مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع أول 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* : (( *ا(مسؤولية الأمة والعلماء في الانتصار للقرآن العظيم ونصرة الرسول الكريم)لاستعداد للمولد النبوي الشريـف)* 
التاريخ: 3 / 3 / 1446هـ
الموافق: 6 / 9/ 2024م
الرقــم:( 9 ) 
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 *اولاً: نقاط الجـمــعة* 
نقاط الجمعة
1-القرآن الكريم هو أقدس مقدساتنا ومفتاح هدايتنا والمسؤولية على المسلمين وعلمائهم وخطبائهم كبيرة في اتباعه والدفاع عنه خصوصاً أمام ما يتعرض له من استهداف كما حصل من إحراق اليهود له في الأسبوع الماضي في غزة. 
2-توثيق اليهود لمشاهد التمزيق والإحراق للقرآن هو يبين مدى حقدهم عليه ومما يؤسف له هو ابتعادنا عنه وذلك جرأ اليهود عليه. 
3-التنديد بمواقف الشعوب المتخاذله وعلماء السوء الساكتين وحكام الجور تجاه ما يتعرض له القرآن والرسول والمقدسات في فلسطين. 
4--المرحلة التي نمر بها خطيرة فلا بد من تحمل المسؤولية في إطارمعركة الفتح الموعود والجهادالمقدس والله سيهيئ لنا الفتح والنصر. 
5-التفاعل مع مناسبةالمولد بحضور الفعاليات والندوات والتزيين خصوصاً في هذه المرحلة التي يعمل اليهودفيها على فصلناعن رسول الله والإساءة إليه مع القرآن ولا بد أن نجاهدهم مع أولياءهم من المنافقين كما جاهدهم رسول الله. 
6-شاهدنا اعترافات الجواسيس فيما يتعلق باستهداف أمريكا للتعليم وذلك يحتم علينا مواجهتهم والاستمرار في خروج المظاهرات بدون ملل أو فتور.
➖➖➖➖➖➖➖➖
▪️ثانياً: نـص الـخـطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا . الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا}.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ . أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ . فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا، وهادينا إلى الصراط المستقيم محمدا عبده ورسوله أَدَّى ما حَمَّلْتَهُ إلَى الْعِبادِ، وَجاهَدَ فِي اللَّهِ عزّ وجل حَقَّ الْجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقابِ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قرناء الكتاب، ورضي الله عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أوصي نفسي وأوصيكم بتقوى الله حق تقاته، واستشعار رقابته في كل نظرة ونفس وحركة وسكون، والخوف من سخطه، والحذر من عقابه، والاستعداد للقائه بالإخلاص والتزكية والعمل الصالح، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى . جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى}.
كما أوصي نفسي وإياكم بتعظيم القرآن العظيم، والتقديس لكتاب الله الكريم، والتدبر لآياته، والاتباع الجاد والصادق للهدى الإلهي الذي فيه قال تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وقال سبحانه وتعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (فَإِذَا التَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالقُرْآنِ فَإنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ قَادَهُ إِلَى النَّارِ، هُوَ الدَّلِيلُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَى خَيْرِ سَبِيلٍ، وَكِتَابُ تَفْصِيلٍ، وَبَيَانٌ وَتَحْصِيلٌ، وَالفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، لاَ تُحْصَى عَجَائِبُهُ وَلاَ تُبْلَى غَرَائِبُهُ، فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدَى وَمَنَارَاتُ الْحِكْمَةِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ الطَّرِيقَةَ).

عباد الله:
إنّ القرآن الكريم هو أقدس مقدساتنا، وأشرف منحة إلهية منحها الله لنا، وأغلى هدية وهبها الله للبشرية لإخراجها من الظلمات إلى النور ومن الحياة البهيمية إلى الحياة الكريمة اللائقة بإنسانية الإنسان.
والقرآن الكريم هو مفتاح هدايتنا وهداية البشرية، وهو سر مجدنا، وينبوع عزتنا، ومصدر نصرنا، ودستور حياتنا، وهو نور الله الذي أوحاه إلى أعظم المرسلين وأشرف النبيين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}.
عباد الله:
إنّ المسؤولية الدينية على المسلمين - عامة - وعلى علماء الأمة وخطبائها ودعاتها - خاصة - كبيرة وعظيمة في هذه المرحلة التاريخية المصيرية، لاسيما أمام ما يتعرض له القرآن الكريم من استهداف وحقد تاريخي دفين من قِبل اليهود، والتي كان آخرها إقدامهم على  تمزيق القرآن المجيد، وتجرئهم على إحراق آياته وكأنه لا وجود لأمة الإسلام التي تقرأ القرآن يوميا، ورأينا شعوبنا العربية والإسلامية لم تغضب له، ولم تنتصر ممن يمسه بسوء، وكذلك كانت عندما استهدف اليهود رسول الله في الصحف الغربية، وكذلك الحال بالنسبة للأنظمة والحكومات التي لم تنتصر له، ولم تتخذ موقفا قويا وصادقا من الإساءة إليه، وها هي اليوم لا تتخذ موقفا شجاعا ينتصر للقرآن ولمظلومية غزة.
أيها المؤمنون:
إنّ توثيق اليهود لمشاهد التمزيق والإحراق للقرآن الكريم والتدنيس لمساجد الله مع جرائمهم بحق المسلمين في غزة وفلسطين هو برهان كافٍ على مدى الكراهية والبغضاء التي يكنونها للإسلام والمسلمين، وأكبر شاهد على أنهم أشد الناس عداء وحقدا وكراهية للمسلمين وللمقدسات الكبرى لاسيما القرآن الكريم، وقد أكّد القرآن الكريم هذه الحقيقة عنهم فقال: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا}.
وكان المتوقع والمؤمل من علماء الأمة وخطبائها وحفاظ القرآن في كافة البلدان الإسلامية ألّا يقر لهم قرار، ولا يهدأ لهم بال، ولا تغمض له عين، ولا يهنأ لهم عيش، ولا تطيب لهم حياة، وهم يرون جرائم اليهود وإجرام الصهاينة واستباحتهم لكل المحرمات، واستهدافهم لكل المقدسات بداية بالقرآن الكريم أقدس مقدسات المسلمين، ثم استهدافهم وإساءتهم لرسول الله، ثم تدنيسهم للمساجد لاسيما المسجد الأقصى المبارك، وصولا إلى استهداف واستحلال أرواح الأبرياء ودماء الأطفال والنساء طيلة أحد عشر شهرا والكيان الصهيوني يهلك الحرث والنسل، ويسعى في غزة والضفة وفلسطين فسادا على مرأى ومسمع من الرؤساء والزعماء والعلماء الذين يُفترض أن يكونوا أكثر المسلمين غيرة على كتاب الله، وأول الناس تحركا للدفاع عن القرآن الكريم والمستضعفين من المسلمين.
فلماذا وصل رؤساء المسلمين وعلماؤهم إلى هذا المستوى الهابط والمخزي والمطمع للعدو؟
ولماذا لم يثوروا من أجل كتاب الله ويتخذوا المواقف الرادعة للعدو؟
ولماذا لا ينتصرون للمقدسات ويستنهضون شعوب الأمة ويشحذون عزائمها لتنتصر لأقدس مقدساتها وهو القرآن الكريم؟
لماذا كل هذا الصمت المخزي، والسكون المذل والمريب؟
أيها المؤمنون:
إنّ قدسية القرآن وشرف ومقام الرسول أعظم وأغلى من كل شرف وقدسية في الحياة؛ فهما أغلى من أنفسنا وآباءنا وأمهاتنا وأزواجنا وبناتنا، وأغلى من شرف الرؤساء والأمراء والعلماء؛ فكيف تقوم الدنيا ولا تقعد، وتتوتر العلاقات بين الدول، وتُقطع العلاقات الدبلوماسية، ويُسحب السفراء عندما يُساء إلى رئيس أو تُمس الذات الأميرية أو تلك الشخصية السياسية ولا يكون ذات الموقف عندما يُساء إلى كتاب الله وتُمس آيات الله ويستهدف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!.
ومما يؤسف له هو: أنّ العلاقة مع القرآن والتقديس له والتفاعل معه ضعفت وتلاشت وأصبحت علاقة شكلية وروتيناً عادياً، وما جرّأ اليهود على المساس بكتاب الله والتعبير الصريح عن الكراهية له هو غياب أثر القرآن وفاعليته، وهذا الانحراف والانحدار الكبير والخطير هو ما حذّر منه الرسول الأكرم، فعن عَلِيّ عليه السلام أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: ((لَيَخْلَقَنَّ القُرْآنُ فِي قُلُوبِ أَقْوَامٍ فَيَتَهَافَتُ كَمَا تَتَهَافَتُ ثِيَابُهُمْ، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَمَا التَّهَافُتُ؟ قَالَ: التَّسَاقُطُ لاَ يَجِدُونَ لَهُ لَذَّةً وَلاَ حَلاَوَةً، إنْ قَصَّرُوا عَمَّا أُمُرِوا بِهِ قَالُوا: إنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَإنِ انْتَهَكُوا مَا نُهُوْا عَنْهُ قَالُوا: سَيَغْفِرُ لَنَا مَا لَمْ نُشْرِكْ).

ومع الأسف فإنّ الذي جرّأ اليهود وسفهاء الغرب وأطمعهم وشجعهم على ارتكاب ما يرتكبونه من الجرائم الوحشية، وعلى المساس والاستهداف بكل مقدسات المسلمين هي: الأنظمة المحسوبة على الإسلام، والتي تدعي في دساتيرها بأن مرجعيتها هو القرآن وليس لها من القرآن إلا رسمه، وجعلت القرآن وراء ظهرها، وتنكرت لنوره وبصائره وقدسيته، ولم تعطه من الاحترام والتعظيم بعضا مما تعطي قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وكذلك يأتي دور علماء السوء الذين يوظفون كتاب الله حسب أهواء الرؤساء، والذين يحركون الرعية ويستنهضون الشعوب ويحرضونها ضد المسلمين وضد حزب الله وأنصار الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية، أما ضد أمريكا واليهود فهم صم بكم عمي، وصدق الإمام زيد حين قال عن أمثال هؤلاء العلماء: (فيا علماء السوء محوتم كتاب اللّه محواً، وضربتم وجه الدين ضرباً، فَنَدَّ والله نَدِيْدَ البَعِيْرِ الشارد، هرباً منكم، فبسوء صنيعكم سُفِكَت دماء القائمين بدعوة الحق من ذرية النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، ورُفِعَت رؤوسهم فوق الأسنة، وصُفِّدوا في الحديد، وخَلَصَ إليهم الذُّل، واستشعروا الكَرْب وتَسَرْبَلوا الأحزان، يتنفسون الصُّعَداء، ويتشاكون الجهد؛ فهذا ما قدمتم لأنفسكم، وهذا ما حملتموه على ظهوركم، فالله المستعان، وهو الحكم بيننا وبينكم، يقضي بالحق وهو خير الفاصلين).
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات والمجاهدين والمجاهدات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية* 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
*أما بعد/ أيها المؤمنون* :
إنّ مرحلة الأمة الراهنة ومعركة الفتح الموعود الساخنة التي يخوضها الشعب اليمني بقيادته المباركة وجيشه المجاهد في سبيل الله مع أمريكا وإسرائيل تتطلب من الجميع تعزيز الارتباط بالله والثقة القوية الراسخة والمطلقة بصدق وعده بالفتح الموعود والنصر القريب.
فالله وحده هو من يُحقق النصر ويأتي بالفتح، وهو سبحانه الوحيد الذي يجب أن نلتجئ إليه ونعول عليه ونراهن على قوته وقدرته وعزته وإرادته العادلة والحكيمة والقاهرة التي يمكن أن تقهر كل المستكبرين، وتذل كل الطغاة المجرمين، وتخزي المنافقين المتآمرين المكذبين بوعود الله والظانين بالله ظن السوء الداخلين في دائرة العقاب الإلهي الكبير، قال تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
*عباد الله:* 
إنّ المرحلة التاريخية التي نعيشها والتي تمرّ بها أمة الإسلام هي مرحلةٌ مصيرية، والتحدياتُ فيها كبيرةٌ، والمسؤولياتُ الإيمانيةُ الملقاةُ على عاتق المسلمين عظيمةٌ، ولا مناص من خوض التحديات، ومواجهة الأخطار المحدقة بنا، وسنة الله في الابتلاء والفرز قائمة وحتمية ويرتبط بها دخول الجنة، قال تعالى: أ{َمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.
فلا خيار لخير أمة أخرجت للناس إلا أن تكون عند مستوى المرحلة التي تشبه مرحلة النبي يوم الأحزاب، يوم أن تحالفت وتكالبت عليه قبائل الشرك ومعهم اليهود، واليوم نحن في قلب المواجهة لقوى الشرك والاستكبار، ورأس حربة الإيمان الذي برز لأمريكا وإسرائيل كما برز الإمام علي للشرك كله يوم الخندق، والمعركة التي نخوضها هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وهذه التسمية للمعركة لم تأت من فراغ، بل أتت من نور القرآن  وبصائر آياته وصدق وعوده الإلهية، وارتبط الاسم لهذه المعركة بوعد الله الذي لا يخلف الميعاد القائل: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
فالله هو من سيهيئ للفتح الذي وعد به، والمطلوب منا هو أن نتهيأ له ونتأهل له ونعد العدة لنكون من رجاله الصادقين مع الله، والمضحين في سبيله، والمتحركين لإعلاء كلمة الله ونصرة دين الله والمستضعفين من عباده، ويجب ألّا يكون واقعنا وموقفنا في هذه المرحلة كموقف المنافقين المتربصين الذين ينتظرون الفتح وهم قاعدون، ويريدون نصرا من الله وهم

كسالى ونائمون، بل والكثير منهم متآمرون على جبهة الفتح والإسناد قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}.
فالمتربصون بجبهات إسناد غزة كثيرون، والمتخاذلون أمام مظلومية أطفال ونساء غزة والضفة وفلسطين يُعدون مئات الملايين من المسلمين الذين لم يحركوا ساكنا، ولم يتخذوا موقفا مشرفا معبرا عن صدق إيمانيهم ومصداقية إسلامهم وأثر ارتباطهم العملي والجهادي بالقرآن الكريم باستثناء الثلة القليلة في يمن الإيمان والحكمة والجهاد، وفي (غزة) الحجة البالغة ومدرسة الصمود الرائدة طيلة أحد عشر شهرا، وهي كل يوم وليلة وساعة تقدم الشاهد على قوة الإيمان والإرادة.
عباد الله:
إنّ يمن الإيمان والجهاد اليوم يقيم الحجة ويقدم الشاهد كما يقدمه رجال غزة، ويقدم رجال اليمن المجاهدون أصدق المواقف الشجاعة، ويسطرون أروع المواقف والملاحم البطولية في جبهة البحار، ويتحركون فوق أمواجها، ويقتحمون السفن المعادية ويدوسونها بأقدامهم الطاهرة، ويفخخونها بأياديهم المسبحة لله، ويفجرونها ويحرقونها ويغرقونها نصرة لمظلومية أطفال ونساء غزة، وإسنادا للمجاهدين الصامدين طيلة أحد عشر شهرًا ضد حرب الإبادة الصهيونية والمشاركة الأمريكية والدعم الغربي للكيان الإسرائيلي اللقيط.
ومن يريد أن يكون مشاركا في كل العمليات التي تحرق قلوب الأمريكيين والإسرائيليين وتنتصر لآهات المستضعفين فليستمر في موقفه وتحركه وخروجه في المسيرات إلى كل الساحات بكل جدية ونشاط وإخلاص؛ ليكتب الله له أجر الخروج المستمر حتى يأذن الله بالنصر القريب والفتح الموعود.
كما أنه ينبغي علينا الاهتمام والتفاعل مع احتفالات المولد النبوي، وأن نقيم الاحتفالات في كل الحارات والقرى والمدارس والمساجد، وأن نربط أنفسنا وأبناءنا برسول الله، وأن نعبر عن فرحتنا بهذه المناسبة بتزيين سياراتنا ومنازلنا كما قال سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
*وفي الختام:* 
لقد شاهدنا وسمعنا في هذا الأسبوع اعترافات الجواسيس عن استهداف التعليم، وكيف كانت أمريكا تضع مناهج لقراءة اللغة العربية بما يضمن عدم قدرة الطالب على القراءة والكتابة، وكيف كانت تعمل على نشر الجهل واستهداف المناهج والمعلمين، وتسعى لنشر الفساد الأخلاقي بين الطلاب في المدارس والمعاهد والجامعات؛ فيجب علينا أن نسمع هذه الاعترافات ونركز عليها لنعرف حقيقة أمريكا ومؤامراتها ضد شعبنا والأمة. 
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على النبي وآله، اللهم فصل وسلم على النبي المصطفى أبي القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء، فلذة كبد المصطفى خامسة أهل الكساء فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة السعداء الحسن والحسين ريحانتا رسول الله الشهداء، وعلى أصحاب رسول الله وأزواج رسول الله وأحباب رسول الله، وعلينا وعلى والدينا بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين. 
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وانصر إخواننا المجاهدين في غزة بنصرك القريب، وانتصر بأيدينا لكتابك ونبيك وعبادك المستضعفين، وعجل الخزي والخسران والهزيمة لأعدائك أعداء الدين أمريكا وإسرائيل ومن تولاهم وتحالف معهم، اللهم شتت شملهم واجعل دائرة السوء تدور عليهم.
اللهم انصر محور القدس والجهاد والمقاومة وأيد قادته بتأييدك لإعلاء كلمتك ونصرة عبادك المستضعفين لاسيما عبدك الصالح المجاهد عبد الملك بدر الدين، اللهم زده بسطة في العلم والجسم، وارفع به راية الحق، وازهق به راية الكفر والنفاق، وأيده بنصرك وبالمؤمنين، اللهم ارحم شهداءنا ومواتنا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرانا، ورد مفقودينا، وانصرنا على من عادانا، وبلغنا ثأرنا على من ظلمنا، واجعلنا مع المجاهدين مجاهدين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم وحد صفنا، ولم شعثنا، وأصلح ذات بيننا، ووحد كلمتنا، اللهم انصرنا وعجّل بنصرنا فإنك ناصر، اللهم فرج علينا فإنك قادر، اللهم اشف غليلنا وقلوبنا ممن اعتدى علينا وعلى غزة وفلسطين وخذلها وتآمر عليها يا أرحم الراحمين. 
عباد الله:
إن الله يأمركم بثلاث وينهاكم عن ثلاث: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.

➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
----------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر