مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
-------------------------------- 
خطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الأول 1445هـ
الــعـنــــــــوان: ((أهمية الجهاد والشهادة في سبيل الله)) 
التاريـــــــــــــخ: 10/ 5 / 1445هـ الموافق: 24 / 11 / 2023م 
الـرقــــــــــــم: ( 19 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة 
11/5/1445هـ 24/11/2023م
(19)

  • الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعل الجهاد فريضة على المؤمنين؛ ليتحركوا به في مواجهة الكافرين، وجعل الشهادة في سبيله فوزاً وعزاً ومجداً وتمكيناً للمؤمنين في الدنيا والأخرى، فقال في كتابه العزيز: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهدُ أن سيّدنا وقدوتنا محمداً عبده ورسوله، بعثه الله بشيراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، فبلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله كل الطغاة والمستبدين والمستكبرين حتى أتاه اليقين، اللهم فصلِ على سيدنا محمدٍ وعلى آله الطاهرين، وارض عن صحابته المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
ونحن نعيش مرحلة تاريخية مهمة، وتواجه أمتنا أحداثاً ومتغيرات كبيرة، وقد دخلنا مرحلة المواجهة المباشرة مع العدو الأساسي للأمة (أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل) ونحن نعيش ذكرى الشهيد؛ يجب أن نقف لنتفهم ما يجب علينا أمام الله.
حيث يجب أن نتحرك في هذه المرحلة بقوة وصبر وثبات وإعداد وثقة مطلقة بنصر الله، كما وجّهنا الله في كتابه؛ فنرسخ ثقافة الجهاد في سبيل الله، ونفهمه كما قدمه الله تعالى في القرآن؛ حيث قدّمه الله كضرورة لا يمكن للأمة أن تستغني عنه؛ لأن في الأرض أشرارا مجرمين، ويسعون في الأرض فساداً وإفساداً لكل شيء، ويهلكون الحرث والنسل، ويفسدون إيمان المؤمن ويفصلونه عن الله، ويفسدون أخلاقه وقيمه، ويدمرونه اقتصاديًا واجتماعيًا، ويحتلون أرضه، وينتهكون عرضه، ويفسدون الماء والهواء والتربة والنبات، ولا يتركون في الأرض شيئاً دون فساد وإفساد، وقد حمَّل الله المؤمنين مسؤولية مواجهة المجرمين وتطهير الأرض من فسادهم؛ فقال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}، وقد وجّه الله المؤمنين ووعدهم بالنصر؛ فقال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، وتحدّث الله عن المجرمين الكافرين الذين يظنون أنهم قد تحصنوا من الهزيمة بما لديهم من إمكانات، وأنهم قد سبقوا الله وإرادة الله وقدرته؛ فقال تعالى: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ}، فتوعدهم بالهزيمة والضربات المنكلة منه تعالى وعلى يد أوليائه، وتوعدهم بالعذاب في الآخرة، وبيَّن الله تعالى أن ما لديهم من إمكانات وأسلحة وثروات وجيوش وممتلكات كبيرة لا يمكن أن تقف حائلًا ومانعًا لهم من الهزيمة، ولا يمكن أن تقف أمام بأس الله وانتقامه، ولا تستطيع دفع بأس الله على يد جنوده، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللّهِ شَيْئاً وَأُولَـئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ}، وضرب لهم مثلا بفرعون وما كان لديه من ممتلكات وقدرات وجيوش؛ فلم تنفعه، وأهلكه الله وأغرقه مع جنوده، قال تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وما حدث لفرعون سيحدث لأمريكا وإسرائيل وغيرهم من الطغاة، وقد أمرنا القرآن بأن نقول لهم: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}.
عباد الله:
المؤمنون في الدنيا بين حالتين: إما أن يكونوا من أولياء الله وجنوده وأنصاره ويتحركون مع الله فيضرب الله بأيديهم أعداءه، وينصرهم على أعدائه، وهذه من أعظم النعم أن يصبح الإنسان جنديًا من جنود الله، وسهمًا من سهام الله يضرب الله به أعداءه، وإما أن يتخاذل المؤمنون ويتقاعسون عن مواجهة الطغاة والمجرمين فيسلط الله عدوهم عليهم فيضربهم، كما قال تعالى: {قُلْ

إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين} فأبناء الأمة الإسلامية بين حالتين: إما أن يتحركوا ليضربوا أعداء الله، وإما أن يتخاذلوا فيُضربوا على أيدي أعداء الله.
وهذا ما نشاهده في الواقع؛ فكل المسلمين تضربهم أمريكا اقتصاديًا وعسكريًا وفكريًا وأخلاقيًا، وكل الدول الإسلامية تحت ضربات أمريكا، والقليل من أبناء الأمة هم من تجندوا مع الله وأخذوا يضربون أمريكا وإسرائيل؛ وكم رأينا من الشعوب التي تخلت عن مسؤوليتها في مواجهة المجرمين كيف قدمت التضحيات دون مقابل، ورأينا مئات الآلاف من القتلى يسقطون على يد الأعداء دون مقابل، ودون مواجهة وجهاد، ولن يخرج من سُنة الله أحد، ولن يسلم من الضربات الإلهية والتسليط إلا مَن تحرك ليقف الموقف الإيماني أمام أعداء الله، كما قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ}، فالبعض من أبناء الأمة يقدم التضحيات دون مقابل، والبعض يقدم التضحيات وهو يضرب العدو وهذا هو ما أراده الله تعالى؛ ولذلك أمر بالجهاد ووعد من قُتل في سبيله بالدرجات العالية، وسماهم اسما مميزا؛ فأطلق عليهم مسمى: (الشهداء).
وهم من قدّموا الشهادة لبقية الخلق على ثقتهم بوعود الله، وقدّموا الشهادة على كمال الله وعظيم منهجه الذي جعلهم يضحون بأنفسهم في سبيله، وهم من صدقوا في قولهم: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وهم من قدّموا الشهادة على أن دين الله لا يقبل الهزيمة، والشهادة في سبيل الله مدرسة معطاءة نتزود منها عظيم العطاء، ونتعلم منها الثبات والعزة والإيثار والصبر والكثير من الدروس الأخلاقية والإيمانية والإنسانية، ونتعلم منها أهمية إحياء الروحية الجهادية التي بدونها تُذل الأمة وتُهان، وتضعف وتتشتت، ويقهرها أعداؤها.
أيها المؤمنون الأكارم:
لو كان هناك حل في مواجهة الطغاة والمستكبرين أفضل من الجهاد في سبيل الله؛ لدلّنا الله عليه وأمرنا به؛ لأنه الرحيم سبحانه وتعالى بنا؛ ولكنّ الحل الوحيد أمام الطغاة والمستكبرين هو المواجهة والدفع والجهاد في سبيل الله: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ}؛ فكان عنوان (في سبيل الله) هو الضابط لحركة الشهداء بدءاً من الدافع الإنساني والإيماني الراقي من أجل الله تعالى، والنظيف من التكبر والطغيان، والبعيد عن التجبر والبغي والحقد، والخالي من الرياء وطلب السمعة والجاه والمنصب؛ بل من أجل الله وفي سبيله ومن أجل المستضعفين من عباده؛ فقد ضحى الشهداء حتى تكون كلمة الله هي العليا، وتكون كلمة أمريكا وإسرائيل هي السفلى، وضحى الشهداء حتى لا تُحتلُ الأوطان وتُنهب الثروات وتُنتهك الأعراض، وضحى الشهداء لكي تمتلك الأمة قرارها وتحرر المستضعفين، وضحى الشهداء لتتمكن الأمة من بناء نفسها وتزرع وتصنع وترفع رأسها وترفع كلمة الله ودينه. 
الأخوة المؤمنون:
القتال في سبيل الله لا يعني أننا نقدم جميلاً إلى الله ومعروفاً؛ فالله لا ينتفع بشيء إن تحركنا، ولا ينتفع بشيء إن قاتلنا، ولا ينتفع بشيء إن قُتلنا، فالربح والخسارة لاتصل إلى الله، والقتال في سبيل الله، والشهادة في سبيل الله هي فوزٌ للإنسان نفسه كما قال الله تعالى: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} وقال: {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} هي فوز لأن الإنسان يفوز بواسطتها برضوان الله ويصل إلى الجنة، وهي فوز لما ينتج عنها من أثر عظيم في واقع الحياة، وينتج عنها نفوس عظيمة أبية راقية عالية الهمة لدى الأمة التي تضحي، وينتج عنها أمة قوية العزم والإرادة، ويصعب على الأعداء كسرها، وهي فوز للشهيد وفوز لأسرته وفوز لأمته؛ فكم هي الشواهد التي نراها في واقع الحياة عن أثر الشهادة والشهداء في الحياة بداية من زمن النبي صلى الله عليه وآله الذي أنتج بثقافة الشهادة التي رسخها: أمةً عظيمة قوية قهرت إمبراطوريات العالم المستكبر في ذلك الزمن، واليوم نرى الشواهد في واقع الحياة عن أثر الشهادة في واقع شعبنا الذي أصبح رقماً صعباً يصعب على القوى المستكبرة أن تركعه وتخضعه لإرادتها وطغيانها، بل أصبح يحمل القضايا الكبرى لدينه وأمته، وينتصر لها في زمن الذلة والخضوع، ونرى الشواهد في واقع شعوب وتكوينات المقاومة التي كسرت طغيان أمريكا وإسرائيل حين حملت ثقافة الشهادة في سبيل الله.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
🎙️الخطبة الثانية🎙️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
من أعظم نعم الله على الناس أن يوفقهم للوقوف في وجه الظالمين ونصرة المظلومين، كما وقف نبي الله موسى (عليه السلام) وعدّها نعمة من الله عليه: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ}، ومن نعم الله على الناس أن يقفوا المواقف العظيمة والمشرفة التي تبيض وجوههم في الدنيا والآخرة، وشعب الأنصار هو من وقف مع رسول الله ناصراً عندما خذلته الأمة، وقاتل معه ضد من حاربه وحارب الإسلام من مشركي العرب ومن اليهود والنصارى، واليوم شعب الإيمان والحكمة رغم أنه يعيش مظلوما من قبل أمريكا وإسرائيل إلا أنّ إيمانه وعزته ونجدته تأبى له أن يتفرج على مظلومية مسلم، وهو يعلم أنّ من يقتل إخوانه في غزة هو من قتله خلال العدوان؛ فما كان منه إلا أن فوّض قائده الذي ورث من رسول الله (صلوات الله عليه وآله) شجاعته وحكمته وثباته، وورث من علي (عليه السلام) ذو فقاره الذي ضرب به اليهود في خيبر، وما كان من القائد إلا أن لبّى إيمان شعبه وعزته، ولبّى نداء الله ورسوله، ولبّى نداء الأطفال والنساء في غزة، ووقف الموقف الذي يرضاه الله ورسوله ويوجه إليه القرآن، وقد برز السيد عبدالملك حاملًا للإيمان، وقائدًا لشعب الإيمان ليواجه الكفر كله، وقد أعلن الحرب على عدو الله ورسوله والمؤمنين، وضربت صواريخنا قلب كيان العدو الصهيوني؛ ليشفي الله بذلك صدور قوم مؤمنين في اليمن؛ بل وفي كل بلاد الإسلام، واليوم لم يعد للشعوب المسلمة والحرة من يداوي جراح قلوبها المكلومة على غزة سوى قائد اليمن وشعب الإيمان، وكان من أهم الضربات: ما قامت به قواتنا البحرية التي أخذت سفينة صهيونية واقتادتها إلى سواحلنا، وقد شاهدنا - كما شاهد العالم - تلك العملية البطولية التي ترفع الرأس؛ فهذا القائد يُعتبر من أعظم النعم علينا، وهو رجل القول والفعل الذي حمل عزة الإسلام حين ذلّ الآخرون، وربّى الشعب اليمني تربية قرآنية جهادية ثورية، في الوقت الذي نرى فيه زعماء الأمة يجتمعون فلا يقدمون لغزة شيئاً وكأنهم خُشب مسندة، وفي الوقت الذي يقدم فيه زعماء الأمة مواقف تسود وجوههم ووجوه شعوبهم، بينما يقدم هذا القائد مواقف تبيض الوجوه، ويقدم للأمة النور في زمن الظلمات، ويعلمها الحرية في زمن الاستعباد، والوفاء في زمن الخيانة وفي الزمن الذي يخضع فيه الكل لأمريكا، وتبقى اليمن وحدها بفضل الله وقيادتها القرآنية لا تخضع إلا لله، وهنا منبع العزة لكل القلوب الحرة والعزيزة، وهنا مصنع الرجولة والشجاعة والإيمان في صحراء الأمة القاحلة الفاقدة لكل تلك القيم العظيمة، وهنا الإسلام المحمدي الأصيل الذي فقدته الأمة، والتي لا بد لها أن تعود إلى نَفَس الرحمن الذي افتقدته طويلا.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهج رسول الله، واقتفى أثره إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا، وانصر إخواننا المجاهدين في فلسطين يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
---------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر