الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (الـتـقـوى )
التاريخ: 9 / 9 / 1444ه
الموافق: 31 / 3 / 2023م
الرقم:(39 )
_____
▪️نقاط وخطبة الجمعة الثانية مــن شهــر رمضان 1444ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🎙️أولاً:النقاط
1️⃣➖-الحديث عن أهميةالتقوى وأنها خير زاد للإنسان { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (البقرة:١٩٧)
وفوائدالتقوى للدنيا والآخرة
{وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا} (الطلاق:٢)
{وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (الزمر:٦١)
وأن من غايات شهررمضان الحصول على التقوى.
2️⃣➖-الإغتنام لهذا الشهروالإستفادة منه في تزكيةالنفس وتقويةالعلاقة بالله، والحذرمن خطورةتضييعه ،ومن خطورةالأعمال المحبطةله
3️⃣➖-التذكيربخطورة بعض المظاهر الخاطئةمثل السرعة وحالات الغضب وافتعال المشاكل
4️⃣➖-الحث على أعمال الخير والبروالتكافل ومواساةالفقراء وإخراج الزكاة
5️⃣➖-لشهر رمضان علاقةبالإنتصارات ففيه معركةبدر الكبرى والفتح العظيم فتح مكة،والتحول الكبير الذي منه دخل الناس في دين الله أفواجا
6️⃣➖-الإشادةبالمناورات التي أجراها جيشنا اليمني وهي من منطلق الإعداد والجاهزيةالقتالية العالية
ونحذرالعدوان من استمراره في مضاعفة معاناةالشعب اليمني من خلال الحصارالجائر فعامنا التاسع نحن فيه بالله أقوى وأقدر من أي عام مضى على كل المستويات وهذا بعون الله وتوفيقه.
{وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (العنكبوت:٦٩)
🎙️ ثانياً: الخطبة
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي وفَّقنا لِحمْدِه، ورضي بالحَمْدِ طاعةً له من خلقِه، وأَلْهَمَنا الإقرارَ بِكَلِمَةِ توحيدِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وحبيبُه ومصطفاه من خلقه، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهرَه على الدينِ كلِّه ولو كره المشركون، اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهم عن صحابة نبينا المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ).
أيها المؤمنون:
يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم الذكر الحكيم: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ) هنا يبيّن الله سبحانه وتعالى أن للصيام هدفًا مهما، بلْ هو من أهم الأهداف؛ لما له من أثرٍ كبير في حياة المؤمنين الدنيوية والأخروية، وذلك الهدف هو: (التقوى) حيث قال سبحانه وتعالى: (لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ) والتقوى مهمةٌ جدًا للإنسان؛ لأنها وقاية له من سخط الله سبحانه، والتقوى في مفهومها هي: حالةٌ من الحذر واليقظة والانضباط والالتزام العملي تجاه أوامر الله ونواهيه، وهي تشكل وقايةً للإنسان من نتائج العصيان، فهذه هي التقوى: حالةُ حذرٍ من الله: (وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُ) ويقظة: فلا يغفل المؤمن عن الواجبات، وانضباط: فلا يُتبع نفسه هواها، والتزام: فيتعامل مع أوامر الله ونواهيه على أنها إلزامية، وعلى أساس مبدأ التسليم لله والطاعة له.
عباد الله:
التقوى مهمة للإنسان في الدنيا والآخرة، سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي، فمن أهميتها: أن الله وصَّى بها الأولين والآخرين: (وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰابَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ)، ومن أهميتها: أن الله أمر بها جميع عباده حتى الأنبياء - عليهم السلام – ومن ذلك قول الله آمرا نبينا محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم – (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ) وأمر بها المؤمنين فقال سبحانه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ)، وأمر بها الناس جميعا فقال جل وعلا (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ)، ومن أهميتها: أنها معيارٌ لقبولِ الأعمال عند الله فقال سبحانه: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ).
أيها المؤمنون:
ومن الأهمية للتقوى: أنها أهمُّ من اللباس الحسّي الذي لا غنى للإنسان عنه؛ لأنَّ لباسَ التقوى لا يبلى، قال سبحانه (يا بَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰارِي سَوۡءَٰاتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ) والتقوى - عباد الله - أهم من الطعام والشراب، قال الله - عز وجل - (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰابِ)، والتقوى من أكثر أسباب دخول الجنة، فقد سُئل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن أكثر ما يُدخل الناسَ الجنةَ، فقال: (تقوى الله، وحسن الخلق)، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: (الفم، والفرج)، ومن أهمية التقوى - أيها الأحبة - أننا بأمس الحاجة إليها للنهوض بالمسؤولية سواء على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي.
أيها المؤمنون:
وللتقوى فوائدُ ونتائجُ عظيمةٌ ومهمةٌ تعود على المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة، سواء على المستوى الفردي، أو على المستوى الجماعي، ومن تلك الفوائد على المستوى الفردي: أن المؤمن المتقي يكون محط رعاية الله ولطفه، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا) مخرجًا من كل ضيق ومن جميع صعوبات الحياة، ومن كل هم ومن كل كرب، ومنها: أنَّ التقوى من أهم أسباب الرزق، قال سبحانه: (وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ) ومنها: تكفير السيئات وتعظيم الأجر، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُعۡظِمۡ لَهُۥٓ أَجۡرًا) ومنها تيسير أمور المؤمن إذا اتقى، يقول سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مِنۡ أَمۡرِهِۦ يُسۡرٗا) فهذا على المستوى الفردي، وأما على المستوى الجماعي، فيقول الله: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا وَيُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ) فيجعل لعباده المتقين فرقانًا، ويكونون أمة مستنيرة بنور الله سبحانه، هذا في الدنيا.
وأما فوائدُ التقوى في الآخرة، فهي: الفوز بمرضاة الله والنجاة من عذابه فقال جل وعلا: (وَيُنَجِّي ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ بِمَفَازَتِهِمۡ لَا يَمَسُّهُمُ ٱلسُّوٓءُ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ) ومن ذلك أن الله يمنَّ على عباده المتقين بدخول الجنة فقال سبحانه وتعالى: (تِلۡكَ ٱلۡجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنۡ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّٗا).
أيها الصائمون:
هذا جانب من أهمية التقوى وبعض فوائدها للمؤمنين في الدنيا والآخرة، ومن أهم أسباب تحقيق التقوى: الصيام، فبالصيام والأعمال الصالحة تتحقق التقوى، ولذلك يجب على كل مؤمن أن يحافظ على الصيام، وأن يستفيد من شهر رمضان المبارك؛ فيصوم نهاره، ويُحيي ليله بالقيام والذكر وقراءة القرآن، وأن يهتم في هذا الشهر بالعبادة، والطاعات، والأعمال الصالحة بإقبال وشوق إلى الله، ونية صادقة، والصوم له فوائد عظيمة وجليلة، منها: أنه يَضْبِطُ النَّفْسَ وَيُطْفِئُ شَهْوَتَهَا، كما أن الصِّيَامُ يَبْعَثُ في الإِنْسَانِ فَضِيلَةَ الرَّحْمَةِ بَالْفُقَرَاءِ وَالعَطْفِ عَلَى البَائِسِينَ، والإِنْسَان إِذَا ذَاقَ أَلَمَ الجُوعِ في بَعْضِ الأَوْقَاتِ؛ فإنه سيتَذَكَّرَ الفَقِيرَ الجَائِعَ فِي جَمِيعِ الأَوْقَاتِ فَيُسَارِعُ إلى الإِحْسَانِ إِلَيْهِ، ومن فوائده: أنه يُقَوِّي النَّفْسَ عَلَى البَّرِ وَالحِلْمِ وَهُمَا تَجَنُّبُ كُلِّ مَا مَنْ شَأْنِهِ إِثَارَةُ الغَضَبِ، ومن فوائد الصيام: أنه يُنَقِّي الجِسْمَ مِنْ الفَضَلاتِ الرَّدِيئَةِ وَرُطُوبَاتِ الأَمْعَاءِ، وَيَشْفِي كَثِيرًا مِنْ الأَمْرَاضِ بَإِذْنِ اللهِ تَعَالى، وَفِيهِ مِنْ الْمَزَايَا الصَّحِيَّةِ مَا شَهِدَ بِهِ العَدُوُّ قَبْلَ الصَّدِيقِ.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
🎙️▪️▪️الخطبة الثانية ▪️▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي دلنا على سبيل الهداية ومحا الله به سُبُل الشك والضلالة، صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيت نبيه الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
وبعد/عباد الله:
الصوم هو الامتناع عن المفطرات الحسية والمعنوية، فالحسية معروفة وهي: الطعام والشراب، وأما المعنوية فمنها: الغيبة والنميمة وغيرها من الآفات، وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (خمسٌ يُفَطِّرنَ الصائم: الكذبُ، والغيبةُ، والنميمةُ، واليمينُ الكاذبةُ، والنظرُ بشهوةٍ).
أيها المؤمنون:
ومما يجب على الصائم: ترك التصرفات الخاطئة مثل: السرعة بالسيارة قبل الفطور، وبعد العشاء، وتجنب حالات الغضب؛ فالغاضب لم تنعكس عليه آثار الصيام من الهدوء وسكون النفس، ويجب عليه تجنب أسباب افتعال المشاكل، وإنَّ من أكبر الحسرات إضاعة رمضان باللعب بالتلفون، ومشاهدة التلفاز، وكثرة النوم، وإطالة وقت القات، والتأخر في الأسواق، وهذه كلها تصرفات سيئة تتسبب في ضياع الوقت والأجر، وفوات شهر رمضان دون أن يستفيد منه المؤمن.
عباد الله:
تابعنا وإياكم المناورة التي أجراها الجيش اليمني، وهذا عمل عظيم وقَيِّم يأتي من منطلق الإعداد والجهوزية، يقول الحق سبحانه: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ) ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (رحم الله اٌمرأً أراهم من نفسه قوة)، وما كان لقواتنا وجيشنا وسلاحنا أن يصل إلى ما وصل إليه إلا بتوفيق الله وعونه، وبوجود القيادة الحكيمة، والبناء الإيماني، والثقافة القرآنية، وهذه المناورة جاءت بعد ثمان سنوات من العدوان والحصار والصمود في وجه المعتدين، والتي استطاع شعبنا بفضل الله أن يكسر القيود وأن يقلب الطاولة على رأس العدوان، وها هو اليوم أكثر قوة من وقت بداية العدوان، وها نحن في يمن الإيمان والحكمة قادمون في العام التاسع بجيش مؤمن منظم متوكل على الله، وبترسانة من الصواريخ البالستية والطائرات بعيدة المدى التي ستجعل دول العدوان تندم على استمرار عدوانها ومراوغتها في السلام وتآمرها على الشعب بالحصار والمؤامرات، ولن تنفعها أمريكا من بأس الله وصواريخ شعبنا التي ستمزق الضرع الحلوب وتدمر منشئات دول العدوان، وما علينا يا شعب الإيمان والحكمة إلا المزيد من الصمود والصبر حتى نقطف بعد هذا الصمود: ثمار الانتصار بإذن الله سبحانه القائل: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}.
أيها المؤمنون:
يقول النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان أو كالبنان يشد بعضه بعضا)، هنا يرشدنا رسول الله إلى مبدأ مهم جدا، هذا المبدأ هو مبدأ التكافل الاجتماعي، والتآخي والتعاون، والإنفاق والتصدق، وإخراج الزكاة، وتفقد الفقراء والمساكين، وخصوصا في هذا الشهر الكريم الذي يضاعف الله فيه الأجور، والحق سبحانه وتعالى يقول: (فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ . وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ . فَكُّ رَقَبَةٍ . أَوۡ إِطۡعَٰامٞ فِي يَوۡمٖ ذِي مَسۡغَبَةٖ . يَتِيمٗا ذَا مَقۡرَبَةٍ . أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ . ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ . أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰابُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ) فالله الله في الاهتمام بمواساة الفقراء والمساكين ومد يد العون إليهم؛ فرمضان شهر الرحمة والتراحم، والراحمون يرحمهم الرحمن.
عباد الله:
إن من الأحداث المهمة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي: فتح مكة الذي كان في شهر رمضان المبارك، وقد كان لفتح مكة أثر كبير جدا عند العرب، وبعد فتح مكة انقادت أغلب القبائل لدين الله، وأتت الوفود من أغلب القبائل العربية إلى رسول الله لتعلن إسلامها، ولمكة المكرمة مكانة كبيرة في القرآن والإسلام وعند العرب؛ ولذلك كان لفتح مكة أثر إيجابي كبير؛ فهي مهبط الوحي، والبلد الأمين، وفيها بيت الله الحرام (قبلة المسلمين).
وإنّ من المؤسف أننا عندما نقارن بين وضع (مكة البلد الحرام) في الماضي، ووضعها في الوقت الحاضر؛ فإننا سنجد أن مكة في ماضيها كانت تحظى باهتمام كبير من قبل جميع المسلمين، وها هي اليوم (مكة البلد الحرام) تتعرض لانتهاكات سافرة في عهد يزيد العصر الطاغية سلمان وابنه، حيث فتحوا المراقص والملاهي وسمحوا لليهود بدخولها وهي البلد التي حرّم الله على المشركين دخولها: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ) ومن هنا فإن من الواجب على المسلمين جميعا أن يهبوا لتطهير الحرم المحرم والبلد الحرام من هذه الانتهاكات ومن هذا الفجور، وأن يحرروا البلد الحرام من قيود من آل سعود؛ ليعود البلد الحرام إلى سابق عهده مثوى المؤمنين وأمنهم: (وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰاهِـۧيمَ مُصَلّٗىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَاٰهِـيۧمَ وَإِسۡمَٰاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰاكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ).
هذا وأكثروا في هذا اليوم وفي كل يوم من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وصل اللهم وسلم على وصيهِ وبابِ مدينةِ علمِهِ سيدِنا ومولانا الإمامِ عليٍّ بنِ أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى سيدي شبابِ أهل الجنةِ أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبد الله الحسينِ، وارض اللهم برضاك عن أصحاب رسولك المنتجبين، وعن زوجاتِ نبيك أمهاتِ المؤمنين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح من في صلاحه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، وأهلك من في هلاكه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، اللهم انصرْ الإسلام والمسلمين واخذلْ أعداءك أعداءَ الدين، اللهم انصرْ المجاهدين في سبيلك في كل الجبهات وفي كلِّ مكان وثبتْ أقدامَهم وسددْ رمْيَهم واحفظْهُم بحفظِك وأكْلَأْهُم برعايتك ونكِّلْ بعدوِّك وعدوِّنا بأيدينا وأيدي المؤمنين يا رب العالمين.
عباد الله:
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
➖➖➖➖➖➖➖➖
صادر عــن الإدارة العامـــة للخطباء والمرشدين
بديــوان عــام الــوزارة .
..................