مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر ربيع ثاني 1445ه
العنوان: ((معركة طوفان الأقصى صراع بين الحق والباطل))
التاريخ:26 / 4 / 1445ه‍
الموافق:2023/11/10
الرقم : ( 17)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

🎙️أولاً: نقاط الجمعة
   
1-الصراع بين الحق والباطل منذ أن خلق الله آدم (اهبطوا بعضكم لبعض عدو) وحصل مع جميع الأنبياء (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا) وصراعنا مستمر مع اليهود الذين يحملون عداوةشديدة تجاه المسلمين وجرائمهم في غزةتشهد بذلك (ولايزالون يقاتلونكم حتى..) 
2-عملية طوفان الأقصى أثبتت أن زوال كيان الاحتلال قريب وأنه أوهن من بيت العنكبوت وإلا لما احتاجوا إلى أمريكا والغرب الكافر ليقفوا معهم من أول يوم
3-طوفان الأقصى أثبت أن كيان الاحتلال متوحش وجبان فحينما يتلقون الهزائم في المواجهات البرية يقومون بارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال كما كان يعمل تحالف العدوان بشعبنا 
4-طوفان الأقصى أتى كخيار مشروع لإخراج الأسرى وحماية الأقصى فيجب على المسلمين أن يقفوا معه وقد وفق الله شعبنا للمواقف المشرفة من خلال إرسال الصواريخ والطائرات والمشاركة في المظاهرات والدعم المالي والمقاطعة
5-الحذر من المرجفين والمنافقين الذين يعملون على التقليل من دور محور المقاومة والجهاد ولو كانوا جادين لطالبوا من الأنظمةالعميلة والمتواطئة أن يكون لها موقف..
➖➖➖➖➖ ➖
🎙️ ثانياً: نص الخطبة ـ
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، القائل: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} والقائل: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}.
وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ . لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله الذي جاهَدَ فِي اللَّهِ عزّ وجل حَقَّ الْجِهادِ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قرناء الكتاب وهداة العباد وأدلة الرشاد، ورضي الله عن أصحابه الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
فإني أوصي نفسي، وأوصيكم بالدوام والثبات على الإيمان الصادق بالله سبحانه وتعالى، والاستعداد للقاء الله بتقوى الله والعمل الصالح والخالص لله، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، وقال عز وجل: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ}، وقد قال الإمام علي عن التقوى: (إِنَّ تَقْوَى اللَّهِ حَمَتْ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ مَحَارِمَهُ وَأَلْزَمَتْ قُلُوبَهُمْ مَخَافَتَهُ حَتَّى أَسْهَرَتْ لَيَالِيَهُمْ وَأَظْمَأَتْ هَوَاجِرَهُمْ).
أيها المؤمنون:
يجب أن نكون على وعيٍ عالٍ ويقينٍ تامٍ بأنّ الله تعالى لم يخلقنا عبثا، ولم ولن يتركنا سُدى في هذه الحياة، بل خلقنا لعبادته، وأوجدنا ليختبرنا، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}. ومنذ أن هبط أبونا آدم من الجنة، والصراع قائم ومحتدم بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين أولياء الله وأعداء الله، وبين المستضعفين والمستكبرين، يقول تعالى: {قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}. وعندما أَرسل الله الرسل جعل الصراع قائمًا بينهم وبين شياطين الإنس والجن، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}.

ومنذ أن بعث الله خاتم النبيين (رسول الله) والصراع على أشُده بين الإسلام والكفر، وبين القرآن الكريم وأهل الكتاب الذين قال الله عنهم: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}. 
ورغم حرص النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم على هداية الناس عامة وأهل الكتاب خاصة، وتعامله الصادق والحكيم والرحيم والجذاب معهم إلا أن الحسد والحقد والبغضاء ملأ قلوبهم، والكبر والغرور استحوذ على مشاعرهم وأحاسيسهم، وقد تطبع صهاينة اليوم بما تطبع عليه أجدادهم وبلغوا مستوى رهيبا من الحقد الكبير، وورثوا الحسد والبغضاء إلى مستوى كبير، ويشهد على ذلك: حرب الإبادة اليوم في غزة، وكل تلك الجرائم والمجازر تشهد على أن التعايش والسلام مع اليهود مستحيل، وأن الدعوات المروجة من قِبل المنافقين والأنظمة العملية الذين يروجون للتعايش والسلام مع اليهود لا صحة لها ولا يجوز الإصغاء إليها والتصديق بها؛ لأن اليهود أصروا واستكبروا ولم يستجيبوا ويرضوا بما أراد الله أن يرضوا به من الإيمان برسول الله واتباعه، بل سعوا سعيهم الحاقد، ومكروا مكرهم الخبيث، وظلوا على ما هم عليه من ضلال وظلم وانحراف وتحريف وكذب على الله والافتراء عليه منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا، قال الله عنهم: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. 
ولقد حذّر اللهُ الرسولَ من اليهود والنصارى التحذير الكبير فقال سبحانه: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}؛ فالصراع بيننا وبين أهل الكتاب لم ولن يتوقف؛ لأنه صراع بين الحق والباطل؛ ولأن اليهود تربوا على النزعة اليهودية العنصرية الحاقدة على الإسلام والمسلمين، ويحملون النفسية العدوانية الانتقامية التي يتعامل بها اليهود مع المؤمنين بالله وبكتاب الله، قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}.
فكثير من آيات القرآن الكريم تبين طبيعة الصراع مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وأنه صراع بين الحق والباطل، وتكشف آيات القرآن مستوى البغضاء والكراهية التي يحملونها في قلوبهم على رسول الله وعلى كتاب الله وعلى أنبياء الله، ولا استغراب مما نشاهده في هذه الأيام من مجازر وحشية رهيبة، وحرب إبادة جماعية بحق أطفال ونساء غزة، وإنما الاستغراب ممن يروجون للسلام مع اليهود والتعايش والقبول بالتعايش معهم والله قد قال: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
عباد الله:
إنّ غزة هاشم، وغزة الصمود، وغزة الجهاد والمقاومة التي وفق الله مجاهديها الأبطال في عملية طوفان الأقصى؛ قد أثبتت - بما لا يدع مجالا للشك - أنّ الكيان الصهيوني الغاصب هو: كيان مؤقت، وأنه أوهن من بيت العنكبوت، ولو لم يكن كذلك لما سارعت دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا لدعم الكيان الصهيوني ورفع معنويات نتنياهو وجيشه المنهار، بعد أن برهنت وأثبتت مشاهد وفديوهات عملية طوفان الأقصى - التي شاهدها العالم - مستوى جُبن الجيش الصهيوني وذلته ومسكنته ومشاهد التنكيل به، وصدق الله القائل: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ . ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}. 
ولا بد أن ندرك حجم الانتصار التاريخي الكبير الذي حققته عملية طوفان الأقصى، وما قدمته من دروس إيمانية وجهادية عظيمة، وما مثلته مشاهدها من ارتياحٍ أثلج صدور المؤمنين، وأخذت بالثأر من اليهود الغاصبين الذين ارتكبوا طيلة خمسٍ وسبعين سنة آلاف المجازر الدموية، ولم تكن عملية طوفان الأقصى إلا ردًا أوليًا على تلك المجازر الوحشية بحق الشعب الفلسطيني

المسلم المظلوم الذي تجب نصرته ومساندته، يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من أُذل عنده مؤمن فلم ينصره، وهو يقدر على أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة).
أيها المؤمنون:
إنّ أحداث وأصداء عملية طوفان الأقصى المباركة زادت المؤمنين إيمانا، وعززت فيهم اليقين التام بحتمية زوال الكيان اليهودي الغاصب، وأكدت أنه كيان جبان ومتوحش على الأطفال والنساء واستهداف المدنيين والأحياء السكنية، كما كان يفعل النظام السعودي والإماراتي إذا هزمه المجاهدون في الجبهات وكسروا زحوفاته ونكّلوا بمرتزقته، وهو جبان يولي الأدبار بجنوده ودباباته ومدرعاته أمام رجال الرجال في غزة، كما كان يفرّ الجنود السعوديون ومرتزقتهم بدباباتهم ومدرعاتهم أمام رجال الرجال في اليمن، وكما كان أبطال اليمن المتوكلون على الله والموقنون بنصره يحرقون الدبابات والمدرعات بالولاعات ها هم مجاهدوا غزة اليوم يحرقون الآليات ودبابات الكيان الصهيوني بالولاعات، ويقدمون أرقى وأسمى صور التضحية والاستبسال كما كان ولا زال يقدمها شباب اليمن ورجال المسيرة القرآنية الذين حملوا الثقافة القرآنية حق حملها، وجسدوا مصاديقها في ميادين الجهاد كما يجسد اليوم رجال حماس والقسّام والجهاد الإسلامي ومجاهدوا حزب الله مصاديق التوكل على الله والاستعانة به والثقة بنصره أمام الجيوش المجيشة المسنودة بأمريكا والغرب، وصدق الله القائل على لسان جنوده الواثقين بنصره: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}. 
فالفارق كبير جدا بين أهل الحق المؤمنين بالله والمتوكلين عليه والصادقين معه والبائعين منه، وبين أهل الباطل البعيدين عن الله، والناسين لله، والظالمين لعباد الله، والفارق كبير بين معنويات وعقيدة المعتصمين بحبل الله، وبين معنويات وعقيدة المعتصمين بحبل الناس، ولولا هذا الحبل المتمثل في الدعم والإسناد الأمريكي والغربي لزال اليهود من الوجود في أيام، ولعاد اليهود إلى دولهم وبلدانهم التي هاجروا منها إلى فلسطين؛ فطوفان الأقصى أتت كخيار وحق مشروع لإخراج الأسرى المضطهدين المعذبين من السجون الصهيونية، ولحماية الأقصى من الانتهاكات والتهويد والتدنيس، وكذلك لرفع الحصار الخانق على غزة.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ووالدي ووالديكم والمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
(نصرة غزة بين موقف محور الجهاد والمقاومة وموقف محور النفاق والعمالة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المستضعفين، وناصر المظلومين، وقاهر الطغاة، وقاصم الجبارين، وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
وبعد/ عباد الله:
لنكن على وعي كبير ويقين راسخ بأن اليهود إنما أتت بهم دول الاستكبار العالمي من أصقاع الدنيا ليكونوا خنجرًا مسمومًا في جسد الأمة الإسلامية، وليكونوا كالغدة السرطانية التي تنهك الجسد الإسلامي وتسلبه العافية، وفي هذه المرحلة لا بد أن يتحقق وعد الآخرة كما قال تعالى: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} أي: جميعًا مختلطين، ووعد الآخرة هو ما ذكره الله في سورة الإسراء التي تسمى أيضا بسورة بني إسرائيل، قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}.
فعلى الرغم مما نشاهده من حرب إبادة يرتكبها اليهود الغاصبون، ورغم حجم المجازر الوحشية التي يقوم بها الصهاينة المحتلون، ورغم حجم الدمار والدماء والأشلاء والمشاهد المحزنة والمبكية والمدمية للقلوب إلا أن النصر آتٍ آت، والفرج قادم بإذن الله، وإساءة وجوه اليهود والانتقام الشديد منهم سيتحقق كما وعد الله: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}. 
فلنفهم طبيعة الصراع ومآلاته من خلال القرآن ومن خلال ما يقدمه قرناء القرآن من وعي وتوعية ودروس إيمانية عن حقيقة الصراع بينننا وبين اليهود ومن يتولاهم من المنافقين، ولا نكون سماعين أو متأثرين بتحليلات الموالين لليهود والمطبعين معهم، ولا يجوز أن يتسلل اليأس والقنوط والإحباط إلى قلوبنا بسبب ما يقدمه إعلام المرجفين وقنوات الفتنة والعمالة التي تدور مع أنظمة الجور وسلاطين الفسق وملوك الفجور في السعودية والإمارات.

يا أهل الإيمان والهوية الإيمانية:
لقد وفق الله قيادتنا وشعبنا للمواقف المشرفة المناصرة لغزة والقضية الفلسطينية، والمشاركة المتقدمة والشجاعة التي وصلت إلى اتخاذ القرار الحكيم بضرب واستهداف العمق الصهيوني كموقف ديني وإيماني يفرضه الله؛ لأن علينا ضغوطًا من الله، وهي أعظم وأخطر من ضغوط أمريكا، وهذا الموقف الإيماني المنسجم مع القرآن يمثل سلامة لنا في دنيانا وآخرتنا يوم نقف بين يدي الله.
وأما تلك الأبواق الشيطانية التي ترجف وتشكك وتقلل من رد محور المقاومة و تتنكر لمواقف السيد حسن نصر الله وتضحيات حزب الله الذي يقدم التضحيات الكبيرة والمواقف الإيمانية الصادقة ويشارك في المعركة منذ اليوم الثاني؛ فإنّ هؤلاء يصدق عليهم قول الله: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}، ويصدق عليهم قول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ . وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ}.
فلنحذر من أن نكون سماعين للمرجفين، ومنساقين وراء دعايات وأضاليل الدجالين والجبناء الذين لم ينصروا غزة وفلسطين، بل هم أحد أسباب تأخر الانتصار، وهم من يقدمون الخدمات المجانية للكيان الغاصب سواء فهموا ذلك أم لم يفهموا، وإنّ موقف محور الجهاد والمقاومة اليوم هو الموقف الصحيح والصريح والمناصر لغزة ومجاهديها من حماس والجهاد، أمّا موقف محور النفاق والتطبيع فهو الموقف المخزي والمتواطئ، ومن يطالب محور الجهاد والمقاومة بمواقف أكبر فعليه أولا أن يطالب من الأنظمة والملوك الذين يتولاهم بموقف سياسي وإعلامي مشرف فقط، وليطلبوا من علماء السوء في السعودية والإمارات أن يصدروا بيانا فقط تأييدا ونصرة لغزة، أو على الأقل ليدعوا لغزة في المساجد كما كانوا يفعلون في حرب سوريا وليبيا. 
وأخيرًا:
علينا جميعا أن نعزز الثقة بالله، وأن نوقن بحتمية النصر من الله في هذه المعركة مهما كانت التحديات والمتغيرات والإجرام، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}،كما لا ننسى التذكير بأهمية المقاطعة من التجار والمواطنين للبضائع الأمريكية والإسرائيلية كواجب ديني امام الله، بالإضافة إلى وجوب الدعم لإخواننا في غزة عبر الحسابات المفتوحة في البريد ومحلات الصرافة والبنوك، وكذا الدعم للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير التي تشارك في معركة طوفان الأقصى بتوجيه من قائدنا الشجاع والمؤمن الذي برأ ذمتنا وبيض وجوهنا عند الله وعند رسوله والمؤمنين، وأيضا الاهتمام بالالتحاق بالدورات العسكرية والجهاد ضد اليهود ومرتزقتهم في معركتنا الاستراتيجية المقدسة، وكذلك الاهتمام بحضور المسيرات والوقفات تأييدًا للمجاهدين في غزة وجنوب لبنان وفي كل مكان ضد الصهاينة والأمريكان.
هذا وأكثروا من ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله: اللهم صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاَةً زَاكِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَزْكَى مِنْهَا، وَصَلِّ عَلَيْهِ وآله صَلاَةً نَامِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاةٌ أَنْمَى مِنْهَا، وَصَلِّ عَلَيْهِ وآله صَلاةً رَاضِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاةٌ فَوْقَهَا، اللهم صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ صَلاَةً تُرْضِيهِ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وآله صَلاَةً تُرْضِيكَ وَتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ لَهُ، وَصَلِّ عَلَيْهِ وآله صَلاَةً لاَ تَرْضَى لَهُ إلاَّ بِهَا، وَلاَ تَرى غَيْرَهُ لَهَا أَهْلاً، وصَلِّ اللهم عَلَى أَطَائِبِ أَهْلِ بَيْتِهِ الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لأمْرِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وَحَفَظَةَ دِيْنِكَ، وَخُلَفَآءَكَ فِي أَرْضِكَ، وَحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ، وَطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ وَالدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإرَادَتِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ الْوَسِيْلَةَ إلَيْكَ وَالْمَسْلَكَ إلَى جَنَّتِكَ، لا سيما الخمسة الكرماء من ضمهم الكساء: (النبي المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسنين الشهداء) وارض الله برضاك عن الصحابة الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.

اللهم انصر غزة وأهل غزة ومجاهدي غزة، وثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وسدد رميهم، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مَؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعْنِهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَعَرِّفْهُمْ مَا يَجْهَلُونَ، وَعَلِّمْهُمْ مَا لاَ يَعْلَمُونَ، وَبَصِّرْهُمْ مَا لاَ يُبْصِرُونَ، وانصر اللهم المجاهدين في اليمن ولبنان والعراق وسوريا، واجعلهم خير عون وسند ومدد لغزة وفلسطين يا رب العالمين.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر