مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
  1. الجمهورية اليمنية
    وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
    قطاع التوجيه والإرشاد
    الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
    --------------------------------
    خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة 1446ه‍
    🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
    العنوان:( العشر من ذي الحجة)
    التاريخ:1446/12/3ه‍ 2025/5/30م
    الرقم: (48)
    ➖➖➖➖➖➖➖
    🔹أولاً: نقاط الجمعة 
    1️⃣-أهمية استغلال العشر الأولى من ذي الحجة بالصيام والدعاء والذكرلله والإحسان والجهاد في سبيل الله  
    2️⃣- يتوافد الحجاج إلى مكة ولن يسمح لهم النظام السعودي بمناقشة قضايا الأمة وفي مقدمتها فلسطين بل يمنعهم من الدعاء لهم والبراءة من أعداء الله 
    وهو الذي دفع تريليون دولار لترامب وشجع الآخرين على دفع المزيد وأهلنا في غزة يموتون جوعا وهو الذي يبني المراقص والملاهي لإفساد شباب المسلمين 
    3️⃣- من فاته الحج فلايفوته الجهاد ومن فاته الوقوف بعرفة فلايفوته الوقوف مع المستضعفين في غزة ومن فاته الطواف فليطف على المساكين ومن فاته السعي فليسعَ لقضاء حوائج المحتاجين خاصة ونحن مقبلون على عيد الأضحى  
    4️⃣- الأضحية سنة والمسنون لمن سيتمكن من ذلك أن يوزع ثلث للفقراء وثلث هدية وثلث له ولأهل بيته ووقتها من بعد صلاة العيد إلى ثالث أيام العيد ومن لم يتمكن فليشتري له ولأهل بيته بقدر المستطاع 
    5️⃣-أمام التصعيد الصهيوني والصمت العالمي المتعمد لا بد من استمرارنا في نصرة غزة بالخروج في المظاهرات بدون ملل أو فتور والإعداد والجهوزيةالعالية.
    ➖➖➖➖➖ ➖➖
    🔹ثانياً: خطبة الجمعة 
    الخطبة الأولى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليم الخبير، القائل في كتابه الحكيم: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}، وأشهد أنّ سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين، فصلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين. 
    أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون: 
    أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
    أيها المؤمنون: 
    دخلت على الأمة الإسلامية أيام مباركة هي العشر من ذي الحجة الحرام التي قال الله تعالى فيها: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، وقال سبحانه فيها: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}، وقال فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من أيامٍ العمل فيهن أحبّ إلى الله عز وجل من أيام العشر)؛ فهي أيام مباركة يحرص على اغتنامها الصالحون والمؤمنون بالصيام والذكر والدعاء والجهاد وأعمال الإحسان والبر، وفيها يوم عرفة الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحج عرفة).
    عباد الله: 
    يتوافد المسلمون في هذه الأيام لأداء فريضة الحج من كل فج عميق بمئات الألاف، ويجتمعون في الحرمين الشريفين ولا يسمح لهم النظام السعودي بمناقشة قضايا الأمة، ولا يسمح لهم بالدعاء لغزة ولا حتى بالدعاء على اليهود، ولا يسمح لأحد أن يرتدي الشال الفلسطيني، ولا أن يعلن البراءة من الكفار في يوم الحج الأكبر كما قال الله سبحانه: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} ولا يسمح النظام السعودي بشيء من ذلك لأنه نظام عميل صنعه الإنجليز واحتضنه الأمريكان بعد الإنجليز، وكم قد قضى من عمره وقدّم من ماله وقدراته في خدمة أمريكا، أحياناً تحت عنوان محاربة الشيوعية، وأحياناً تحت عنوان محاربة إيران؛ لكنه لا يوجد في قاموسه محاربة اليهود ولا عداؤهم، بل شاهدنا كيف فتح النظام السعودي المزاد لدفع الجزية فبدأ بدفع تريليون ليحمس من بعده على الدفع أكثر وأكثر للأمريكان الذين أخذوا تلك المبالغ المهولة من أموال المسلمين بدون مقابل ولا ضغط حتى لوقف العدوان على غزة، بل جاءت تلك المبالغ لتسديد فاتورة حرب أمريكا وإسرائيل، ولم يُدخلوا لأهل غزة قرطاس حليب ولا قارورة ماء ولا كِسرة خبز.
    ووصل الحال بالنظام السعودي إلى أن يفتح الأجواء للطيران الصهيوني في الوقت الذي يصنف فيه حركات المقاومة بالإرهاب، ووصل الحال إلى أن يُسلم النظام السعودي الجانب الأمني في المشاعر المقدسة إلى شركة إسرائيلية بغطاء بريطاني، ووصل الحال إلى أن يكلف النظام السعودي المتصهين محمد العيسي للخطابة في يوم عرفة، ووصل الحال إلى أنّ النظام السعودي يسجن فلسطينيين في بلاد الحرمين لأنهم كانوا يجمعون تبرعات لأهل غزة وفلسطين، ووصل الحال إلى أن يقيم المراقص والملاهي

    والفجور والفساد في بلاد الحرمين حتى في أشهر الحج، وهو بذلك يسعى لإفساد المعتمرين بدعوتهم لزيارة المراقص والملاهي وتسهيل ذلك لهم، وصدق الله القائل: {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.
    أيها المؤمنون: 
    من فاته الحج هذه الأيام فلا يفوتنّه الجهاد في سبيل الله فإنه أعظم الأعمال عند الله، ونحن في معركة مقدسة شريفة كريمة، ومن فاته الحج فلا يفوتنّه أعمال الإحسان إلى الناس في هذه الأيام التي نحن مقبلون فيها على عيد الأضحى المبارك، وما يحتاجه الناس فيه من مصاريف وحاجيات ينبغي أن نتعاون على قضائها، كما قال الله سبحانه: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن كسا عرياناً كساه الله من حلل الجنة، ومن قضى حاجة أخيه المسلم قضى الله له حوائج كثيرة إحداهن الجنة، وكان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)، ومن فاته الطواف حول البيت الحرام فليطف حول بيوت المساكين فإنه سيجد هناك رحمة الله وغفرانه، قال سبحانه: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ من موجبات المغفرة إدخالك السرور على قلب أخيك المسلم).
    ومن فاته الوقوف بعرفة فلا يفوتنه الوقوف مع المستضعفين في غزة فإنه موقف يباهي الله به أهل السماوات وأهل الأرض؛ لأنه موقف نصرة، وموقف استجابة لله، وموقف إيمان، وموقف وفاء، وقد قال الله سبحانه فيه وفي أمثاله: {وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
    ومن فاته السعي بين الصفا والمروة فليسع في قضاء حوائج المحتاجين فقد قال سبحانه: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ}، وقال سبحانه وتعالى: {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا}، وقال صلى الله عليه وآله: (الدال على الخير كفاعله)، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع وهو يعلم)؛ فلنتعاون، ولا نكن كالأعراب والمنافقين الذين يموت أهل غزة جوعاً وقتلاً وحصاراً ومرضاً وهم مغلقون لحدودهم؛ فأصبحت ضمائرهم ميتة، وإنسانيتهم زائفة، وعروبتهم ورجولتهم منتهية.
    أيها المؤمنون:
    ينبغي أن نعرف من أحكام الأضحية: أنها سنة مؤكدة كما قال سبحانه: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} ومن استطاع لها فإنّ من المسنون له أن يتصدق بثلثها، وأن يوزع الثلث الثاني هدايا لمن يريد، ويأكل هو وأهله الثلث الثالث، ويُجزِئ من الأضحية الجذع من الضأن (أي: ما كان عمره عام)، والثني من المعز أو البقر أو الإبل (أي: ما كان عمره عامان)، وينبغي في الأضحية أن تكون سليمة من العيوب، وأن تذبح من بعد صلاة يوم العيد ويستمر وقت الذبح إلى اليوم الثالث من أيام العيد.
    ومن لم يستطع توفير أضحية له - كما هو حال الكثير من الناس - فلا بأس عليهم لأنها ليست واجبة، وليشتروا لأنفسهم ما أمكنهم شراؤه من اللحم ولو بالكيلو، وينبغي علينا أن نتراحم ونتعاون فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك). 
    بسم الله الرحمن الرحيم: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
    قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ووالدينا ووالديكم، وكافة المؤمنين والمؤمنات؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
    الخطبة الثانية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، ولي المؤمنين وناصر المستضعفين ومذل المستكبرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصابه المنتجبين.
    أما بعد/ أيها المؤمنون: 
    لقد صعّد العدو الصهيوني في الأيام الأخيرة من جرائمه وعدوانه ووحشيته ومجازره المروعة بحق الأطفال والنساء، وكل ذلك وسط صمت عربي وإسلامي مخزٍ وفاضح، وسكوت عالمي يعتبر عاراً على البشرية جمعاء، وفي مقدمتهم العرب والمسلمون الذين يتفرجون، ولا أحد منهم يتحرك لوقف الجرائم بحق المستضعفين، ولا أحد يتخذ خطوات عملية لوقف الإبادة، بل فعلوا العكس من ذلك وقاموا بدعم اليهود المجرمين، وأمريكا لا تزال ترسل يومياً طائرات الشحن الكبيرة المحملة بالأسلحة والذخائر التي تنقلها من قاعدة (العديد) بقطر وغيرها، وهكذا يدعم

    الاتحاد الأوروبي الصهاينة، والتصريحات الأخيرة منهم ليست إلا دموع التماسيح، وذراً للرماد على العيون، ومحاولة منهم للتنصل عن تلك الجرائم، ولتحسين صورتهم التي باتت سيئة السمعة والصيت.
    أما العرب والمسلمون فأخبارهم تسمعونها، وهي لا تخفى على أحد، فها هي مصر أكبر دولة عربية ترسل سفنها للصهاينة عبر قناة السويس، ولو أغلقت قناة السويس كما فعل اليمن ولو لأسبوع واحد؛ لتوقف العدوان على غزة فوراً، لكنهم يفتحون مياههم وأجواءهم للصهاينة، ويغلقون معبر رفح على أهل غزة المسلمين.
    وأما قطر فقد علمتم كيف دفعت الجزية لترامب بأكثر من تريليون، وأهدته طائرة فاخرة قيمتها أربعمائة مليون دولار، وها هي قطر تعزي هي والإمارات في الصهاينة الذين قتلهم أمريكي في واشنطن وتدين ذلك، أما دويلة الإمارات فهي التي لا يزال طيرانها ينقل الصهاينة، وقد ضاعفت رحلاتها بعد أن توقفت كثير من شركات الطيران، وقد قال المجرم نتنياهو إنّ مطار دبي وأبو ظبي تحت تصرف الصهاينة، والإمارات هي تعتبر العمق الاقتصادي للصهاينة حيث يوجد فيها مصانعهم وشركاتهم التي يُغرقون بها السوق العربية بالبضائع التي ظاهرها الإمارات وباطنها إسرائيل، والإمارات هي الدولة الأولى في الدعارة، وهي بلد المؤامرات على شعوب المنطقة تنفيذًا لأجندة الصهاينة كما حصل في اليمن والسودان وليبيا وسوريا والجزائر وغيرها، وهي  التي أقامت جسراً برياً لفك الحصار عن الصهاينة، وهي التي أقامت معبداً للهندوس وسلمت حوالي تريليون ونصف التريليون كجزية إلى يد ترامب.
    وأما الأردن فهي العمق الأمني للصهاينة، والجار الوفي لليهود، والذي يحكم السيطرة على حدوده لحماية الصهاينة، وهكذا النظام المغربي الذي اشترك مع بعض الدول العربية والصهاينة في مناورات جوية مع طيارين قتلوا أهلنا في غزة وفلسطين.
    ولم يبقَ إلا أصل العرب الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، وقال فيهم: (إني لأجد نَفَس الرحمن من قِبل اليمن)، وقال فيهم: (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن)، ودعا لهم: (اللهم بارك في يمننا وشامنا ثلاث مرات، قيل: ونجدنا يا رسول الله؛ فقال من هنا يطلع قرن الشيطان).
    فالله الله: يا يمن الإيمان لا تخذلوا غزة فلم يعد لهم بعد الله إلا أنتم، واستمروا واثبتوا؛ فإنّ النصر آتٍ بإذن الله لا محالة، والحتميات الثلاث هي وعود الله التي لا تتخلف وقد تحقق منها الكثير، وأنتم على موعد مع وعد الآخرة الذي وعده الله في سورة الإسراء؛ فأنتم عباد الله أولوا البأس الشديد الذين قال الله عنهم: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} ثم قال: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}.
    وها أنتم تستعدون لعيد الأضحى وأهلنا في غزة لا يعرفون عيداً ولا جمعة ولا أكلا ولا نومًا، وكيف يطيب العيش ونحن نرى طبيبة فقدت تسعة من أولادها قتلتهم طائرات العدوان، كما أحرق العدوان مدرسة تؤوي نازحين أطفالا ونساء يموتون جوعًا ثم يقصفهم الصهاينة ويلقون الله بأشلائهم ودمائهم وجوعهم وخذلان الأمة لهم، وكيف نتخاذل وأهل غزة يموتون جوعا وقتلا، ومن يشاهد صور أهل غزة وهم بتلك الحالة لا يمكن أن يتخلف أبدا لا بعذر الشمس، والله يقول: {وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}، ولا يمكن أن يتخلف تحت أي مبرر وهو يسمع وعيد الله: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
    فالله الله في الاستمرار في خروج المظاهرات بدون كلل أو ملل أو فتور خاصةً والعدو الصهيوني يصّعد من جرائمه؛ فلا بد أن نقابل التصعيد بالتصعيد، والجرائم والمجازر بالنفير والإعداد والإنفاق والجهوزية العالية حتى يأذن الله بالنصر: {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}.
    أيها الإخوة المؤمنون:
    إنَّ هذه الأيام تُشرِفُ علينا بموسمٍ عظيمٍ من مواسم الخير والبركة، وهو موسمُ زراعة الذرة في كثيرٍ مِنْ مناطق بلادنا اليمن الحبيبة. أيها المزراعون، اتَّقوا الله في هذه النعمة، واجعلوا عملكم فيها ابتغاءَ وجهه، واسعَوْا لاستغلالها كما أمر الله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (الأنفال: 60). فبادروا إلى أرضكم، واغتنموا وقتَ البَذرِ، واختاروا البذورَ الطيبةَ المناسبةَ لتربتكم، واقتدوا بحكمة الآباء والأجداد في المواعيد التي عَهِدوها؛ ففي التزامها حفظٌ لمحاصيلكم من الأمراض والآفات، وسببٌ لِبركةِ الأرضِ والزرعِ.      أيها المباركون، لا تيأسوا مِنْ رحمة الله إنْ تأخَّر المطرُ،  فالتوكلُ على الله لا ينافي السعيَ، بل هو سعيٌ مع تعلقِ القلبِ بالخالقِ.

    فابذروا الأرضَ واثقين بقدرة الله، مُوقنين بأن الرزقَ بيده،{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} وأوصيكم – رحمكم الله – بالعودةِ إلى الله بالتوبةِ والاستغفار، وإخراجِ زكاةِ أموالكم للسنين الماضية؛ تطهيرًا للنفوس، وطلبًا للبركة في الرزق. فاللهُ يقول:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}. فاجمعوا بين السعيِ في الأرضِ، والدعاءِ، والصدقةِ؛ فلعل الله أن يرفعَ عنكم البلاءَ، ويُنبِت لكم الخيرَ مِنْ كلِّ مكان.
    هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين
    اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، اللهم واجمع كلمة اليمنيين وأصلح شأنهم ووفقهم لنصرة دينك وإعلاء كلمتك والجهاد في سبيلك، اللهم واحفظ قائدنا العلم المجاهد السيد عبد الملك بدر الدين واجعلنا له خير ناصر وخير أعوان، اللهم وانصر المجاهدين في غزة واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين، اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم واغفر لهم ووالديهم من أوقفوا هذه الأرضية وأسسوا هذه البنية ومن يعملون على إحيائها يا أرحم الراحمين.
    {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
    عباد الله:
    {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
    ➖➖➖➖➖➖➖➖

    📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان
     عــام الــوزارة.
    -----------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر