الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد
------------------------------------
🎙️خـطبة الجـمعة 🎙️
الرابعة من شهر شعبان 1442هـ
الموافق :
9 / 4 / 2021م
ــــــــــــــــــــــــــ
(استقبال شهر رمضان المبارك )
ــــــــــــــــــــــــــ
( الخطبة الاولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الذي بدأ خلق الإنسان من طين, ثم جعله نطفة في قرار مكين, نحمده حمداً يكون لحقه أداء, ولشكره قضاء, ونعوذ به من الضلالة والردى.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, بارئ النسمات, جبار السموات, إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون , لا إله إلا هو إليه المصير.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله: نبي كريم, وقائد عظيم, حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، صلوات الله عليه وعلى آله الهداة الطاهرين, ورضي الله عنه صحابته الأكرمين.
الإخوة المؤمنون:
ها نحن وجميع المسلمين في العالم على موعد مع إطلالة شهر كريم, شهر رمضان, شهر التقوى والرحمة, والمغفرة, والهدى, شهرٌ هو ركن من أركان الإسلام الأساسيه, التي لا يصح إسلام الإنسان إلا بها, وهو فريضه مقدسة كتبها الله وأوجبها على هذه الأمة, يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وهنا تبرز الأهمية الكبرى لهذا الشهر, ويتبين الهدف الحقيقي الذي أراده الله من خلال أمره بصيام رمضان عندما قال (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) فالتقوى هي الغاية العظمى, والمطلب الهام الذي يتحقق بصيام شهر رمضان, وهذا شاهد واضح وجلي على أن التقوى هي الهدف الهام والسامي من وراء كل الطاعات, والعبادات العملية؛ فالأعمال مهما كانت, ومهما كان حجمها ليست مقبولة ما لم تكن على أساس من التقوى, ولن يقبل الله عمل عامل على الإطلاق إذا لم يكن صاحبه من عباد الله المتقين، يقول الله عز وجل: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) فالتقوى هي أساس نجاتنا، وأعمالنا كلها مرهونة بالتقوى, فهذا الشهر فرصة مهمة جداً يُهيئ للإنسان فيه أن يعود إلى الله بعون كبير من الله سبحانه وتعالى, يُهيئ للإنسان فيه تزكية النفس, والتخلص من أشياء كثيرة مما قد علق بنفسية الإنسان من مساوئ الأخلاق, ومن آثار الذنوب ونتائجها, والإنسان بحاجة دائما إلى أن يحاسب نفسه الآن؛ لأن هذا مما علمنا الله في قوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) لينظر الإنسان, ليراجع واقعه، ليحذر هذه الحالة من الغفلة؛ فهناك من الذنوب الكثيرة ذنوب عظام, ذنوب خطيرة, ذنوب كبيرة يتساهل الكثير من الناس بها, وهي ذنوب موطنها القلب، ومن أهمها: الكبر الذي هو من أسوأ الذنوب, وهو شيطان الشيطان, هو المعصية التي ضربت إبليس، وأخرجته من السماء مطرودا مذموماً في معصية كبيرة رفض فيها الاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى, وعندما يسبب الإنسان لنفسه غضب الله سبحانه وتعالى, يترتب على غضب الله أشياء رهيبة جداً, من عذاب الله العاجل في الدنيا والآخرة، وغضبه سبحانه ليس حالة نفسية كحالتنا نحن البشر, حالة انفعالية في النفس وحالة تغيظ, لا.., غضبه يترتب عليه التدبير الإلهي, ويدبر واقع من يغضب عليه على أساس من غضبه, يترتب عليه ما يزيدك شقاء, ما يزيدك إثماً, ما يزيدك خسراناً وابتعاداً عن رحمة الله, ومن أهم مظاهر غضب الله سبحانه: جهنم بكل ما فيها من العذاب الشديد والهول العظيم؛ فيجب ألا يداهن الإنسان نفسه, ولا يخدع نفسه, وإذا لم يرتبط بالله بشكل صحيح فمصيره جهنم, فالمسألة خطرة, يجب أن يعي الإنسان خطورة الذنوب والتقصير.
فلا أكبر ولا أخطر منها داهية, ومصيبة, وفاجعة, أن تصبح مغضوباً عليك من قبل الله سبحانه, وفي هذا حافز ودافع للإنسان أن ينيب إلى الله, وأن يفر إليه: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) وهنا أمامنا فرصة, فهذا موسم الخير شهر رمضان, وهو من الفرص العظيمة التي يتهيأ فيها العودة الصادقة الجادة إلى الله, ومراجعة الواقع والتوبة والإنابة, والاعتذار إلى الله من كل ذنب وإثم وتقصير.
الإخوة المؤمنون:
إن أول محطة في هذا الشهر الكريم يجب أن يحرص الإنسان عليها هي: التوبة واستقبال هذا الشهر الكريم بالإنابة, وبالاستغفار, وبالاعتذار من كل ذنب ومن كل تقصير؛ فهذا الشهر أيضاً يمثل فرصة لتزكيه النفس, وترويضها على الصبر, والتطويع للنفس على طاعة الله, وهناك مكاسب من هذا الشهر كثيرة جداً تحقق لنا: الفوز والنجاة والقرب من الاشياء المهمة في هذا الشهر الكريم الاهتمام بالدعاء فيه, فهو من أعظم مواسم الدعاء, وليكن الدعاء بتضرع وبإنابة, وبإقبال إلى الله عز وجل, دعاء بآداب الدعاء (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) حالة التضرع والإقبال إلى الله سبحانه وتعالى, حالة الخوف من الله, والطمع فيما عند الله, والرجاء لله, هكذا يجب أن يُستغل شهر رمضان, وقد ورد الحديث عن الدعاء في سياق الحديث عن الصيام في آيات القرآن الكريم وذلك قوله سبحانه وتعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وما أحوجنا إلى الله، وما أعظم حاجتنا وفقرنا إليه, إلى فضله ورحمته ومغفرته ورعايته, إلى هدايته, إلى نصره، إلى عفوه, حاجة الإنسان إلى ربه حاجة العبد إلى الرب, والفقير إلى الغني, لذلك هو موسم مهم للدعاء, يجب أن نحرص عليه جميعاً, وألا نقتصر في الدعاء على الاحتياجات العاجلة في الدنيا, فهناك أشياء مهمة وأساسية ينبغي أن نحرص على الدعاء بها, وقد علمنا الله في كتابه أشياء أساسية أن ندعوه بها, لو لم يكن منها إلا قوله عز وجل (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
الإخوة المؤمنون:
إن هذا الشهر فرصة للعمل الصالح, فرصة للطاعة والعبادة, يجب أن نستغلها, وأن نبذل أكثر جهداً, وأكثر عملاً, لا سيما ونحن بحاجة شديدة إلى الأعمال الصالحة, التي يكتب الله أجرها, ويضاعف ثوابها, ومن المهم جداً أن يحرص الناس على اغتنام هذه الفرصة, وان يشهد هذا الشهر إقبالاً كبيراً على أعمال الخير والبر, والتي من أعظمها وأهمها الإحسان إلى الناس, ولو بأي شيء مهما كان بسيطاً يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (اتقوا النار ولو بشق تمرة) وهذه نعمة كبرى, أن يفتح الله لنا المجالات التي نحصل من خلالها على رضوان الله تعالى وأجره وثوابه, ولكننا نحن من نقفل المجالات, ونمسك أيدينا عن البذل والإنفاق, وذلك لجهلنا وبخلنا وغبائنا, أما الله تعالى فقد قال لنا (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، وقال سبحانه وتعالى (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).
واعلموا أيضاً أن من الخير أن يهتم النأس بمسألة الزكاة اهتماماً كبيراً, فهي فريضة هامة, وركن عظيم من أركان الإسلام, وأجرها في هذا الشهر أكبر, وبركاتها أكثر, والتهاون بها معصية لله, ولا تقبل صلاة ولا صيام من لا يؤدي زكاة ماله يقول صلى الله عليه وآله وسلم (آكل الربا, ومانع الزكاة حرباي في الدنيا والآخره).
ومما لا بد منه وشعبنا يخوض معركة التحرير, أن نكون أكثر التزاماً بتعاليم هذا الدين, وبفرائض الله تعالى, ليؤيدنا الله, ويمنحنا القوة في الميدان, والثبات عند اللقاء, والسداد والبصيرة والحكمة في جميع الأمور, يقول الله جل وعلا (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ).
والله الله – أيها المؤمنون – في الاستمرار في الأعمال الجهادية المقدسة, والعبادات، والقرب المقربة من الله تعالى، فالاستجابه لله بعد حصول الآلام والمعاناة هي مما يزيد أجور المؤمنين, ويبارك في أعمالهم, يقول الله تعالى (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).
وقد رأيتم كيف أكرم الله هذا الشعب بجيشه ولجانه وكافة شرائحه بالصمود لست سنوات لعدوان واسع, استخدم العدو فيها أحدث أسلحة الفتك والدمار, واستهدف كل ما له علاقة بحياة الإنسان, ومع هذا ها هو شعبنا بفضل الله يبدأ عاماً سابعاً من الجهاد والصمود, وبتطور صناعي, أربك المعتدي, وغيّر إلى حد كبير المعادلات العسكرية العالمية.
فأنيبوا إلى الله وحده, واعتصموا به, واحرصوا دائماً أن تكونوا من عباد الله المجاهدين في أرضه, الذين يعملون على نصر دين الله, ورفع رايته, وإعزاز كلمته, تكن لكم الغلبة على عدوا الله وعدوكم, وتحظون بالشرف الكبير في دنياكم, والأجر الكبير, والفوز الدائم في آخرتكم, ولن يضيع الله تعالى جهودكم, يقول الله سبحانه وتعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
الله سبحانه وتعالى, وأهم تلك المكاسب: بناء علاقة
قوية ومتينة مع الله عز وجل, ومن المؤسف أن البعض يضيعون هذا الشهر الكريم, ويتهاونون به, ومن غير الطبيعي, ومن غير اللائق, أن يقضي كثير من الشباب أوقاتاً طويلة منه على الإنترنت؛ فتفوتهم لياليه الغر المباركة, وهم عاكفون على كمبيوتراتهم وجوالاتهم, وغارقون في التيه, وكفاهم خسارة أن يضيعوا موسماً من أعظم مواسم العمر, وأحسن أيام الحياة.
نعم أيها الإخوة:
إن من الجوانب الأساسية في هذا الشهر, هو الاهتمام بالقرآن الكريم, الاهتمام بتلاوته, والاهتداء به؛ لأن القرآن كتاب هداية؛ فيجب أن نتعامل مع هذا الهدى تعامل من يريد الاهتداء, من يريد الاستبصار, من يريد الاتباع والعمل والتمسك والالتزام؛ فشهر رمضان أساساً هو شهر نزول القرآن، كما قال الله فيه (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) فهو ملائم للقرآن وللإيمان وللهدى, وكيف يليق بعاقل أن يفوته شهر كريم, وكتاب كريم؟! إنها الخسارة كل الخسارة, والشقاوة كل الشقاوة, ولا يمكن للإنسان المؤمن على الإطلاق أن يدرك مثل بركة وعظمة أيام وليالي هذا الشهر الكريم, ومن لم يستفد من كتاب الله القرآن الكريم في هذا الشهر لا يمكن أن يستفيد منه في غيره من بقية الشهور الأخرى, فأنيبوا إلى الله واتقوه, واحذروا الإهمال والتعاطي البارد مع كتاب الله وهداه, فكتاب الله حركي وعملي, تحيا به النفوس , وتستقيم به الحياة, وتصلح الأعمال، وينال الإنسان بالعمل به سعادة الدنيا, بما فيها من عز, وأمن, وكرامة, وينال بها نعيم الآخرة ورحمة الله ورضوانه (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) فلا بد من العمل والحركة في الحياة, والعمل الصالح هو من أهم ما يسعى إليه المؤمنون, ولا أفضل , ولا أعظم , ولا أكثر أجراً على الأعمال الصالحة أكبر من العمل خلال هذا الشهر الكريم, فلا تفوتنكم هذه الفرصة والمنحة الإلهية الرمضانية, واغتنموا لياليه وأيامه في العمل الصالح, والذكر لله, وتلاوة كتابه الكريم، واجعلوا منه مدرسةً للإيمان والتقوى, والصبر، والعطف, والرحمة, والإحسان، والإيثار، والكثير من الأعمال المقربة عند الله, تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم, ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, الحميد المجيد, الفعال لما يريد, يعلم السر وأخفى, ويعلم ما تغيض الأرحام وما تزداد, وكل شيء عنده بمقدار, له الحمد على نعمة الإسلام, ونسأله أن يبلغنا شهر الصيام, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, إله العالمين, وخصيم الظالمين, الواحد الأحد المتفرد بالبقاء, ذو القوة القاهرة, والعزة الظاهرة لا إله إلا هو العزيز الحكيم.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله, أفضل من صام وقام, وجاهد في سبيل رب الأنام، عليه صلوات الملك العلام, وعلى آله الأعلام, ورضي عن صحابته الكرام.
الإخوة المؤمنون:
إن تقوى الله عز وجل هي الزاد الذي يجب أن يتزود به كل مؤمن يخاف الله، ويرجو رحمته، وبها ينال المؤمن رضا الله, ويأمن من بأسه وسخطه، ولذلك أمر الله عباده بالتزود بها، وجعلها زاداً نافعاً للإنسان في الدنيا والآخرة قال سبحانه (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) ومن المناسب جداً أن نسعى في هذا الشهر الكريم بكل جد, وعزم, وإرادة؛ لاستغلال هذا الشهر, والاستفادة منه لتتحقق لنا التقوى, التي بها النجاح, والفلاح, وقبول الأعمال وصلاحها, ومن خلالها تستقيم لنا الحياة, وننال الرضا والرحمة والمغفرة من الله جل وعلا, ومن المعلوم ومن المؤكد أننا لو جعلنا من التقوى منطلقا ننطلق منه في جميع أعمالنا العبادية والجهادية لكان واقعنا مختلفا عما هو عليه اليوم, وبقدر ما فاتنا من التقوى بقدر ما يفوتنا من الخير, والبصيرة, والعزة، والكرامة, وأمام هذا علينا جميعاً كمؤمنين أن نحضر أنفسنا للأعمال الصالحة المقربة إلى الله عز وجل في هذا الشهر, فالإمساك عن الطعام والشراب وغيره من سائر المفطرات شيء هام وعظيم وكل المؤمنين يلتزمون به, لكن ينبغي ألا يقتصر الإنسان المؤمن عند هذا الحد, وعليه أن يغتنم الفرصة في هذا الشهر الكريم, حتى يخرج منه إنساناً متقياً زكياً طاهراً خفيف الظهر من الذنوب والخطايا, والآثام, والسيئات, ومن
أيها الإخوة الأكارم :
يوضح الشهيد القائد حسين بدر الدين رضوان الله عليه
أن الأمة لا تستطيع أن تدافع عن دينها, ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها وهي ما تزال فاقدة لقوتها الضروري الذي الزراعة أساسه, وليس الإستيراد. أصبح شرطا أساسيا، أصبح ضروريا الإهتمام بجانب الزراعة في مجال نصر الإسلام أشد من حاجة المصلي إلى الماء ليتوضأ به.. هل تصح الصلاة بدون طهارة؟ إذا لم يجد الماء يمكن أن يتيمم فيصلي. إذا كانت الصلاة لا بد لها من طهور بالماء أو بالتراب، فلا بد للإسلام, ولهذه الأمة التي تهدد كل يوم الآن تهدد، وتهدد من قبل من؟ تهدد من قبل من قوتها من تحت أقدامهم، من فتات موائدهم. لا بد لها من الإهتمام بجانب الزراعة، لا بد أن تحصل على الإكتفاء الذاتي فيما يتعلق بحاجياتها الضرورية.
إخواني المؤمنين :
التنمية الزراعية والإكتفاء الذاتي في توفير الغذاء هى مسئولية المجتمع بما فيهم من التجار ورؤوس الأموال والقطاع الخاص إحياء المبادرات والمشاركة المجتمعية هى من أولويات التنمية والنهوض بالقطاع الزراعي أيضا هى فرصة لدعوة كبار المستثمرين ورؤوس الأموال في حثهم للتوجه للإستثمار الزراعي كون الإستثمار الزراعي من افضل الإستثمارات كون اليمن بأكملها بمناطقها بمديرياتها تتميز بمميزات تمتلكها في مجال الإستثمار الزراعي ومنها وجود أراضي زراعية واسعة وخصبة بمئات الالاف من الهكتارات وتصلح لزراعة جميع المحاصيل الزراعية وايضا تنوع المناخ والتضاريس في اليمن وهطول الامطار بكميات كثيرة في مناطق اليمن
مسئولية التجار والمستثمرين ورؤوس الأموال تتطلب اليوم الإهتمام والتوجه للإستثمار كلا في محافظته ومناطقه والتنسيق من اللجان الزراعية في مختلف مناطق اليمن لتقديم كل التسهيلات
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله, من الصلاة والسلام على رسول الله وآله (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللهم فصل وسلم على سيد الأولين والآخرين, أبي القاسم, محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وعلى أخيه ووصيه, أمير المؤمنين, وإمام المتقين الإمام علي بن أبي طالب, وعلى سيدة نساء الأولى والأخرى فاطمة البتول الزهراء, وعلى لديهما الإمامين الاعظمين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين, وعلى سائر الآل الطاهرين, وارض اللهم عن الصحابة الأكرمين, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, اللهم وفقنا لاغتنام شهر رمضان, واجعلنا ممن تتقبل صيامهم وأعمالهم, وتزيدهم من فضله ونوره, وبركته, واكتبنا فيه من عبادك المتقين, اللهم بلغنا صيام شهر رمضان, وأجعلنا فيه من عتقاءك, ونقذائك وطلقائك من النار, ووفقنا فيه لأعمال المتقين, اللهم اقطع أطماع الغزاة والمعتدين, وأكبت أطراف العدوان المستكبرين, وأكتب النصر والفتح والتمكين لجيشنا ولجاننا الصامدين، إنك قوي عزيز جبار وعلى كل شيء قدير, اللهم اجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون، ومن أوليائك فإن أولياءك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
عباد الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد
بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------