الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر ذي القعدة 1446ه
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان* :
التاريخ: 11 / 11/ 1446هـ
المـوافــق: 9/ 5 / 2025م
الرقم: (45)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣-ورد في القرآن الكثير من أسماءالله الحسنى لنثق به ونتوكل عليه ولابد أن يكون إيماننا بها راسخا في قلوبنا وينعكس في واقعنا
2️⃣-من أسماءالله الحسنى (الغالب) فهو الذي ينصر عباده المتحركين في سبيله حتى لو كانت إمكانياتهم قليلة ومن تجليات ذلك ما عمله الله ليوسف الذي استضعفه إخوته ولموسى في مواجهة فرعون
3️⃣-يمن الإيمان هو يوسف العصر الذي استضعفه إخوانه من العرب وهو موسى العصر في مواجهة الطواغيت والمستكبرين وتجلى في واقعه كيف أن الله غالب على أمره
4️⃣- شعارالصرخة كان خطوةعملية في إطار المشروع القرآني وبدأ بالتكبير لله في الوقت الذي أرادت أمريكا وإسرائيل أن تكونا هي الأكبر والموت لهم في الوقت الذي يريدون أن يقتلوا أمتنا دون أن يكون لنا موقف وقد أماتهم الشعار بالفعل واستهدف عمقهم وحاملاتهم وأسقط طائراتهم
5️⃣-الاهتمام بالمقاطعة ودعم المنتج المحلي والإشادة بالوقفات القبلية ومباركة قرار الحظر الجوي على الصهاينة والاستمرار في المسيرات
وجرائم العدو لا تخيفنا
والرجوع إلى الله ليرحمنا وينزل علينا الأمطار.
🔹ثـانـياً: نـص الـخـطبـة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الهادي إلى سواء السبيل، وأشهد أنّ سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المؤيد من الله بالنصر والفتح المبين، صلوات الله عليه وآله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
*أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:*
لقد عرّفنا الله سبحانه بأسمائه الحسنى؛ لنؤمن به، ونثق به، ونتعلق به، ونركن عليه، ونتوكل عليه، ونلجأ إليه، ونطمئن إلى قوته وعونه وتأييده، وأسماء الله الحسنى ليست كأسماء البشر التي قد تكون مجرد اسم لا ينطبق على المسمى، وإنما أسماء الله حقائق، وأسماء الله ذات دلالة، وهي وسيلة من وسائل معرفة الله سبحانه: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
ويجب أن يكون إيماننا بالله وبأسمائه كاملاً وثابتاً وراسخاً، وإلا فما معنى أننا نعرف الله إذا لم نكن مصدقين ومتيقنين؟ وما معنى الثقة بالله إذا لم تكن ثقة بوعوده، وثقة بقوته وقدرته، وثقة بهديه وتشريعه وكتابه، وثقة بوعوده بالنصر؟ وما معنى عظمة الله إذا كان للبشر في قلوبنا عظمة أكثر من عظمة الله؟ {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}؛ ولذلك سيندم الذين ما قدروا الله حق قدره وسيقولون: {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ . إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ}، {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ}، {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ}.
*أيها المؤمنون:*
من أسماء الله الحسنى التي وردت في القرآن الكريم اسم الله: (الغالب)، ومن العجيب أنّ الله سبحانه عندما وصف نفسه بالغالب في قوله: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} قال بعد ذلك: {وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} فكيف لا يعلم أكثر الناس بهذه القضية التي هي أوضح من الشمس في كبد السماء، وقد وصف الله سبحانه نفسه بذلك؛ لأنه القاهر: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}، وهو الذي على كل شيء قدير، وهو الذي قال عن أمره: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، وهو الذي قال عن نفسه سبحانه: { فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ }، {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
وهو سبحانه: العزيز الجبار المتكبر، وهو وحده متصفٌ بهذه الصفات وغيره لا يتصف بشيء منها، وهو المهيمن والغالب وغيره مغلوب، وهو القاهر ومن سواه مقهور، وهو القادر ومن سواه عاجز، وهو القوي ومن دونه ضعيف، وهو الذي يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو القائل سبحانه: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا
وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، ولأنه الغالب سبحانه قال: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}، وقال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ}، {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}، فلن يغلب إلا من نصره الله، ولن ينهزم إلا من غلبه الله: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
أيها المؤمنون:
*ذكر الله في القرآن الكريم دروساً* وعبراً من التاريخ كتجليات ودلائل من تجليات اسمه (الغالب)، وتجليات قهره وقوته؛ فذكر في سورة يوسف كيف تآمر إخوته عليه وهو طفل صغير، وأرادوا أن يحظوا بالود والحب من والدهم دونه؛ فحصل العكس، وأرادوا أن يغيبوه من عين أبيهم لينساه من قلبه؛ فحصل خلاف ذلك، وأرادوا أن يضيعوا مستقبله؛ فضاع حاضرهم ومستقبلهم، وكانوا أداة لتنفيذ مراد الله ومكره وهو خير الماكرين؛ فأصبح يوسف ملكاً ونبياً، بينما هم أصبحوا يجوبون الأقطار ويواصلون الأسفار بحثاً عن لقمة العيش، وأصبح يوسف هو الآمر والناهي، وهو النبي والملك، وهو الكريم والمتصدق، وهم يتوسلون إليه: {فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ}؛ فغلب أمر الله وتدبيره وكانوا هم المغلوبين.
وكذلك ما ذكره الله في قصة موسى الذي ولد في عام الذبح فأنجاه الله، وجعل تربيته على يد عدوه (فرعون)، يأكل من قصره، وينام في غرفته، ويحمله في حضنه، ويكلف برعايته زوجته وخدمه وحرسه وجنده في الوقت الذي كان يبحث عن الطفل الذي سيزيل ملكه؛ فانظروا كيف أنّ الله غالب على أمره، وهكذا في الصراع والمعارك هو الغالب سبحانه هو وجنوده: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
*عباد الله:*
إنّ يمن الإيمان في هذه المرحلة بين جيرانه من العرب هو (يوسف العصر)، ويمن الإيمان بين دول الاستكبار والطاغوت هو (موسى هذا الزمان)، وإرادة الله غالبة، وأمره قاهر، وقدرته على كل شيء؛ فاليمن الذي تآمر عليه إخوته من العرب، وشنوا عليه تحالفهم، وتآمر عليه حتى بعض أبنائه كما تآمر أبناء يعقوب على أخيهم؛ سينتصر بإذن الله، وقد انتصر بفضل الله، وكل الفترة الماضية كانت انتصارات.
وبإمكانكم أن تقارنوا بين إمكانات اليمن قبل عدوانهم وبعد عدوانهم، وهذا هو بفضل الله الذي قال في كتابه: {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ}، والقائل سبحانه: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}، والقائل جلّ جلاله: {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ . فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}، ويمن الإيمان في معركته مع أمريكا هو كموسى مع الطغاة المستكبرين، فعندما قال فرعون: {إِنَّ هَؤُلَاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ} كانت النتيجة كما قال سبحانه: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا}، وكما قال سبحانه: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.
أيها المؤمنون:
*عندما استجبنا* لله ونصرنا إخواننا في غزة وفلسطين كنا نعرف أمريكا وقوتها وبطشها وإمكاناتها، ولكننا أيضاً نعرف ونوقن أنهم لا شيء أمام قوة الله وبطشه، وأنهم ضعاف أمام قوة الله مهما امتلكوا من إمكانات؛ فإذا كان لهم في البحر حاملة طائرات فإنّ البحر جندي من جنود الله، وكذلك الجو والبر، وقد جعل الله النصر حصرياً بيده، ولا يمتلكه البشر، ولا تحققه قواتهم ولا إمكاناتهم: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ}، ولذلك نحن واثقون ومتيقنون ومطمئنون إلى وعود الله سبحانه؛ فوعود الله بالنصر وراءها الله القادر على تحقيقها، والغالب على أمره، ولم تخرج أمريكا ولا البشر كلهم عن سيطرته سبحانه وقهره وغلبته: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}، {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ووالدينا ووالديكم وكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي العزيز القائل في كتابه الحكيم: {وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً}، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله القائل: (من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين) فصلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
لقد انطلق شعار الحرية كخطوة عملية للمشروع القرآني في مواجهة الاستكبار العالمي؛ فكان ولا يزال وسيظل هو الموقف الحكيم الذي نبع من وحي القرآن تكبيراً لله سبحانه بعد أن ظنّ البعض أنّ الله هو الأكبر في إطار المسجد أو في الدار الآخرة فقط، أما في واقعهم وعقلهم الباطن فأمريكا أكبر من كل البشر؛ فجاء الشعار ليعيد للناس ثقتهم بالله، ويرسخ فيهم عظمة الله والثقة به، وأنه أكبر من أولئك الذين هم قشة وأوهن من بيت العنكبوت: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
وهتف الشعار بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل بعد أن كان المعتقد السائد بأنّ بإمكان أمريكا وإسرائيل أن تقتل وتطغى وتدمر ما تشاء دون أن يمسها أي أذى؛ فجاء الشعار ليعيد للأذهان بأنّ أمريكا يمكن أن نقتل جنودها، وأن تموت مشاريع الموت التي تصدرها، وأن نضربها، وهذا ما حصل في يمن الإيمان حيث أُسقطت طائراتها المسيرة، وتم اعتراض كثير من طلعات طائراتها (الشبح) وغيرها، وتم كسر هيمنتها بطرد وهزيمة حاملات طائراتها التي يقف العالم - بما فيها الدول العظمى - عاجزًا عن هزيمتها وطردها، والتي كان من آخرها أن تهرب حتى تسقط أو أُسقطت بعض طائراتها الحديثة.
تلك حاملة الطائرات التي تحمل فوقها حوالي تسعين طائرة حربية، وترافقها مجموعة من المدمرات، وتحمل في باطنها صواريخ بعيدة المدى، وتشتغل بالوقود النووي، ثم تهرب من طائرة يمنية مُسيرة، ومن صواريخ رجال الرجال، وتهرب وكأنها سيارة سباق.
وها هي صواريخ اليمن تضرب مطارات الصهاينة رغم دفاعاتهم الجوية المتعددة والأحدث في العالم، وتلغي شركات الطيران رحلاتها، ويدخل الملايين إلى الملاجئ بقوة الله وتأييده، وقد شاهدنا جميعًا تلك الضربة الموفقة والمسددة على مطار (اللّد) الذي يسميه الصهاينة: (بن غوريون) في يوم الأحد من هذا الأسبوع، وغيرها من الضربات داخل فلسطين المحتلة.
ونحن نحمد الله سبحانه أن وفقنا لفرض الحظر الجوي على الصهاينة، وفرض حظر على مجموعة كبيرة من الشركات الأمريكية ومن يرتبط بها؛ فهذه الخطوة وهذا القرار هو من توفيق الله وتأييده، وإن كان البعض يسخر من هذا القرار؛ فقد سخروا من قرار حظر الملاحة سابقًا حتى سمعوا بكاء الأمريكي والإسرائيلي.
عباد الله:
إنّ شعار الحرية ليس شعاراً حزبياً وإنما هو شعار جامع، ونَقَلَ المعركة من داخل الأمة إلى المواجهة مع العدو الحقيقي لها، وهذا الشعار يعكس وعياً صحيحًا، وهو سلاح وموقف في مواجهة الحرب النفسية، وهو براءة من أعداء الله كما قال سبحانه: {بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ}.
والشعار يحصن الإنسان من الاستقطاب؛ فعندما تبحث أمريكا عن عملاء - وهي تبحث هذه الأيام - فلا يمكن أن تفكر فيمن يرفع الشعار؛ لأنها ترى فيه أنه يحمل السخط ضدها، ولا يمكن أن يشتغل لخدمتها، ولا يمكن أن يخدعه الأمريكي ويجندوه معهم تحت أي مبرر، وقد شاهدنا الذين حاربوا الشعار كيف هم اليوم في خندق أمريكا وإسرائيل، وكيف انتهى بهم المطاف ليعلنوا بكل وقاحة التحالف مع أمريكا وإسرائيل والقتال تحت رايتها.
أيها المؤمنون:
إنّ المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية هي مسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية، وقد شاهدنا كيف عملت أمريكا على رفع الرسوم الجمركية على دول العالم ليقاطع شعبها بضائع تلك الدول مع أنّ أمريكا لم تتضرر من تلك الدول، ونحن أولى بأن نقاطع؛ فالحرب الاقتصادية مهمة، والمقاطعة الاقتصادية ليست بحسب المزاج بل هي واجب ديني؛ لأن شراء بضائع الأعداء يمول حروبهم ضدنا وينمي اقتصادهم، ويجب أن نتعرف على البضائع والماركات التي يجب أن نقاطعها، وأن يتعاون التجار والمواطنون في ذلك.
ويجب أن نتوجه لدعم المنتج الوطني، وأن يلتزم الجميع بتوجيهات الدولة في المقاطعة؛ لأن المقاطعة ستدعم المنتج المحلي، ويجب أن يكون دعم منتجاتنا ثقافة ومعركة يجب أن ننتصر فيها، ولا يستهين أحد بما يمكنه أن يقدمه في هذا الجانب، وخاصة أنّ البضائع تلك ليست ضرورية وهناك بدائل لها، والأعداء ليسوا مأمونين في بضائعهم ليعملوا فيها ما يضرنا غذائياً أو استخباراتياً أو غير ذلك.
عباد الله:
لا بد من الإشادة بموقف قبائل اليمن الأحرار الشرفاء الذين جسدوا في وقفاتهم القبلية المسلحة الكبيرة والمهيبة كم هم عظماء، وكم هم رجال بحجم جبال اليمن، وشامخون شموخ الأنصار الذين نصروا الله ورسوله ونصروا الإسلام، وهاهم اليوم يكتبون التاريخ، ويسجلون بأحرف من نور هذه الوقفات التي ستكون شامة في جبين الدهر.
وهم في تلك الوقفات أعلنوا فيها وثيقة الشرف القبلي والبراءة من الخونة المنافقين،؛ فلم يعد هناك مغرر بهم، وقد أعطينا الخونة الفرصة الكافية، وليس لهم شبهة في مساندة الأمريكي الذي يساند الصهاينة في جرائمه؛ ولذلك يجب علينا التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي تحرك مشبوه يخدم العدو عبر أرقام الأجهزة الأمنية (100) و (199)؛ فالأمن مسؤولية الجميع، وخاصة بعد أن عميت عين الأمريكي استخباراتيًا عبر طائراته إم كيو تسعة؛ فلجأ إلى عملاء من الأرض، لكنّ وعي شعبنا سيحبطه بإذن الله، وهذا ما يظهر في غاراته الفاشلة بقدرة الله وتدبيره، ويجب علينا الحرص والحذر من خدمة الأعداء بأي معلومات - ولو بدون قصد - عبر الحديث في شبكة الإنترنت عن أي معلومات عن شعبنا وجيشنا.
وفيما يتعلق بأزمة المشتقات النفطية لا بد من التحلي بالوعي والصبر، والتصرف بحكمة، والتعاون مع شركة النفط في إجراءاتها التي اتخذتها، ولا داعي للهلع والجزع والتأثر بإرجاف المنافقين ودعاياتهم، ونحن قد جرّبنا خلال فترات العدوان السابقة كيف كانت تشتد ثم تفرج، وقد قال سبحانه: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ).
أيها المؤمنون:
إنّ الأعداء يشنون علينا حربا ناعمة عبر التلفونات والقنوات، ومن خلال المنظمات، وعبر التبرج والسفور، لأنهم يعلمون أنهم لن ينتصروا علينا عسكريًا إلا إذا انتصروا علينا في الحرب الناعمة؛ فيجب الحذر، ويجب الحفاظ على غض البصر، والابتعاد عن خطوات الشيطان، فقد قال صلى الله عليه وآله: (عفوا تعف نساؤكم).
وأمام جرائم العدو في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا، وأمام استهدافه لموانئنا ومصانعنا كما حصل في استهداف ميناء رأس عيسى وميناء الحديدة ومصنع باجل للإسمنت وغير ذلك؛ فإنه يجب علينا الاستمرار في المسيرات والمظاهرات؛ لأن ذلك جزء من الجهاد، وجزء مهمٌ وعظيمٌ من الموقف، وما لنا لا نستمر وأهلنا في غزة يستنجدون بنا ويحملوننا مسؤولية نصرتهم؟ وما لنا لا نستمر وقصفهم مستمرٌ علينا؟ وما لنا لا نستمر وقواتنا المسلحة تدك الصهاينة في عقر مغتصباتهم؟ وما لنا لا نستمر وقائدنا علم الهدى يدعونا بدعوة الله ودعوة كتابه ودعوة المستضعفين إلى أن نشارك في هذا الشرف وهذا الفخر وهذا الموقف وهذا الجهاد المقدس، ولنكون جزءًا في هذا الانتصار الذي يمنّ الله به علينا كل يوم حتى يأتي النصر النهائي والكبير بإذن الله؟
فيجب أن نخرج في يوم الجمعة في المظاهرات والوقفات جهاداً في سبيل الله واستجابة لله سبحانه وتعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
إخواني المؤمنين:
ونحن نخوض معركة الكرامة ضد العدو الأمريكي والصهيوني والبريطاني وتنفيذاً لقرار القيادة مقاطعة المنتجات والبضائع الأمريكية فعلينا أن نجعل من المقاطعة فرصة للتحول نحو الإكتفاء الذاتي، وأن يكون البديل هو أن نزرع أرضنا ونأكل من خيراتها، ونصنع من منتجاتها، وأن تكون المقاطعة سلوك دائم فهذه الأيام موسم الأمطار فعلينا استغلاله والتوجه نحو الأرض وبذرها بالحبوب وبقية المحاصيل لنعيش اعزاء وكرماء.
عباد الله:
لقد تأخر موسم الأمطار وهذا يستلزم منا الرجوع والتضرع إلى الله والتوبة وإرجاع الحقوق إلى أهلها والاستغفار باستمرار، كما ندعوكم لصلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة لعلّ الله يرحمنا ويمنّ علينا بالغيث والرحمة.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، اللهم واجمع كلمة اليمنيين وأصلح شأنهم ووفقهم لنصرة دينك وإعلاء كلمتك والجهاد في سبيلك، اللهم واحفظ قائدنا العلم المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين واجعلنا له خير أنصار وخير أعوان، اللهم وانصر المجاهدين في غزة واليمن وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين.
اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم واغفر لهم ووالديهم من أوقفوا هذه الأرضية وأسسوا هذه البنية ومن يعملون على إحيائها يا أرحم الراحمين
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
------------