مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر ربيع الآخر للعام 1445هـ 
العنوان: (حقائق تجلت من معركة طوفان الأقصى وواجبنا تجاهها)
التاريخ:1445/4/19ه‍
الموافق:2023/11/3م
الرقم : ( 16)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

🎙️أولاً: نقاط الجمعة

1-القرآن الكريم قدم لنا شرحا مفصلا عن خطورة اليهود وإجرامهم والأحداث في غزة تثبت ذلك (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء...إلخ) ولو أن المسلمين فهموا ذلك لأعدوا العدة لجهادهم (قاتلوا الذين لا يؤمنون...إلخ)
2-طوفان الأقصى فضح العملاء المنافقين من الحكام كالنظام الإماراتي والسعودي الذي يقيم حفلات الترفيه بالرغم أن شعوب العالم حتى من غير المسلمين خرجت مظاهرات تضامنا مع غزة
3-ما موقف مرتزقة الداخل المنبطحين للسعودي والإماراتي بعد انكشاف مواقفهم لأكثر من مرة لصالح كيان الاحتلال؟ فإما أن يعودوا لرشدهم وإلا فقد أصبحوا منهم (فإنه منهم) وهنا يدرك شعبنا اليمني أن معركتنا هي في طريق تحرير القدس
4-واجبنا تجاه الفلسطينيين الدعاء والدعم المالي لهم والمشاركة في المظاهرات والمناسبات المساندة لهم ورفع شعار الصرخة وكذا مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية والإشادة بقرار الحكومة بحظر منتجاتهم.
5-مباركة العمليات النوعية التي قام بها جيشنا اليمني في استهداف كيان الاحتلال والثقة بقيادتنا القرآنية التي رفعت رؤوسنا والالتفاف حولها.

➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: نص الخطبة 

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
لقد قدّم لنا القرآن الكريم شرحا مفصلا عن خطورة اليهود وتوجهاتهم نحو المسلمين، وأمرنا بجهادهم والوقوف بوجههم، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا ‌يُحَرِّمُونَ ‌مَا ‌حَرَّمَ ‌اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ ويقول سبحانه: ﴿‌لَتَجِدَنَّ ‌أَشَدَّ ‌النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ ويقول سبحانه حاكياً عن عقيدة اليهود تجاه المسلمين: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ ‌عَلَيْنَا ‌فِي ‌الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾  ويقول سبحانه: ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ ‌وَوَدُّوا ‌لَوْ ‌تَكْفُرُونَ﴾.
هذه الآيات المباركة تكشف حقيقة صورة اليهود التي أثبتتها الأحداث الأخيرة في عدوانهم على غزة، وارتكابهم لأبشع الجرائم بشكل كبير جدًا، ولو أنّ المسلمين فهموا كلام الله عن اليهود وحقيقتهم وعن خبثهم وإجرامهم؛ لأعدوا لمواجهتهم العدة، ولَمَا تمكن اليهود من احتلال أرضهم، ولَمَا غفل المسلمون عن مؤامراتهم ومخططاتهم الإجرامية، وها هي جرائمهم الأخيرة قد جعلتنا نتذكر ما قاله الله سبحانه لنا في  كثير من سور القرآن الكريم  منذراً ومحذراً منهم، وجاءت أكثر القصص في القرآن الكريم عنهم وعن جرائمهم التي لم يسلم منها حتى أنبياؤهم الذين قتلوا فريقًا منهم وكذّبوا بالفريق الباقي، ولهذا نجد أكبر سور القرآن الكريم تقدم لنا وعياً عالياً عنهم؛ ليكون لدينا حصانة من مخططاتهم ومؤامراتهم؛ فسورة البقرة هي باسم بقرة بني إسرائيل، وسورة آل عمران هي باسم أنبیاء بني إسرائیل، وسورة المائدة هي باسم مائدة بنى إسرائيل، وهذه السور هي أكبر سور القرآن الكريم، وهى عندما تتحدث عنهم فليس من فراغ - حاشا لله - وإنما لعظيم خطورتهم وإجرامهم ووحشيتهم وعدوانهم؛ وقد قدّم القرآن الكريم لنا في هذه السور المباركة وفي غيرها ما يجعلنا في جهوزية دائمة لمواجهتهم، وفي انتباه عالٍ ضد مخططاتهم، وهذا للأسف الشديد هو ما غفلنا عنه، حتى أصبحت نظر تنا إلى اليهود ليست بمستوى ما قدمه الله سبحانه وتعالى عنهم في القرآن الكريم؛ فنسينا أعداءنا التاريخيين، واختلقنا عداوة فيما بيننا نحن المسلمين ما أنزل الله بها من سلطان.

أيها المؤمنون:
لقد كشفت لنا عملية طوفان الأقصى خبث اليهود وإجرامهم، ونظرتهم العدائية للمسلمين، وكيف أنهم لا يتورعون عن قتل الأطفال والنساء والصغار والكبار، وتدمير المنازل والمستشفيات، وارتكاب مجازر حرب، وحرب إبادة، وجرائم ضد الإنسانية، ناهيك عما قاموا به خلال أکثر من سبعين عاماً من احتلال وقتل واختطاف، وتشريد شعب بأكمله، وتدنيس للمقدسات الإسلامية، واستهداف متواصل من الإجرام والتنكيل والظلم الكبير لإخواننا في فلسطين، ورغم الوحشية والإجرام  اليهودي فهم قد ضربهم الله بالذلة والمسكنة والجبن والخوف فنراهم يرتكبون تلك الجرائم بالطائرات والصواريخ وليس أثناء المواجهة المباشرة كما قال سبحانه: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي ‌قُرًى ‌مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾، وكما قال سبحانه وتعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ ‌يُقَاتِلُوكُمْ ‌يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾ وهذا ما شاهدناه في العدوان على غزة؛ فهم أبطالٌ بالطائرات البعيدة، ومتوحشون في القصف، لكنهم يفرون كالأرانب أمام المواجهة، وفي هذا تشجيع للمسلمين على مواجهتهم؛ لأنهم ضعاف ومهزومون نفسياً ومتفرقون كما قال سبحانه: ﴿تَحْسَبُهُمْ ‌جَمِيعًا ‌وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾  وكما قال سبحانه: ﴿وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ ‌وَالْبَغْضَاءَ ‌إِلَى ‌يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾.
عباد الله:
لقد اتضحت حقائق في معركه طوفان الأقصى، وتكشفت أمور كبيرة وهامة أكثر من أي وقت مضى، ومما ظهر جلياً أكثر من السابق هو: حقيقة المنافقين من الحكام والعملاء، وهؤلاء المنافقون قد أَفْرَدَ الله لهم سورة في كتابه اسمها سورة المنافقون، وذكر فيها عنهم قوله سبحانه: ﴿هم ‌الْعَدُوُّ ‌فَاحْذَرْهُمْ﴾  كما ذكرهم في سورة التوبة التي تسمى بـ (سورة الفاضحة والكاشفة)؛ لأنها فضحت المنافقين وبيّنتهم على حقيقتهم، وقد شنّ القرآن الكريم هجوماً كبيراً عليهم بالرغم من أنهم في حينه لم يكونوا أصحاب سلطة ولا حُكم، وكانوا أفرادا في المجتمع؛ فكيف وقد أصبحوا اليوم هم أصحاب القرار والسلطة في كثير من الدول  العربية والإسلامية، وهم يوالون اليهود ويعادون المسلمين كما قال الله سبحانه عنهم في سورة النساء: ﴿‌بَشِّرِ ‌الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾  وكما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ ‌فَإِنَّهُ ‌مِنْهُمْ﴾  وكما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ‌يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾  وهذه المواصفات عن المنافقين قد شاهدناها جلية واضحة في الكثير من حكام العرب في العدوان على غزة، كما هو حال النظام الإماراتي الذي لا تختلف مواقفه وتصريحاته عن الصهاينة، بل إنّ هنالك أخبارًا عن مشاركة طائرات إماراتية في قصف الفلسطينيين في غزة، وهناك أخبار عن دعم السعودية والإمارات للصهاينة بثمانية مليار دولار؛ لتمويل عدوانهم على أطفال غزة وأبناء غزة، وذلك ليس غريباً؛ فالقرآن الكريم قد أخبرنا عن ذلك بقوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ ‌لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ﴾ وها هو النظام السعودي في هذه الأيام مستمر في حفلات الترفيه والرقص رغم أنّ شعوب العالم حتى من غير المسلمين تخرج مظاهرات تضامناً مع غزة، وتستنكر ما يحصل على الفلسطينيين إلا النظام السعودي والإماراتي الذي يتفرج بل ویتآمر على القدس، حيث تسير أكثر من عشرين رحلة للصهاينة من وإلى تل أبيب عبر دبي، وتمرّ عبر الأجواء السعودية، ويتم فيها نقل جنود يهود للقتال مع اليهود.
نعم.. فهذه هي الإمارات والسعودية التي اعتدت على اليمن منذ حوالي تسع سنوات تنفيذاً لأوامر أمريكا وإسرائيل، وتبديداً لمخاوفها من سيطرة اليمنيين الأحرار على باب المندب الذي لو كان تحت سيطرة المجاهدين لأغلقناه في  وجه السفن الأمريكية والإسرائيلية لكنه الآن تحت حماية حراس اليهود وعملاء الإمارات والصهاينة الذين كشفت الأحداث أنهم عملاء للإمارات التي هي عميلة للصهاينة، وكشفت الأحداث أنّ من يقاتل في صفوف السعودية أنه عميل لعملاء الصهاينة؛ فهل ستغير

المواقفُ الأخيرة للإمارات والسعودية مواقفَ المخدوعين فيعودوا إلى رشدهم وإلى صف الوطن، أم أنهم قد رضوا لأنفسهم بأن يتجندوا في معسكر يقوده اليهود وعملاء اليهود، وقد شاهدنا مؤخرا كيف أنّ أمريكا تعمل على تحريك مرتزقتها لإعادة التصعيد في الجبهات؛ لتخفيف الضغط على الصهاينة، وردًا على مشاركة بلادنا في قصف الكيان الصهيوني المحتل الغاصب؛ مما يكشف حقيقة هؤلاء المرتزقة الذين ينفذون أجندات أمريكا وإسرائيل، وأنّ معركتنا في اليمن هي في طريق تحرير القدس، وأنها في وجه أمريكا وإسرائيل.
كما كشفت الأحداث الدور النفاقي لقنوات العملاء التي هي صهيونية ناطقة بالعربية، والتي تستضيف يهوداً ليخاطبوا العرب والمسلمين من على قنواتهم في محاولة منهم لتحسين صورة الصهاينة، وللتشكيك فيما يقوم به المجاهدون في فلسطين، وإعطاء فرصة لليهود ليدافعوا من خلال تلك القنوات عن أنفسهم و ليبرروا جرائمهم، وهو ما يستوجب من كل مؤمن غيور أن يقاطع هذه القنوات، وأن يلغيها، وأن يترك متابعة الكُتّاب العملاء في مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يفضح اليهود كما انتصر الفلسطينيون في فضح اليهود أمام العالم بالصوت والصورة، وقدموهم أمام الرأي العالمي على أنهم مجرمون وإرهابيون، وهذا يوجب علينا أن نكون في هذه المعركة إلى جانبهم، وأن نقاطع القنوات الخليجية التي تستضيف اليهود، أو التي تفرق بين المجاهدين في غزة وبين المجاهدين في جنوب لبنان على الرغم من أنّ المعركة واحدة، والعدو واحد، والقاتل واحد، والهدف واحد، والله المستعان.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
                                                      ✒️.  الخطبة الثانية 🗒️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحُمُدُ للهِ رَبَّ العَالَمِيۡنَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن الصحابة الأخيار.
ثُمَّ أمَّا بَعۡدْ/ أيها الأخوة المؤمنون:-
إنّ واجبنا أمام الله وأمام ما يتعرض له المسلمون في فلسطين وقطاع غزة وجنوب لبنان يحتم علينا القيام بواجبنا ومسؤولياتنا حتى لا نخسر يوم القيامة ويوم الحساب عندما يسألنا اللہ سبحانه عما قمنا به أمام الظلم الكبير الذي يقع على إخواننا المسلمين في فلسطين كما قال سبحانه وتعالی: ﴿إِنَّمَا ‌الْمُؤْمِنُونَ ‌إِخْوَةٌ﴾ وكما قال سبحانه: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ ‌فَعَلَيْكُمُ ‌النَّصْرُ﴾ وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين)، وقد شاهدنا الأطفال في فلسطين كيف تتطاير دماؤهم وأشلاؤهم وتدمر المنازل على رؤوسهم ورؤوس أهاليهم، وكل هذا سيسألنا الله عنه يوم القيامة؛ فما هو واجبنا أمام ذلك يا عباد الله؟ إنّ واجبنا أولًا: أن ندعو لهم، وأن نتضامن معهم، وأن نقف إلى جانبهم بالدعم بالمال، وهذا واجب علينا وليس تبرعاً، وقد فتح البنك المركزي الحساب رقم (ستين ألف) في محلات الصرافة والبنوك، وفي البريد حساب رقم (ألف ومائة وأربعين) ويمكننا أن نساهم بالدعم على حسب الحالة، وإن  كنا نعلم أنّ شعبنا اليمني العظيم يعاني بسبب العدوان الأمريكي الإسرائيلي بأيادي سعودية إماراتية، وبتعاون الخونة في الداخل إلا أننا سنجود ولو بالقليل، وكلٌ على حسب استطاعته کما قال سبحانه: ﴿وَتُجَاهِدُونَ ‌فِي ‌سَبِيلِ ‌اللَّهِ ‌بِأَمْوَالِكُمْ ‌وَأَنْفُسِكُمْ﴾ فإخواننا في فلسطین بدون منازل ولا مأوی ولا أمن ولا ماء ولا طعام، ويقتلهم الصهاينة، ويحاصرهم المنافقون كالنظام المصري الذي يغلق معبر رفح، وكالنظام الأردني العميل الذي يغلق حدوده ويتعاون مع اليهود ضد المسلمين، ولا يعملون مثلما يعمل حزب الله في لبنان، بل إنّ كل الدول المطبعة كالبحرين وتركيا وغيرها لم تقم بسحب سفراءها من الكيان المحتل، ولم تطرد السفراء الصهاينة من بلدانهم، ولم يبق لأهل فلسطين إلا أنتم يا شعب الإيمان والحكمة الذي يشارك بالقصف وهو مستعد لكل ما يستطيع القيام به، ونحن بحمد الله سبحانه في يمن الإيمان؛ قد تجلى لنا على يد قائدنا المبارك الإيمان والحكمة وتجسد لشعبنا المواقف الكبيرة مع أهل غزة وفلسطين وهنا نبارك العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية إلى داخل الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل رداً على عدوانه على إخوتنا المسلمين في فلسطين وتأكيدا على انهم ليسوا لوحدهم وجهادا في سبيل الله سبحانه  في موقف نفخر به أمام الله والعالم على عكس  الدول التي طبعت حكوماتها مع اليهود وخانت الأمة والمقدسات.
أيها المؤمنون:
كما أنّ من واجبنا أمام مظلومية الفلسطينيين وأمام إجرام أمريكا وإسرائيل: مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وبضائع الدول التي أعلنت دعمها لليهود مثل: بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وحتى الدول التي تعتدي على اليمن وتتآمر على فلسطين كالإمارات والسعودية؛ فالمقاطعة الاقتصادية سلاح فعال، وموقف هام، وجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى،

وهو واجب علينا؛ لأن شراء بضائعهم يمثل دعماً لهم في حربهم ضد الإسلام والمسلمين، والمقاطعة لهم تلحق بهم الضرر الكبير، ولا يستھین الواحد منا بدوره؛ فحينما تجتمع المبالغ لحارة أو مدينة أو قرية ستصبح ملايين الدولارات، وهذا لا يجوز التساهل فيه والتفريط به، ويجب أن نفحص البضاعة قبل شرائها لمعرفة مصدر إنتاجها، كما أنه يجب أن نتوجه لدعم الإنتاج المحلي ليصبح اقتصادنا قوياً، بدلاً من دعم اقتصاد الدول المحاربة للإسلام والمسلمين.
عباد الله:
ومما يجب علينا أمام الله في هذه المعركة هو: أن نلتحق بمعسكرات التدريب مع المجاهدين؛ لأخذ الدورات القتالية والعسكرية والثقافية؛ لنستعد للفرصة التي نشارك فيها لقتال اليهود الصهاينة كما قال سبحانه: ﴿وَأَعِدُّوا ‌لَهُمْ ‌مَا ‌اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾  ونحن في يمن الإيمان والحكمة نواجه عدواناً أمريكيا وإسرائيلياً، وما السعودية والإمارات في هذا العدوان إلا مرتزقة للصهاينة اليهود، وأما عملاء البلد فهم عبيد العبيد، وما اعتدى المعتدون علينا إلا بسبب موقفنا من فلسطين وعدائنا لإسرائيل؛ فمعركتنا في اليمن هي في طريق تحرير القدس، ونحن نواجه خط الدفاع الأول عن اليهود، وقد أتى بهم اليهود إلى سدة الحكم ليضمنوا مصالحهم؛ فيجب أن نستعد للقتال في فلسطين ضد اليهود بالالتحاق بالمجاهدين وأخذ الدورات، ولا يكفي مجرد التفاعل اللحظي المؤقت الذي ربما ينتهي بانتهاء العدوان على غزة، بل يجب أن يكون توجهنا استراتيجياً حتى تأتي المعركة الكبرى الفاصلة، وحتى نحرر المسجد الأقصى وكل فلسطين، ولا نكون كما قال سبحانه عن بعضهم: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ ‌اللَّهُ ‌انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾.
عباد الله:
كما أنه ينبغي علينا أمام جرائم اليهود: أن نُظهر البراءة أمام الله في وجه اليهود والأمريكان، وذلك برفع شعار السخط ضدهم المتمثل في الشعار المعروف الذي يردده اليمنيون، والذي هو سلاح و موقف جهادي وقرآني، وهو سلاح هام في الحرب النفسية ضد أعداء الله، ويعكس وعياً، ويمثل تحصينا للأمة من الاختراق من الداخل، وهو أقل ما نفعله أمام آلة الموت والدمار الصهيونية؛ فلا يمكن أن نصمت أمام تلك الجرائم، ورفع الشعار هو أقل تعبير يمكن أن تقوله أمام ما يقومون به، و يجب أن يترافق معه تحرك لفضح المنافقين ومواجهة اليهود، وأن نشارك في المسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية تضامنا مع غزة وفلسطين، وسينتصر المجاهدون في قطاع غزة وجنوب لبنان مهما كانت المتغيرات؛ فقد ولى زمن الهزائم وأتى زمن الانتصارات بإذن الله سبحانه، والنصر لا تصنعه حاملة الطائرات، ولا هو بيد أمريكا، ولا هو بكثرة العتاد والجنود، وإنما كما قال سبحانه: ﴿وَمَا ‌النَّصْرُ ‌إِلَّا ‌مِنْ ‌عِنْدِ ‌اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ وكما قال سبحانه للكفار: ﴿وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا ‌وَلَوْ ‌كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾  وكما قال سبحانه: ﴿وَإِنْ ‌يُقَاتِلُوكُمْ ‌يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾.  
عباد الله: 
أكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله امتثالًا لقول الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين، وانصرهم نصرًا عاجلًا يا قوي يا جبار.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر