مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

 الجمهورية اليمنية

وزارة الأوقاف والإرشاد

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

------------------------------------

    نـقاط و خـطبة الجـمعة 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   14 / 7 / 1442هـ  

    26/ 2 2021م

 

..................................

 الجمعة الثانية من شهر رجب.

....................................

أولاً : النقاط 

1️➖ الإيمان صلـةيصلنا بالله وهو الذي يحقـق لنا الحيـاة الطيِّبة، وهو الذي يمكن من خلاله أن تنال هذه الحياة الطيِّبة التي تحتاج فيها إلى واهب الحياة إلى ملك السماوات والأرض إلى من له الدنيا والآخرة، ولذلك قال جلَّ شأنه {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} نحتاج إلى الله لكي ننال هذه الحياة الطبية 

2️➖أعظم ما يمكن أن يربيك على الصدق هـو الإيمان وأعــظم ما يمكن أن يجـعلك ملتزماً بالصدق هو الإيمان وأعظم ما يمكن أن يربيك على الصبرهو الإيمان وبقية مكارم الأخلاق الشجاعةوالتضحيةوالكرم والإحسان والإيثار والعدل وكل الصفات الحسنة والإيجابيةلا شيء كالإيمان يمكن أن يربيك عليها 

3️➖التذكيربخطورة الانحراف عن المنطلقات الإيمانيةوالعمل الصالح، عن المسار الإيماني في كل مناحي الحياة وأن عليناكشعبٍ يمني أن نتذكَّر قول النبي[صلى الله عليه وآله وسلم] 

( الإيمان يمان، والحكمة يمانية)؛ 

لنعرف أنَّ هويتنا إيمانيةوأنَّ علينا أن نبني مسيرة حياتنا في كل مجالاتها على هذا الأساس وأن نحارب كل دعوات الفرقة، والشتات والدعوة إلى جمع شتات هذه الأمة على أساس هذه الهوية الجامعة 

4️➖أهميةتعزيزالروابط الأخوية وتمسكنا بقضايا أمتنا المركزية والاستمرارفي رفدالجبهات.

5️➖ الإهتمام بالمنتج المحلي بجميع مراحله ليقدم للمجتمع كمنهج

 ينافس كل المنتجات الخارجية .

 

6️➖ الزكاة لها أهمية كبيرة على مستوى تزكية النفوس، ولها أهمية كبيرة في البركة والرزق والخير من الله ولدفع الكثير من المصائب والنقم، فمن الشكر أن تخرج الزكاة، ألَّا تبخل بها، ومن التنكر والكفران لنعمة الله -سبحانه وتعالى- أن تبخل حتى بالزكاة، بعد أن يمنَّ الله بالأمطار الغزيرة والنعمة الكبيرة.

...................................

ثانيا : خطبة الجمعة

................................

         بــعـنـوان 

 

(المنظومة الإيمانية أساس الحياة الطيبة)

......................................

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له صادق الوعد والوعيد القائل: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.

وأشهد أن سيد الأنبياء والمرسلين وأسوة المؤمنين الصادقين والمجاهدين محمدا عبده ورسوله القائل: صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أفضلكم إيماناً أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، المواصلون لأرحامهم، الباذلون لمعروفهم، الكافون لأذاهم، العافون بعد قدرةٍ)) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار المنتجبين.

أما بعد/ عباد الله:

هذه هي الجمعة الثانية من شهر رجب الحرام، وهذا الشهر المبارك والعظيم هو أحد الأشهر الحرم التي حذر الله فيها من ظلم النفس بالمعاصي، وتعدي الحدود، والإصرار على اقتراف الكبائر، واجتراح السيئات؛ فهذا الشهر محطة للمراجعة والتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتصحيح العلاقة مع الله ومع خلقه، ومواجهة قوى الشرك المصرة على قتالنا والهيمنة علينا وفصلنا عن ديننا، قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) فلنتق تعالى حق تقاته ولنحذر من ظلم نفوسنا في هذا الشهر خاصة؛ لأن الإثم فيه مضاعف والوزر فيه أكبر، والعقوبة من الله - لمن يصرون على المعاصي ويستمرون في غيهم وفسادهم - عقوبة مضاعفة في الأشهر الحرم.

فشهر رجب (الشهر الحرام) يجب أن يعظمه المؤمنون والمؤمنات التعظيم اللائق به من خلال: الثبات على الحق والعدل والإيمان، واستشعار الرقابة الإلهية، والالتزام بمنظومة القيم الإيمانية والتعاليم الربانية التي هي أساس الحياة الطيبة، والوسيلة للوصول إلى السعادة الأبدية والفوز بنعيم الله الخالد وثوابه العظيم قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا

 

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا . أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا).

 فيجب أن نكون في هذا الشهر الحرام أكثر خوفا من الله تعالى، ومراقبة له، وحياء منه، ومسارعة إليه، وإيمانا به إيمانا يجعلنا على وعي ويقين بيوم الوقوف بين يديه في يوم التلاقِ، يوم أن يلتقي الإنسان بعمله ويحاسب على أعماله ومواقفه وتصرفاته وولاءته وعلاقاته وكل سعي سعاه قال تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ . يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ . الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)

ويجب أن نحرص في هذا الشهر خاصة، وفي كل شهور وأيام السنة على إحقاق الحق، وإقامة العدل، والالتزام بأوامر الله تعالى وطاعته، والقرب منه، والاستجابة له قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).

عباد الله الأكارم:

 احتفل أهل اليمن بالجمعة الرجبية، وتذكروا فيها الهوية الإيمانية، ومنظومة القيم الإيمانية، وتوقفوا فيها عند مواقف العظماء من أهل اليمن، الذين نصروا رسول الله وثبتوا معه وقدموا أرواحهم رخيصة مع رسول الله في سبيل إعلاء كلمة الله وإسقاط مشروع الشرك والطاغوت الجاهلي، واليوم ها هم أهل اليمن يخوضون معركة كبرى مع جاهلية اليوم ومنافقي اليوم وهم يحملون الإيمان ويجسدونه في الجبهات وهم يدحرون المعتدين. 

ولقد جسد أهل اليمن حقيقة الإيمان مع رسول الله ومع سفير رسول الله إلى اليمن الإمام علي بن أبي طالب الذي وصل بالرسالة والهداية والإيمان والأخلاق والقيم الإيمانية العظيمة التي آمن بها أهل اليمن، واستطاع الإمام علي عليه السلام أن يقدم النموذج القرآني المثالي والراقي لتقديم الإسلام التقديم الجذاب الذي دفع أهل اليمن إلى الدخول في دين الله أفواجا بعد أن أخفق غيره من الصحابة، وكذلك لا ننسى سفير الإسلام الثاني معاذ بن جبل الذي وصل إلى الجند وإسلام على يده الكثير من أهل اليمن ودخلوا في الإسلام برغبة وقناعة كما كانت استجابتهم مع الإمام علي كرم الله وجهه تلك الاستجابة الإيمانية العظيمة والاستثنائية.

عباد الله الأكارم:

إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى سبب من أسباب الهداية والتوفيق قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ).

والإيمان سبب من أسباب السعادة والحياة الطيبة قال تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

والإيمان منظومةٌ متكاملة، ومنظومةٌ مهمةٌ جداً ومستقره القلب، ثم يتجسد في الواقع العملي التزاماً وعملاً ومسؤوليةً وقيماً وأخلاقاً وسلوكاً، منظومة متكاملة ويستقر في قلب الإنسان، أولاً يصل إلى القلب، ثم يترك أثره في روحية الإنسان، في سلوكياته، في أخلاقه، في معاملاته، في مواقفه، فتنطبع مسيرة حياة الإنسان المؤمن بهذا الإيمان الذي يربطه بالله سبحانه وتعالى؛ فيعبِّد نفسه لله جلَّ شأنه.

وهنا نؤكد أن الإيمان إنما هو منظومة متكاملة، منظومة من المبادئ، من القيم، من الأخلاق، من الالتزامات العملية، وأنه يبني لهذه الأمة بنيةً مستقلة نتاجها حضارة عادلة، حضارة متميزة، حضارة تقوم على أساسٍ من تلك المبادئ والقيم، الإيمان هو للحياة، ليس شيئاً ثانوياً، ليس خاصاً بالمساجد، ليس مجرد شعائر وطقوس، الإيمان هو للحياة بكلها وبكل ما فيها،.

ولهذا يأتي في القرآن الكريم الحديث الواسع عما يعنيه هذا الانتماء الصادق، وما يمثله من علاقة بالله سبحانه وتعالى، ومن صلة برعايته، بهدايته، بتوفيقه، بمعيته، فالله جلَّ شأنه {مَعَ الْمُؤْمِنِينَ}، معهم بكل ما تعنيه هذه العبارة المهمة جداً، ومعهم يهديهم، وهو وليهم، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد: من الآية11]، مولاهم يتولاهم برعايته، بتوفيقه، بمعونته، بنصره، بتأييده، برعايته الشاملة، بألطافه الكبيرة.

 

فالإيمان - الذي - هو صلة يصلنا بالله “سبحانه وتعالى ، والإيمان هو الذي يحقق لنا الحياة الطيِّبة، والإيمان هو الذي يمكن من خلاله أن ننال الحياة الطيِّبة التي نحتاج فيها إلى من؟ إلى واهب الحياة، إلى ملك السماوات والأرض، إلى الخالق “جلَّ شأنه”، إلى المنعم العظيم، إلى رب العالمين، إلى مدبِّر الأمر، إلى من له الدنيا والآخرة، ولذلك قال “جلَّ شأنه”: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}، نحتاج إلى الله؛ لكي ننال هذه الحياة الطيِّبة، نحتاج إلى رعايته الدائمة المستمرة الشاملة الواسعة في كل شؤون حياتنا؛ لكي ننال هذه الحياة الطيِّبة.

عباد الله الأكارم:

يجب أن نفهم أ ن الإيمان ليس عبارةً عن عبءٍ إضافيٍ يضيِّق على هذا الإنسان حياته، ويضيف إليه الكثير من المشاكل في مسيرة حياته، الإيمان هو حاجة لهذا الإنسان، الله “سبحانه وتعالى” قال في كتابه الكريم آيةً عظيمةً ومهمةً ومباركةً ومفيدة، قال “جلَّ شأنه”: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

وأعظم ما يمكن أن يربينا ويربي أبناءنا وأجيالنا ومسؤولينا على الصدق هو الإيمان، فالإيمان الصحيح والمثمر يجعل المؤمنين والمؤمنات في هذه الحياة صادقين وملتزمين بالصدق حتى لو تعارض مع مصالحهم الشخصية كما أكد ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حين قال : الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ، وَأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ وَأَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.

وكما أن الإيمان يربي على الصدق فإن الصدق يربي على الوفاء قال الإمام علي عليه السلام: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَلَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ وَمَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ وَلَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ الْحِيلَةِ.

والأمانة قرينة الإيمان وثمرة من ثماره الطيبة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ولا صلاة لمن لا يتم ركوعها، وسجودها»

وأعظم ما يمكن أن يربينا على الصبر هو الإيمان، وكذلك بقية مكارم الأخلاق: كالشجاعة، والتضحية، والكرم، والإحسان، والإيثار… وكل مكارم الأخلاق، وكل الصفات الحسنة والإيجابية، فلا شيء كالإيمان يمكن أن يربينا عليها.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

        الخطبة الثانية

......................................

(الإيمان الصادق وأثره الروحي والجهادي)

............................... ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك القائل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)

وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدا عبده ورسوله قدوة المؤمنين وأسوة المتقين الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَالْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَالدَّافِعِ جَيْشَاتِ الْأَبَاطِيلِ وَالدَّامِغِ صَوْلَاتِ الْأَضَالِيلِ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أما بعد/

فلنكن على علم ويقين بعظمة الإيمان وأهميته وقيمته ودوره في صناعة النصر واستحقاق التمكين الإلهي في الأرض؛ فهو صلة بالله - سبحانه وتعالى - وهو يمثل عنصر قوة على المستوى المعنوي، والجانب المعنوي هو أول ما نحتاج إليه، في مواجهة التحديات، والأخطار، والأعداء، والصعوبات، والمشاكل، فأول ما نحتاج إليه هو الجانب المعنوي، الحالة المعنوية من الاطمئنان، من الثقة بالله -سبحانه وتعالى- من الشعور بمعية الله -سبحانه وتعالى- أنك مع الله، وأنَّ الله معك، من الرجاء في الله -سبحانه وتعالى- هذا الرجاء المفتوح الذي يجعلنا لا نيأس أبداً مهما كان حجم الصعوبات، والتحديات، والمعاناة، والأخطار.

إن الإيمان الصادق يجعل صاحبه في صف الصادقين وجبهتهم وتحت رايتهم المحقة والعادلة قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) والثبات على الصدق مع الله ومع رسول الله ومع أولياء الله وأعلام الهدى السابقين بالخيرات ينفع الرجال الصادقين ويرفع قدرهم ومنزلتهم عند الله في الدنيا والآخر قال تعالى ( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ

 

الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

والإيمان يجعل أملنا في الله أملا كبيرا، وثقتنا به ثقةٌ عظيمة، ونتوكل عليه توكلا كبيرا، نؤمله ونرجو فضله، أنت تؤمن به، برحمته، بفضله، بكرمه، بوعده الصادق، هذه القوة المعنوية التي يحتاج إليها الإنسان تحمي هذا الإنسان من الإخفاق، ومن الانهيار، وتحمي هذا الإنسان من اليأس، وتحمي هذا الإنسان من الإحساس بالهزيمة، ومن الشعور بالهزيمة، وتحفظ لهذا الإنسان تماسكه وثباته وقوته، وسكينته ورعايته قال -جلَّ شأنه-: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}.

عباد الله الأكارم:

نحن معنيون بترسيخ الهوية الإسلامية في كل جوانب هذه الحياة: على المستوى الأخلاقي والقيمي، على مستوى المسؤوليات الإيمانية، المواقف الإيمانية، الاتجاهات الإيمانية؛ لأن الإيمان يبنى عليه منظومة متكاملة من الأخلاق، والتعليمات، والمسؤوليات، والتوجهات، تنظم لنا مسيرة حياتنا على هذا الأساس، وهذا ما نحن معنيون به كشعبٍ يمني.

وعلينا دائماً كشعبٍ يمني أن نتذكَّر قول النبي “صلوات الله عليه وعلى آله”: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية)؛ لنعرف أنَّ هويتنا إيمانية، وأنَّ علينا أن نبني مسيرة حياتنا في كل مجالاتها على هذا الأساس، بناءً على هذه القيم، بل أن نتجه حضارياً لنبني لنا حضارةً نقدِّم فيها نموذجاً إيمانياً.

وعلى كافة المؤمنين والمؤمنين أن يحاربوا كل دعوات الفرقة، والشتات، والبغضاء، والكراهية، وألا يغتروا أو يصدقوا تلك الأكاذيب والافتراءات والأضاليل التي تخرج من ألسنة قيادات الإخوان المهزومة والمأزومة التي تتبنى خطاب التكفير والإقصاء والكراهية رغم دعوات المصالحة ومبادرات الأخوة التي تدعوهم لمراجعة حساباتهم وتصحيح مواقفهم والخروج من عار الارتزاق وخزي العمالة والعودة إلى حضن الوطن الذي يتسع للجميع على أساس الهوية الإيمانية الجامعة والعظيمة والمقدسة والمشرِّفة، والتي يصلح بها واقع اليمن و الأمة.

عباد الله الأكارم:

معركتنا في مأرب، أو في أي محافظة ليست معركة مع أبناء المحافظة، أبناء المحافظة هم جزءٌ من هذا الشعب، هم جزءٌ من هذه الهوية، الذي ينحرف منهم ويلتحق بالأجنبي، كما فعله البعض في مأرب وليس الكل، أكثر أهل مأرب هم شرفاء، وهم أحرار، وهم ضمن هذا النسيج المجتمعي، يحسون بانتمائهم إلى هذا الشعب، وإلى هذه الهوية الإيمانية.

لذا فإن التصدي للعدوان والنفير للجبهات وإسناد رجال الرجال بقوافل الكرم والجود من أوجب الواجبات الإيمانية والشرعية والأخلاقية والإنسانية والوطنية والجميع معني ومسؤول بالتحرك. 

إخوة الإيمان 

يجب 

على الإخوة التجار وأصحاب رؤوس الأعمال بأن يستشعروا مسئوليتهم أمام الله سبحانه وتعالى وأمام وطنهم ومجتمعهم اليمني وذلك بتشجع المنتج المحلي من خلال الإستثمار في بلدهم بدلاً من الذهاب إلى الاستيراد وأن يدعموا المزارع اليمني من خلال توفير مدخلات الإنتاج والمساهمة في استصلاح الأراضي الصالحة للزراعة وشراء المنتج المحلي وعلى التجار مقاطعة الاستيراد من الدول التي أساءت للنبي ( صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله ) ومن الدول التي شنت عدوانها على اليمن كما على المواطنين والمستهلكين شراء المنتج المحلي ومقاطعة المنتجات الخارجية كون المنتج المحلي أفضل من الخارجي وعلى المزارع مسئولية الإهتمام بالمنتج المحلي بجميع مراحله ليقدم للمجتمع كمنهج ينافس كل المنتجات الخارجية 

 على الجميع مسئولية التعاون الكبير من خلال دعم المبادرات المجتمعية كلا في إطار منطقته ومديريته ليسهموا إسهاما كبيراً في التنمية الزراعية.

عـبـاد الله الأكــارم

الزكــاة لها أهمية كبيرة على مستوى تزكية النفوس، {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة: من الآية103]، لتطهير نفسيه الإنسان، ولها أهمية كبيرة في البركة والرزق والخير من الله -سبحانه وتعالى-، ولدفع الكثير من المصائب والنقم، ومع أن الله -سبحانه وتعالى- أنعم علينا بنعم كبيرة والأمطار الغزيرة، فمن الشكر أيضاً لنعمة الله -سبحانه وتعالى- أن تخرج الزكاة، ألَّا تبخل بها، ومن التنكر والكفران لنعمة الله -سبحانه وتعالى- أن تبخل حتى بالزكاة، بعد أن يمنَّ الله بالأمطار الغزيرة والنعمة الكبيرة.

اللّهمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد أَمِينِكَ عَلَى وَحْيِكَ، وَنَجِيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَفِيِّكَ مِنْ عِبَادِكَ، إمَامِ الرَّحْمَةِ وَقَائِدِ الْخَيْرِ وَ مِفْتَاحِ الْبَرَكَةِ، وعلى أخيه وباب مدينة علمه الليث الغالب أشجع طاعن وضارب الإمام علي بن أبي طالب، وعلى سكنه الحوراء سيدة نساء الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء، وعلى سيدي شباب أهل الجنة ريحانتي الحبيب المصطفى، وعلى آل محمد ما تعاقب الليل والنهار ورضي الله عن

 

الصحابة الأخيار من المهاجرين والأنصار. 

اللهم فَصَلَّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَافْتَحْ لِنا يَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، وَاكْسِرْ عَنّا سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَأَنِلْنا حُسْنَ ألنَّظَرِ فِيمَا شَكَوْنا، وَأذِقْنا حَلاَوَةَ الصُنْعِ فِيمَا سَاَلْنا، وَهَبْ لنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً وَاجْعَلْ لنا مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً. اللهم انصر المجاهدين بنصرك أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَكَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَاشْحَذْ أَسْلِحَتَهُمْ، وَاحْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَامْنَعْ حَوْمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ، وَوَاتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَتَوَحَّدْ بِكِفَايَةِ مَؤَنِهِمْ، وَاعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَأَعْنِهُمْ بِالصَّبْرِ، وَالْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ اللهم اسقنا الغيث وأمنا من الخوف ولا تجعلنا من القانطين ولا من رحمتك آيسين ولا من بابك مطرودين، اللهم اكسر شوكة المعتدين واهزم جندهم، اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَخُذْ ظَالِمِينا وَعَدُوِنا عَنْ ظُلْمِنا بِقُوَّتِكَ وَافْلُلْ حَدَّهُم عَنِّا بِقُدْرَتِكَ وَاجْعَلْ لَهُم شُغْلاً فِيَما يَلِيهِم وَعَجْزاً عَمَّا يُناوِيْهِم أللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَلاَ تُسَوِّغْ لَهُم ظُلْمِنا وَأَحْسِنْ عَلَيْهِم عَوْننا، وَاعْصِمْنِا مِنْ مِثْلِ أَفْعَالِهِم، وَلا تَجْعَلْنِا فِي مِثْلِ حَالِهِم.

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

➖➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد بديـوان عــام الــوزارة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر