الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
خطبة الجمعة الأولى من شهر ذو الحجة 1444هـ
--------------------------------
العنوان: (أهمية الحج، واستهداف الأعداء له)
التاريخ: 5 / 12 / 1444ه
المـوافـق: 23 / 6 / 2023م
الرقم: (52)
➖➖➖➖➖➖➖➖
أولاً: نقاط الجمعة
1-أهمية الحج لأنه يعتبر أكبر مؤتمر إسلامي يلتقي فيه المسلمون من كل أنحاء العالم ليناقشوا قضاياهم كما أنه يساهم في تعزيز الوحدة بين أبناء الأمة
2-من أهم أهداف الحج إعلان البراءة من المشركين (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم...) وقد أتت آيات الحج والجهاد متوسطة للحديث عن أهل الكتاب لأهمية ذلك في مواجهتهم
3-اليهود يدركون أهمية الحج لذلك يستهدفونه عبر النظام السعودي فعملوا على طمس الآثار الإسلامية وحافظوا على حصون اليهود وعملوا على التضييق على الناس وفرض القيود على الحجاج وتحديد العدد ورفع الأسعار وتسييس الحج
4-استغلال ما تبقى من أيام العشر في ذكرالله والتقرب منه والحرص على تزكيةنفوسنا والاستفادةمن محاضرات السيدالقائد والاهتمام بيوم عرفةوتكبير الله من فجرعرفة إلى عصررابع أيام العيد
5-التذكيربأن الأوقاف أمانة والتعاون مع الأوقاف مسؤولية
6-الاهتمام بالتكافل الاجتماعي أيام العيد والإحسان وصلةالأرحام، والامتناع عن ذبح الإناث وصغارالمواشي لنحافظ على الثروةالحيوانية، والاهتمام بالزيارات (أعيادنا جبهاتنا).
7. الأوقاف أمانة وهناك مسؤولية في المقام الأول على الدولة قبل المواطنين في الإهتمام بهذه الأمانة .
➖➖➖➖➖➖➖
▪️ثانياً: خطبة الجمعة
▪️الخطبة الأولى ▪️
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأَشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ عباد الله الأكارم:
نحن في شهر ذي الحجة الحرام، وهذا الشهر هو من الأشهر المباركة، ونحن في الأيام العشر الأولى منه، وهي العشر المقصودة بقوله سبحانه وتعالى مقسماً في سورة الفجر عندما قال جلَّ شأنه: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.
وفي اليوم العاشر من هذا الشهر: الذكرى العظيمة والمهمة لنبيين من أنبياء الله، ومن صفوة أنبياء الله، هما: خليله إبراهيم عليه السلام، وابنه نبي الله إسماعيل عليه السلام، في القصة التاريخية التي تتضمن درساً وعبرةً عظيمةً وكبيرةً ومهمةً لكل المؤمنين في التسليم لأمر الله سبحانه وتعالى، والاستجابة العملية لله سبحانه وتعالى في الاختبار الكبير الذي جرى لهما في قصة الذبح المعروفة.
وفي هذا الشهر - أيضاً - في السنة العاشرة من الهجرة: كانت حجة الوداع، التي ودَّع النبي صلوات الله عليه وعلى آله فيها أمته، وقدَّم فيها تعليماتٍ مهمةٍ جداً لأمته، وفي عودته منها بلَّغ ما أمره الله به من إعلان ولاية أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام، وفي ذلك أيضاً كانت النعمة الكبرى في إتمام نعمة الله على عباده في دينهم بكمال الدين.
وفي هذا الشهر، وفي هذه الأيام: تُؤدَّى فريضةٌ من فرائض الله الكبرى، وركنٌ من أركان الإسلام هي فريضة الحج، وتلك هي مناسباتٌ متنوعة وعظيمة ومتعددة، وذات أهمية كبيرة للأمة ولمستقبلها إلى قيام الساعة.
وفي إطار هذه المناسبات، وأجواء هذه البركات، سيكون حديثنا اليوم عن فريضة الحج، الذي من أهم أهدافه التزود من التقوى كما قال سبحانه وتعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.
وإنها لآية عظيمة من آيات الله العظيمة: أن يجتمع الناس في الحج في مكان واحد، ويطوفون بالبيت، ويسعون بين الصفا والمروة، ويقفون بعرفات، ويرمون الجمرات، وينحرون ويذبحون، وكلهم في ثوب واحد أبيض، لا فرق بين غني وفقير، وصغير وكبير، والكل يرفع صوته "لبيك اللهم لبيك" والكل يوحد ربه "لبيك لا شريك لك لبيك" والكل يسند الحمد والشكر لله الخالق العظيم "إنّ الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
عباد الله الأكارم:
إنّ للحج أهمية كبرى، ومقاصد عظمى، من أهمها: أنه يعتبر مؤتمراً إسلامياً لكل أبناء الأمة الإسلامية من كل الدول والقارات لمناقشة أوضاع الأمة ومعاناتها وهمومها والتحديات والأخطار المحدقة بها: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.
ولقد أراد الله سبحانه أن يجعل من فريضة الحج مناسبة مهمة، وفرصةً عظيمة تساعد على توحد الأمة خلف نبيها، ومعتصمة بحبل ربها وكتابه على قبلة واحدة ورسول واحد وكتاب واحد، أضف إلى ذلك توحيد الملبس حتى لا يمتاز الفقير على الغني، وتوحيد المنسك والحركة والسكون والمبيت والنفير والوقوف، ومنع كل أسباب ووسائل النزاع، فنهى عن الرفث والفسوق والجدال، كما قال سبحانه: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.
وفعلاً فإن هذه الشعيرة العظيمة كفيلة بأن توحد الأمة، وتردم الفجوة بين أبناءها، وتقرب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة من خلال هذا المؤتمر الإسلامي الموسع الذي يحضره الملايين من المسلمين، إلا أنه ومن المعلوم أن النظام السعودي فرَّغ هذه العبادة من فحواها ومحتواها، وسلبها روحيتها ومضمونها؛ فلم يبقَ منها إلا الشكل الأجوف حتى أصبحت طقوساً جوفاء لا توحد صفاً، ولا تزكي نفساً، ولا ترفع وعياً، ولا تهذب خلقاً، بل بدلاً من أن يكون الحج عبادة توحيدية ووحدوية أصبح في عهد آل سعود منطلقاً للتحريض على شعوب أمتنا بدلًا من التحريض على أعداء الأمة (أمريكا وإسرائيل).
وعملوا على نشر التطرف والتكفير من خلال نشر النظام السعودي للفكر الوهابي التكفيري الذي يعتمد على الإلغاء والإقصاء والتبديع والتكفير والتخوين لكل أبناء الأمة وطوائفها، ويدّعون أن الحق الإلهي معهم وفي صفهم ولا يخرج عنهم، و يعتبرون غيرهم ضالين ومبتدعين إن لم يعتبروهم كفاراً ومجوساً ومشركين، وكلنا يعلم أن الفقاسة التي خرجت منها داعش والقاعدة والنصرة وكل الجماعات الإرهابية هي من الفكر السعودي الوهابي، الذي جلب الكوارث على الأمة والعالم، وبدعم وغطاء من قوى الاستكبار العالمي لتشويه الإسلام ومنع انتشاره في أوساطِ العالم خصوصاً مع الفضاء المفتوح والإعلامِ المنتشر.
أيها المؤمنون:
كما أنّ من أهمية الحج هو إعداد الأمة لتكون بمستوى المواجهة لأعداء الله، وتحمل مسؤولية الجهاد في سبيل الله، وإذا تأملنا القرآن الكريم فسنجد أنّ آيات الحج وآيات الجهاد والإعداد ضدهم كانت متوسطة للحديث عن بني إسرائيل، في أكثر من موقع في القرآن الكريم.
ومن الأمور المهمة في الحج، هو: إعلان البراءة من أعداء الله، وقد كانت أول عملية إعادة للحج إلى حجٍ إسلامي في عهد رسول الله في السنة التاسعة للهجرة، هو يوم أرسل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليقرأ تلك العشر الآيات الأولى من سورة براءة؛ ليعلن البراءة من المشركين، بل وليعلن الحرب عليهم وليس فقط البراءة منهم، وفيها قال سبحانه: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} فالحج فريضة فيها مواقف سياسية يجب أن تتبناها الأمة ضد الأعداء التاريخيين والأزليين والدائمين للأمة، وهم: اليهود والنصارى، وإعلان البراءة منهم في تلك الأماكن المقدسة، وفي ذلك التجمع الرهيب والضخم سيُعمم بعد ذلك في كل البلدان من خلال حجاج بيت الله.
لكن ما يحصل اليوم هو العكس فبدلاً من أن تكون بلاد الحرمين هي المنطلق والشرارة الأولى والقدوة لمعاداة اليهود إذا بالنظام السعودي يجعل من حكومته هي السباقة لموالاة اليهود والنصارى، وعقد الصفقات معهم، والتطبيع العلني والمكشوف، بل والتنسيق المشترك في كثيرٍ من المجالات بما فيها ما يخصّ المشاعر المقدسة هناك، وهل يعقل أن يعلنوا البراءة منهم كما أمر الله في يوم الحج الأكبر، وهم مَن ينفذ أجندة أمريكا في المنطقة في سوريا والعراق وليبيا واليمن حتى وصلت بهم الوقاحة إلى أن يصنفوا حركة المقاومة الإسلامية حماس منظمة إرهابية؛ مما يشرع الباب أمام الإسرائيليين لقتلهم كونهم إرهابيين.
إخوة الإيمان:
إنّ أعداء الأمة من اليهود والنصارى يدركون أهمية الحج ودوره في تعزيز وحدة المسلمين، وفي توجيه بوصلة العداء نحوهم؛ لذلك عملوا على استهدافه والسيطرة عليه، وقد أعانهم على ذلك النظام السعودي العميل؛ فعملوا على تفريغ الحج من محتواه ومضمونه، وإبعاد الناس عن الحصول على الأهداف العظيمة والمقاصد السامية للحج، ونشروا الدعاة الصريحين في توليهم لليهود والنصارى، وجعلوهم أئمة الحرم والصلاة والذين يقومون بإلقاء خطبة عرفة وغيرها على جموع المسلمين، وعملوا على طمس المعالم والآثار الإسلامية هناك في الوقت الذي ما زالوا محافظين على آثار اليهود وترميم حصونهم، وسمحوا لدخول بعض الصهاينة إلى المشاعر المقدسة في مكة والمدينة وفي جبل عرفات، والتقطوا لهم الصور، وتم نشرها في القنوات
وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحوا لهم الأجواء، وغير ذلك.
كما أنّ من ضمن ما عمله النظام السعودي العميل في استهداف فريضة الحج، هو: مضايقة المسلمين، والتحكم بالمشاعر المقدسة في مكة والمدينة وكأنها مِلْكٌ شخصيٌ لهم؛ فعملوا أولًا على تحديد عدد الحجاج الذين يتم السماح لهم، وفرضوا على كل دولة عددًا معينًا لا يمكن لهم تجاوزه؛ حتى أن بعض المسلمين في بعض البلدان يحتاجون إلى أن ينتظروا دورهم لسنوات، وفي بعض البلدان يحتاجون أن يعملوا (قرعة).
وحينما قبلت الأمة بهذه الخطوة؛ تمادى النظام السعودي أكثر؛ فعمل على حرمان بعض البلدان من الحج لسنوات إذا دخل في مشكلةٍ معهم، كما حصل في بداية العدوان على شعبنا، وكما حصل على سوريا وغيرها، وحينما لم يحصل لدى الأمة أي ردة فعل؛ عملوا على إغلاق الحرم المكي ومنع الحج لسنتين متتاليتين – إلا أعداد محدودة فقط – بذريعة كورونا، وفي نفس الوقت سمحوا بالاختلاط في حفلات المجون والرقص التي تقيمها المملكة.
ومن ضمن استهدافهم لهذه الفريضة، هو: فرض الجبايات، وإلزام الحجاج بدفع الأموال الباهضة لصالحهم هم تحت عدة مسميات، على الرغم من أن النظام السعودي ليس نظامًا فقيرًا، وقد هيأ الله لهم الكثير من الأرزاق لكي لا يستغلوا حجاج بيت الله الحرام، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد بل يتم رفع أسعار السلع والخدمات والمواصلات وغيرها مما يحتاجه ضيوف الرحمن إلى أضعاف مضاعفة عمّا كانت عليه في غير موسم الحج، وكل ذلك جعل فريضة الحج مكلفة وصعبة على كثيرٍ من المسلمين.
وبالإضافة لما سبق: ما يتعرض له الحجاج من استهدافٍ حتى لحياتهم، كما حصل في الماضي في مجزرة (تنومة) بحق شعبنا، وغيرها من المآسي في كثيرٍ من الأعوام بذريعة الزحام أو الحريق أو ما شابه ذلك، بينما نجد أن الله سبحانه يقول في القرآن: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
لذلك كله لا بد أن يكون للمسلمين موقفٌ تجاه ما يعمله النظام السعودي العميل، ولا بد من قطع يدهم عن إدارة المشاعر المقدسة؛ لأن النظام السعودي لم يعد مؤتمنًا على إدارة المشاعر المقدسة وفريضة الحج، ولا بد أن تنالهم العقوبة من الله سبحانه القائل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} والقائل: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
▪️الخطبة الثانية ▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
نحن في أيامٍ فضيلة، ولا بد أن نستغلها بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، كما هو حال حجاج بيت الله الحرام، وإذا كنا لم نتمكن من الذهاب إلى تلك الأماكن المقدسة؛ فبإمكاننا أن نستغل هذه الأيام في أي مكانٍ كنا.
كما أننا مقبلون على يومٍ عظيم هو (يوم عرفة)، وقد قال عنه رسولنا صلوات الله عليه وعلى آله: (الحج عرفة) فلا بد أن نستغل هذا اليوم بالصيام والقيام وصالح الأعمال، ومن المهم في هذه الأيام الإكثار من ذكر الله كما قال تعالى حاكيًا عن الحجاج: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} وقال: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}، ومن أهم الأذكار التي ينبغي التركيز عليها: الإكثار من التكبير لله، وخصوصًا التكبير المأثور من بعد فجر يوم عرفة إلى بعد عصر رابع أيام عيد الأضحى الذي يعتبر ثالث أيام التشريق، وصفة التكبير أن نقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله – الله أكبر
الله أكبر ولله الحمد – والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحلّ لنا من بهيمة الأنعام).
أيها المؤمنون:
نحن قادمـون على مناسبة عيد الأضحى المبارك، وبهذه المناسبة لا بد من الاهتمام بالتكافل والإحسان والإنفاق لصالح الأرحام والفقراء والمساكين والنازحين، وأسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.
وفي هذا السياق لا بد من التنبيه على أهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية وذلك من خلال الامتناع عن ذبح الإناث وصغارها، وهنا على الجزارين أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في ذلك، كما أن علينا الاهتمام بالنظافة، وعدم رمي مخلفات الذباحة في الطرقات وغيرها؛ لأن ذلك لا يليق بنا كأمةٍ مسلمة وشعبٍ مؤمن.
وفي هذا المقام نُذكر أيضًا بأهمية زيارة الجبهات والمرابطين فيها، وكذا العلماء والجرحى والنقاط الأمنية وروضات الشهداء، وغير ذلك، وشعارنا كما هو في كل عامٍ وفي كل عيدٍ: (أعيادنا جبهاتنا).
عبـاد الله:
إخـوة الإيمان القيادة اليوم توجه مسؤولي الدولة دفع مستحقات المستضعفين والمساكين كواجب ديني لأنه يجب أن تكون الدولة والمسؤولون قدوة للمجتمع في الإستجابة والمبادرة والإلتزام تجاه الأوقاف ولأن الأوقاف أمانة وهناك مسؤولية في المقام الأول على الدولة قبل المواطنين في الإهتمام بهذه الأمانة
في المراحل السابقة دمرت أموال الأوقاف وتعرضت لنهب الطامعين وكان ثمة بنية لثقافة استباحة أموال الأوقاف سابقاً والمعاناة كبيرة فيما يتعلق بموضوع الأوقاف والإخوة في الهيئة يبذلون جهودًا كبيرة وتداركوا المسألة بعد أن وصلت للرمق الأخير واليوم ثقافة الوقف تحتاج لتوعية كبيرة من الإعلام والثقافيين لكي يعرف الناس أهمية هذا المورد الهام
عباد الله :
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، واحفظ حجاج بيتك الحرام، وأعدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------