مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

------------------------------------

    🎙️خـطبة الجـمعة 🎙️

الثالثة من شهر شعبان 1442هـ 

الموافق : 2 \ 4 \ 2021م 

ــــــــــــــــــــــــ

( المظلومية اليمنية والهوية الإيمانية سر الانتصار والاقتدار)

ـــــــــــــــــــــ

      ( الخطبة الأولى )

 

  بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين القائل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ناصر كل مظلوم ومذل كل ظالم القائل: {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، والقائل: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}.

وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق لإقامة العدل ونصرة المظلوم والأخذ على يد الظلم، القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (خَمْسُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ حَتَّى يَنْتَصِرَ، وَدَعْوَةُ الْحَاجِّ حَتَّى يَصْدُرُ، وَدَعْوَةُ الْمُجَاهِدِ حَتَّى يَقْفُلُ، وَدَعْوَةُ الْمَرِيضِ حَتَّى يَبْرَأَ، وَدَعْوَةُ الأَخِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ، وَأَسْرَعُ هَذِهِ الدَّعَوَاتِ إجَابَةً دَعْوَةُ الأَخِ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ).اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد قرناء القرآن الكريم، وتراجمة الذكر الحكيم، والمجاهدين في سبيل الله إعلاء راية الدين القويم، ورضي الله عن الصحابة الأبرار من المهاجرين والأنصار.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

كلامنا اليوم هو عن الظلم والظالمين، وعن مظلومية المظلومين الواعين الذين يأبون الضيم، ويرفضون الجور، ولا يقبلون أو يسكتون عن ظلم الظالمين، وإجرام المجرمين، وبغي المعتدين، وعدوانية المجرمين: الذين يهلكون الحرث والنسل ويسعون في الأرض فسادا، قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).فهذه هي الحالة والتوصيف الشامل لكل ما تفعله السعودية والإمارات وأمريكا بهذا الشعب، ولكل ما يفعلونه بهذا البلد، تلخصها الآية القرآنية المباركة: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: الآية205]، هذا هو ما فعلوه، ويفعلونه إلى اليوم، وهذه هي يوميات عدوانهم على بلدنا طوال ستة أعوام: إفسادٌ في الأرض، وإهلاكٌ للحرث والنسل.

وأمام كل هذا الظلم، وكل هذا الاستهداف الوحشي الهمجي الإجرامي، كيف يمكن أن نستسلم؟ كيف يمكن أن نسكت؟ كيف يمكن أن نقعد؟ ونحن أمام هذا الظلم والتوحش، وأمام هذه المظلومية التي صنعها تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ، مظلوميتكم يا أهل اليمن مظلومية كبيرة، والظالمون لكم هم أئمة الكفر والنفاق، الظالمون والمحاصرون لكم هي أمريكا وأولياء أمريكا من أعراب الخليج وشياطين نجد ومرتزقتهم وعملاءهم في مأرب وحجة وتعز والساحل الذين جندوا أنفسهم للقتال في صف وجبهة الظالمين المعتدين.

أيها المؤمنون:

بالفطرة الإنسانية لوحدها، يكفي أن نتجه - جميعا - لمواجهة هذا العدوان، أما مع الهوية الإيمانية (الإيمان يمان)، مع العزة الإيمانية، مع الكرامة؛ لا يمكن أبداً السكوت، ولهذا كان الصمود، والثبات، والتصدي لهذا العدوان وهذا الظلم بأمر من الله تعالى وإذن مباشر منه سبحانه وتعالى فهو القائل : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).

وبالنسبة لنا كشعب مسلم - يحمل الهوية الإيمانية ويرتبط بالقرآن وبقرناء القرآن من آل محمد - الأهم عندنا من كل شيء، الأهم حتى من مجلس الأمن نفسه، ومن الأمم المتحدة نفسها، ومن كل ما هنالك من قوى يحسب لها ضعاف الإيمان ألف حساب؛ الأهم عندنا أننا نمتلك المشروعية القرآنية الإيمانية،

 

أن مواجهة ظلم الظالمين وعدوان المعتدين وإجرام المجرمين بالنسبة لنا هو واجب ديني، وإيماني، وأخلاقي، وقيمي، الله "سبحانه وتعالى" قال في كتابه الكريم، القرآن الكريم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: الآية39].لكي نتصدى لهذا العدوان، بكل هذه الهمجية والوحشية والإجرام؛ فإننا لا نحتاج إلى إذن من مجلس أمن، ولا من أمم متحدة، ولا موافقة من الجامعة العبرية، ولا إذن من الدول الأوروبية، ولا ترخيص وموافقة من أي طرفٍ في هذه الدنيا، نحن ننطلق ونحن نمتلك هذه المشروعية القرآنية، الله "سبحانه وتعالى" أذن لنا، نحن عباده، هو ربنا، هو مولانا، هو ملكنا، هو مالكنا، هو إلهنا الذي نؤمن به، ونؤمن بكتابه، ونؤمن بشرعه، ونؤمن بهديه، هو من منحنا هذا الإذن، كشعبٍ مظلومٍ معتدىً عليه، أمام هذا العدوان الوحشي الإجرامي الهمجي، نحن قُوتِلنا بغير حق، لم نبتدأ نحن بالقتال، لم نعتد على أحد، هم الذين أتوا للاعتداء علينا، وقاتلونا هم ابتداءً، وهجموا علينا هم ابتداءً، وقتلوا الآلاف منا ابتداءً، ودمروا كل شيءٍ في بلادنا ابتداءً، نحن لا ننتظر الإذن من أي عاصمة، ولا من أي سفارة، ولا من أي هيئة، ولا من أي مجلس، ولا من أي طاغية، ولا من الشرق ولا من الغرب، نحن نمتلك هذا الإذن، يكفينا هذا الإذن المباشر من الله لنقوم بهذا الواجب المقدس المشروع والعظيم: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}، نحن ظُلمنا بغير حق، أليس كل سنة من سنوات العدوان الست تشهد بحجم الظلم والإجرام والهمجية والوحشية التي تعرض لها أهل اليمن يضاف إلى ذلك ظلم وجريمة الحصار؟ أليس كل هذا ظلماً فظيعاً؟بلى، إن لم يكن هو الظلم، إن لم تكن كل تلك الأشكال من الجرائم، الذي قتل فيها في هذا البلد: رجالاً، ونساءً، وأطفالاً، وكباراً، وصغاراً، ودمّر فيه كل شيء، واستهدف فيه كل شيء، إن لم يكن ظلماً، فما هو الظلم؟! إن لم يكن جريمة، فما هي الجريمة؟! ما هو الشيء الآخر- غير كل ما شاهدته أعيننا من مجازر وجرائم ودماء وأشلاء وتدمير وقصف - يمكن أن يوصف بظلم، أو إجرام؟ نحن - كشعب يمني - ظُلِمنا، وقُوتلنا بغير حق، واعتُدي علينا بغير حق، وأتوا هم، وأُعلن هذا العدوان من آخر الدنيا، من غرب الأرض، ثم أتت جيوشهم، أتت طائراتهم، أتى مرتزقتهم، أتى كل الذين جندوهم، للاعتداء علينا، إلى بلدنا، إلى قرانا، إلى مدننا، واجتاحوا البلد من أطرافها، معاركهم التي وصلوا فيها إلى مأرب، ووصلوا فيها في المحافظات الجنوبية، أتت من خارج اليمن، آلياتهم وعرباتهم أتت من خارج اليمن، الذين أتوا بهم من مرتزقة السودان، ومن مرتزقة تشاد، ومن المرتزقة من مختلف البلدان، من بلدان كثيرة، أتوا بهم لاحتلال بلدنا، وقتلنا إلى بلدنا، نحن قُتلنا في اليمن، قُتلنا في قرانا، قُتلنا في مدننا، قُتلنا في مناطقنا، في جبالنا، في سهولنا، في صحارينا، لم نُقتل ونحن في حالة اعتداء على أحد، نحن ندافع عن بلدنا وعن أنفسنا، نحن الطرف المظلوم والمعتدى عليه، والله أذن لنا، بل وقدم لنا الأمل بنصره، عندما قال: {وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، هو يطمئننا بأنه سيقف إلى جانبنا، عندما نؤدي واجبنا، هو القائل "جلَّ شأنه": {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى: الآية39]، من الباغي، ومن المبغي عليه؟

أليسوا هم من بغى علينا؟ ألم يعتدوا علينا هم؟ هم الذين بغوا علينا، هم الذين أتونا، هم الذين أتوا في منتصف الليل، وبدأوا عدوانهم غدراً في منتصف الليل، من دون أي سابق إنذار، ولا سابق مشكلة ولا اشتباك.الله هو القائل: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: من الآية194]، نحن نمتلك هذه المشروعية القرآنية من كتاب الله، هو القائل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ} [البقرة: من الآية190]، هو القائل: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: من الآية60]، هو القائل: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى: الآية41].

نحن يمن الإيمان، نحن قوم منطلقاتنا إيمانية، مبادئنا قرآنية، مواقفنا تعتمد على هذه المشروعية، ولا نبالي بأحد، يمكن أن يكون له موقف آخر، يمكن أن يطلب منا أن نخنع، أن نبقى مستسلمين، جامدين، خانعين، أمام وحشية الأعداء، وتحركنا كشعبٍ يمني.إن الهوية الإيمانية هي أحد أسرار الانتصار والاقتدار والتصنيع، وهي التي تعين على الصمود والمواصلة والمواجهة جيلا بعد جيل إلى يوم القيامة، ولولا هذه الهوية الإيمانية بقيمها القرآنية لما انتصرت مظلوميتنا، ولما صرنا شعبًا قويًا مقتدرًا يسعى للاكتفاء، ويقوم بالبناء والتصنيع مستعينا بالله سبحانه، ومتوكلا عليه، ويراهن على الله سبحانه وتعالى وعلى الإيمان به، قال تعالى:

 

(وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).

ببركة الهوية الإيمانية، وإرادة وتصميم القيادة القرآنية استطاع أحرار اليمن في مسار التصنيع العسكري، رغم الحصار الشديد، اتجه أبناء هذا البلد والأحرار فيه إلى التصنيع العسكري، وتمكنوا - بفضل الله "سبحانه وتعالى" وبتوفيقه - من تصنيع مختلف أنواع الأسلحة، من الكلاشينكوف، إلى الصواريخ البالستية، والطائرات المسيَّرة، والصواريخ المجنحة، وبات هذا إنجازاً عظيماً، وتوفيقاً كبيراً من الله "سبحانه وتعالى"، وإنجازاً استراتيجياً بكل ما تعنيه الكلمة.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي ووالديكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

     

 {الخطبة الثانية }

 

▪️أهمية العناية القصوى بالتكافل الاجتماعي وخطورة البخل بالزكاة▪️

 🎙️. 🎙️. 🎙️. 🎙️

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ).

وأشهد أن محمدا رسولُ اللهِ أرسله رحمة للعالمين، ومحسنا للناس أجمعين، ومنقذا للمستضعفين، ومواسيا للفقراء والمساكين القائل: (لَيْسَ الَمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ عَلَيْكُمْ، تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ، وَاللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، قَالُوا: فَمَن الْمِسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنىً يُغْنِيهِ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين قدوة الزهاد والعباد والمجاهدين والورعين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

يقول الله سبحانه وتعالى : (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) وقال سبحانه (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).إن الآيات القرآنية تبين وتؤكد على مبدأ هام وعظيم من مبادئ الإسلام وهو مبدأ الإنفاق الذي يعزز التكافل الاجتماعي، ويقوي الجبهة الإيمانية الداخلية، ويحصنها من اختراق المنظمات وشراء الذمم، وهذه الآيات التي سمعتموها تحث المؤمنين الميسورين على الإنفاق والعطاء، وترغبهم في السخاء، وما أكثر آيات الإنفاق والزكاة في القرآن الكريم؛ فكلها تؤكد على أهمية العناية القصوى بالتكافل الاجتماعي، وتحث الأغنياء أو كبار التجار على إخراج الزكاة كاملة غير منقوصة بنية خالصة لله، ونفس طيبة كحق أوجبه الله للفقراء والمساكين، وفريضة فرضها الله سبحانه وتعالى، وعبادة تعبد الله بها الأغنياء وهو الغني عن زكاتهم، والقادر على إغناء فقراء الأرض كلهم إلا أنه يريد أن يبتلي الأغنياء، ويرى مستوى شكرهم والتزامهم ورحمتهم وإحسانهم إلى عباده الفقراء، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقراءهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم، ألا وإن الله يحاسبهم حساباً شديداً ويعذبهم عذاباً أليماً) وقال الإمام علي عليه السلام: "ثُمَّ إِنَّ الزَّكَاةَ جُعِلَتْ مَعَ الصَّلَاةِ قُرْبَاناً لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فَمَنْ أَعْطَاهَا طَيِّبَ النَّفْسِ بِهَا فَإِنَّهَا تُجْعَلُ لَهُ كَفَّارَةً، وَمِنَ النَّارِ حِجَازاً وَوِقَايَةً، فَلَا يُتْبِعَنَّهَا أَحَدٌ نَفْسَهُ، وَلَا يُكْثِرَنَّ عَلَيْهَا لَهَفَهُ؛ فَإِنَّ مَنْ أَعْطَاهَا غَيْرَ طَيِّبِ النَّفْسِ بِهَا يَرْجُو بِهَا مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهَا فَهُوَ جَاهِلٌ بِالسُّنَّةِ، مَغْبُونُ الْأَجْرِ، ضَالُّ الْعَمَلِ، طَوِيلُ النَّدَمِ" فإخراج الزكاة يجب أن يكون إخراجا كاملا غير منقوص، وإخراج بطيب نفس، بقلب مسلم لله، وصدر رحب حتى تكون مقبولة وسببا للنجاة من عذاب الله قال تعالى: (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ

 

وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى).

أيها المؤمنون:

إن العناية القصوى بالتكافل الاجتماعي، يجب أن تكون حالة قائمة، ويجب أن تستمر بشكل أكبر، وبصورة منظمة بشكل أفضل، ويجب أن نسهم ونسعى إلى تنظيمها بشكل أكبر، وكذلك العناية بإخراج الزكاة كاملة، وليحذر كبار التجار الحذر الكبير من التحايل على الزكاة أو البخل بها، وحرمان الفقراء والمساكين وبقية مصارفها الثمانية منها؛ فإن البخل بالزكاة أو التحايل عليها والتنقيص لها معصية كبيرة تسوق الأغنياء إلى الفقر والهلاك في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، قال تعالى (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) فقد حذر الله التحذير الكبير من يبخل بماله وتوعده الوعيد الشديد، قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) لأن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام وهي قنطرة الإسلام. 

عباد الله الأكارم إن نعم الله تعالى تتوالى علينا بالإنتصارات العظيمة في مختلف الجبهات ومن النعم العظيمة أن شعبنا اليمني العظيم أصبح واعيا تجاه مخططات الأعداء وأن معركته الداخلية تتجلى في الإهتمام بالزراعة وتحقيق التنمية الزراعية في كل مناطق اليمن خاصة أن هذه الأيام هي مبشرة بنزول الغيث في مناطق البلاد وعلى الجميع استثمار موسم الأمطار استثمارا حقيقيا في زراعة وإنتاج محاصيل الحبوب ومختلف المحاصيل الزراعية في المناطق المطرية خلال الموسم الزراعي الحالي وعلى المجتمع التعاون بشكل كبير في استثمار الامطار وزراعة الاراضي الزراعية ومع تدفق السيول على الجميع ان يستفيد من تلك السيول وتوجيه كل الخيرين من أبناء هذا الشعب العظيم أن يساهم في تبني المبادرات المجتمعية المواكبة لأى أنشطة زراعية ومواكبة لأى أضرار قد تحدث من تدفق السيول واستصلاح الأراضي وان يكون هناك تنسيق بين رؤوس الاموال والتجار والميسورين والجمعيات الزراعية وبين اللجان الزراعية في مختلف مناطق عزل وقرى ومديريات ومحافظات الجمهورية وإحياء المبادرات المجتمعية هى ظاهرة صحية وظاهرة عظيمة ستعزز من شراكة مجتمعية حقيقية لتحقيق التنمية الزراعية وصولا إلى الإكتفاء الذاتي بإذن الله سبحانه وتعالى

أيها المؤمنون:أكثروا من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم فصل وسلم وبارك وترحم وتحنن على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه أشجع طاعن وضارب من قال فيه الرسول الصادق (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وعلى سكنه الحوراء فلذة كبد المصطفى خامسة أهل الكساء فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الإمامين الأعظمين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم عن أزواج رسول الله، وأصحاب رسول الله، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم وفيهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.اللهم تقبل شهداءنا، وشاف جرحانا، ورد مفقودينا، وانصر مجاهدينا بنصرك، وأيدهم بتأييدك، وتولهم بولايتك، وكن معهم حيث كانوا وليا ونصيرا، اللهم ارزقنا التوبة والإنابة، واجعلنا من المخبتين لك، والمسارعين إلى مغفرتك، والمستحقين لعفوك. اللهم عليك بآل سعود ومن ساعدهم، وبالإماراتيين ومن تآمر معهم، وعليك بأمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، واهزم جندهم، ونكل بهم وبمرتزقتهم.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------------

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر