مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️ 🎙️

 

▪️خطبة الجمعة الأخيرة من شهر ذو الحجة 1442هــ

/ 27 / 12 / 1442ه‍  

/ 6 / 8 / 2021م

بـعـنوان : 

(ولاية الطاغوت قدمت كبديل عن ولاية الله)

 

▪️الخطبة الأولى ▪️

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين القائل في كتابه الحكيم: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ، وَ كَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ، وَنُؤمِنُ بِهِ أَوَّلًا بَادِياً، وَنَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَنَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً، ونَشْهَدُ ألاَّ إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:

نختتم في الجمعة الأخيرة من هذا الشهر حديثنا عن مناسبة الولاية لهذا العام الهجري الذي أوشك على وداعنا، ونتحدث عن الولاية الإلهية لأنها موضوع في غاية الأهمية بالنسبة للأمة، موضوع لو تأملناه في كتاب الله جيداً لوجدنا آياته من أسخن الآيات وأقواها منطقاً وأكثرها شداً للأمة إلى هذا الموضوع المهم، وتنبيهاً لها على خطورة التفريط فيه؛ فالرسول صلوات الله عليه وآله على مدى ثلاثة وعشرون عاماً بلَّغ كل ما احتواه الإسلام من عقائد كالتوحيد ومعرفة الله والجوانب الإيمانية ذات الصلة بهذا الموضوع، وبلَّغ الشرائع كالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها، وبلَّغ المواقف كالموقف من الكافرين والموقف من اليهود والنصارى، كل تلك الأمور كانت قد نزلت وبلغَّها النبي صلوات الله عليه وآله، ولكنه في الأيام الأخيرة من حياته يركز ويؤكد على أهم القضايا التي ستمثل ضمانة لما بلغه خلال مسيرته الرسالية، وتضمن استمرارية أثرها في حياة الأمة، وتحميها من عوامل الضلال التي يمكن أن تعصف بالأمة بعد وفاته؛ ولذا يحدد لها مصادر الهداية التي يجب أن ترتبط بها الأمة لتنجو من الضلال والانحراف، بينما يعمل الطاغوت بكل وسيلة على فصل الأمة عن مصادر هدايتها وربطها بمصادر ضلال. 

أيها المؤمنون الأكارم: لكي نعرف أهمية الولاية التي بلغها النبي صلوات الله عليه وآله تعالوا بنا لنتأمل في تفاصيل مجريات إعلان الولاية الإلهية في يوم الغدير، وأول هذه التفاصيل: سخونة الآية التي نزلت على رسول الله صلوات الله عليه وآله في أرض غدير خم في يوم الولاية وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}، والرسول كان قد بلَّغ معظم عقائد الإسلام وشرائعه ومواقفه، ولكن الإسلام ما زال بحاجة إلى ما يحفظ أثره في الواقع، وكأن الله يشير إلى أن كلما بلغه النبي صلوات الله عليه وآله لن يكون له أثر في واقع الأمة إذا لم تلتزم الأمة بالولاية الإلهية، وهذا ما نشاهده في واقع الأمة عندما تخلَّت عن الولاية الإلهية؛ كيف أصبحت ضحية عقائد باطلة وثقافات مغلوطة، وبقيت العبادات كطقوس مفرغة من روحيتها وأثرها: بقيت الصلاة وضاع أثرها، وبقي الصيام وضاع أثره، واستطاع الأعداء أن يزيِّفوا على الأمة وعيها، فصنعوا للجهاد القرآني بديلاً مزيَّفاً هو ما عليه داعش والقاعدة، تعود ثماره ونتائجه لصالح العدو لا لصالح الأمة، بل وصل الحال إلى أن يمنع العدو فريضة الحج بذرائع صَنَعَها وانطلت على الأمة، وأصبحت مواقف الأمة من اليهود والنصارى عكس مواقف النبي صلوات الله عليه وآله؛ فأين هي مواقف النبي التي جسدها في مؤتة وتبوك ضد النصارى؟ وأين هي مواقف النبي التي جسدها في خيبر وبني قريظة وبني قينقاع وغيرها ضد اليهود؟ كلها غابت عندما غابت الولاية الإلهية.

ثانياً: مما يدل على أهمية الولاية الإلهية أنها كانت في الأيام الأخيرة من حياة النبي صلوات الله عليه وآله، التي كانت ختام خاتم الرسالات، بل لمَّح النبي للأمة بقرب رحيله عنها ولا بد له أن يؤكد على أهم القضايا قبل رحيله.

 

ثالثاً: لو تأملنا أيها الأخوةُ المؤمنون الترتيبات التي اتخذها النبي في غدير خم، والتي تدل على أهمية القضية وحرصه من خلالها على أن ينتشر البلاغ على أوسع نطاق، فغدير خم مفترق الطرق التي ستنطلق منه كل وفود الحجيج إلى بلدانها، ثم إن هذا البلاغ تم في أكبر تجمع حصل في تاريخ الرسالة المحمدية ـ مائة وعشرون ألف ـ والبلاغ جاء في وقت الظهيرة وفي حرارة الرمضاء، وتحت أشعة الشمس الحارقة ليؤكد على حرارة القضية، ثم حرص النبي على أن يسمع الجميع؛ فيأمر بأن يرجع من تقدم وانتظر لمن تأخر، ثم يأمر النبي بأن يتم تنظيف المكان من الأشياء التي يمكن أن تشغل الناس عن الاستماع لذلك البلاغ أو تمنعهم من النظر المباشر إلى رسول الله؛ فيأمر بإزالة الأحجار والشجيرات وغيرها، ثم يأمرهم أن يرصوا له أقتاب الأبل التي سيحملونها معهم إلى بيوتهم، وربما الكثير سيحتفظ بذلك القَتَبْ كذكرى تربطه بالنبي صلوات الله عليه وآله وتذكره بذلك البلاغ، ثم يبدأ النبي خطبته بتمهيد حتى يستقر الجمع ويُصغي ويُنصت ويصبح في حالة من التركيز على ما يقوله النبي، ثم لا يكتفي النبي بذكر اسم الإمام علي وهو يجلس بين الجموع؛ بل لا بد أن يصعد علي (عليه السلام) بجانب النبي ليراه الجميع بأعينهم، ثم يشير النبي إليه باسم الإشارة (هذا) ويرفع يده وكأنه يقول في وسط الصحراء: أنتم يا أبناء الصحراء إذا رفعتم هاتين اليدين سترتفعون وسَتَظْهرون، ثم يؤكد النبي على أهمية البلاغ بقوله: (ألا هل بلغت) فيجيبه الحاضرون بقولهم: (بلى يا رسول الله) ثم يقول: (اللهم فاشهد)، وكرر ذلك ثلاث مرات، كل هذه الإجراءات التي اتخذها النبي لكي تعرف الأمة أهمية الولاية ولكي يصل البلاغ إلى كل من حضر وإلى كل أبناء الأمة، بل وإلى الأجيال المتتابعة، ويختتم الله ذلك الموقف وذلك البلاغ بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}. 

الأخوةُ المؤمنون:

هذا البلاغ الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وآله استجابة لأمر الله تعالى، وتلك اللغة القوية والمنطق القوي التي نزلت بها الآية المباركة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وتلك الإجراءات التي اتخذها الرسول، وذلك الاستنفار، كلها يتبين أنها تُقَدِمُ موضوعاً هاماً، ولا يُعقل أن تكون كل هذه المؤشرات وكل تلك الإجراءات تُقَدِمُ موضوعاً عادياً، بل موضوعاً في غاية الأهمية، فبذلك البلاغ اكتمل الدين، اكتمل بشمولية ما تناوله من شؤون حياتنا كبشر، حياة الإنسان كإنسان، وحياة المجتمع كمجتمع، اكتمل الدين بتناوله كل ما له صلة بمسؤوليات الإنسان، وما يترتب عليه: فلاحه أو خسرانه في الدنيا والآخرة، ولذا يَعُدُّ الله تعالى الارتباط بمصادر الهداية من أعظم النعم على الإنسان، وقال عنها: {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}؛ فالنعمة هي ارتباطنا بمصادر الهداية الإلهية: التي أولها: القرآن الذي هو نور الله وتعليماته وتوجيهاته، وثانيها: الرسول صلوات الله عليه وآله، الذي هو صلة بيننا وبين الله، وهو أول المصدقين بالحق، وأعظم المتمسكين بالهدى، وأعظم الخلق عبودية لله والتزاماً بنهج الله، وهو القدوة والقائد الذي يتحرك على أساس هذا الهدى، ويربي ويهدي على أساسه، ويقيِّم واقع الحياة على أساسه، والإمام علي (عليه السلام) هو الذي يربطنا بالنبي ويربطنا بالله ليس من موقع النبوة بل من موقع الولاية.

عباد الله الأكارم:

إنّ الجاهليَّة هي حالة انفصال عن مصادر الهداية، وارتباط بمصادر الطاغوت، والطاغوت هو كل الكيانات أو الأشخاص أو المناهج التي يرتبط بها الإنسان بديلاً عن مصادر الهداية؛ فيتلقى منها المفاهيم والتصورات والأفكار والسلوكيات والتوجهات والمواقف التي تؤدي إلى تضليل الناس وظلمهم واستعبادهم؛ ولأن الإنسان مفطور على التدين واستشعار العبودية لله؛ فإن قوى الطاغوت تخدع الإنسان وتقنعه بعقائد وأفكار وتصورات تنسبها إلى الله تعالى، وهكذا على مدى تاريخ الأمة الإسلامية قُدمت ولاية الطاغوت كبديل عن ولاية الله، وتحكم الطواغيت في الأمة وحكموها وظلموها، وشرعن لذلك علماء السوء، ودجَّنوا الأمة لطاعة الظالمين، ونُسب كل ذلك إلى دين الله، وكلما مرت مرحلة تاريخية كلما انحطت الأمة أكثر وزاد الظلم عليها والاستعباد لها حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي أصبحت ولاية أمريكا وإسرائيل هي من تُقدم بديلاً عن ولاية الله.

باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم, ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الإيمان:

يبيِّن الله تعالى لنا في القرآن أن ولاية الطاغوت من الشيطان وأولياء الشيطان ستكون هي البديل حتماً عن الولاية الإلهية إذا رفضها الناس فيقول تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً}، ويحذِّر الله من ولاية اليهود والنصارى فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، ثم يقدم بعدها الولاية الإلهية كبديل عن ولاية اليهود والنصارى فيقول تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}؛ فولاية الله ورسوله والإمام علي في جانب، وولاية اليهود والنصارى في جانب آخر، وإذا تَركت الأمة الولاية التي رسمها الله؛ فستتولى اليهود والنصارى، وإذا تولت الأمةُ اللهَ ورسولَه والإمام عليًا فستُحصن نفسها من تولي اليهود والنصارى، وهذا ما نشاهده في الواقع اليوم؛ فعندما تركت الأمة الولاية الإلهية سقطت في ولاية أمريكا وإسرائيل، وبدلاً من الله العزيز ورسوله العزيز والإمام علي العزيز تتولى الأمة اليهود الذين قال عنهم: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ}، وبدلاً عن رسول الله والإمام علي الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه تتولى الأمة من غضب الله عليهم من اليهود والنصارى، بل يتحرك زعماء الأمة في تولي أمريكا وإسرائيل بمسارعة.

الأخوة المؤمنون:

ستة أنظمة عربية حتى الآن سارعت بكل وضوح إلى مخالفة توجيهات الله وتولت اليهود تحت مسمى (التطبيع)، وهناك دول تتولى اليهود سراً، والعمل جارٍ لإقناعها على إعلان تولّيها، والعمل جارٍ من قبل أمريكا وبكل وسيلة على تطويع كل الدول العربية والإسلامية لتتولى اليهود، والعمل جارٍ على ترويض الشعوب لتسكت وترضى بما يعمله زعماؤها، وها نحن نشاهدها اليوم ترضى وتسكت وكأنها لا تعرف خطورة التولي لليهود على دينها ودنياها وعلاقتها بالله تعالى، ولا تعرف أن من يرضى بتولي اليهود فسيصبح حكمه عند الله {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}، مغضوب عليه مثلهم، مضروب عليه الذلة والمسكنة مثلهم، وسيصبح عدواً لله، ولا طاقة للإنسان بحرب الله، ولو عدنا لنتأمل في كتاب الله العزيز لعرفنا خطورة التولي، فقد كان التولي للكافرين هو الذنب الأكبر الذي لعن الله بسببه بني إسرائيل في زمنهم فقال تعالى عنهم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ . كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} ونجد القرآن يبين هذا المنكر فيقول: {تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}، ثم يبيَّن أن المتولين للكافرين ليسوا مؤمنين بالله ولا برسوله ولا بكتب الله، فيقول: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} وهذا ما يحدث اليوم في أمة الإسلام، فاليهود يعرفون السنن الإلهية ويعرفون أن تولي الأمة لهم سيجعلها ملعونة ومضروب عليها الذلة والمسكنة، ويعرفون أن الله سيسلطهم عليها؛ لأن أمة الإسلام أمةٌ شرفها الله وأكرمها بالهدى والنور، وأمرها بقتال اليهود والنصارى فقال تعالى: {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}؛ فعندما تخالف توجيهات الله وتستجيب لليهود فإن الله سيسلط عليها أعداءها من اليهود والنصارى والتسليط هو الحبل الذي قال عنه: {إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ}، أما من استجاب لله وارتبط بالولاية الإلهية فهو من سيحمي نفسه من تولي أمريكا وإسرائيل، وهو من ضَمِنَ الله له النصر في مواجهتهم، وهو من سيهتدي بالقرآن، وهذا ما يجب على الأمة أن تعرفه وأن تتحرك لمواجهة ولاية الطاغوت التي تمثل خطراً كبيراً عليها في دينها ودنياها.

 

أيها المؤمنون :

من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده إستمرار نزول الغيث على عموم مناطق البلاد ويستوجب علينا الحمد والشكر لله على هذه النعم العظيمة وعلينا وعلى المجتمع الإستفادة الكبيرة من حصاد الأمطار للإستفادة منها كلا في منطقته وإحياء المبادرات المجتمعية في هذا الجانب بالتعاون مع الميسورين ورؤوس الأموال لبناء السدود واستصلاح الأراضي الزراعية وزراعتها بالتعاون مع اللجان الزراعية في عموم مناطق وعزل و مديريات ومحافظات الجمهورية المسئولية كبيرة أمام المجتمع في تحمل مسئوليته أمام الله سبحانه وتعالى وأمام نعم الله سبحانه وتعالى.

وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} 

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد 

بديـوان عــام الــوزارة.

-


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر