مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر ربيع الآخر 1445هـ
العنوان: (من هم اليهود؟وما الحل في مواجهتهم؟)
التاريخ: 1445/4/12ه‍
الموافق: 2023/10/27م
الرقم : ( 15)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة 
1ـ جعل الله الجهاد دفعاً لشر المعتدين وتجارة رابحة ونجاة من العذاب وطريقاً للنصر ووسيلة للفلاح وفوزاً بالجنة 
2ـ حين تركت الأمة الجهاد لبست ثوب الذلة وشملها البلاء وتسلط عليها الأعداء وضربت قلوبها بالغباء ومنعت النصف .
3ـ على مدى سبعين عاماً واليهود يقتلون الفلسطينيين ويأسرونهم ويحاصرونهم ولو ترك الفلسطينيون الجهاد لما تغير تعامل اليهود، ولن تتحرر فلسطين والأمة كلها إلا بالجهاد .
4ـ اليهود هم أعداء الله الذين أساءوا إلى الله وحرفوا ونبذوا كتبه وقتلوا أنبياءه وعادوا ملائكته ويريدون إضلال الأمة.
5ـ أراد الله لليهود العذاب في الدنيا والآخرة وضرب عليهم الذلة والمسكنة، وبيّن للأمة نقاط ضعف اليهود لتتحرك في مواجهتهم .
6ـ التولي للكافرين هو أهم صفة للمنافقين  ونراه مع عملية طوفان الأقصى يتجلى في الأنظمة العربية والإسلامية العميلة والشعوب الخانعة لها  
7ـ لقد توعد الله اليهود بالزوال ولأوليائهم بالهزيمة وللمؤمنين بالنصر لذا ندعو إلى دعم شعب فلسطين بالمال ومساندتهم بالوقفات والمظاهرات والتعبئة العامة للمواجهة معهم.
➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: نص الخطبة 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الْحَمْدُ لِلَّهِ العليِّ عن شَبَهِ المخلوقين، الظاهِرِ بِعجائبِ تدبيرِهِ للناظرين، والباطِنِ بجلالِ عِزَّتِهِ عن فِكْرِ المُتَوَهِّمِين، القائلِ في كتابه العزيز: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ؛ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ؛ فدَفَنَ اللَّهُ بِهِ الضَّغَائِنَ، وَأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ، وأَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
لقد جعل الله فريضة الجهاد سنام الإسلام وسوره الحامي له من المعتدين والمجرمين فقال تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ}، وجعل الله الجهاد خيرًا للأمة وتجارة رابحة تنجي من العذاب الأليم فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وجعل الله الجهاد وسيلة للنصر على الأعداء فقال تعالى: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} وجعل الله الجهاد وسيلة للأمة لتنهض بمسؤوليتها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر دين الله، وضرورة للتصدي لأعداء الله فقال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً} وجعل الله الجهاد وسيلة للقربة منه والفلاح فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وجعل الله الجهاد طريقًا إلى الجنة فقال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}.
والجهاد هو باب من أبواب الجنة، ومفتاح عزة الأمة ومجدها، كما قال الإمام علي (عليه السلام): (إِنَّ الجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِباسُ التَّقْوَى، وَدِرْعُ اللهِ الحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الوَثِيقَةُ، ‏فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلبَسَهُ اللهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ البَلاَءُ، وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالقَمَاءَةِ، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالاِسْهَابِ، ‏وَأُدِيلَ الحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الجِهَادِ، وَسِيمَ الخَسْفَ، وَمُنِعَ النَّصَفَ)، وهذا ما نشاهد عليه واقع الأمة اليوم حين تركت تنفيذ أوامر الله بجهاد عدوها من اليهود

والنصارى، وفي هذه الأيام نرى تلك الذلة بادية ظاهرة على وجوه الحكام العرب المطبعين والساكتين والتاركين والرافضين للجهاد، وقد لبسوا ثوب الذلة ولبَّسوه شعوبهم التي خنعت وسكتت، وها هم يشاهدون يوميًا مجازر اليهود بحق أطفال ونساء الأمة في غزة فلا يتحركون، وقد فقدوا عزة الإسلام وغيرة العروبة، وقد شملهم البلاء وتسلط عليهم العجوز الأمريكي فأخافهم؛ فخافوه ولم يخافوا الله، وأهانهم ونهب ثرواتهم، وأصبحت عروشهم رمزًا للذلة والخنوع والارتهان، وصغُروا وتصاغروا أمام العدو الذليل والجبان، وأصبحوا لا يفقهون ولا يفهمون ولا يعون ما يقال لهم، وقد ضرب الله على قلوبهم بالإسهاب والغباء، ومنع الله عنهم النصف حين تركوا الجهاد: {رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.
الأخوة المؤمنون:
لو تساءلنا فقلنا: ماذا لو لم يجاهد الفلسطينيون، هل سيسلمون من القتل والأسر والإهانة؟
لا وألف لا؛ بل رأيناهم على مدى سبعين عامًا واليهود يقتلونهم ويأسرونهم ويحاصرونهم رغم أنهم يسالمون، ورأينا الشعوب التي تركت الجهاد واستسلمت لم ترَ من العدو إلا القتل والذلة والإهانة، ولو أمكن للمسلمين أن يتعايشوا مع اليهود في سلام لقال الله لنا سالموهم ولكنه قال لنا: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} ولو لم يجاهد الفلسطينيون لما تحررت غزة في العام 2005م، ولو لم يجاهد اللبنانيون لما تحرر جنوب لبنان، ولو وثقت الأمة بتوجيهات الله وجاهدت اليهود لانهزموا وهربوا وتحررت فلسطين.
عباد الله:
لو عدنا إلى القرآن لعرفنا من هم اليهود الذين احتلوا فلسطين وماذا قال الله عنهم، فاليهود هم أعداء الله الذين قالوا لله: {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} والذين قالوا عن الله: {يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ}، وهم الذين قالوا لموسى عليه السلام: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} وهم الذين تعاملوا مع رسل الله بالتكذيب والسخرية وفي الأخير بالقتل فقال تعالى عن ذلك: {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ}، وهم من تعاملوا مع كتب الله بالنبذ والكتم والتحريف والتبديل وجعلِهِ قراطيس والاشتراء به ثمنا قليلا، وهم من تعاملوا مع الملائكة بالعداء، وهم من بيَّن الله لنا نظرتهم المغرورة إلى أنفسهم فقال: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}، وبيَّن الله لنا عدواتهم الشديدة للأمة فقال: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}، وبيَّن الله لنا أنهم يريدون إضلال الأمة وتضييعها فقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ}، وقال: {وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ} وبيّن لنا أنهم يريدون إخراجنا من الإيمان إلى الكفر فقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم} وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} وبيّن لنا أنهم لا يريدون للأمة أي خير فقال: {مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ}، وبيّن لنا أنهم يفرحون بكل سوء يصيبنا، ويحزنون إذا حصلنا على الخير فقال: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا}. ونرى في كتاب الله كيف تعامل الباري عز وجل معهم بعد كل ذلك الكفر والضلال والإفساد في الحياة فقال تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ}، وأخبرنا كيف ضرب عليهم عقوبته بالذلة والمسكنة والغضب فقال عنهم: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} وقال: {فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ}، وتوعدهم بالعذاب في الحياة الدنيا فقال تعالى: {وَإِذْ

تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} وقال تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً}، وبيّن الله تعالى للأمة الإسلامية نقاط الضعف لدى أهل الكتاب وخاصة اليهود؛ لتتحرك في مواجهتهم ولديها كل المعلومات، ولديها معرفة بالنتائج مسبقًا؛ فأخبرنا بأنهم سيفرون في ميدان المواجهة إن قاتلوا فقال: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} وأخبرنا بأنه سيتدخل ويفشل مؤامراتهم وخططهم إذا صبرت الأمة في جهادهم ولم تستسلم فقال: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} وحدثنا عن جبنهم فقال: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ}، واليوم نشاهد كل أدلة ذلك في أرض الواقع في عملية طوفان الأقصى.
عباد الله المؤمنين:
لقد عرّف الله النفاق بأنه التولي للكافرين: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً}، وقد تجلت في هذه الأيام حقيقة النفاق في أوضح صورة، ومع عملية طوفان الأقصى ها نحن نشاهد تبخر دعاوى حقوق الإنسان لدى الغرب الكافر، وتبخر دعاوى الإسلام والعروبة لدى بعض العرب والمسلمين؛ فنجد بعض الأنظمة العربية العميلة تعلن وقوفها بجانب العدو، وتوالي العدو، وتؤيد العدو على ما يفعل بالمؤمنين، والبعض منها تبرر جرائمه، ويدعون إلى قمم يذرون من خلالها الرماد على العيون، ويحاولون ستر عمالتهم وذلتهم ونفاقهم، وما أسوأ أن تُضرب الأمة من داخلها من قِبل المنافقين الذين تحدث الله عنهم بأسوأ مما تحدث به عن اليهود والنصارى فقال عنهم: {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} وخطورة النفاق تتجلى في أنّ المنافقين يضربون الأمة من داخلها لصالح عدوها الذي لن يرحمهم ولن يقدِّر لهم موقفهم معه؛ بل وصل الحال إلى أن نرى بعض الشعوب الغير مسلمة - والتي لا زالت تحمل شيئًا من الإنسانية - تتظاهر استنكارًا لما يحدث من قبل اليهود ضد الفلسطينيين العرب المسلمين، بينما نجد بعض الشعوب العربية والمسلمة - التي خنعت لزعمائها العملاء - ساكتة ومتفرجة ولا تحرك ساكنًا؛ بل وصل بنا الحال إلى أن نرى أمريكا ودول أوروبا معها يعلنون بشكل متواصل وبكل وضوح تأييدهم لكل ما يقوم به اليهود من جرائم فاقت كل إجرام، وتنافت مع كل الشرائع والقوانين والإنسانية؛ بينما لا نرى إلا محور الجهاد والمقاومة يقف بصدق مع فلسطين اليوم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
يقول الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً . فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً}. لقد أخبر الله اليهود في التوراة بأنهم سيفسدون في الأرض مرتين، وقد فسدوا وأفسدوا فيما مضى؛ فسلط الله عليهم من عباده من أصحاب البأس الشديد الذين ضربوهم في ديارهم، وأنهوا فسادهم وإفسادهم، ثم قال الله بعد ذلك: {ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً}، وهذا ما نشاهد عليه حال اليهود بعد أن أمدهم الله بالمال والبنين، ولكن الله يختبرهم هل سيصلحون في الأرض ليكون الأمر لصالحهم، أو سيفسدون فيكون الأمر عليهم: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ولكنهم كفروا وفسدوا وأفسدوا وأجرموا أكثر من أي أمة أخرى، وأكثر من أي زمن مضى، ولذلك وعدهم الله بوعد آخر من النكال فقال تعالى:  {فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً}، وقد رأينا كيف ساءت وجوه اليهود بما

حصل لهم من هزيمة في عملية طوفان الأقصى، ولهذا نحن نعتقد ونثق ونؤمن بأن النتيجة الحتمية للكيان الصهيوني هي الهزيمة والزوال، وما علينا إلا أن نتحرك لمواجهتهم وفق هدى الله، وأن نثق بأن هذه نهايتهم التي رسمها من يدبر شؤون السماوات والأرض، القاهر القادر، العزيز الجبار، وما علينا سوى الاهتمام والجدية والتقوى والتحرك الواعي الصادق وحمل الروحية الجهادية؛ ليكون النصر حليفنا على ذلك الكيان المؤقت، وعلى أوليائه من الخونة والمنافقين.
إخوة الإيمان: 
إن الله منح اليمن مناخاً متعدداً وهذه ميزة كبيرة علينا استغلالها واستثمارها الإستثمار الأمثل وهو مايتوجب علينا أن نستغل موسم زراعة القمح القادم والذي يأتي مع فصل الشتاء وخاصة في الجوف وتهامة فما أحوجنا أن نتوجه إلى زراعة كل شبر من أرضنا صالحة لزراعة القمح وأن نقلص من فاتورة الإستيراد ونسد الفجوة بين كميات الإستيراد والإنتاج وهذا واجب علينا جميعاً
وفي الختام:
ندعو الجميع إلى حمل الروحية الجهادية ومشاركة المجاهدين في فلسطين في جهادهم عبر التبرع لهم عبر الحسابات التي فُتحت في البنوك والبريد: {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ}، فشاركوا إخوانكم بالتبرع، وشاركوهم بالدعاء، وساندوهم بالمظاهرات والوقفات: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر