الحجاج من كل فج عميق لأداء فريضة الحج - ينشغل باستقبال ترامب الذي جاء لينهب أموال الحجاج وثروات المسلمين، وليجتمع إليه الأراذل من الزعماء ليقدّموا له الولاء والطاعة؟
فكم هو الفرق بين أولئك العملاء وبين قائدنا الذي يصف ترامب بالكافر والأحمق والأرعن والمتعجرف والغبي، وينازله في معركة كبرى حتى يعلن ترامب الاستسلام، بينما أولئك يتعاملون معه وكأنه إله يطيعونه كما شاهدنا ذلك مع ملك الأردن حينما ذهب إلى أمريكا، وعلى ذلك فقِس، وصدق الله القائل: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.
أيها المؤمنون:
يسعى الأعداء لإغراق بلادنا وشبابنا في الحرب الناعمة وفي المخدرات، ويسعون بكل جهد لنشر المياعة والفساد الأخلاقي من خلال: التبرج في الشوارع والاختلاط، ومن خلال الأزياء غير المحتشمة كبعض البالطوهات المزركشة والمُخصرة والمقلّمة، ومن خلال مظاهر شبه التعري في بعض أعراس النساء، والذي يزداد خطورة مع وجود الكاميرات والتلفونات، ومن خلال الأفلام والمواقع الإباحية في شبكة الإنترنت والتي نحتاج إلى الحذر منها على نفوسنا ونسائنا وأولادنا وبناتنا، وأن نكون القدوة الحسنة، وأن نوعي الصغار والكبار من خطورة الحرب الناعمة، وخطورة الإدمان على التلفونات والمسلسلات والإنترنت على الصغار والكبار والرجال والنساء والذكور والإناث، والحذر من قرناء السوء على البنين والبنات.
وفي الختام:
ندعوكم بدعوة الله ودعوة رسوله ودعوة الأقصى الشريف ودعوة المظلومين في قطاع غزة.
ندعوكم بمظلومية الأطفال والنساء ودعوة الجوعى المحاصرين؛ لتخرجوا إلى مواقف العزة والنصرة والتأييد، ولتحددوا وتجددوا موقفكم الإيماني، ولتقولوا لإخوانكم في غزة: لستم وحدكم؛ فنحن معكم والله معكم ولن نخذلكم.
ندعوكم اليوم للخروج بدعوة القائد الذي يقود معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، والذي نكّل بالصهاينة والأمريكان، والذي يدعونا للخروج في المظاهرات ويدعو القوات المسلحة للقصف؛ فهذا القائد يدعوكم وهو الذي يدعو الكل لإبراء ذمتهم، ويدعو الإعلاميين للتضامن، ويدعو الأمة والعالم للقيام بواجبهم.
ندعوكم للمشاركة في هذا الشرف وفي هذا الفضل وفي هذا التوفيق وفي هذا الموقف وفي هذا الجهاد المقدس: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}. {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
----------