الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر شوال 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :{انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
التاريخ: 13 / 10/ 1446هـ
المـوافــق: 11/ 4 / 2025م
الرقم: (41)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-العدوان على غزة هدفه التهجير والقضاء على القضية الفلسطينية والعدوان على سوريا ولبنان هدفه ترسيخ قاعدة الاستباحة
2️⃣-معركتنا هي مع العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق شعب فلسطين وعدوان أمريكا علينا هو إسناد للصهاينة في إجرامهم ولمنعنا من مساندةغزة
3️⃣-أخطر حالة على الأمةوالإنسانية التي تقتل الضمير هي السكوت والتعود على مشاهد الاجرام بلا موقف
4️⃣-لا عذر لأحد اليوم أمام ما يحدث والكل مسؤول وعليه التحرك والصمود والثبات على الموقف الحق له أهمية، ولا يمكن لعدوان أمريكا أن يوقفنا عن مساندة الشعب الفلسطيني
5️⃣-من نعم الله علينا أننا نجد أنفسنا منسجمين مع توجيهات الله في كتابه بالجهاد، ومن لم يجاهد اليوم ضد الصهاينة فمتى سيجاهد
6️⃣-الخسارة الكبيرة هي أن يسقط آلاف الشباب بالحرب الناعمة التي تقتل إيمان الإنسان وأخلاقه وقيمه والمدارس الصيفية مهمة في إكساب الجيل الناشئ المنعة والأخلاق والبصيرة والعلم
7️⃣- ندعو الجميع بدعوة الله إلى الخروج القوي نصرة لغزة ومواجهة للعدوان الأمريكي على بلدنا
◼️ ثانياً: نــص الخــطبة
*الخطبة الأولى*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِ العالمين، الحمد لله الذي جعل الجهاد بابًا من أبواب الجنة فتحه لخاصة أوليائه، القائل في كتابه العزيز: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، قوة كلِّ ضعيف، وغِنَى كل فقير، ونصير كلِّ مظلوم، ونَشْهَدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أَرْسَلَهُ بشيراً للمؤمنين، ونذيراً ومجاهداً ومحارباً للطغاة المفسدين؛ فبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ الظُلمة، وجاهد الطغاة الظَلمة؛ فأَعَزَّ بِهِ المؤمنِينَ، وَأَذَلَّ بِهِ الْكافرينَ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
تعاني الأمة الإسلامية اليوم من عدوان شامل يشنه عليها بنو إسرائيل شذاذ الآفاق، وأحفاد القردة والخنازير، وعبدة الطاغوت، وقتلة الأنبياء، والمفسدون في الأرض، وأعداء الله وملائكته وكتبه ورسله، وأعداء البشرية عامة، والمسلمين خاصة، وفي غزة وحدها من الجرائم ما تتفلق له الصخر، وتنشق له الجبال، فهناك قتل للمستضعفين بكل وحشية، وقتل للأطفال والكبار والنساء، ويضربون البيوت والمدارس والمستشفيات، ويضربون الخيام، ويقتلون الناس في الشوارع، فلا ترى إلا أشلاء ودماء، وأطراف مقطعة، وأجساد ممزقة، وإبادة جماعية لكل حي على الأرض، والهدف هو أن تخلو لهم فلسطين وتنتهي قضيتها، ولا يريد اليهود أن يبقى فلسطيني واحد في أرضه، ولا يريدون أن يسمعوا أحدا في المستقبل يتحدث عن القضية الفلسطينية، ويريدون أن يبيدوا الفلسطينيين كما فعل الأمريكيون بالهنود الحمر، ويهجروهم حتى لا يبقى منهم أحد، وفي نفس الوقت يحتلون ويقتلون في سوريا ولبنان لكي يرسخوا قاعدة الاستباحة العامة، ليترسخ لدى العالم كله والمسلمين بالذات أن لليهود الحق الكامل في احتلال أي أرض وقتل أي شعب؛ فلا قانون سيمنعهم، ولا قوة ستقف في وجوههم، ويريدون أن ييأس المسلمون من القدرة على مواجهتهم فيستسلمون في كل بلد لما تريده إسرائيل وأمريكا.
أيها المؤمنون:
معركتنا في اليمن هي مع اليهود الصهاينة أعداء الله ورسله الذين أمرنا الله بقتالهم في كتابه، وقاتلهم النبي في حياته، وأمرنا بقتالهم، ومعركتنا هي نصرة لإخواننا الفلسطينيين المستضعفين الذين أمرنا الله بمساندتهم ونصرتهم، وهم اليوم أكثر الناس مظلومية على وجه الأرض، وأمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن نتحرك لمساندتهم؛ فقال صلى الله عليه وآله: (من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين)، وقال: (لا قُدست أمة لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن المنكر، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته)، وكل شيء فينا من دين وعروبة وهوية يأمرنا أن نتحرك لنصرتهم، ولكن أتت أمريكا بعدوانها على الشعب اليمني مساندة لإسرائيل، وأتت بكل ما تملك لتعتدي على الشعب اليمني الذي لا يزال حرا ويقف في وجه الطاغوت، وأتت لتقتل وتهدم وتدمر لأنها تريد أن يبقى الباب لليهود مفتوحا ليفعلوا ما شاءوا من قتل وإجرام، وتريد أمريكا منا أن نتوقف عن النهي عن المنكر الذي
تفعله إسرائيل، ويريدون أن نتفرج ونسكت على أكثر من خمسين ألف إنسان مسلم عربي قتلوهم ولا زالوا يقتلون في غزة، منهم أكثر من ثمانية عشر ألف طفل، وأكثر من اثني عشر ألف امرأة، ويريدون أن نتفرج فنفقد ديننا وشرفنا، ونحمل الخزي والعار، ونبقى عرضة لعذاب الله في الدنيا والآخرة.
وقد تعرضنا في اليمن على مدى سنوات العدوان لقرابة الثلاثمائة ألف غارة فلم ننكسر ولم ننهزم، ولأكثر من عام ونحن نتعرض لعدوان أمريكا لم ولن ننكسر ونخضع؛ لأن قوتنا في إيماننا بالله وثقتنا به، وثقتنا بصدق وعده بنكال وزوال الظالمين، وصدق وعده بنصر المؤمنين، وقوتنا في ثبات شعب الأنصار الذي ثبت أجداده مع رسول الله في أحلك الظروف، هذا الشعب الذي مُلئ إيمانا وثقة بالله في زمن الارتداد عن الدين.
أيها المؤمنون:
إنّ أخطر حالة على الأمة اليوم هي أن تتحول مشاهد ذلك الإجرام إلى حالة روتينية تشاهدها الأمة ثم تسكت وتقعد، أو تكتفي ببيانات التنديد والشجب، وتعتقد الأمة أنّ ما يحدث في فلسطين خطر على الفلسطينيين فقط، بينما أصبحت الخطورة على البشرية كلها؛ فاليهود يريدون أن يتعود الناس على الإجرام والمجازر؛ فيموت الضمير الإنساني ويتخلى الناس عن كلما يحركهم ضد الظلم من شرائع ومبادئ وقيم وأعراف وأخلاق، وتتحول الساحة العالمية إلى غابة لا يضبطها شيء، وبالتالي فالمسؤولية اليوم أكثر من أي مرحلة مضت، وهي مسؤولية على كل إنسان في هذه الأرض؛ ليقف أمام ذلك المنكر الذي يستهدف الإنسانية وفطرتها، وعلى كل مسلم مسؤولية أكبر في أن يتحرك ليقف أمام ذلك المنكر الذي يستهدف المسلمين والإسلام، والرسول والقرآن، ويستهدف شعبا مسلما قبلته الكعبة، ونبيه محمد، وكتابه القرآن، ودينه الإسلام الذي يدين به ملياري مسلم، وعلى كل عربي مسؤولية أكبر ليقف أمام منكر يستهدف شعبا عربيا، ويقتل في أرضه العربية، ويطرد ويشرد منها، ولا عذر للجميع أمام الله: لا عذر للأنظمة ولا للشعوب، لا عذر لعالِم ولا لمعلم ولا لخطيب ولا لإعلامي، لا عذر لأي إنسان، وسيُسأل كل مسلم أمام الله، ما دورك؟ وماذا فعلت للشهداء من أمتك الذين ترى عدوك يقتلهم يوميا بالعشرات؟ ماذا فعلت للأطفال والنساء من أبناء دينك وجلدتك الذين استنجدوا بك، ودعوك لنصرتهم؟ فالنجاة اليوم من الخزي والعذاب في الدنيا والآخرة في الكلام لا في السكوت، في التحرك لا في القعود، في الجهاد لا في التخاذل، وفي الجهاد الشرف والعزة، وفي التخاذل العار والشنار.
عباد الله:
لقد سكت العالم كله أمام ما يحدث في فلسطين، وبقي اليمن وحده شعلة في ليل الظلم والنفاق ناهيًا عن المنكر وآمرًا بالمعروف، ومجاهدًا في سبيل الله بالمظاهرات والإنفاق والتدريب والمقاطعة، ومستهدفًا للمجرمين بكل سلاح متاح، ويساند إخوانه في فلسطين ويتصدى لضربات أمريكا، ويواجه حاملات طائراتها، ويُسقط حوالي سبع عشرة طائرة أمريكية تفوق قيمتها الإجمالية نصف مليار دولار، وكان لموقف اليمن المستمر دورًا مهمًا في كسر حالة الاستباحة التي كانت أمريكا تريد فرضها، وبعد الصبر والتحمل يصنع الله المتغيرات؛ فصمود اليمن حرك العالم وأعاد له إنسانيته، وأصبح يغلي غضبا على ما يرتكبه الصهاينة في فلسطين، أما نحن في اليمن فنرى أنّ من نعم الله علينا أننا أصبحنا نواجه أمريكا وإسرائيل وجها لوجه بعد هزيمة عدوان أذنابهم الذين اعتدوا على اليمن لعدة سنوات، ولو استفاد الأمريكي من الدروس السابقة لما تورط معنا، وهو يحاول بعدوانه أن يسكتنا ويوقفنا عن نصرة غزة، وظن أننا سنخضع له كما خضع الآخرون ونسي أننا لا نخضع ونركع إلا لله، ظن الأمريكي أننا سنخاف من صواريخه وننسى نار جهنم، ظن أننا سنخاف من قوته وهو لا يعرف أن الشعب اليمني عَظُمَ اللهُ في نفسه فصغرت أمريكا في عينه.
الإخوة الأكارم:
من نِعمِ الله علينا في اليمن أننا نقرأ القرآن ونجد أنفسنا منسجمين معه، نقرأ أوامر الله ونواهيه ونجد أنفسنا منسجمين معها، نقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ونجد أنفسنا نطبقها، وبعنا من الله وتجندنا معه بينما المتخاذلون يقرأونها ويجدون أنفسهم بعيدين جدا عن تطبيقها، نقرأ آيات الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء}، فنعاديهم ولا نتولاهم، نقرأ قول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، { *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً}،* {وَإِن نَّكَثُواْ
أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ}، فنجد أنفسنا نطبقها ونلتزم بها وهذه نعمة، بينما المتخاذلون بينهم وبين القرآن مسافات؛ لأنهم يقرأون القرآن فلا يطبقونه، ولذا نقول لكل المتخاذلين من أبناء الأمة: إن لم تجاهدوا الإسرائيلي الذي هو عدو لكم يدمر المساجد، ويمزق ويحرق المصاحف، ويقتل الفلسطينيين بكل وحشية، ويعتقد بضرورة قتلكم، إن لم تجاهدوا الصهيوني فمن ستجاهدون؟ إن لم تستشعروا مسؤوليتكم الآن فمتى ستشعرون؟ إن لم تستجيبوا لله فمتى ستستجيبون؟ ماذا ستقولون لله يوم العرض عليه؟
ونقول لكل المتخاذلين عن نصرة فلسطين: يكفيكم عار التخاذل عن نصرة غزة فلا تشاركوا في نصرة إسرائيل وخذلان غزة بتعاونكم مع الأمريكي ضد الشعب اليمني؛ فمعركتنا مع الإسرائيلي نصرة لغزة، والأمريكي معركته معنا إسنادا للإسرائيلي، وإن ضاع منكم الدين فكونوا أحرارا في دنياكم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
↩️ *الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
تسعى الصهيونية العالمية المتمثلة بأمريكا وإسرائيل إلى قتل المسلمين بمختلف الطرق؛ فهي تقتل في غزة ولبنان وسوريا واليمن بالصواريخ والقنابل وبالحصار والتجويع، وفي نفس الوقت تستهدف الأمة وخاصة شبابها بالحرب الناعمة لتقتل فيهم الإيمان والقيم والأخلاق، وتقتل الغيرة والنخوة، وتفصل الإنسان عن ربه وعن هويته، وتمسخه وتفسده وتضله، ووقت العطلة والفراغ هو الأخطر على الأبناء، ولذا فإن الدورات الصيفية تهدف إلى تربية الجيل الناشئ على التمسك بالهوية الإيمانية، وتنويره بالوعي والبصيرة والمعرفة والعلم النافع، وتنشئته على مكارم الأخلاق، وعلى العزة الإيمانية والشعور بالمسؤولية؛ ليكون جيلًا واعيًا مؤمنًا قرآنيًا عزيزًا كريمًا عمليًا حرًا ينهض بدوره في تغيير الواقع نحو الأفضل، وفي النهضة المأمولة لشعبه، وفي مواجهة التحديات والأخطار بالإيمان والوعي والأخذ بأسباب النصر والقوة في الوقت الذي نرى الأنظمة العميلة تتجه لتوريث حالة التدجين للأجيال القادمة، ويورثون الذل والاستسلام والجمود والضعف وكلما يُوصل الجيل إلى الحضيض عبر الحرب الناعمة التي تقتل في الإنسان إنسانيته ودينه وشرفه.
وليست الخسارة هي في أن تلقى الله شهيدا في ميدان المواجهة العسكرية حرا عزيزا كريما شريفا، وتضحي من أجل موقف مشرف، وتحقق نصرا للدين والأمة، وتدفع عنها شرا، وتحقق رضا الله تعالى، ولكن الخسارة هي إسقاط الملايين من الجيل الناشئ من شباب أمتنا بالحرب الناعمة.
أيها المؤمنون:
تعاني الأمة اليوم من حالة الوهن التي حذّر منها رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصبحت الأمة كالقصعة التي يتسابق أعداؤها لقضم ما فيها من ثروات، والأمة اليوم كثيرة لكن كغثاء السيل يدوسها الأعداء، وفقدت عزتها وكرامتها وحريتها، وقرابة الملياري مسلم كغثاء السيل فلا يستطيعون مواجهة عشرة مليون يهودي، وهي لديها أضعاف ما لدى اليهود من سلاح ولكن كغثاء السيل لا أثر له في مواجهة الأعداء، ولديها أهم الممرات المائية ولكن كغثاء السيل فلا تستطيع تفعيلها في مواجهة عدوها، ولكننا في اليمن نسعى لبناء النموذج الذي يُمثل الإسلام والذي بناه الرسول صلى الله عليه وآله، والذي يغيظ الكفار ويقف في وجوههم، والذي قال الله عنه: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}.
وتبقى أم المشاكل للأمة هي عدم الثقة بالله تعالى، ويبقى الحل هو أن نعتمد على القرآن في تعزيز الثقة بالله، وتربية جيلٍ يحبه اللهُ ورسولُه، ويحب اللهَ ورسولَه، ومتولٍ لله كما يريد ليتحقق على يديه النصر والغلبة للدين والأمة، ولذا ندعو كل أبناء شعبنا إلى الدفع بالأبناء إلى المدراس الصيفية التي تحصنهم من الضلال والفساد الذي يمارسه الأعداء من خلال الهاتف والقنوات والألعاب والصور والمسلسلات والأغاني وغيرها، وبدلا من أن تترك ولدك فريسة للشيطان وأوليائه؛ ادفع به نحو هدى الله وقرآنه، وعلى كل من يمتلكون الخلفية الثقافية والعلمية المشاركة في
التدريس فيها بجد ومثابرة فالمسؤولية مسؤولية الجميع، وهذا جزء من الجهاد في سبيل الله تعالى.
وفي الختام: ندعوكم بدعوة الله ورسوله، وبتلك الدماء الزكية التي تُسفك في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن إلى الخروج في مسيرات هذا اليوم المبارك جهادًا في سبيل الله، ومواجهةً لإعدائه.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
*عباد الله:*
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-