الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد
-----------------------------------
العنوان : (واعتصموا بحبل الله جميعاً)
التاريخ : / الجمعة الأولى من شهر ربيع الآخر / 1443هـ
رقم ( 21 )/ لسنة /1443هـ
.....................................
(الخطبة الأولى)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الاَبْصَارِ بِالْعِزَّةِ, خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، وَأَحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، القائلِ في كتابه العزيز: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، ونشهدُ ألَّا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمةِ؛ فدَفَنَ اللَّهُ بِهِ الضَّغَائِنَ، وَأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ، وأَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، وَفَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
لقد حمَّلَ الله تعالى الأمةَ الإسلامية مسؤولية حمل رسالته، وإقامة دينه، وتقديم الشهادة على كماله، وجعل الله تلك المسؤولية على الأمة العربية أكبر من غيرها؛ لأنها الأمة التي بعث الله لها: خاتم الأنبياء وأفضلهم، وجعله منهم عربياً، وأنزل خير كتبه القرآن الكريم بلسانهم عربياً، ولكي تستطيع تلك الأمة القيام بمسؤوليتها، وحمل تلك الرسالة إلى العالمين، وجهاد الظالمين والطغاة الذين سيقفون حائلاً أمام ذلك المشروع؛ فإنه يجب عليها أن تتوحد؛ لأنها لا تستطيع أن تقوم بمسؤوليتها إذا ما تفرقت وتباعدت، وقد جعل الله التوحد والتكاتف والأخوة الإيمانية والتلاحم بين حملة ذلك المشروع واجباً دينياً وعلامة على التقوى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ . وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}؛ فالفرقة مصدر ضعف وانحطاط وتخلف، والوحدة مصدر قوة وارتقاء وتقدم، ولا يمكن للإنسان أن ينشدَّ إلى أمة مفرقة ضعيفة متخلفة وجاهلة؛ فالأمة المتوحدة تصبح قوية لا يمكن لعدوها أن يكسرها
تأبى العُصيُ إذا اجتمعن تكسُراً وإذا افترقن تكسرت آحادا
عباد الله الأكارم:
إن من أهم مواصفات المؤمنين الحقيقيين هو الحرص على التوحد والإخاء ولذلك قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ومن لا يمتلك مشاعر الأخوة تجاه بقية المؤمنين ولا يحافظ عليها؛ فهو إنسان متبلد الشعور، وفاقد الإحساس، ويعاني من خلل في إيمانه؛ لأن من مصاديق إيمان المؤمن هو حرصه على توحد الأمة وترابطها كما قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم )مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ويقول صلوات الله عليه وآله (المؤمن للمؤمن كالبنان أو كالبنيان يشد بعضه بعضا)، ولخطورة التفرق والاختلاف جاءت تحذيرات القرآن من التفرق شديدة اللهجة فقال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} وقال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} وقال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}؛ فالاختلاف وراءه الضعة والضعف وذهاب القوة، وتسلط الأعداء، والعذاب من الله في الدنيا والآخرة.
أيها الأخوة المؤمنون:
لأهمية الوحدة بين المؤمنين جعل الله الكثير من تشريعاته داعمة وميسرة للتوحد؛ فحرم الله الغيبة والنميمة والتنابز بالألقاب والظن السيء والسخرية؛ لأنها تؤدي إلى تفرق المؤمنين وتزرع العداء بينهم، وتضرب ذلك المبدأ المهم في بناء الأمة، وفرَض الله الصلاة وجعل صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بخمس وعشرين صلاة؛ لأنها مظهر من مظاهر توحد المسلمين، وفيها جانب تربوي للأمة فتربيها على التوحد في تكبيرها وركوعها وسجودها وتسليمها خلف إمام واحد؛ لتعرف الأمة أنه لن يكون لها أثر مضاعف في حركتها في الحياة إلا عندما تتوحد خلف قيادة واحدة، وفرض الله الزكاة وجعل من أهم مقاصدها وأهدافها هو: تحقيق التوحد بين أبناء المجتمع المسلم، وجعل للفقير حقاً معلوماً في أموال الغني: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ
مَّعْلُومٌ . لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}، وعندما يستشعر الغني واجبه ذلك ويعطف على الفقير، ويرى الفقير إلى مال الغني وهو يعلم إنه سيأتي له منه نصيب فلا يداخله الحسد للغني، ولا يتمنى زوال نعمة الله عليه؛ فتتحقق الألفة والمحبة والإخاء، وفرض الله الحج وجعل من أهم مقاصده وغاياته تحقيق التوحد بين أبناء الأمة الإسلامية؛ فيجتمعون في مكان واحد وبلباس واحد، ويطوفون حول بيت واحد ويصلون في مكان واحد وإلى قبلة واحدة، ويرجمون ويتبرأون من عدو واحد؛ فتذوب عوامل الفرقة فيما بينهم، وتتعزز الوحدة والإخاء.
عباد الله الأكارم:
لقد عمل الأعداء على مر التاريخ على تفريق وتمزيق الأمة الإسلامية تحت عناوين دينية ومذهبية وطائفية، ثم قسموها جغرافياً في اتفاقية سايكس بيكو إلى الدول والمسميات التي نشاهدها اليوم، ثم قسموها سياسياً إلى أحزاب متفرقة متصارعة، ثم عملوا على تقسيمها إلى مكونات للمرأة ومكونات للرجل ومكونات أخرى يشعلون الصراع فيما بينها، وكل ذلك يسهل عليهم أكلها وهضمها كما يفعل الإنسان بقطعة الخبز الكبيرة، حين يقسِّمُها إلى لقيمات صغيرة ليسهل عليه مضغها وهضمها، ومن الغريب والعجيب أننا نجد أعداء هذه الأمة يفهمون أهمية التوحد والتكاتف لتحقيق مآربهم في الحياة، ورغم وجود كثير من عوامل الفرقة بينهم إلا أنهم يفهمون هذه السنة الإلهية التي لا يتحقق فيها للأمة عزة ولا نصر في الدنيا إلا إذا كانوا متوحدين، فنجدهم في الغرب عرقياتهم مختلفة، ولغاتهم مختلفة، وحتى أديانهم أحياناً مختلفة؛ لكنهم يتكتلون ويشكلون تكتلاً واحداً: كالاتحاد الأوروبي، أو الولايات المتحدة الأمريكية، أو حلف الناتو، وحلف شمال الأطلسي وغيرها، بينما نجد أبناء الأمة العربية: دينهم واحد، ولغتهم واحدة، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم واحدة، ورغم ذلك يتفرقون، وإذا ما توحدوا فإنهم يتوحدون في تنظيمات شكلية لا تقدم للأمة نفعاً؛ كجامعة الدول العربية التي أصبح العدو مخترقاً ومسخراً لها لضرب الأمة نفسها.
المؤمنون الأكارم:
لكي تتوحد الأمة لا بد أن تحمل مسؤولية نصرة الدين وإعزازه، ومواجهة أعداء هذا الدين وأعداء هذه الأمة؛ لأن ذلك هو المفتاح الذي يجلب التدخل الإلهي في تأليف القلوب، وهو المفتاح الذي استخدمه الرسول لتوحيد الأوس والخزرج الذين كان اليهود قد زرعوا بينهم كل عوامل الفرقة والاختلاف وحتى الاقتتال فيما بينهم، وحين أتى النبي صلوات الله عليه وآله وعرَّفهم بمسؤوليتهم أمام الله في نصرة دينه والمستضعفين من عباده، وإقامة العدل في الحياة، ومحاربة الظلم والطغاة، وحين حملوا في قلوبهم ذلك الهمّ وتلك المسؤولية تلاشت العداوة فيما بينهم وذابت وتوحدوا: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}، واليوم الشعب اليمني يسير في ركاب أجداده الأنصار؛ فبعد أن عمل الأعداء بكل وسيلة على تفريقه وتمزيقه فها هو اليوم يتوحد تحت راية القرآن وقرينه، ويحمل هم إعزاز هذا الدين ورفعة هذه الأمة، وجهاد أعدائها وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، ويقدم للأمة نموذجاً للوحدة الحقيقية التي تثمر قوةً وعزاً ونصراً.
أيها المؤمنون:
إن الوحدة التي أمر الله بها والتي ستكون لها ثمرتها في واقع الحياة وستكون مؤيَدة من قبل الله هي الوحدة وفق منهجية القرآن الذي دعا الله الأمة إلى أن تنضوي تحت لوائه، وسماه حبلاً، وأمر الأمة أن تتمسك به فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، حبلاً قوياً إذا تمسكت به الأمة فإنه سيرفعها من مستنقع الذلة والإهانة والضعف والفقر والجهل، وإن تركته فسيبقى واقعها تحت أقدام من ضربت عليهم الذلة والمسكنة من اليهود والنصارى، وحتى لو حاولت الأمة أن تتوحد تحت مسميات أخرى، ووفق رؤى ونظريات أخرى: قومية أو سياسية أو جغرافية أو غيرها؛ فإن هذه الوحدة ستبقى شكلية لا تنفع الأمة بشيء، ولن يتحقق للأمة النصر إلا إذا توحدت تحت لواء القرآن، وقد جرب العرب حين توحدوا وحدة شكلية عام 1967م وتوجهت جيوش أربع دول عربية لمواجهة من ضربت عليهم الذلة ـ الجيش الإسرائيلي ـ فانتصرت إسرائيل وحدثت النكسة للعرب حين فقدوا عوامل النصر وأهمها الاعتصام بحبل الله المتين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ,إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين, ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
عباد الله:
لأهمية التوحد بين أبناء الأمة نجد أن الله يأمر عباده بأن يتذكروها دائماً باعتبارها نعمة عظيمة من الله تعالى، ويأمرهم بأن يتذكروا الماضي الذي كانوا فيه متفرقين متعادين فيقول تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}، وهنا نتذكر نعمة الله علينا في اليمن حيث عمل الأعداء من الأمريكيين وأوليائهم بكل وسيلة على تفريقنا وتمزيقنا مذهبياً وطائفياً وحزبياً، وعملوا بكل جدٍ على زرع العداوة بين أبناء يمن الإيمان والحكمة، وحاولوا تمرير مشروع الأقاليم على الأسس التي درسوها لتحقق أكبر عوامل التفرق والتمزق، وصدق على ذلك الواقع قول الله تعالى: {إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا}، حيث كان الشعب اليمني قد أصبح على شفا حفرة من نار الفرقة والعداوة، ومن نار الآخرة؛ فالأعداء يعملون بكل وسيلة على تفريق الشعب اليمني بكل وسائل الفرقة، ثم استهدفوا الجميع بواسطة تحالف موحد، ويستهدفون كل يمني مهما كان حزبه أو مذهبه أو منطقته وقبيلته، وتهمته أنه يمني من أحفاد الأنصار، ويحمل إيماناً شهد له به النبي صلوات الله عليه وآله، ويحمل عزةً وإباءً قلّ نظيره بين الشعوب، وأنه يأبى أن يخضع للأمريكيين والإسرائيليين وأذنابهم.
المؤمنون الأكارم:
لقد منَّ الله على الشعب اليمني بمسيرة ليست طائفية ولا حزبية ولا مذهبية؛ لكنها قرآنية موحِدة غير مفرقة، تدعو الناس جميعاً إلى العودة إلى كتاب الله العزيز، وإلى التدبر له، والتثقف بثقافته، والاستبصار ببصائره، والعمل برؤيته ومنهجيته، ومنَّ الله علينا بقيادة قرآنية متمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يدعو الناس دائماً بدعوة الله إلى التوحد والإخاء، ويربيها على العودة إلى القرآن الذي رُبطت عزة الأمة ومجدها وتقدمها ونصرها بهذا الكتاب، ورأينا تجليات تلك التربية القرآنية تلاحماً وتكاتفاً أثمر عزاً ونصراً قل نظيره، ورأينا تجليات رحمة القيادة للأمة والغيرة على عزتها عامة وعلى شعب الإيمان خاصة، ورغم كل محاولات الأعداء ـ فيما قبل العدوان وخلال العدوان ـ على تفريق الصف اليمني وتمزيق لحمته الدينية والوطنية والقبلية من خلال نشر الشائعات والدعايات والتُهم والأكاذيب على كل من يقف في وجه العدوان بأنه رافضي ومجوسي وسباب للصحابة، وعملوا على تخويف القبائل اليمنية على عرضها وشرفها بما يستثير حميتها ونخوتها لتقاتل إلى جانب العدو الإماراتي والسعودي ضد إخوانهم اليمنيين المدافعين عن كرامة اليمن، ورغم كل تلك المحاولات تتكشف الحقائق يوماً بعد يوم، ويعمل ذلك القائد القرآني على تذويب كل عوامل الفرقة المذهبية والحزبية، ويعمل بكل ما يحمله من تربية قرآنية، وبكل صبر وجد على توحيد الشعب اليمني تحت راية القرآن، ويعيد أمام العالم أمجاد أجداده الأنصار، ويقدم للأمة نموذجاً للوحدة الحقيقية المثمرة، ويحقق الانتصارات بتوحده وإيمانه، رغم كل تكالب الأعداء ومؤامراتهم: {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
عباد الله:
ما حدث في الأسبوع الماضي من تلاحم وإخاء بين بعض قبائل مأرب وشبوة مع بقية القبائل اليمنية المواجِهة للعدوان، واكتشافهم للحقائق ولكذب وتضليل العدو ومرتزقته المنتفعين؛ لهُوَ خير شاهد على تربية القرآن، وفي الجانب الآخر ظهر سوء حال من انسلخوا عن هويتهم الإيمانية اليمنية من المنافقين العملاء، الذين أصبحوا أدوات قذرة بأيدي أعداء الأمة والدين والوطن، ويطعنون بهم في خاصرة شعبهم اليمني، ويقتلون بهم إخوانهم ليتمكن العدو من احتلال أرضهم ونهب ثرواتهم، وبفضل اولئك العملاء دخل البريطاني اليوم إلى المهرة، ودخل الأمريكي إلى حضرموت، ودخل الإسرائيلي إلى سقطرى وميون، ودخل السعودي والإماراتي واحتلوا كثيرًا من المناطق اليمنية، ورغم كل تلك الحقائق الواضحة يُغمِض العملاء أعينهم، ويفضلون مصالحهم الشخصية على دينهم ووطنهم وتأريخ أجدادهم.
أيها المؤمنون:
يقول تعالى: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}، فمن أهم مواصفات المؤمنين الناجين من الخسارة هي التواصي بالحق والصبر، وما أحوجنا في هذه المرحلة إلى أن يحمل كل يمني هذه الصفة: أن يكون ممن يوصي بالحق والصبر، وأي حق أعظم من التوحد على نهج القرآن وهداه، وأي باطل أكبر من التفرق والاختلاف الذي يسهل للعدو مهمته في القضاء على الأمة ودينها، وعلينا اليوم
مسؤولية كبرى في العمل بكل جدية على توحيد الصف، وجمع الكلمة، ومواصلة الجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس، وبذل كل الجهود؛ فالنصر قريب، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.
أيها المؤمنون
ولا شك أن الزراعة والغراسة يمثل كل منهما في عصرنا الحاضر إحدى الركائز الاقتصادية لأي شعب يطمح في الازدهار الاقتصادي، وزيادة الدخل الوطني، والاكتفاء الغذائي الذاتي. خاصة في بلادنا الحبيب وشعبنا العظيم يعيش عدوان ظالم وحصار مخنق برا وبحرا وجوا واصبح الاكتفاء الذاتي لشعبنا العظيم ركيزة أساسية ومهمة تستوجب استشعار مسئولية المجتمع بأكمله اليس الله يقول في محكم كتابه العزيز :{وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْـمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) يس }
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------------