الجمهورية اليمنية
وزارة الأوقاف والإرشاد
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد
------------------------------------
🎙️خـطبة الجـمعة 🎙️
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشهر. / رجب /1442هـ
12/ 3 / 2021م
العنوان : (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ)
الرابعة من شهر رجب
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمدُ لله القائل: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}،
ونشهدُ ألَّا إلهَ إلا الله، كُل عزيزٍ غَيرُه ذليل، وكُلُّ قويٍّ غَيرُه ضعيف،
ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسلَه بأمرهِ صادعاً، وبِذِكرهِ ناطقاً، فأدَّى أمِيناً، ومضَى رشيداً، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}، في شهرِ رجبٍ المحرم، شهرُ الهويةِ الإيمانيةِ لشعبنا اليمني، تمرُ بنا ذكرى مسرى رسول الله صلوات الله عليه وآله،
من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، هذه الحادثة التي خلَّدَها القرآنُ الكريم، والتي رَبَطَتْ بين مسجدينِ هما من أهم مقدسات الأمة الإسلامية، المسجد الأقصى الذي يتعرضُ للتدنيسِ من قِبَلِ اليهود الغاصبين على مدى عشرات السنوات، والمسجد الحرام الذي يسيءُ إليه الأعرابُ بما يرتكبونه من جرائمٍ بحق أبناء الأمة؛ إرضاءً لليهود، وخدمة لليهود؛ فالمسجد الأقصى والمسجد الحرام الذيَنِ رَبَطَ القرآنُ بينهما يواجهان اليوم التدنيسَ من اليهود، وطعنات الغدر والخيانة من أولياء اليهود.
كما يذكرنا شهر رجب المحرم أيضاً بذكرى أليمةٍ، وفاجعةٍ كبرى أُضِيْفَتْ إلى سجلِ نكباتِ الأمةِ في عظمائها، ونكساتها عبر التاريخ، هذه الذكرى هي ذكرى استشهادِ علم الهدى الشهيدُ القائد/ حسين بدر الدين الحوثي (رِضوانُ اللهِ عليه)، مؤسس المشروع القرآني الذي كانت قضية القدس والأقصى القضية المركزية لديه.
عباد الله الأكارم:
في ذكرى الشهيد القائد يجبُ أن نقفَ وقفةً جادةً لنتأمل ونبحث في حياة ذلك القائد العظيم، الذي وقف في أصعب الظروف في وجه أمريكا، ونتأمل في مشروعه القرآني الذي قدّمه للأمة؛ لأننا نرى هذا المشروع اليوم برَزَ كأقوى مشروعٍ استطاع أن يقف في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني، وأقلق أمريكا وأزْعجها، واستطاع أن يجعلَ من شعبِ الإيمان والحكمة أكبر عائقٍ أمام مشروع أمريكا وإسرائيل، ومؤامراتهما ضد أمة الإسلام، هذا المشروع الذي انبثق في مرحلة عادت فيها الأمة إلى أميَّةٍ أصبحت أسوأ من الأميَّةِ السابقة؛ فعاشت أميَّةً والقرآن في أوساطها، ولديها المدارس والجامعات، والمعاهد ومراكز البحوث، والتكنولوجيا الحديثة، لكنها لا يمكن أن تخرج من واقع الأمية إلا إذا عادت إلى القرآن من خلال قرناء القرآن؛ فجاء المشروع القرآني الذي ينتمي إلى القرآن العظيم، ويتميز عن غيره من المشاريع بعدة مميزات
أولاً بـ: محورية النص القرآني: فالشهيد القائد كان يقدمُ النص القرآني ثم ينطلق إلى الواقع من جوهر هذا النص، ومن دلالاته ومن هديه ونوره ومضامينه؛ فيقيّمُ الواقع ويحدد الموقف اللازم.
ثانياً: المشروع القرآني مشروع نهضوي تصحيحي: ينهض بالأمة ويبنيها من كافة الجوانب من خلال القرآن الكريم؛ لتكون بمستوى المسؤولية التي حمّلها الله، وتكون بمستوى مواجهة التحديات والأخطار التي تواجهها، وأخطرها المشروع الأمريكي الصهيوني الذي تحرك ـ بعد أحداث (11سبتمبر) ـ بهجمة استعمارية كبيرة شاملة، تحت عناوين خطيرة، تُرافقُها حملة لتشويه الإسلام المحمدي الأصيل بواسطة التكفيريين الذين صنعتهم أمريكا، ويصحح الأخطاء الفكرية والثقافية التي وصلت إليها الأمة؛ لكي تتحقق السنة الإلهية في تغيير الواقع {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} وانتقد وصحّحَ كلَ الأفكار والمفاهيم المغلوطة المخالفة للقرآن لدى كل مذاهب الأمة؛ فواقع الأمة المهين يشهدُ أن الجميع لديهم أخطاء يجب تصحيحها.
ثالثاً: يتميز المشروع القرآني بأنه قدَّم القرآن ضمن وظيفته الأساسية، ككتاب هداية، كتاباً للحياة، كتاباً ترتبط به الأمة، وتتَّبعه الأمة؛ لأن القرآن أصبح مغيباً ومعزولاً عن واقع الأمة؛ فقدم القرآن كثقافة وبصائر، وكرؤية للواقع، وكمشروع عملي وكتاب هداية يواكب التغيرات ويمكن الاعتماد عليه في إيجاد الحلول، كما قدمه بخطاب واضح يفهمه الإنسان الأكاديمي والعالم والمثقف وحتى الأمّيِ أيضاً.
رابعاً: جعل للقرآن الحاكمية المطلقة على كل الثقافات والأفكار؛ لأن الله جعل للقرآن الحاكمية حتى على الكتب السماوية التي أنزلها كما قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}؛ فإذا كان الله قد جعل للقرآن الحاكمية على كتبه السابقة للقرآن كالتوراة والإنجيل التي يجب أن تعرض على القرآن؛ فكيف لا يكون له الحاكمية على الكتب التي تتوجه توجهات مذهبية؟!
خامساً: الشهيد القائد ربط القرآن بقيومية الله كما قال: (إن وراء القرآن من أنزل القرآن)؛ فعندما نعود إلى القرآن نحن نعود إلى الله؛ فهذا الكتاب هو كتاب ملك السماوات والأرض، الحي القيوم المدبر لشؤون السماوات والأرض، الذي وعد كل من يسير على هذا المنهج بالهداية والعون والتوفيق والعزة والسعادة والنصر؛ قال تعالى: {إِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ} {وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ} {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}
سادساً: المشروع القرآني مشروع تنويري توعوي يقدم النور والبصائر للأمة كما قال تعالى: {قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً}؛ فهو يقدم الوعي للأمة على مبدأ: (عين على القرآن وعين على الأحداث) و أكبر ما تعانيه أمتنا اليوم الخلل في الوعي؛ فعندما تسمع التحليلات السياسية، والقراءة للأحداث، والنظرة للعدو، والكتابات والأبحاث والدراسات، والتعليقات والبرامج؛ تجدها تفتقرُ إلى الوعي القرآني، ولا تعتمد على القرآن. سابعاً: المشروع القرآني مشروع قيَّميٌ وأخلاقي يهدفُ إلى إعادة الأمة من جديد إلى قيمها وأخلاقها القرآنية؛ لأن أهم ما يستهدفنا به الأعداء هو الحرب الناعمة لسلخ الأمة عن قيمها وأخلاقها، ومن أهم ما في القرآن أنه يحقق للأمة الزكاء.
ثامناً: المشروع القرآني مشروع واقعي يرسم خططاً عملية يمكن تحقيقها في الواقع، ويرتقي بالأمة في مراحل خطوة بخطوة، كما أنه مشروع حضاري بنّاء فيبني الأمة وحضارتها، ويصل بها إلى تقديم الشهادة العظيمة على كمال الله سبحانه وتعالى.
عباد الله الأكارم:
المشروع القرآني يمتلك عناصر قوة لا تمتلكها المشاريع الأخرى؛ فهو مشروعٌ معه الله، والأمة التي ترتبط به تحظى برعاية الله ونصره وتأييده، كما أنه مشروع قيمي تنشَّدُ له النفوس عندما تكون هناك أمة تجسده على أرض الواقع سيكون مؤثراً على كل الناس إلا من طبع الله على قلبه {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}، كما أنه مشروع له قدوات وأعلام عظماء بدءاً بالرسول صلوات الله عليه وآله، ومِنْ بعده الإمام علي (عليه السلام) والإمام الحسين والإمام زيد ومن بعدهم من أعلام الهدى وآخرهم السيد القائد (حفظه الله) الذي تجسَّدَ فيه ما تجسَّدَ في أعلام الهدى على مر التاريخ، وما قاله النبي صلوات الله عليه وآله عن علاقة العترة بالقرآن (أنهما لن يفترقا) فمن القرآن رؤيتهم، ومن القرآن تقييمهم للواقع، ومن القرآن سياستهم وإعلامهم وتثقيفهم وتربيتهم للأمة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
أما بعد/ إخوة الايمان:
فعلتَ ما قلتَ إذْ قالوا وما فعلوا ونلتَ ما رُمْتَ إذْ راموا وما بذلوا
حملتَ روحكَ قرباناً وقد رزحوا أسرى الملذات غيرَ الذُّلِّ ما حملوا
الله أكبرُ كرَّاراً صدحْتَ بها إنَّ الحياةَ جهادٌ والردى أجــــلُ
من اليمن تحرَّكَ ليدافع عن القدس، ويرفع صرخة الأحرار، ويقدّمُ من القرآن مشروعاً يمتلك الحل والمخرج للأمة من كل أزماتها ومشاكلها، صرخ غضباً لما يشاهده في فلسطين وأفغانستان والعراق وغيرها، ولم توقفه الحدود الجغرافية، والأُطر التي صنعها المستعمر البغيض، وعمل من خلال صرخته على إيقاظ أمةٍ نامت واستساغت النكبات والنكسات، حتى وصل الحال باليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة أن يحتلوا مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله، ويتجمَّعُ في قلب الأمة العربية في فلسطين عدد منهم تحيط بهم أمة تعدادها يصل إلى ما يوازي أكثر من مائة وخمسين ألف مسلم مقابل كل يهودي، بينما نجد أن النبي صلوات الله عليه وآله ضرب اليهود في خيبر عام7هجرية بقيادة الإمام علي، وبجيشٍ يصل عدده إلى ألف وأربعمائة مقاتل مقابل عشرين ألف مقاتل من اليهود الذين كانوا في خيبر، لكنهم عام 1367هـ وبعد 1360عام من ضربة النبي لهم، أعادوا كرَّتهم واحتلوا فلسطين، بعد أن أفسدوا الأمة وأوقعوها في نفس المعاصي التي كانوا قد ارتكبوها، ودخلوا القدس وهم يهتفون: (محمد مات وخلَّف بنات) ، وحينما أرادت الأمة أن تقدم موقفاً وتحركت عام 1948م وعام 1967م، تحركت بعيدة عن القرآن وعن قرناء القرآن؛ فكان نصيبها النكبات والنكسات، وحينما أرادت الأمة أن تجاهد وهي لا تعلم ما يحمله اليهود من المكر والخداع؛ صنعت أمريكا وإسرائيل جهاداً مزيفاً مشوهاً؛ فتوجهت الأمة للجهاد في أفغانستان كما أرادت أمريكا، وبتهمة الإرهاب واستغلالهم لتلك العناصر التي صنعوها أرادوا القضاء على ما تبقى من إسلام، وحوَّلوا أنظمة الدول المجاورة لفلسطين المحتلة كمصر والأردن إلى أولياء وحماة لليهود؛ وعاشت الأمة في متاهات صنعها اليهود، فكيف يمكن لقرين القرآن أن يسكت وهو يرى مؤامرات اليهود، ويسمع نداء الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ}{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، كيف يمكن أن يسكت وهو يرى الأمة في أسوأ أوضاعها؛ فتحرَّكَ ونطق الكلمات الثابتة المسددة والصادقة؛ فأصلح الله عمله حين يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} ووضع الخطط العملية لتربية الأمة لتصل إلى مستوى تحمل مسؤوليتها، وأمدَّه الله بالنور والفرقان والبصيرة والثبات {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} فكان مشروعه القرآني كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها: عزةً، وكرامةً، وروحًا وثابة، وإرادة صلبة، وخيرات زراعية، وصواريخ بالستية، ومسيَّرات تدكُ معاقل المستكبرين، ويشفِ اللهُ بها صدور قومٍ مؤمنين.
عباد الله الأكارم:
ظهرت إنجازات ذلك المشروع القرآني في الشعب اليمني الذي أرادوا أن يكون حديقةً للصهاينة، وملعباً للأمريكان، وساحة لعبث الأعراب، لكن الشهيد القائد أراد كما هي إرادة الله ورسوله: أن يبقى الشعب اليمني شعب الإيمان لا شعب الفساد والإفساد، وشعب الحكمة لا شعب الغفلة والحماقة، وشعب العزة لا شعب الذلة والانبطاح، وأن رسول الله خلَّف رجالاً يُقلِقونَ كل العالم المستكبر، ولأنَّ تلك هي إرادة الله، نَصَرَ اللهُ تلك الإرادة، فكان أن أصبح الأمريكي والصهيوني من واشنطن وتل أبيب يعلنون قلقهم من هذا الشعب، وكل من أطاعوا أمريكا وإسرائيل وتآمروا على الشهيد القائد ومشروعه ـ الذي هو مشروع الله ورسله وكتبه ـ كلهم مكروا فمكر الله بهم، والله أسرع مكراً، وأجرموا بحقه وبحق الأمة فانتقم الله منهم {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ}، ومن أبرموا أمورهم مع البيت الأبيض ضدَّه، أبرم الله أمره ضدَّهم {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ}، وأرادوا أن يغيب مشروعه القرآني فغابوا هم، وظهر مشروع الله، وعملوا على إحراقه من خلال الدعايات والأكاذيب؛ فاحترقوا، وعملوا على إهانته فهانوا، وعملوا على تغييبه فغابوا، وعملوا على إطفاء نور الله فظهر نور الله وذاع وانتشر وانتصر {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
حسين بن بدر الدين أيُ بصيرةٍ بقادمنا أنفذتها ليس تنفدُ
رفعت بسامِ الفكرِ ذكرى زماننا فلا أمس إلا قلتَ هذا له غدُ
تغور دهور السالفين وتنطوي ودهرك فياض الينابيع سرمدُ
وتأفلُ شمسُ المكتبات ولم تزل شموسُك من رحمِ الملازمِ تُولَدُ
وسينال الآخرين ما نال سابقيهم، وسيحقق الله بهذا المشروع على يد الشعب اليمني وعده الآخر بإذنه تعالى: {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً}، وبهذا نجدد الدعوة للاطلاع على المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد في ملازمه.
أخوة الإيمان ولأهمية الاهتمام بالزراعة أصبح ان ننوه اسبوعيا باهمية استشعار المسئولية أمام الله سبحانه وتعالى بأن يهتم المجتمع اليمني وان يدعم المبادرات المجتمعية كلا في إطار منطقته وعزلته ومديريته ومحافظته ونحن نعيش ذكرى استشهاد الشهيد القائد /حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وما اولاه من اهتمام بالجانب الزراعي وما وضحه من سياسات اليهود لتدمير القطاع الزراعي للأمة الإسلامية أو مما حذرنا ونبهنا إليه الشهيد القائد في ملزمة (دروس رمضان – الدرس التاسع)،
تشديد الرقابة على المبيدات والأسمدة الزراعية المستوردة، وتوعية المزارع بخطورتها على صحة المستهلك، وأضرارها على الأشجار، والمحاصيل الزراعية، وعلى خصوبة وصلاحية التربة، والتوجّـه لاستخدام الأسمدة المحلية المصنعة من مخلفات الحيوانات، وكذا الاعتماد على البدائل الآمنة في مكافحة الأوبئة والآفات الزراعية التي قد تصيب النباتات والمحاصيل الزراعية.
عندها سنعمل على القضاء على مشاريع اليهود التدميرية، ومخطّطاتهم الاستعمارية في الجانب الزراعي.
وفي الختام: نشيد بالعمليات النوعية التي يقوم بها مجاهدونا الأبطال من الجيش واللجان الشعبية، وعلى رأسها القوة الصاروخية والطيران المسير الذين استهدفوا العمق السعودي، وبإذن الله أن القادم أعظم على كل الطغاة والمستكبرين، وهنا لا بد علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا في الإنفاق في سبيل الله من أجل جبهة مأرب ودعمًا للتصنيع الحربي، وكذا لا بد من الاستمرار برفد الجبهات بالمال والرجال حتى يتحقق النصر المؤزر بإذن الله سبحانه وتعالى.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖ ➖ 📝
صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد
بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------