الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان :(قبس من نور سورة النور)
التاريخ : 1 / 5 / 1444هـ
الرقم : (17)
خطبة الجمعة الأولى من شهر جماد أول 1444هـ
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين، صلى الله وسلّم وبارك وترحم وتحنن عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله الأكارم: -
إنّ الحرب على الفضيلة والعفاف والطهر في هذا العصر قد شبّ لهيبها وارتفعت ألسنة نارها، حتى اكتوى بها المسلم والكافر، ولن يطفئ هذا اللهيب إلا ماء الوحي، ولن يبدد سحائب ظلماتها إلا نور القرآن الذي نزل من الله سبحانه إلى ظلمات الأرض، وقد أنزل الله سبحانه سورة النور في كتابه النور على نبيه النور صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت كلها {نُورٌ عَلَى نُورٍ}، وتبقى المسئولية علينا جميعاً في أن نهتدي إلى فهم وتدبر هذا النور العظيم: {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ}، وقد أنزل الله سورة النور التي هي سورة الطهر والعفاف والفضيلة؛ لتغسل قلوب المؤمنين والمؤمنات حتى لا يبقى فيها فساد، وكأنَّ هذه السورة المباركة تخبرنا أن من يلتزم بتلك الإرشادات يعيش في نور، ومن يخالف تلك النصائح فإنه غارق في ظلام دامس وإن كانت الكهرباء لا تنقطع عنه لحظة، كما هو الحال في الحضارة الغربية التي تعيش أزمةً في القيم، وحالةً من الفوضى في العلاقات، وتنكراً للضوابط والتعاليم الدينية والإنسانية، وها هي تعاني نتيجة ذلك الانفلات إلى أن وصلت أوروبا إلى ما يسمى بالقارة العجوز؛ لأنها تركت الزواج واستبدلته بالزنا؛ فانتشر الإيدز، وضعف الإنجاب والنسل، وكَثُر اللقطاء وأبناء الشوارع، وضعفت الأسرة، وتفككت العلاقات، ووصلت تلك النساء التي انحرفت إلى سن كبير وإذا بها بلا زوج ولا ولد ولا بيت وليس هناك من يرعاها في مرحلة الشيخوخة؛ فكانوا بذلك يعيشون في ظلام عندما ابتعدوا عن منهج الله: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}.
أيها المؤمنون:
لقد بدأت سورة النور بدايةً ملفتة للنظر؛ لتدل على أهمية ما سيأتي فيها من توجيهات مباركة، قال سبحانه: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، وهي سورة ينبغي أن نتدبرها رجالاً ونساء لكي نقتبس من نورها ما يضيئ لنا الطريق فنعيش في نور الله؛ ونسلم من ظلمات الانحراف، وقد بدأت السورة بكلمة: (سُورَةٌ) لتبني أسواراً منيعة من العفاف والطهر.
وأول تلك الأسوار هي: أن العفة والطهارة لن يصونها ويحميها من فساد المنحرفين إلا الحزم في إقامة حدود الله في الدنيا قبل الآخرة، مع العمل على تيسير الزواج وتحصين الشباب حتى يكون المجتمع بعيدًا عن الرذيلة كما قال سبحانه: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} وبدأت الآية بالزانية؛ لأن المرأة في الغالب هي من تتسبب في وقوع هذه الرذيلة بمخالفتها وإغرائها وعدم حشمتها إما في ملبسها أو في كلامها الرخو غير الحازم أو في حركتها، وهذا ما نبّه عليه القرآن الكريم بقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} فالمرأة المحتشمة في ملبسها لا يمكن أن يحوم حولها الأشرار، وقد اعتبر الله سبحانه التبرج من عادات الجاهلية والتخلف وأنه ليس من الحضارة والرقي، قال سبحانه: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} نعم.. إنها جاهلية وإنهم جاهليون لأنهم منحصرون في الشهوات ولم يرتقوا إلى عصر العلم وحضارة الإسلام التي رتبت هذه المواضيع ولم تدعها للفوضى والجاهلين، وقد دعا الله حتى النساء الكبيرات في السن إلى الحفاظ على ثياب الحشمة فقال سبحانه: {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ} فإذا كان هذا التوجيه للعجائز فكيف بالمرأة الشابة؟ وإذا كان الله سبحانه قد وجّه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند التخاطب مع زوجات النبي اللاتي يُعتبرن أمهات المؤمنين كما قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ
ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} فكيف بالمرأة الأجنبية؟ ولذلك فإنه مما ينبغي على المؤمن والمؤمنة أن يسمعوا توجيهات الله سبحانه وأن يقولوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}.
عباد الله:
السور الثاني للطهارة والعفاف في سورة النور هو ما أكدتْ عليه هذه السورة المباركة، وهو: أن حفظ الفروج وصيانة العرض لا يكون إلا بحفظ الجوارح كالسمع والبصر واللسان والعورة فقد قال الله لتحصين البصر: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} ثم وجه الخطاب للمؤمنات بقوله: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} وقال سبحانه: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} وقال سبحانه: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ}.
وما أحوج المجتمع إلى غض البصر، والحفاظ على الطهر، والحذر من خطورة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الفيسبوك والواتس، وعدم الإدمان على التلفونات، ويجب أن يكون التعامل مع هذه الوسائل على أساسٍ من الوعي والحذر من مخططات الأعداء، وقد شاهدنا في الأيام الماضية كيف حصل في مناطق سيطرة المرتزقة من إيقاع بعض النساء في الفاحشة وابتزازهن عن طريق التلفونات والصور التي فيها؛ نتيجة عدم الحذر من هذه الأجهزة، وغياب الرقابة من ربّ الأسرة، وضعف الوعي بأنها سلاح ذو حدين، حتى أنّ كثيراً من حالات الطلاق وحالات الزنا سببها: التعامل المنفلت وغير المنضبط بالتلفونات، مما يستدعي التوعية لأفراد الأسرة ولا سيما النساء والبنات، وكذلك الأطفال حيث يقضي بعضهم ساعات أمام شاشة التلفون ويلعب به ألعاب قتالية وهو لا يزال طفلاً حتى يكبر وهو سفاح مجرم، وقد سمعنا هذه الأيام عن انتشار ظاهرة التجرؤ على قتل النفس المحرمة، ومن أسباب ذلك بعض الألعاب والتطبيقات في التلفونات التي تروض الأطفال والشباب على القتل والإجرام، وهذا من الغزو الثقافي الذي يريد الأعداء أن نتثقف به بدلاً من ثقافة الأخوة الإيمانية.
أيها المؤمنون:
لقد أمر الله سبحانه بالحشمة والستر صوناً للمجتمع وحفاظاً على المرأة من الاعتداء عليها من قبل الأشرار، وذلك ليس من باب التضييق عليها، وعندما فرض الله المحرم مع المرأة لكي يقوم المحرم بخدمتها والدفاع عنها والصون لها؛ لأنها ضعيفة وإذا حصل عليها اعتداء وهي بمفردها فإنها لا حول لها ولا قوة، ومن خلال ذلك نفهم أن أحكام الإسلام هي في مصلحة المرأة والأسرة والمجتمع وليست ضدها، وهكذا عندما أمر الله المرأة أن تكون في كلامها قوية فإنه علل ذلك بقوله: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً}.
وفي المقابل نجد أن الله أمر الرجال بحفظ العورة وغض البصر ونهى عن اتباع خطوات الشيطان؛ لأن استراتيجية الشيطان في إضلالنا لا تكون دفعة واحدة وإنما هي متدرجة (خطوة خطوة) فإذا نجح الشيطان في إيقاع الانسان بالنظرة المحرمة انتقل به إلى ما بعدها من الكلام حتى الوقوع في الفاحشة، مما يتوجب على الإنسان ألا يتبع الخطوة الأولى من خطوات الشيطان حتى لا يطمع الشيطان في إغوائه.
عباد الله:
ومن أسوار العفاف والطهارة: الإحياء للمساجد بالصلاة والعبادة والحفاظ على الصلاة فيها كما قال سبحانه في سورة النور: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} فجدير بالمؤمن أن يحرص على حضور الجُمع والجماعات، وأن يصطحب معه أولاده الكبار للصلاة في المسجد، ولقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرادى سبعا وعشرين ضعفاً).
والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}.
وكم هو مؤسفٌ اليوم: ما عليه البعض من هجران وقطيعة لبيوت الله، والبعض لا يدخلها إلا يوم الجمعة ومتأخراً، والبعض لا يتأمل في القرآن إلا الذي يقرأه في الصلاة ولا في أذكارها، ويؤدي صلاته على عجل، بينما يظل منهمكاً على القات والتلفون لساعات طويلة، وهكذا يعيشون في حالة غفلة حتى غدت حياتهم جحيماً لا يطاق كما قال سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} ويكاد ينطبق على البعض قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} وكأنهم لم يقرؤوا قوله سبحانه: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ .
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} مع أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
▪️الخطبة الثانية ▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحابته المنتجبين.
وبعد:
تطل علينا في الأيام المقبلة: ذكرى ثورة الثلاثين من نوفمبر المجيدة التي تم فيها إجلاء آخر جندي محتل بريطاني من جنوب اليمن، وهذه الذكرى العزيزة تؤكد أن الغزاة مهما عملوا فإن لهم موعداً مع الهزيمة والرحيل وجرّ ذيول الخيبة؛ فالأرض والشعب لا يمكن أن يقبلوا بهم، وهذه الذكرى تعود على شعبنا للمرة الثامنة في ظل العدوان وقد عاد الاحتلال والغزاة بصورة أو بأخرى، وعاد معهم المرتزقة الذين تمثل هذه الذكرى فضيحةً لهم، وبأي وجه سيتحدثون عن هذا اليوم المجيد وهم من أعادوا المحتلين وقاتلوا في صفوفهم؟!
وما يواسي شعبنا اليمني العظيم هو أنه يخوض معركة التحرير المقدس كما خاضها أجدادنا الثوار ضد المحتل البريطاني الذي عاد اليوم مع المحتل الأمريكي، والغازي السعودي والإماراتي، والمرتزق والمنافق الخائن الذي وقف مع الأجنبي ضد بلده وشعبه، وقد شاهدنا كيف هي نهاية الارتزاق في قادة المرتزقة الذين يقبع الكثير منهم تحت الإقامة الجبرية، والبعض منهم نقل الغزاة نساءهم وأطفالهم إليهم ليجعلوا منهم رهائن للضغط عليهم وابتزازهم، وما نخشاه هو أن يصلوا إلى انتهاك أعراضهم فمن باع وطنه باع عرضه، والغزاة غير مؤتمنين ولا أوفياء؛ ولذلك لا تزال الدعوة مفتوحةً للمغرر بهم ليرجعوا إلى حضن الوطن وإلى إخوانهم للدفاع عن شعبهم؛ فالوطن يتسع للجميع، والخير في أبناء البلد، ولا خير في الغزاة الذين يريدون لنا الدمار، والذين يريدون أن ينهبوا ثرواتنا النفطية لولا حماة الوطن الأبطال الذين قطعوا أيدي اللصوص، وضربوا سفنهم في عرض البحر فهربت خائفة.
ومطالب شعبنا وقيادتنا منصفة ومعقولة وهي أن تكون هذه الثروات للشعب، وأن تُصرف منها مرتبات جميع الموظفين، بينما المرتزقة لا يهمهم إلا حصة قياداتهم واستلام أجور الحماية للشركات النفطية الأمريكية والأجنبية، ولا يشعرون بمعاناة الشعب، ولولا رجال الرجال لاستمر العدوان في نهب الثروات وقتل الشعب اليمني في جميع المحافظات كما كان يفعل في السابق، ولولا صمود شعبنا لكان الدم اليمني يسيل على أيدي أولئك المجرمين الذين شاهدنا كيف صنعوا باللاجئين الأفارقة من قتل جماعي ومقابر جماعية وجرائم وحشية، وكما صنعوا ببعض المغتربين اليمنيين العزل، وهذه الجرائم سيدفع ثمنها أولئك المجرمون بإذن الله.
أيها المؤمنون:
حددت الأمم المتحدة يوم التاسع والعشرين من نوفمبر للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكلنا يعرف أن الأمم المتحدة هي جزء أساسي فيما وقع على الشعب الفلسطيني، ولم يعرف الفلسطينيون من الأمم المتحدة إلا القلق والشجب والتنديد الكاذب بينما هي من وفّرت الغطاء للصهاينة، أما نحن في يمن الإيمان فلنا يوم القدس العالمي الذي نحييه مع حركات ومحور المقاومة في فلسطين والعالم الإسلامي، وهو تضامن بالقول وبالفعل، ووصل معه الدعم إلى المجاهدين في فلسطين حتى وصلوا إلى صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ الفتاكة، وهذا هو الذي سيحرر القدس وفلسطين.
وفي هذا المقام نُحَيّي الشعب الفلسطيني المجاهد الذي يلقن الصهاينة في هذه الأيام دروساً مؤلمة على أيدي الشباب الأبطال في عرين الأسود وكتيبة جِنين، والتي - إن شاء الله - ستتوسع حتى يرحل الصهاينة مهزومين، وحتى يأتي وعد الله للمجاهدين من فلسطين ومن اليمن وغيرها: { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}، وهذا الوعد قادمٌ وإن كان العرب مشغولين بمباريات كأس العالم، ونحن لا نعارض الرياضة وإنما نعارض البذخ والإسراف عليها في الوقت الذي يعيش فيه الكثير من أبناء الأمة في مجاعة، وهم غافلون في حفلات الترفيه واللعب والقدس يتعرض للخطر.
عباد الله: -
اليوم مطلوب من التجار بدلًا من أن يركِّزوا على استيراد كل شيء من الخارج، أن يركِّزوا على المنتج المحلي، ويتجه الناس إلى الزراعة، يتجه الناس إلى أن يزرعوا مختلف المحاصيل الزراعية، وتتعاون الدولة في ذلك مع التجار ومع المزارعين في كل ما يساعد على نجاح هذه العملية، وهذا مسار ممكن ومتاح، وينبغي أن نتجه إليه، وأن نحرص عليه.
هذا وصلوا وسلموا على رسول الله وعلى آله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد، وعلى أخيهِ علي بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ فاطمةَ، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار.
اللهم إنا نسألك أن تحفظ لنا دين الإسلام، وأن تنصر الإسلام والمسلمين، وأن تصلح أولادنا وبناتنا ونساءنا ورجالنا وصغارنا وكبارنا، وأن تحفظ الجميع من إفساد المفسدين ومن شرور الغزو الثقافي وما تصدره القنوات والشبكات والتلفونات يا رب العالمين.
اللهم انصر المجاهدين وثبت أقدامهم، واجمع شمل اليمنيين وألّف بين قلوبهم، واجعلهم يداً واحدة على عدوك وعدوهم أمريكا وإسرائيل ومن دار في فلكهم يا رب العالمين.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------