مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر محرم 1445هــ

الــعـنــــــــوان:(الإمام زين العابدين نموذج للتربية الإيمانية والصبر الجميل)
التاريـــــــــــــخ: 17/1/1445هـ الموافق: 4/8/2023م 
الـرقــــــــــــم: ( 59 )

➖➖➖➖➖➖➖➖
أولاً: نقاط الجمعة  
1-أهميةأن تتربى الأمة التربية الإيمانية من خلال رسول الله وأهل بيته وهذه التربية تعين على الإهتداء بالقرآن الكريم والإلتزام بشرع الله في الواقع العملي وتحصن الأمة من الضلال وتحميها من مساوئ الأخلاق. 
2-الإمام زين العابدين علي بن الحسين هو من أعلام التربية الإيمانية وكان من أهم ماركز عليه ربط الناس بالله والحب له والخوف منه وقد ظهر هذا في أدعيته في الصحيفة السجادية التي صاغ فيها الكثيرمن التوجيهات بشكل أدعية 
3-زين العابدين على الرغم من أنه كان في كربلاء وذاق مرارتها ومآسيها وخسر فيها أباه وأهله إلا أن كل ذلك لم يثنه عن الصبر الجميل وتربية الأمة وقد كان من ثمار تربيته ولده الإمام الثائر العظيم زيد بن علي 
4-منهجية أهل البيت تقوم على أساس تربية الأمة وتعليمها وتزكيتها وكذلك تربيها على تحمل المسؤولية وتحرضها على الجهاد في سبيل الله 
5-الخطر الأمريكي البريطاني الصهيوني السعودي ما زال محدقا باليمن ولذلك على الشعب الإستمرار في الإعداد المستمر والجهوزية العالية كما أكد على ذلك السيد القائد حتى يأذن الله بالنصر.
.🔹 ثانياً: نص الـخـطـبة                                    
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، القائل: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}، والقائل: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلَاصُهَا، مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا، نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا، وَنَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا، فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الْإِيمَانِ، وَفَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ، وَمَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ، وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ، وَالْعلمِ الْمَأْثُورِ، وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللَّامِعِ، وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قرناء القرآن وفرسان البيان ونجوم الهداية في كل ميدان، ورواد التربية الإيمانية عبر الزمان، ورضي الله عن صحابته الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
نتوقف في هذه الجمعة عند دروس إيمانية وتربوية من حياة العظماء وسيرة الأتقياء من أهل البيت الطاهرين الذين أرشد رسولُ الله الأمةَ الإسلامية إلى التأدب بآدابهم، والتخلق بأخلاقهم، والتمسك بهم، والسير على نهجهم الذي ساروا عليه، وتنشئة أولادنا على ما نشؤوا عليه من الأخلاق العظيمة، والقيم الرفيعة، والمبادئ التربوية الراقية التي تربي الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم على معرفة الله المعرفة الصحيحة والعظيمة التي تربي المؤمنين والمؤمنات على الثقة المطلقة بالله وبوعوده وسننه، وترسخ في مشاعرنا الخوف منه، ومراقبته، والاستعداد للقائه، واليقين باليوم الآخر، وبالجنة والنار.
إنّ التربية الإيمانية التي تميز بها العظماء من أهل البيت تعين على الالتزام بشرع الله، والاهتداء ببصائر القرآن الكريم، ومن أجل أن تتحقق وتتجسد التربية الإيمانية في الواقع العملي، ويكون لها حضورها الفاعل وأثرها المبارك على الفرد والأسرة والمجتمع؛ فقد أمر النبي الأكرم بربط الأمة والجيل الناشئ بمصادر الهداية النقية، ومراجع التربية الصالحة،  وأعلام الهدى والتقى، ودعاة الخير، ونبراس الفضيلة من آل محمد الذين قال عنهم رسول الله: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بم تخلفوني فيهما) وقال رسول الله صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم: (أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن) هذا الحديث المهم فيه

إرشاد نبوي للآباء والأمهات والعاملين في الحقل التربوي والكليات التربوية إلى أهمية تعزيز الارتباط بين الأولاد والشباب برسول الله وسيرته، وبأعلام الهداية من أهل البيت، وبالقرآن الكريم إذا أرادوا لأولادهم أن يكونوا صالحين ومستقيمين على خط الإسلام السوي والصحيح، الإسلام الذي يُعَبِّدُ البشرية لله رب العالمين، ويحقق لها السعادة لأفرادها، ويقدم لهم الهدى الذي يقيهم حالة الشقاء، قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} وقال سبحانه: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
والإسلام الذي كان عليه رسول الله وأهل بيته هو الإسلام الذي يحصن أبناء الأمة من الضلال والانحراف، ويحميهم من مساوئ الأخلاق، ويحبب إليهم الإيمان، ويدفعهم نحو مكارم القيم ومحاسن الشيم، ويرغبهم في اكتساب الحلال الطيب، ويجعلهم بعيدين عن كل المحرمات، أو انتهاك الحرمات وارتكاب الفواحش الشنيعة التي يسعى الغرب اليوم لإشاعتها بين المسلمين، ونشرها بين الشباب ليبعدهم عن القرآن، ويلهيهم عن سر وجودهم والحكمة من خلقهم في هذه الحياة التي حدد مسارها بقوله: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}.
عباد الله:
إن من أعلام التربية الإيمانية ونماذجها الراقية التي أسهمت في تقديم النموذج الإيماني الراقي والجذاب، والكفيل بتحصين شبابنا من ثقافة الغرب الناعمة، والتي تستحق شخصيتها الدراسة والتأمل في سيرتها التربوية ومواقفها الإيمانية العظيمة، هي: شخصية الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ذلك الإمام التقي النقي الذي تربى في بيت النبوة التربية الإيمانية، ونشأ في معدن الرسالة التنشئة القرآنية، وتشبعت روحه الطاهرة بهدى القرآن، وارتقت نفسه في مراتب العرفان، واستأنست مشاعره ونبضات قلبه بطاعة الرحمن، ومناجاة الكريم المنان، وما أكثر أدعيته ومناجاته في الصحيفة السجادية التي تمثل دستورا روحيا ونهجا تربويا في نفس الوقت، ومن المهم اقتناء هذه الصحيفة، والاستفادة من أدعيتها العظيمة، وما تضمنته من مناجاة تربي القلوب وتروض النفوس على المحبة الشديدة لله، والحياء الكبير منه، والأنس به، والانقطاع إليه، والرضا بما قسم، والحرص على أن يكون رضى الله هو أمل المؤمنين والمؤمنات، ومبتغى المسلمين والمسلمات في هذه الحياة، وقد قال الإمام زين العابدين في إحدى مناجاته وهو يناجي ربه ويتضرع إليه قائلا: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَفَرِّغْ قَلْبِي لِمَحَبَّتِكَ، وَاشْغَلْهُ بِذِكْرِكَ، وَانْعَشْهُ بِخَوْفِكَ، وَبِالْوَجَلِ مِنْكَ، وَقَوِّهِ بِالرَّغْبَةِ إلَيْكَ، وَأَمِلْهُ إلَى طَاعَتِكَ، وَأَجْرِ بِهِ فِي أَحَبِّ السُّبُلِ إلَيْكَ، وَذَلِّلْهُ بِالرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَكَ أَيَّامَ حَيَاتِي كُلِّهَا، وَاجْعَلْ تَقْوَاكَ مِنَ الدُّنْيَا زَادِي، وَإلَى رَحْمَتِكَ رِحْلَتِي، وَفِي مَرْضَاتِكَ مَدْخَلِي، وَاجْعَلْ فِي جَنَّتِكَ مَثْوَايَ، وَهَبْ لِي قُوَّةً أَحْتَمِلُ بِهَا جَمِيعَ مَرْضَاتِكَ، وَاجْعَلْ فِرَارِي إلَيْكَ، وَرَغْبَتِي فِيمَا عِنْدَكَ، وَأَلْبِسْ قَلْبِي الْوَحْشَةَ مِنْ شِرارِ خَلْقِكَ، وَهَبْ لِي الاُنْسَ بِكَ وَبِأَوْلِيَآئِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ).
عباد الله:
لقد سطرت حياة الإمام زين العابدين وسيد الساجدين الكثير من المواقف الإيمانية بين يدي الله، وتضمنت سيرته الأسس التربوية التي ينبغي أن يقتدي بها المؤمنون والمؤمنات في كل عصر وأوان، وكانت ولازالت تلك المواقف الإيمانية محفورة في ذاكرة الزمان، وحاضرة في كل مرحلة كزاد تربوي ودستور أخلاقي، ومن هذه المواقف التي تستحق الذكر والتذكير بها لمن أحب الاهتداء والاقتداء بهذا الإمام العظيم، هو: ارتباطه العظيم بالله، وذوبانه الكبير في ذات الله، وعشقه لله، وحرصه الكبير والدائم على مرضاة الله، وقد كان يقول في أدعيته العظيمة ومناجاته الطويلة وهو بين يدي الله: (اللَّهُمَّ اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلي، وَحَقِّقْ فِي رَجَاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلِي، وَسَهِّلْ إلَى بُلُوغِ رِضَاكَ سُبُلِي، وَحَسِّن فِي جَمِيعِ أَحْوَالِيْ عَمَلِي، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَنَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقَاتِ الْغَفْلَةِ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ فِي أَيَّامِ الْمُهْلَةِ، وَانْهَجْ لِي إلى مَحَبَّتِكَ سَبيلاً سَهْلَةً أكْمِلْ لِي بِهَا خَيْرَ الدُّنْيَا وَالاخِرَةِ).
عباد الله:
لقد ظلت آثار واقعة كربلاء ملازمة للإمام زين العابدين حتى لقي الله، وتلك المظلومية كانت ماثلة بين عينيه بآلامها ومشاهدها الدموية وجرائمها الوحشية التي لم يُرَ بعدها ضاحكا قط، وقد كان كثير البكاء حتى سئل عن سر بكاءه فقال: (لا تلوموني فإن يعقوب فَقَدَ سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم أنه ميت أم لا، أما أنا فقد رأيت أربعة عشر

رجلا من أهل بيتي يُقتلون في غداة واحدة، أفترون حزنهم يذهب من قلبي؟.
ورغم الحزن والألم الذي لم يفارق الإمام علي بن الحسين طوال حياته بعد فاجعة كربلاء ومأساة عاشوراء إلا أن حزنه ودموعه وعظم المأساة وحجم الفاجعة التي شاهدها بنفسه ورآها بعينيه؛ لم تجعله حبيس المأساة، وأسير العواطف والبكاء، أو غارقا في الدموع والأسى على ما أصاب أباه الحسين، ولاقته عمته زينب، وكذلك ما جرى لأولاد عمه الحسن وأنصار أبيه الحسين في كربلاء، ولم تحاصره مشاهد الذبح للرؤوس وحملها على أسنة الرماح، ولم يؤثر كل ذلك على علاقته بالله، وعبوديته لله، ورضاه بابتلاء الله، والصبر الجميل على ما نزل بأهل بيته، والتضحية في سبيل الله، والمحافظة على دين الله، ولذا استحق عن جدارة أن يُهاب ويُكرم في الدنيا والآخرة، وإنما سُمي علي بن الحسين بزين العابدين وسيد الساجدين؛ لكثرة عبادته لله، وركوعه وسجوده لله، وفيضان دموعه من خشية الله، ووجل قلبه لمعرفة الله حق المعرفة، ولنتأمل في هذا الموقف الإيماني لهذا الإمام العظيم، يقول الأصمعي: بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شابا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ** يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ** وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
أدعوك ربي حزينا هائما قلقا ** فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه ** فمن يجود على العاصين بالكرم
ثم سقط على الأرض مغشياً عليه؛ فدنوت منه فاذا هو زين العابدين علي بن الحسين بن علي. فقال: من هذا الذي يهجم علينا؟ قلت: الأصمعي يا سيدي؛ ما هذا البكاء والجزع وأنت من آل بيت النبوة ومعدن الرسالة؟ أليس الله تعالى يقول: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)؟ فقال: هيهات يا أصمعي، إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان شريفاً قرشيا. أليس الله تعالى يقول: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ . فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ)؟.
إنّ سيرة هذا الإمام العظيم هي سيرة عظيمة ومهمة للآباء والأمهات والتربويين التواقين لتربية الجيل الناشئ التربية الإيمانية الصحيحة الواعية والكاملة التي تجعلهم عند مستوى الاستقامة على دين الله، والخوف من الله، واستشعار رقابة الله.
وهذه هي روحية أهل البيت التي كان عليها الإمام علي، والإمام الحسن، والإمام الحسين، والإمام علي بن الحسين، والإمام زيد بن علي {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} ذرية تربت على مائدة القرآن، وارتبطت بالله الارتباط العظيم، وتخرج من مدرسة هؤلاء الأطهار والأبرار والأخيار والعظماء: القادة والقدوات والثوار الذين بهم عاد الحق إلى نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته.
بآل محمد عرف الصواب .... وفي أبياتهم نزل الكتاب
وهم حجج الإله على البرايا .... بهم وبجدهم لا يستراب
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
(أهمية الإعداد المستمر والجهوزية العالية حتى النصر)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.
والصلاة والسلام على سول الله القائل: (عَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِنَّهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الأطهار المجاهدين الأبرار، ورضي الله عن صحبه المنتجبين الأخيار من المهاجرين والأنصار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
إن مدرسة أهل البيت ونهجهم الإيماني ليس نهجا محصورا على التربية الإيمانية الروحانية والعرفانية، ولم يكتف أو ينحصر دور أئمة أهل البيت عليهم السلام في الوعظ والإرشاد وتقديم الدروس النظرية وشرح الكتب الفقهية للأمة وطلاب العلم رغم أهميتها وحاجة الناس إليها لمعرفة الحلال والحرام، وتنظيم أمورهم، وإدارة شؤون حياتهم وفق شريعة الله، وعلى ضوء دين الله في العبادات والمعاملات الشرعية التي يجب أن يلتزم بها المسلمون في بيعهم وشرائهم وضبط مسار حياتهم وفق كتاب الله وسنة رسول الله وسيرته الصحيحة قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ

مَعَ الْأَبْرَارِ. رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.
إخواني المؤمنين: 
كما نعلم جميعاً أن اليمن تشتهر منذ القدم بإنتاج أجود أنواع العسل، وتعود تربية النحل وإنتاج العسل في اليمن كما دلت على ذلك نقوش أثرية إلى ما قبل القرن العاشر قبل الميلاد، وهذه الشهره جاءت نتيجة جودة العسل اليمني نظراً لما تمتاز به اليمن من تنوع نباتي  ولعل أشهر الأشجار هي شجرة السدر والتي خص الله بها أهل اليمن قال تعالى « وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ » والتي للأسف الشديد باتت في الآونة الأخيرة تتعرض للإحتطاب الجائر وبشكل مخيف جداً، وقد يكون هذا الإحتطاب ممنهج وراءه أيادي خفية تسعى للقضاء على الغطاء النباتي ومنها أشجار السدر كما قلنا وكذلك الضهيا والطنب والصورب وغيرها من أنواع الأشجار فيجب الحفاظ على هذه الأشجار نظراً لأهميتها البيئية والإقتصادية والتي تعد غذاءً للنحل.
هذا وصلوا وسلموا على شفيعِ العوالِم، أبي القاسم، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، خصوصاً مولى المؤمنين والمؤمنات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى سكنه الحوراء، فلذة قلب المصطفى، وخامسة أهل الكساء، وولديهما الإمامين الشهيدين، أبي محمد الحسن، وأبي عبدالله الحسين، وارض اللهم عن الصحاب الأخيار من المهاجرين والأنصار.
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
أيها المؤمنون:
﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-----------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر