مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأخيرة من شهر صفر 1445هـ 
(صفات رسول الله وجهاده) 
30 / 2 / 1445هـ

الموافق: 15 / 9 / 2023م رقــــــــــــم: ( 9 )
المصـدر : الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة

الخطبة الأولى

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، الحمدُ لله الذي هدانا إلى توحيده، وألهمنا تقديسه وتمجيده، ووفقنا لحمده، وجعل نبيَّهُ محمدًا سببًا لنا في الهداية، ومنقذًا لنا من الغوايَة، ومخرجًا لنا من الظلمات إلى النور، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ سيدَنا وحبيبَنا ومقتَدَانا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أرسلَه بالهدى ودينِ الحقِّ ليظهرَهُ على الدينِ كلِّه ولو كرَهَ المشركون، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمد، وباركْ على محمدٍ وعلى آلِ محمد كما صليتَ وباركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حميدٌ مجيد، وارضَ اللهمَّ برضاكَ عن الصحابةِ الأخيارِ المنتجبين.
أما بعد/ فيا عبد الله:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله التي هي وصيته للأولين والآخرِين، حيث يقول سبحانه: {وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَابَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ ‌أَنِ ‌ٱتَّقُواْ ‌ٱللَّهَۚ وَإِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدٗا} [النساء: 131].   
  عباد الله:
يقول الله سبحانه وتعالى: {قُلۡ ‌بِفَضۡلِ ‌ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٌ مِمَّا يَجۡمَعُونَ} [يونس: 58] على ضوء هذه التوجيهات المباركة في هذه الآية المباركة، يستعد شعبنا اليمني العظيم وبدافع الإيمان بالله؛ لاستقبال ذكرى مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ومن مظاهر ذلك الاستعداد: الاحتفالات المتنوعة والمتعددة وغير المسبوقة التي تعكس عمق علاقتهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبمشروعه الذي لا يزال شعبنا - ولله الحمد - يسير عليه، وهو بذلك يعبر عن هويته الإيمانية، وعن محبته الصادقة لرسول الله وإعزازه وإعظامه له، وتقديره لنعمة الله تعالى علينا بالرسول والرسالة والهداية، وهو أيضا تعبير عن فرحه وابتهاجه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما فرح أسلافُه من الأنصار برسول الله، وهذا الاحتفال يعكس تقديس شعبنا للحرية التي هي جزء من إيمانه وهويته، ولذلك فهو يأبى الخنوع والخضوع لغير الله سبحانه وتعالى، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.


 عباد الله:
إنَّ احتفالنا برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هو احتفال بصفاته القرآنية وشمائله المحمدية التي ذكرها الله وخلَّدَها في القرآن الكريم، وتلك الصفات العظيمة هي التي أهَّلَتَه لحمل الرسالة الإلهية، وأظهرت كماله صلوات الله عليه وآله، ومن تلك الصفات العظيمة: رَحْمتُهُ، كما قال تعالى: {‌وَمَآ ‌أَرۡسَلۡنَاكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] ، ومنها: رأفته وحِرْصُهُ عَلَى هِدَايَة الناس وَإرشادهم وَإسْلَامِهِم، يقول الله سبحانه: {لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ ‌حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ} [التوبة: 128]، ومنها: ألمُهُ وحزنُه على إعراض الناس وعدم استجابتهم، قال الله سبحانه: {لَعَلَّكَ ‌بَاخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} [الشعراء:
3]، ومنها: خلقه العظيم، قال الله جل وعلا: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ ‌خُلُقٍ ‌عَظِيمٖ} [القلم: 4]، ومنها: سخاؤه صلى الله عليه وآله وسلم، فقد ورد أنه: «كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ ‌مِنَ ‌الرِّيحِ ‌الْمُرْسَلَةِ»، ومنها: شجاعته: فعَنْ عَلِيٍّ - عليه السلام - قَالَ: (كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَحَمِيَ الوطيس، اتَّقَيْنَا بِرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ).
أيها المؤمنون:
هذه بعض صفاته وشمائله صلى الله عليه وآله وسلم وَجَمِيعُ ‌شَمَائِلِهِ وَصِفَاتِهِ صلوات الله عليه وعلى آله رَحْمَة للْخَلْقِ، وقد أهَّلَه الله واصطفاه لحمل الرسالة ونشر دين الله؛ فتحرك صلوات الله عليه وعلى آله وسلم في مكة، وعرض الإسلام على ثلاثين قبيلة من قبائل العرب ولكنهم رفضوا، واستكبروا، بل واجهوه في مكة وكذبوه، وقالوا عنه: مجنون، وساحر، وكذاب، وكلما مرّ بقوم من قبائل العرب جاؤوا بعده ليثبطوهم ويشككوا فيما سمعوه من رسول الله، واستمر الأمر كذلك، حتى حظي اليمنيون بشرف الإيمان بالله والنصرة لرسوله صلوات الله عليه وعلى آله، وشرّفهم الله بقوله سبحانه: {وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ‌ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَانَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} [الحشر: 9]؛ فاستقبلوا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، واستقبلوا المهاجرين من مكة إلى المدينة وآووهم وأحبوهم، وآثروهم على أنفسهم، وتحرَّكوا مع رسول الله في نشر دين الله، بإيمان وصدق وعزم منقطع النظير، وهذا ما أهَّلَهم لأنْ يحظوا بدعاء رسول الله لهم بقوله: (للهم اغفر ‌للأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناءِ الأنصار).
أيها المؤمنون:
لمَّا تحرك رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ومن معه من أهل بيته والأنصار والمهاجرين في نشر دين الله اغتاظ الكفار والمنافقون، وتحركت قوى الطاغوت لمواجهة الرسول والرسالة بالحرب العسكرية؛ عندها أذن الله للنبي والمؤمنين بالجهاد؛ لأنه هو الحل المناسب لكف عدوان المعتدين حيث قال سبحانه: {‌أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعني وإياكم والمؤمنين بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وأقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، {بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ . وَٱلۡعَصۡرِ . إِنَّ ٱلۡإِنسَانَ لَفِي خُسۡرٍ . إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ}.

 

الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وليُّ الحمدِ ومستحقُّه، نحمدُهُ على كل حال وفي كل حال، ونعوذ بالله من أحوال أهل النار والضلال، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَه وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
لما توجهت قوى الطاغوت إلى الحرب العسكرية ضد الإسلام وضد الرسول والرسالة الإلهية؛ أَذِنَ الله لرسوله بالتحرك لمواجهتهم فقال سبحانه: {‌أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمۡ ظُلِمُواْۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصۡرِهِمۡ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]؛ فتحرك رسول الله مجاهدًا في سبيل الله لنصرة دينه، وجَاهَدَ فِي اللَّهِ حَقَّ ‌جِهَادِهِ بِالْقَلْبِ وَالدَّعْوَةِ وَالْبَيَانِ وَالسَّيْفِ، وَكَانَتْ سَاعَاتُهُ مَوْقُوفَةً عَلَى الْجِهَادِ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ، وقد كان الجهاد في سبيل الله من أهم صفاته التي اتصف بها، حيث انتصب لجهاد أعداء الله وقد أحاطوا بجهاته وأحدقوا بجنباته، إلا أنه توكل على الله رغم المعاناة التي عاناها من قبل المنافقين في التخذيل والتثبيط إلا أنه لم يتوقف عن الجهاد حتى حقق الله له كامل النصر، فزادَ بِهِ من قلَّ وعزَّ بِهِ من ذلَّ وصار بإثْخَانِه في الأعداء محذورًا، وبالرعب منه منصورًا، وجمع بين الدعوة إلى الله والجهاد لشرع دين الله حتى ظهر وانتشر، وبين الانتصاب لجهاد العدو حتى قَهَرَهَم بتأييد الله وانتصر، ولا يجمع بينهما إلّا من أمدَّه الله بمعونته، وأيَّدَه بلطفه.
عباد الله:
لقد أمر الله نبيه بالجهاد لأهميته في إحقاق الحق وإبطال الباطل، فقال سبحانه: {‌كَمَآ ‌أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 5]، وقال جل جلاله: {وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰاتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰافِرِينَ . لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰاطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ} [الأنفال: 7-8]، ومن أهمية الجهاد: أن الله جعله علامة اختبار لصدق إيمان الإنسان المؤمن وطريقًا للجنة ووسيلة لردع المجرمين وكفّ عدوانهم، وأبلغ قول في ذلك هو أمر الله للنبي: {‌فَقَٰاتِلۡ ‌فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفۡسَكَۚ وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسٗا وَأَشَدُّ تَنكِيلٗا} [النساء: 84]، ومن فضل الجهاد وأهميته: أنَّه لولا الجهاد لانتشر الفساد في الأرض، قال سبحانه: {‌وَلَوۡلَا ‌دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَٰالَمِينَ} [البقرة: 251] فالفساد في الأرض قائم إذا لم يكن هناك جهاد، ومن فضل الجهاد وأهميته: أنَّه لولاه لمُنع ذكر الله في الأرض، وهُدِّمت بيوت العبادة والطاعة لله في الأرض، ولاجتُثت هذه العقيدة من الناس؛ ليكون الحكم للطواغيت، فلا يعبد الله في الأرض، قال جل وعلا: {‌وَلَوۡلَا ‌دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٖ لَّهُدِّمَتۡ صَوَٰامِعُ وَبِيَعٞ وَصَلَوَاٰتٞ وَمَسَٰاجِدُ يُذۡكَرُ فِيهَا ٱسۡمُ ٱللَّهِ كَثِيرٗاۗ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]، ولذلك كان من دعائه صلوات الله عليه وآله وسلم ليلة بدر: (اللَّهُمَّ إنْ تَهْلك ‌هَذِهِ ‌الْعِصَابَةُ الْيَوْمَ لَا تُعْبدُ فِي الأَرْضِ).
أيها المؤمنون:
إنه لا يكفي أن تكون الغاية من الجهاد، هو: أن يُسْمحَ بذكرِ الله، وأنْ يُسْمحَ بحريةِ العبادةِ، وأنْ يُسْمحَ بحرية القولِ، فقط، بل هناك هدفٌ أبعد وأسمى، هو: إقامة شريعة الله في الأرض، وتنفيذ منهجه فيها بحيث تكون الحاكمية له وحده في هذا الوجود، والتمكين في الأرض يرافقه إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {‌وَعَدَ ‌ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰالِحَٰاتِ لَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ وَمَن كَفَرَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰاسِقُونَ} [النور: 55].
أيها المؤمنون:
إن استعداداتنا واحتفالاتنا بقدوم مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم هو لنجسد شمائله وصفاته صلوات الله عليه وعلى آله وسلم في أقوالنا وأفعالنا وواقعنا وفي جميع جوانب حياتنا؛ لأنه لا فوز لنا ولا فلاح ولا نجاح إلا باتباعه في جميع مجالات الحياة؛ فأسلافنا من الأنصار لم ينالوا الشرف العظيم إلا باتباعه في جميع مجالات الحياة.
والاقتداء برسول الله والتأسي به واجب على كل المؤمنين، ومن الاقتداء به صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: الاقتداء به في الجهاد في سبيل الله؛ لا سيما في زماننا الذي انتشر فيه الفساد والرذيلة والفواحش، وتحكم الطغاة والجبابرة والمستكبرون على العباد، ومن المعلوم أنه لا نجاة ولا فوز ولا نجاح لنا إلا باتباعه والسير في طريقه وإحياء مبدأ الجهاد في سبيل الله؛ فلابد من تكثيف الجهود لردع العدوان اقتداءً به صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الذي لم يتوانَ لحظة في مواجهة الطواغيت والمعتدين: {‌لَّقَدۡ ‌كَانَ ‌لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا}.
هذا وأكثروا من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله، لقوله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وصل اللهم وسلم على وصيهِ وبابِ مدينةِ علمِهِ سيدِنا ومولانا الإمامِ عليٍّ بنِ أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى سيدي شبابِ أهل الجنةِ أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبد الله الحسينِ، وارض اللهم برضاك عن أصحاب رسولك المنتجبين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح من في صلاحه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، وأهلك من في هلاكه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، اللهم انصرْ الإسلام والمسلمين واخذلْ أعداءك أعداءَ الدين، اللهم انصرْ المجاهدين في سبيلك في كل الجبهات وفي كلِّ مكان وثبتْ أقدامَهم وسددْ رمْيَهم واحفظْهُم بحفظِك وأكْلَأْهُم برعايتك ونكِّلْ بعدوِّك وعدوِّنا بأيدينا وأيدي المؤمنين يا رب العالمين.
عباد الله:
{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} النحل (90).
➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
----------------
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر