الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر جمادى الأولى لعام 1445هـ
الــعـنــــــــوان: (مستمرون في نصرة القضية الفلسطينية)
التاريـــــــــــــخ: 4/ 5 / 1445هـ الموافق: 17 / 11 / 2023م
الـرقــــــــــــم: ( 18 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1-الكثير يرسم لنفسه طريقاً سهلة إلى الجنة ويأخذ من الدين ما يعجبه بينما الله يريد منا الالتزام بدينه كاملاً كما كان رسول الله مجاهداً وآمراً بالمعروف وقد أمرنا أن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
2-من الذل والهوان أن يتداعى الغرب الكافر لنصرة الظالم ونحن المسلمين نتخاذل عن نصرة المظلوم حتى أن قادة 57 دولة عربية وإسلامية خرجوا ببيان ضعيف يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية.
3-القرآن قدم التعريف الكامل عن اليهود وجرائمهم الفظيعة وأتى الواقع ليثبت ذلك فعجباً ممن يواليهم أو يوالي أولياءهم ففي هذه المرحلة إما مؤمن صريح أومنافق صريح.
4-أمام اليهود لابد من جهادهم والعودة إلى القرآن وأعلام الهدى والشعب اليمني حينما التف حول السيد القائد لم يبال بتهديدات أمريكا وقال لهم أننا لسنا ممن يتلقى توجيهاته منكم وسنستمر في استهداف كيان الاحتلال ولن نتردد عن ضرب المصالح الصهيونية في كل مكان حتى في البحر.
5-في الذكرى السنوية للشهيد
لابد من معرفة منزلتهم والإهتمام بأسرهم فلولا تضحياتهم لكنا نرزح تحت وطأة الإحتلال.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 ثانياً: نص الخطبة.
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
يقول الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.هذه الآية المباركة هي جرس تنبيه لنا نحن الذين نعيش في غمرة الغفلة عن المستقبل الأخروي الأبدي الذي يتحدد فيه مصيرنا؛ فيكون الإنسان إما من أهل الجنة أو من أهل النار ولا مصير ثالث بينهما، وإذا لم نسلك طريق الجنة فالبديل هو الضياع والشقاء في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، وعندما يُصدِّر الله هذه الآية المباركة بقوله: (اتَّقُوا اللَّهَ) فهو يوحي لنا بأن الأمر في أقصى درجات الأهمية؛ فيجب أن نتقي الله في الالتزام بهذا التوجيه الإلهي المهم، ولنفهم أيضاً بأن مخالفة هذا التوجيه يترتب عليها سوء المصير والعياذ بالله.
عباد الله:
إنّ الكثير منا يرسم لنفسه طريقاً سهلة إلى الجنة، ويجتزئ من الدين ما هو سهلٌ تطبيقه، ويبتعد عمّا يرى فيه مشقة عليه، بينما الله أنزل إلينا الدين كاملاً فلن يقبله منا إلا كاملاً، ولنا في رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسوة حسنة؛ فقد كان يتحرك كعبدٍ لله سبحانه وتعالى في كل ما يأمره الله به، فكان العابد الأول، وكان المجاهد الأول، وكان الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وكان الحريص على هداية الناس، والذي يشق عليه معاناتهم كما قال الله جل شأنه:(عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). وقد ربّى الأمة على أن تكون جسدًا واحدًا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمّى، ولكن الأمة اليوم - أيها الإخوة - قد تفرّقت تحت عناوين متعددة فأصبح الكثير من المسلمين لا يستشعرون مسؤوليتهم تجاه بعضهم البعض، ولا يقفون مع الشعب الفلسطيني المظلوم، بينما يأتي أعداء هذه الأمة من اليهود والنصارى ليعززوا هذا التفرق ويتفرّدوا بمن شاؤوا؛ فيرتكبون الجرائم الفظيعة بحق هذه الأمة، ويتوحدون ضدنا، ويقفون مع كيان الاحتلال الظالم والمجرم، وهم من قد ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء، بينما الكثير من أبناء الإسلام لا يهمه ما يحصل ولا يبالي بتلك الدماء المسفوكة ظُلماً.فأين هؤلاء من الحديث المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين، ومن سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين)، ولا قيمة لأي طقوس عبادية نؤديها ونحن لا نستشعر مسؤوليتنا أمام الله، ولا نوالي أولياءه ولا نعادي أعداءه.
أيها المؤمنون:
إنّ ما يحصل في هذه الأيام من إجرام وطغيان يهودي بحق المظلومين في فلسطين، وما نشاهده جميعاً من مجازر فظيعة بحق الأطفال والنساء التي وصلت إلى حد الاستهداف للمستشفيات التي يأوي إليها هؤلاء هربًا من جحيم الغارات الإسرائيلية؛ يستدعي منا أن نعمل كلّما بإمكاننا أن نعمله مما يرفع المؤاخذة الإلهية والحرج علينا أمام الله سبحانه وتعالى، واليهود والنصارى بذلك يشهدون على أنفسهم بأنّ كلما قاله القرآن الكريم عنهم له شواهده الكثيرة من واقعهم، ولكننا - أيها الإخوة - عندما ابتعدنا عن القرآن الكريم تمكّن الأعداء من إذلال هذه الأمة وقهرها، على الرغم من التجارب المريرة التي خاضتها هذه الأمة معهم، وما أكثر العبر والدروس التي مرّت وتمرّ علينا خصوصا نحن أمة محمد صلوات الله عليه وعلى آله؛ لأننا آخر الأمم وأمامنا رصيد هائل من الأحداث والدروس والعبر، سواء ما سطّره القرآن الكريم، أو ما نعايشه في زماننا هذا؛ فمن العجيب أن تضِل أمةٌ بين يديها هذا الرصيد العظيم، ومن العجيب أنّ هذه الأمة تتعرض لضربات متتابعة من قِبَل أعدائها دون أن تستفيق وتعود إلى القرآن الكريم الذي فيه الحل والمخرج لها تحت راية الأعلام الحقيقيين الذين يهتدون ويهدون بالقرآن، ولا أدلّ على وضع الأمة المؤسف مما نشاهده من ذل وهوان تحت أقدام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.
أيها الإخوة المؤمنون:
أليس من الذل والهوان أن يتداعى زعماء الغرب الكافر إلى كيان العدو الإسرائيلي معلنين تضامنهم ومساندتهم لهذا الكيان المجرم الظالم بينما الكثير من زعماء هذه الأمة لا يجرؤون حتى على إعلان التضامن مع المظلومين في فلسطين؟! وقد شاهدتم القمة المخزية لقادة سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية، وشاهدتم حال البعض ممن بلغ به النفاق إلى الإساءة للمجاهدين في غزة الذين يخوضون معركة سوّدت وجه العدو الإسرائيلي، وأظهرت هشاشته وضعفه، وقمعت كبرياءه وجبروته.
وقد خرجوا ببيان ضعيف وهزيل كان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية أو من شخصٍ واحد، وليس من سبع وخمسين دولة بثقلها وإمكانياتها، وهذا البيان سَخِرَ منه العدو الإسرائيلي، وفهموا منه أنّ زعماء العرب والمسلمين يراعونه، ويكبلون الأمة حتى لا تتخذ أي إجراء عملي أو تقف موقفًا حازمًا ولو بالحد الأدنى. وبعض الدول العربية لم تكتفِ بالتخاذل بل لها تواطؤ تحت الطاولة مع الأمريكي ليفعل العدو الإسرائيلي ما يريد في غزة، وها هو النظام السعودي يعلن عن موسم الرقص والمجون في الرياض بينما تتعرض غزة للجرائم الرهيبة، وتعيش المأساة الكبيرة، وابتعدوا بذلك عن كل القيم الإيمانية والإنسانية والأعراف القبلية.
إخوة الإيمان:
إنّ القرآن الكريم قد قدّم التوصيفَ الكامل لليهود والنصارى، والتعريفَ الكامل بخطورتهم على هذه الأمة، وقدّمهم بأنهم الأعداء الرئيسيون لها، وهذا يشهد بأنّ هذا القرآن هو كتابٌ للأمة إلى آخر أيام الدنيا، وأنّ الذي أنزله هو الله الذي يعلم السر في السماوات والأرض، ويعلم ما ستواجهه هذه الأمة في مستقبلها، وأنه لم يأتِ الواقع متخلِفاً عما أورده القرآن الكريم، قال الله جل شأنه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ). وعندما نعود إلى القرآن الكريم فإننا نجده يحمل الإدانة الكاملة لليهود الذين طالما حاولوا تقديم أنفسهم أمام العالم بصورة مغايرة لحقيقتهم، وإذا بمصاديق الآيات القرآنية التي تحدثت عنهم تتجلى في الواقع بشكل عجيب؛ لأن معنى آيات هي: أعلام على حقائق: حقائق من الهدى، وحقائق من واقع الحياة، وحقائق من مستقبل الغيب، فما شاهدناه وشاهده العالَم من إجرام ودموية اليهود خصوصاً في هذه الأيام هو مصداق لقول الله سبحانه وتعالى عن اليهود: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ . هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
وقد رأينا تجليات هذه الآيات في هذه الأيام من خلال التصريحات التي صدرت من قادة وشخصيات بارزة في كيان العدو الإسرائيلي، وكذلك من مستوطنين؛ فذاك يصفهم بالحيوانات، وذاك يقترح بأن تُضرب غزة بقنبلة نووية، وذاك يوصي الجيش بأن يقتلوا حتى الأطفال والنساء، وهم ينطلقون في ذلك من منطلق ديني وثقافي تربّوا عليه. فعجباً واللهِ .. ممن يواليهم أو يوالي أولياءهم بعد كل هذا الوضوح في الحقائق، فما بقي بعد هذا إلا إيمان صريح أو نفاق صريح.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أيها الإخوة المؤمنون:
منذ أن جَثَمَ العدو الصهيوني اليهودي على جزء من هذه الأمة وهو ينتظر الفرصة المناسبة ليحتز رأسها ويُجْهز عليها، وقد تجلى خلال خمس وسبعين سنة من عمر هذا الكيان أن لا حل معه إلا الجهاد والمقاومة، وقد جرّب العرب والمسلمون كل العناوين فلم تُفلح؛ لأنها عناوين لم تنطلق من القرآن الكريم؛ فلهذا فشلوا وخابوا وخسروا، فليس أمامنا - أيها الإخوة - إلا العودة إلى القرآن الكريم والانطلاقة العملية على أساسه؛ لأن موقفنا من قضية فلسطين والمسجد الأقصى هو موقف إيماني بدافع المسؤولية الإيمانية، ولا يمكن التخلي عنه تحت أي ظرف من الظروف، ونحن في اليمن بفضل الله سبحانه وتعالى لم نتخلَّ عن القضية الفلسطينية ونحن تحت الحديد والنار، وقدمنا التضحيات والشهداء في هذا الطريق؛ لأن من أبرز أسباب العدوان علينا من البداية هو موقفنا من أعداء الإسلام من اليهود والنصارى، وإذا نظرنا إلى منظومة العدوان من أئمة الكفر وأئمة النفاق سنجد أنهم متناغمون في مخططاتهم ضد من يعادي أمريكا وإسرائيل من حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين وغير فلسطين، فَمَنِ الذي تصدر العدوان علينا إلا الدول التي طبّعت مع العدو الإسرائيلي، ومَن الذي ساندهم من أدوات الداخل إلا الذين تسابقوا إلى كسب ود الأمريكي من قَبل العدوان على بلدنا وأثنائه، وتجلت في هذه الأيام: الحقيقة التي أطلقها السيد القائد بأنّ من يقبلْ بأمريكا سيقبل حتماً بإسرائيل، أما المجاهدون الذين أعلنوا البراءة من أعداء الله من البداية فقد أثبتت الأحداث مصداقية موقفهم، وجدوائية تحرُّكِهم؛ فتحوّلت صرخاتهم إلى صواريخ، ومَسيراتُهم إلى مُسيّرات، وأتبعوا القول بالفعل، وما ذلك الموقف العظيم من السيد القائد يحفظه الله إلا تجلياً لعظمة هذا القائد الذي اصطَفَّ وراءه الشعب اليمني العظيم مفوّضا له في اتخاذ القرارات التي يتخذها بدافع المسؤولية أمام الله غيرَ مبالٍ بتهديدات أمريكا؛ بل إنه ردّ على أول تهديد لها ردًا عملياً مباشراً بإطلاق دفعات من الصواريخ والطائرات المُسيرة في نفس اللحظة، وقال لها بأننا لسنا كبقية دول المنطقة حتى نتلقى توجيهاتنا منكم، وأمام تهديدات أمريكا بإعادة الحرب، وإفشال الاتفاق الذي كان وشيكًا مع دول العدوان، وكذا أيقاف المساعدات؛ أجاب بأننا غير مكترثين بذلك؛ لأن موقفنا هو موقف مبدئي ديني نابعٌ من إيماننا، وليس للمزايدة، أو لتحقيق أهداف خاصة؛ فنحمد الله على هذا المشروع الجهادي العظيم، وعلى هذه القيادة التي شرّفنا الله بها، وعلى هذه المواقف التي تُبيّض وجوهنا أمام الله وأمام العالم بكله.
وقد أعلن السيد القائد وشعبنا اليمني العظيم أننا سنستمر في موقفنا الواضح والمعلن والمساند للقضية الفلسطينية، وسنستمر في إرسال الصواريخ والطائرات المُسيرة إلى عمق كيان الاحتلال، ولن نتردد في توجيه الضربات على العدو الإسرائيلي داخل فلسطين أو خارجها في كل مكانٍ تصل إليه أيدينا.
وها هي سفن العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وباب المندب لا تجرؤ أن ترفع أعلامها في الوقت الذي يرتفع علَمها في عواصم بعض الدول العربية، ويحتاجون إلى التمويه في سواحلنا وإغلاق أجهزة التعارف؛ لكنّ أعيننا مفتوحة؛ لرصدهم والظفر بهم؛ لضربهم واستهدافهم بقوة الله العزيز الجبار.
ونقول لدول الجوار افتحوا لنا طريقًا بريّا؛ ليذهب مئات الآلاف من شعبنا للمواجهة المباشرة مع كيان الاحتلال، وجربونا لنثبت صدقنا في ذلك، أما من يزايد علينا أو يشكك في موقفنا؛ فإننا نقول له: تفضل لمواجهة العدو الإسرائيلي ونحن سنشيد بك، ونثني عليك؛ لأن المطلوب منا جميعًا كمسلمين أن يكون لنا موقف في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم.
عباد الله:
في ظل ما يتعرض له أبناء غزة من مجازر وحشية من قبل قوات الإحتلال الصهيوني الغاصب، جاء قرار الحكومة بمقاطعة البضائع الأمريكية وكذا منتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني وهذه المقاطعة الاقتصادية تعد سلاحاً استراتيجياً دعاء إليه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه قبل أكثر من عشرين عاماً، وهو ما يتوجب علينا جميعاً التفاعل مع هذا القراروأن نتوجه لشراء المنتجات المحلية ومنها المنتجات الزراعية والصناعات التحويلية
من عصائر وبسكويتات وكيك وغيرها، فهناك الكثير من منتجات الأسر اليمنية والتي باتت تتواجد في معظم السوبرات والمحلات التجارية، ومنها ما يتوفر كل خميس في سوق الخميس بميدان التحرير والذي يباع فيه منتجات محلية 100% عصائر ومخللات وملابس واكسسورات وعطور ومنظفات فالمقاطعة الاقتصادية فرصة للتوسع في الإنتاج المحلي، ومنها القطاع الزراعي والصناعي، فالكل معني والكل مسؤول، فكل ريال تشتري به منتجات أمريكية وصهيونية يتم به شراء رصاصة تقتل مواطن في غزة.
أيها المؤمنون:
ونحن على مقربة من الذكرى السنوية للشهيد: يجب أن نستشعر أنّ لهؤلاء الشهداء فضلاً عظيماً علينا؛ فلولاهم لكُنّا نرزح تحت وطأة أمريكا أمِّ الإجرام، ولكُنَّا فقدنا ديننا وكرامتنا الإنسانية، وَلَكم أن تتصوروا ماذا لو تمكنت أمريكا مع المنافقين في بلدنا العظيم؟ وماذا كانوا سيفعلون؟.
وشهداؤنا هم شهداءٌ في طريق القدس؛ لأن عدوّنا هو ذاته عدو فلسطين، والمؤامرات علينا هي نفسها التي يتآمرون بها على فلسطين وعلى كل الشعوب الحرة؛ فعلينا أن نستعد للذكرى السنوية للشهيد بما يليق بها؛ فهي عظيمة بعظمة من نحيي ذكراهم، وكيف لا نُكرمهم والله الكريم هو من كرّمهم؛ فنهانا عن أن نعتبرهم أمواتا في قرارة أنفسنا كما قال جل شأنه: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، ونهانا عن أن نقول قولاً أنهم أموات، فقال سبحانه وتعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)؛ فسلام الله على الشهداء في سبيل الله ورحمته ورضوانه.
عباد الله :
أكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله امتثالًا لقول الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرّجته، ولا حاجة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسّرتها يا أرحم الراحمين، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا يا الله على أمريكا وإسرائيل وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين، وانصرهم نصرًا عاجلًا يا قوي يا عزيز، اللهم ارحم الشهداء في سبيلك واجزهم عنا خير الجزاء، واشفِ جرحانا، وفرّج عن أسرانا، واكشف عن مصير مفقودينا، وانصر وأيّد واحفظ قائدنا بحفظك.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------