الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخرة 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* : من دروس يوم الجمعة )*
التاريخ: 12/ 6 / 1446هـ
الموافق: 13 / 12/ 2024م
الرقــم:( 23 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 *اولاً: نـقاط الجـمــعة*
نقاط الجمعة
1-جعل الله يوم الجمعةمن كل أسبوع يوما للذكروالعبادة والطاعةوالإكثار من ذكرالله (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي..)
2-الجمعةمحطة أسبوعيةللتوبة والإنابةوالرجوع إلى الله بعدأسبوع مليء بالعمل والمشاغل والوقوع في الأخطاء والتقصيروهي محطة للتوعيةوالتعليم بما نتلقى فيها من الهدى والمواعظ والعلم والحكمةمن كتاب الله وعبرخطبةالجمعة التي ينبغي التبكيرفي حضورها
3-من السورالقرآنية التي ينبغي قراءتها في يوم الجمعة وليلتها سورةالكهف ويس والدخان والجمعةوالمنافقون ومن أهم ما فيها الشد إلى القرآن وإلى أولياء الله الذين حظوا برعايةالله حينما تحركوا وحديث عن أعداءالأمة كاليهودوالمنافقين.
4. جعل الله سبحانه وتعالى إيتاء الزكاة من أسباب النصر والفلاح قال تعالى :{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكٰوةَ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولٰٓئِكَ عَلٰى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) }
٥. -أي تحرك في هذه المرحلةليس لصالح غزةهو تحرك مفضوح فأين ما يسمى جيش تحريرالشام من تحريرأقدس منطقة في الشام وهي القدس وأين هم من الصهاينةالذين تقدموا في العمق السوري إلى مابعد الجولان وقصفوا كل مقدرات الشعب السوري العسكريةوغيرها وبكل وقاحة
٦. -شعبنا اليمني وقواتنا المسلحةمستمرون في مناصرةفلسطين بدون كلل أو فتور
والذي ينبغي أن يمل هم اليهود.
◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️◼️
🔷 ثانياً: نــص الخطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، أهل الحمد والمجد والثناء، وصاحب الملك والعظمة والكبرياء، يقول الحق ويهدي السبيل، وإليه يرجع الأمر كله، وإليه عاقبة الأمور، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا . قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وليّ الصالحين، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خاتم النبيين، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
لقد جعل الله يوم الجمعة من كل أسبوع يوماً للذكر والعبادة والطاعة والترويح على النفس والأهل بالمباحات، ودعانا فيه إلى الاهتمام بالقربات والعبادات والإكثار من ذكر الله فيه فقال سبحانه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
وقد قال رسول الله صلوات الله عليه وآله: (الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر)، وقد دعانا الرسول صلوات الله عليه وآله إلى الاهتمام بإحياء يوم الجمعة وليلتها فقال صلى الله عليه وآله: (أكثروا من الصلاة عليَّ في الليلة الغراء واليوم الأزهر فقالوا يا رسول الله: وما الليلة الغراء واليوم الأزهر، قال: ليلة الجمعة ويوم الجمعة) وقال صلى الله عليه وآله: (في الجمعة ساعة مستجابة لا يوافقها عبدٌ إلا استجيب له).
أيها المؤمنون:
إنّ الجمعة هي محطة أسبوعية للتوبة والإنابة والرجوع إلى الله سبحانه بعد أسبوع مليءٍ بالعمل والمشاغل وما قد يقع فيه من أخطاء وتقصير، وهي محطه للتوعية والتعليم بما نتلقى فيها من الهدى والمواعظ، وبما نستمع فيها من العلم والحكمة من كتاب الله وكذلك عبر خطبة الجمعة، وهي كفيلة بأن تجعل الإنسان - إن اهتم وتفاعل - متزوداً بقدرٍ لا بأس به من العلم بأمور دينه، والفهم لواقعه، والمعرفة بواجباته ومسؤولياته.
وقد دعانا الله سبحانه ودعانا الرسول صلوات الله عليه وآله إلى المسارعة والتبكير في يوم الجمعة إلى المسجد لقراءة القرآن وذكر الله واستماع الخطبتين من أولها، وقد كان الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم يشدّ الأمة إلى الله ولاسيما في يوم الجمعة من خلال إحياء ليلة الجمعة ويوم الجمعة بالعبادة والاهتمام بقراءة القرآن مبيناً عظمة هذا اليوم وبركته وفضله على سائر الأيام؛ فينبغي لنا الإكثار من ذكر الله في هذا اليوم الفضيل، وقراءة القرآن ولاسيما سورة الكهف والسجدة ويس وغيرها من سور القرآن.
_أيها المؤمنون:_
*حينما نتدبر في مواضيع سور القرآن الكريم التي ينبغي قراءتها* في يوم الجمعة وليلة الجمعة فإننا سنجدها مليئة بالمواضيع التي تهمنا والتي تشكل وعياً كاملاً لنا إن تدبرنا كتاب الله سبحانه، قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}.
ومن تلك السور التي ينبغي قراءتها في يوم الجمعة بتدبر: (سورة الكهف) هذه السورة العظيمة التي تخبرنا عن نماذج من أولياء الله: كيف كانوا، وكيف كان إصرارهم على موقف الحق، وكيف كانت نفسياتهم حتى آثروا أن يتركوا حياة القصور وينتقلوا إلى العيش في الكهف، وكيف كانت رعاية الله لهم وعنايته بهم وتعظيمه وإجلاله لهم، وقد كان أهل الكهف منشدين إلى الله، وكانت قلوبهم مليئة بتوحيده وتعظيمه: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}، وكانوا ملتجئين إلى الله: {فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}.
أولئك المؤمنون هم من قال الله عنهم: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} مجموعه شباب {آمَنُوا بِرَبِّهِمْ} ولكنه إيمان راسخ، وهناك فرق بين الإيمان بمجرد الكلام وبين الإيمان الذي لا يتزعزع؛ فإيمانهم حرّك مشاعرهم، وإيمانهم جعلهم يتخذون موقفاً قوياً، وإيمانهم جعلهم يواجهون الباطل ولا يهابونه، وإيمانهم جعلهم يقولون كلمة الحق أمام السلطان الجائر، وإيمانهم جعلهم يغضبون لله ويوالون من أجل الله ويعادون من أجله، وهذا هو الإيمان الصادق الذي يرضاه الله، أما الإيمان الذي لا يحرك ساكناً فهو مجرد كلام ودعوى بلا دليل ولا ينفع صاحبه لا في الدنيا ولا في الآخرة .
عباد الله:
*إنّ قصه أهل الكهف هي عبرة لمن بعدهم إلى* قيام الساعة، وفيها القدوة والأسوة للمؤمنين، وكيف يجب أن يكونوا في مواجهة الباطل، وقد ضرب لنا القرآن مثلاً عملياً لمجموعة من الشباب الذين انطلقوا في سبيله فهداهم وآواهم ورعاهم وأكرمهم وخلدهم نماذج للبشرية إلى قيام الساعة، ولم يذكر الله أولئك إلا ليقول لنا بأنه سيتولى المؤمنين بالرعاية والتأييد عندما يتحركون في سبيله - وهم متوكلين عليه - كما رعى أولئك المؤمنين.
وقد عرفنا كيف عمل أصحاب الكهف حتى نجوا من فتنة الطاغوت الذي كان في عصرهم، حيث أنهم لم ينجوا من شره إلا بالمواقف والمواجهة له، وهكذا في زماننا، وأمام أكبر الطواغيت في هذا الزمان (أمريكا وإسرائيل) فإنه لا يمكن أن ننجو من فتنتهم إلا إذا تأسينا واقتدينا بأصحاب الكهف، ووقفنا مواقفهم، وحينها سيزيدنا الله هدى، وسيربط على قلوبنا، وسنرى عنايته ورعايته كما كانت لأصحاب الكهف: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
*أيها المؤمنون:*
كما أنّ من السور التي ينبغي قراءتها في يوم الجمعة: سورة الدخان وسورة السجدة التي *تتحدث عن مواضيع هامة منها: عظمة القرآن الكريم ووعد الله* ووعيده، وكذلك سورة الجمعة وسورة المنافقون، التي تتحدث عن اليهود وعن المنافقين الذين هم الأعداء الخطيرون على هذه الأمة، واليهود بحسب القرآن الكريم هم العدو رقم واحد كما قال سبحانه: *{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}* وهذا ما تؤكده الأحداث والجرائم التي يرتكبها اليهود في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا، وكذلك المنافقون الذين هم إخوان اليهود كما قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}.
ولو أننا تدبرنا القرآن الكريم لكان لدينا حصانة ووعي ومعرفة بالأعداء، ولكننا تركنا كتاب الله وراء ظهورنا، وأخذنا معلوماتنا وسياستنا ومواقفنا من القنوات ومن مواقع التواصل الاجتماعي، وهجرنا القرآن الكريم؛ فالبعض من رمضان وإلى اليوم لم يقرأ جزءًا واحداً من كتاب الله، والبعض لا يقرأ من القرآن الا ما يقرؤه في الصلاة، وحتى ما نقرأه في الصلاة هي صغار السور، وهذا من أسباب شقاءنا وجهلنا وتخلفنا، وهو أننا ابتعدنا عن كتاب الله وهداه؛ لذلك ينبغي علينا أن نعود عودة جادة إلى هدى الله، وإلى كتابه كل يوم، ولنجعل يوم الجمعة يوم ذكر وشكر
وعبادة وجهاد.
وها هو شعبنا اليمني العظيم قد جعل من يوم الجمعة يومًا مشهودًا حيث يخرج فيه في مختلف الساحات والميادين ليعبر عن اهتمامه بأمور المسلمين وشؤون المستضعفين، وليؤكد على تمسكه بقضايا أمته المركزية وفي مقدمتها فلسطين والأقصى الشريف: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وأي فضلٍ أعظم من أن يقف الإنسان المسلم موقفًا عظيمًا يبيض وجهه أمام الله وأمام رسوله، وجهادًا في سبيل الله، ونصرةً للمستضعفين والمظلومين، وإغاظةً لأعداء الله المستكبرين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
إخوة الإيمان
إن الزكاة في الإسلام لها قيمة جليلة وأهمية عظيمة فهي الركن الثالث من أركان الإسلام وبها يتحقق التكافل الاجتماعي وبها تتحقق المصالح العامة وعليها تقوم دولة الإسلام المحمدي الأصيل ومن منعها أو قصر فيها تعرض للعقوبة الإلهية ولهذا يقول الله تعالى : { ۗ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكٰوةَ وَهُم بِالْءَاخِرَةِ هُمْ كٰفِرُونَ)} ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :(مانع الزكاة وآكل الربا حرباي في الدنيا والآخرة)
كما أن الله سبحانه وتعالى جعل إيتاء الزكاة من أسباب النصر والفلاح قال تعالى :{ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلٰوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكٰوةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولٰٓئِكَ عَلٰى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) }
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
(الخطبة الثانية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
تتسارع الأحداث والمستجدات، ونرى كيف تتكشف الحقائق وتسقط الأقنعة؛ ففي الوقت الذي يتابع العالم العدوان على غزة وفلسطين، وفي الوقت الذي ترتفع الأصوات لنصرة أهل غزة وفلسطين، وفي الوقت الذي ينادي المستضعفون بتحريرهم من احتلال الصهاينة وتحرير المسجد الأقصى؛ نجد أنّ البعض تحرّك بعد صمت طويل لافتعال معركة غير هذه المعركة، ولخوض حربٍ بين أبناء الأمة؛ فحرفوا بذلك الأنظار عما يجب أن تتوجه إليه الجهود، وتحرك البعض للقتال وهم على بعد كيلومترات من معركة طاحنة بين الإسلام والكفر، وتحركهم هذا وتفرجهم على فلسطين منذ بداية طوفان الأقصى فيه دليلٌ واضحٌ على أنهم يمتلكون القدرة على الجهاد وعلى دعم فلسطين بالرجال والمال والسلاح، وأنّ خذلانهم لغزة لم يكن بسبب العجز وانما من باب التخاذل والمعصية.
وإنّ أي معركة لا تسعى لدعم غزة في هذه المرحلة فهي في الموقف الخطأ والمكان الخطأ والزمان الخطأ، وإذا كان هدفهم هو رفع الظلم ومواجهة الظالمين فإنّ أكبر مظلومية هي مظلومية الشعب الفلسطيني، وإنّ أكبر ظالم هم اليهود الذين يقتلون النساء والأطفال، ويهلكون الحرث والنسل، ويرتكبون مجازر حرب، وينفذون تطهيراً عرقياً وحروب إبادة بكل ما للكلمة من معنى، وإذا كان شعارهم تحرير الشام فإنّ أقدس الأماكن في الشام هي فلسطين بما فيها من مقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي ينتهك، وهو مُعرض للتهديد الكبير، بالإضافة إلى بقية المساجد التي دُمّرت والمصاحف التي مُزّقت وأُحرقت، وهذه هي المعركة التي يجب على الأمة أن تخوضها، وهذا هو الجهاد الذي يجب على الأمة أن تقوم به، أما ما عمله اولئك في سوريا فهو بدعم أمريكي إسرائيلي، والهدف منه هو تدمير وتقسيم سوريا، ونهب ثرواتها، وتدمير جيشها وأسلحتها واقتصادها، وتحويلها إلى الحلف الأمريكي بعد أن رفضت الولاء له عقوداً من الزمن.
وقد صرح المجرم نتنياهو في يوم سقوط سوريا وقال: إنّ هذا يوم مشهود؛ لأنها فرصة لتغيير الشرق الأوسط الجديد، وكذلك استبشر الأمريكيون والبريطانيون وغيرهم في تصريحاتهم؛ لتعرفوا من المحرك والمستفيد ومن الخاسر، وها هم الصهاينة قد دخلوا إلى مناطق بعد الجولان، وقاموا بقصف المعسكرات والمطارات ومراكز البحوث ومعامل الدفاع الجوي وغيرها من الإمكانيات دون أي موقف أو ردة فعل من الجيش الذي سمّى نفسه (جيش تحرير الشام)، فهل سيحرر أولئك المسلحون تلك المناطق من الصهاينة كما حرروها من بشار حسب زعمهم؟ وهل ستسعى ما يسمى بهيئة تحرير الشام لتحرير الجولان السوري من الاحتلال الإسرائيلي؟
وهل سيكون لهم دعم لغزة وحماس وهم على حدود معهم؟!
وفي هذا السياق نؤكد على أنّ الأنظمة العربية ستدفع ثمن التفريط والتقصير تجاه ما حصل بحق إخواننا في غزة وفي فلسطين، وخصوصاً دول الجوار، وسيكتوي المتآمرون بنار هذه الفتنة: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}.
أيها المؤمنون:
في يمن الإيمان يتجلى الإيمان والحكمة في موقفه المساند والمستمر لغزة وفلسطين، ونحن مدعوون بدعوة الله لأن نستمر في كل الأنشطة، وفي الالتحاق بدورات طوفان الأقصى، والاشتراك في الدورات التأهيلية لجيش تحرير القدس فقد قال الله سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} وقال صلى الله عليه وآله: (من لم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)، وكذلك ينبغي علينا الاستمرار في الإنفاق في سبيل الله كما قال سبحانه: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، كما ينبغي علينا الاستمرار في المسيرات؛ فيوم الجمعة هو يوم من أيام الله، فيه الجهاد، فيه الصبر، فيه المرابطة، فيه الأجر، فيه براءة الذمة، فيه بياض الوجوه، فيه إقامة الحجة على العرب والمسلمين والعالم، فيه الوفاء لغزة وفلسطين؛ فلا كلل ولا ملل ولا كسل ولا فتور حتى يمنّ الله بنصره: {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} وقد شاهدنا كيف يفعل الصهاينة بأطفالنا ونسائنا وأهلنا في غزة، وكيف يعاني أهلنا في غزة من القتل بالسلاح وبالجوع، فهل سنتركهم؟! وهل سنخذلهم أو نتفرج عليهم؟! وهل سنصم آذاننا عنهم وهم يستنجدون بنا وعيونهم تذرف بالدموع ونحورهم تنزف بالدماء؟! ماذا سنقول لله يوم نلقاه عندما يسألنا عن مظلمة غزة؟! هل سنعتذر بأننا مللنا وكسلنا بسبب طول المدة؟! أم أنّ الذي يجب أن يملّ هم اليهود؟!
فيجب علينا أن نستمر في خروجنا كل أسبوع لندفع عن أنفسنا عذاب الله سبحانه: {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}، {بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ . يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ . كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وفي يمن الإيمان، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
---------