مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️ 🎙️

خطبة الجمعة الثالثة من شهر ذي القعدة 1442هـ

(الخطبة الأولى)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل في محكم كتابه: (ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ عَلَىٰ عَبۡدِهِ ٱلۡكِتَٰابَ وَلَمۡ يَجۡعَل لَّهُۥ ‌عِوَجَاۜ . قَيِّمٗا لِّيُنذِرَ بَأۡسٗا شَدِيدٗا مِّن لَّدُنۡهُ وَيُبَشِّرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرًا حَسَنٗا) [الكهف: 1-2]، وأشهد ألا إله إلا الله الحي القيوم، الملك القدوس، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وأشهد أن سيدنا وهادينا وأسوتنا وقدوتنا محمدًا عبده ورسوله، وخيرته من خلقه ومصطفاه، أرسله (بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ ‌وَلَوۡ ‌كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ) [التوبة: 33]، فبَلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وتركنا على المحجة البيضاء ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

                       ومما زادني شـــــــرفا وعزا وكِدتُّ بأخْمُصي أطأَ الثريا

                       دخولي تحت قولِك يا عبادي وأنْ صَيَّرْتَ أحمدَ لي نبيـا

 اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن صحابته الأخيار المنتجبين.

وبعد/ أيها المؤمنون:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ) [آل عمران: 201].

عباد الله:

إن من أعظم نعم الله علينا نحن المسلمين أن جعلنا من أتباع نبيه محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله: (لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ ‌رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰابَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰالٍ مُّبِينٍ) [آل عمران: 461]، واختصنا بالقرآن الكريم ليكون منهجا لنا لنهتدي به ونسير وفق تعليماته، وجعله الله للعباد ليخرجهم من الضلال إلى الهدى، ومن الظلمات إلى النور، ومن الحَيْرَةِ والشكِّ إلى اليقين، وذلك من خلال آياته التي بين الله فيها كل شيء، فما ترك الله من خير إلا ودلنا عليه، وما ترك من شر إلا وحذرنا منه، ومن ذلك: ما ذكر فيه من أخبار الأمم الماضية لنتعظ ونعتبر، وما حدثنا فيه عن أمور وأحداث مستقبلية لنستعد لها حق الاستعداد وفق الرؤية التي رسمها الله لنا من خلال كتابه، ومن الواجب علينا كمؤمنين أن نؤمن أن كل شيء ذكره الله في كتابه هو يقين لا شك فيه ولا ريب، حيث يقول سبحانه وتعالى: (وَلَقَدۡ جِئۡنَٰاهُم ‌بِكِتَٰابٍ فَصَّلۡنَٰاهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ هُدٗى وَرَحۡمَةً لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ) [الأعراف: 25]، فقال: (فصلناه على علم)، أي: أن كل ما جاء في القرآن من تفصيل هو جاء من منطلق أن الله سبحانه هو علام الغيوب، ويعلم بما يضر الإنسان وما ينفعه: (هُوَ ‌أَعۡلَمُ ‌بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٞ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰاتِكُمۡۖ) [النجم: 23]، ويقول جل وعلا: (وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ ‌لَا ‌تَعۡلَمُونَ) [آل عمران: 66]، ولأنه العالم بكل شيء فقد فصَّل في القرآن وبيّن فيه كل شيء، وجعله نورا نهتدي به في الظلمات يقول سبحانه: (إِنَّ هَٰذَا ‌ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰالِحَٰاتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا) [الإسراء: 9]، فقال: (يهدي) و(يبشر)، و(يعملون)، بصيغة الفعل المضارع الدال على الديمومة والاستمرار، ليؤكد أنه منهجُ حياةٍ دائمٍ لا يتغيرُ ولا يتبدلُ، لا تغني عنه الدساتير الدولية ولا القوانين الوضعية، وأنه أوسع من الحياة وأوسع من الكون، وأنه حقٌ ويقينٌ يجب علينا أن نتدبرَ آياته وأن نؤمنَ ونثقَ ونتيقنَ بصدقِ وعدِه ووعيدِهِ، وبكلِّ ما أخبرنا اللهُ فيه، وأنَّ نعلمَ أنَّ في تصديقِنا واتباعِنا له وثقتِنا به وامتثالِنا بكلِّ توجيهاته نجاتَنا وفوزَنا حيثُ يقولُ سبحانه: (وَهَٰذَا ‌كِتَاٰبٌ أَنزَلۡنَٰاهُ مُبَارَكٞ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ) [الأنعام: 551]، فيجبُ علينا الإيمانُ والتسليمُ بأن كلَّ ما وردَ فيه من أحداثٍ مستقبليةٍ هي يقينٌ واقعٌ لا محالةَ، فنستعد للتعامل مع تلك الأحداث وفق الرؤية القرآنية.

 

أيها المؤمنون:

إن اليقين والثقة لا ولن يحصلا لدى ال

 

عبد إلا إذا ارتبط بالله سبحانه وعرفه حق معرفته، ولكي يتعرف العبد على الله حق المعرفة، لابد أن يتدبر آيات القرآن الكريم؛ لأنه أهم مصدر للتعرف على الله؛ فمن خلال القرآن نتعرف على أنه سبحانه: (هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ‌ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَاٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰانَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ) [الحشر: 32]، وأنه: (ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ) [الفاتحة: 3] وأنه (‌رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ) [البقرة: 702]، ومن عرف الله من خلال كتاب الله أحبَّ الله وخافه وأطاعه وامتثل لأوامره وانزجر عن نواهيه؛ لأنه قد استوعب معنى أن الله سبحانه: (رحمن رحيم)، ووعى معنى أنه سبحانه: (مهيمن، جبار، متكبر)، وأنه سبحانه: (شديد العقاب)، عندها سينطلق في ميدان الحياة وهو مستشعر لعظمة الله ولرقابة الله ورحمته وجبروته، وسينطلق في ميدان الحياة مستشعرا للمسؤولية التي حمَّله الله إياها وهو على ثقة ويقين بتأييد الله ونصره، فينطلق وهو قوي بقوة الله، وعزيز بعزة الله لا يخاف في الله لومة لائم؛ لأنه عرف الله فأحبه وارتبط به في كل حالاته ارتباط العبد بالمعبود، والفقير بالغني، والضعيف بالقوي، والذليل بالعزيز، والمحتاج بالصمد، فلازَمَ ذكره ليحظى برعايته ولطفه وتأييده، لازَمَ ذكر الله كي يذكره الله: (فَٱذۡكُرُونِيٓ ‌أَذۡكُرۡكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِي وَلَا تَكۡفُرُونِ) [البقرة: 251]، وانطلق متوكلا على الله مستعينا به وهو على ثقة بأنه معه معينًا ومؤيدًا ورازقًا ومؤنسًا وناصرًا: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ‌ٱلصَّٰبِرِينَ) [البقرة: 351]. 

أيها المؤمنون:

من عرف الله حق المعرفة وخافه واتقاه قويت علاقته بالله ووثق به، ونتيجة ذلك أن يحبه الله وينصره ويؤيده، وفي المقابل من ضعفت معرفته بالله؛ فإنه سيجهل به، ويقع في مخالفته، ومن نتائج ذلك في الدنيا أن يعيش حياة الضنك والضيق، والعذاب الأليم في الآخرة .

 

 

عباد الله:

إنَّ كل المشاكل والأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية والشعوب العربية ناتجة عن ضعف في المعرفة بالله والثقة به، ولذلك تعيش الأمة العربية حالة الضعف والهوان، وصار أعداء الأمة من اليهود والنصارى هم من يهيمنون على الأمة ومقدراتها، وهذا نتاج طبيعي لأن من ضعفت معرفته بالله ضعفت صلته به، ومن ضعفت صلته بالله سلّط الله عليه أعداءه، وهذا هو ما تمر به الأمة من ذل وهوان وحياة ضنك ومشاكل وأزمات: (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ مَا قَدۡ سَبَقَۚ وَقَدۡ ءَاتَيۡنَٰاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكۡرٗا . مَّنۡ ‌أَعۡرَضَ عَنۡهُ فَإِنَّهُۥ يَحۡمِلُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وِزۡرًا) [طه: 99-100] ويقول: (وَمَنۡ ‌أَعۡرَضَ عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَعۡمَىٰ) [طه: 421] (وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَٰاتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ ‌أَعۡرَضَ عَنۡهَآۚ إِنَّا مِنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ مُنتَقِمُونَ) [السجدة: 22]، بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله، ورضي عن أصحابه الأخيار المنتجبين.

وبعد/ أوصيكم عباد الله بتقوى الله ولزوم طاعته.

عباد الله:

إن الله جعل القرآن منهجا للأمة لتهتدي به وتتعرف من خلاله على ما يضرها وما ينفعها، وترجع إليه في كل شؤونها؛ لأنه قد بين لنا كل شيء، ومما بينه القرآن للأمة هو أنها أمة مستهدفة من قبل أعدائها من اليهود والنصارى والمنافقين والوثنيين، وهو استهداف مستمر لا ولن ينقطع، قال سبحانه: (وَلَا يَزَالُونَ ‌يُقَاٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰاعُواْۚ ) [البقرة: 712]، وهو استهداف شامل لكل مناحي الحياة الثقافية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والسياسية، يقول سبحانه: (أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ‌ٱلۡكِتَٰابِ يَشۡتَرُونَ ٱلضَّلَٰالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ) [النساء: 44] ويقول: (وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ‌ٱلۡيَهُودُ وَلَا ٱلنَّصَٰارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ) [البقرة:21] وقال سبحانه: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰاوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ) [المائدة: 28].

 

أيها المؤمنون:

ولما كانت الأمة مستهدفة فهذا يعني أنه يجب عليها أن تتحرك للدفاع عن دينها ومنهجها؛ لأنها لم تُستهدف إلا لأنها آمنت بالله وبرسوله وبكتابه، وأيضا تتحرك للدفاع عن كيانها وثرواتها ومقدراتها، ولها الحق أن تدافع بكل الوسائل المتاحة

 

لها قال سبحانه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ ‌يُقَٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ . ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَاٰرِهِم بِغَيۡرِ حَقٍّ إِلَّآ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُۗ وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَاٰمِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَٰاتٞ وَمَسَٰاجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج: 39-4].

  وإذا تحركت الأمة للدفاع عن دينها ومقدراتها وفق الرؤية والمنظور القرآني فإن الله قد وعدها بالنصر إذا انطلقت وفق المقاييس القرآنية فقال سبحانه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن ‌تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ) [محمد: 7]، ويقول سبحانه: (وَقَٰاتِلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ كَآفَّةٗ كَمَا ‌يُقَٰاتِلُونَكُمۡ كَآفَّةٗۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ) [التوبة: 63].

 عباد الله:

لا يخفى على كل ذي عقل وضع الدول العربية وسياساتها وتعاملها مع أمريكا وإسرائيل، ذلك التعامل المخزي والمزري، الناتج عن عدم التمسك بالثقلين، وإنه يعكس الخزي والعار الذي وصل إليه حال الدول العربية الناتج بالتأكيد عن عدم ثقتها بالله وبكتابه وبموالاتها لأعداء الله من اليهود والنصارى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰارَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰالِمِينَ . ‌فَتَرَى ‌ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰارِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٍ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰادِمِينَ) [المائدة: 15-25].

 أيها المؤمنون:

في المقابل نجد أنه لما اعتمد الشعب اليمني على الله، ووثق به وبوعوده في القرآن؛ تحققت له الانتصارات العظيمة التي صارت مفخرة كل يمني مؤمن حر، بينما خابت رهانات الأعداء ومرتزقتهم، وما ذلك إلا لأن اليمنيين توكلوا على الله، والتفوا حول قيادتهم القرآنية وهم مستشعرون للمسؤولية، وواثقون بالله وبنصره، ومؤمنون ومصدقون بقوله سبحانه: (ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌يُقَٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ‌يُقَاٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱلطَّٰاغُوتِ فَقَاٰتِلُوٓاْ أَوۡلِيَآءَ ٱلشَّيۡطَٰانِۖ إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰانِ كَانَ ضَعِيفًا) [النساء: 67] وبقوله: (أُذِنَ لِلَّذِينَ ‌يُقَٰاتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39]. 

عباد الله:

في كل عام يتوجه الملايين من المسلمين لأداء فريضة الحج استجابة وامتثالا لأمر الله سبحانه: (وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ‌ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ . لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰافِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰامِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ . ثُمَّ لۡيَقۡضُواْ تَفَثَهُمۡ وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ) [الحج: 27-29].

هنا يبين الله أن غايات ومقاصد الحج كثيرة منها: ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله على ما رزقهم، وإطعام الفقير، وقضاء التفث، والوفاء بالنذور، والطواف بالبيت العتيق، وغير ذلك من الشعائر التي يؤكد سبحانه أن حقها أن تعظم، وأنّ تعظيمها من تقوى القلوب فقال سبحانه: (ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ ‌شَعَٰٓائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ) [الحج: 23].

وأداء مناسك الحج فرض على كل مسلم، بل إن الأمر في القرآن جاء عامًا فقال سبحانه: (وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ‌ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ) وفيها دلالة على أن الأماكن المقدسة ستتسع لكل من وفد إليها حتى لو تجاوزوا الملايين، وهذا معنى قول الله: (وَعَلَىٰ كُلِّ ‌ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ)، ويقول الله سبحانه: (فِيهِ ءَايَٰاتُۢ بَيِّنَٰاتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰاهِيمَۖ وَمَن ‌دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ ) [آل عمران: 79]، فلا خوفٌ على ضيوف الرحمن لأنهم زوار بيته، وفي أمان منه سبحانه.

 

لذلك أيها المؤمنون:

نحن ندين ونستنكر منع النظام السعودي للحج إلى بيت الله للعام الثاني على التوالي بحجة مرض كورونا في الوقت الذي سمحوا لفتح المراقص والملاهي بحجة الترفيه في أكثر من مكان في المملكة، وهم مانعون لذكر الله في المساجد وداخلون في وعيد قوله: (وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ ‌مَسَٰاجِدَ ‌ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَر

 

َابِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ) [البقرة: 411]، بل إنهم بذلك صادون عن المسجد الحرام حيث يقول سبحانه: (وَمَا لَهُمۡ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ يَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ) [الأنفال: 43].

وهم بهكذا تصرفات وقرارات يثبتون بأنهم غير مؤهلين لعمارة بيوت الله عموما فما بالك بالحرم المحرم وهم من منعوا حتى مكبرات الأذان قال سبحانه: (مَا كَانَ لِلۡمُشۡرِكِينَ أَن يَعۡمُرُواْ ‌مَسَٰاجِدَ ‌ٱللَّهِ شَٰاهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلۡكُفۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ وَفِي ٱلنَّارِ هُمۡ خَٰالِدُونَ . إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰاجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ) [التوبة: 17-18].

ومهما تحججوا واعتذروا وعللوا فلا قبول لقولهم ولا لأعذارهم لأنهم كاذبون، ولأن الفساد ينتشر عبرهم وباسم النظام: (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُعۡجِبُكَ قَوۡلُهُۥ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَيُشۡهِدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلۡبِهِۦ وَهُوَ أَلَدُّ ٱلۡخِصَامِ . وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي ٱلۡأَرۡضِ لِيُفۡسِدَ فِيهَا وَيُهۡلِكَ ٱلۡحَرۡثَ وَٱلنَّسۡلَۚ ‌وَٱللَّهُ ‌لَا ‌يُحِبُّ ‌ٱلۡفَسَادَ) [البقرة: 204-205].

عباد الله الأكارم :

يقول الله تعالى:( وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ )

من سورة النحل- آية (5)

وعلى ضوء هذه الأية المباركة العظيمة نذكركم بالثروة الحيوانية ونقول الله الله في الإهتمام بها وتربيتها ورعايتها وتسمينها حتى تصل للسن المسموح فيه بذبحها لما في ذلك من فوائد عظيمة تعود على الفرد والمجتمع وعلى البلاد بكلها الفرد يهتم بصحته والمجتمع يصبح لديهم مصدر دخل والبلاد تنفع وترفع من الإقتصاد والتجارة ومن هنا نوجه دعوة عامة تصل للجميع من تجار وروؤساء الأموال والمقتدرين من دعم مجال الثروة الحيوانية وتنميتها .

هذا وأكثروا في هذا اليوم وكل يوم من الصلاة على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه بقوله سبحانه: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓائِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ ‌تَسۡلِيمًا) [الأحزاب: 56]، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وصل اللهم وسلم على وصيهِ وبابِ مدينةِ علمِهِ سيدِنا ومولانا الإمامِ عليٍّ بنِ أبي طالب، وعلى بضعةِ النبي المصطفى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى سيدي شبابِ أهل الجنةِ أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدالله الحسينِ، اللهم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وعلى الملائكة المقربين، وعلى جميع عبادك الصالحين، وارض اللهم برضاك عن أصحاب رسولك المنتجبين من الأنصار والمهاجرين، وعن زوجاتِ نبيك أمهاتِ المؤمنين، وعلينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلح من في صلاحه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، وأهلك من في هلاكه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، اللهم انصرْ الإسلام والمسلمين واخذلْ أعداءك أعداءَ الدين، اللهم انصرْ المجاهدين في سبيلك من الجيش واللجانِ في كلِّ مكان وثبتْ أقدامَهم وسددْ رمْيَهم واحفظْهُم بحفظِك وأكْلَأْهُم برعايتك ونكِّلْ بعدوِّك وعدوِّنا بأيدينا وأيدي المؤمنين يا رب العالمين.

عباد الله:

(إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰانِ وَإِيتَآءِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ ‌وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 9].

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

 بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------------

     🖥️ 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر