الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر صفر 1445هـ
الــعـنـــــــوان:(مرحباً بقدوم مولد رسول الله )
التاريـــــــــــــخ: 1445/2/16
الموافق: 9/1 /2023م
الـرقــــــــــــم: (7)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 أولاً: نقاط الخطبة:
نقاط الجمعة
1-شعبنا اليمني سيجعل من مناسبةالمولدالنبوي والفعاليات المصاحبة لها محطة توعوية وتعبوية للعودة إلى خط الأصالةفي الاقتداء برسول الله والعودة إلى عناصرالقوة من أسس الدين العظيم، وسوف تكون مناسبة لانظير لها بين مناسبات كل الدنيا.
2-السعادةوالفوز والفلاح في الدنيا والآخرةمرتبط بالهدى والذي مصدره الله الذي بعث الأنبياء وجعل وارثهم هو نبينا محمد وأنزل الكتب وجعل القرآن مهيمنآعليها
3-الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم ) أسس أمة تخلت عن كل ماضيهاالفكري والعقائدي واستأنفت حياتها مع المنهج الإلهي وخلال23 سنة استطاع الإسلام والقرآن والرسول تغييركل الواقع واصبحت الأمةالجديرةبقيادة كل الأمم.
4-سنحتفل بالرسول الأعظم كمعلم وقائد وثائر ومؤسس لحقوق الإنسان وغيرها من الإعتبارات التي يحتفل بها العالم وعلاقتنابه هي علاقةاتباع واقتداء
ومسيرتناالقرآنيةليست طائفيةبل تمثل الإمتداد للمسيرةالنبوية
5-عملت الوهابيةعلى فصل الأمةعن الأنبياءوأعلام الهدى كقدوات فأصبح شباب الأمةوشاباتها نتيجةذلك يبحثون عن قدوات لهم من المغنيين والممثلين وغيرهم.
🔹 ثانياً نص الخطبة
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، القائل في كتابه الحكيم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ}، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لاَ تَعْجزُ عَنْ شَيْء وَ إنْ عَظُمَ، وَلا يَفُوتُهَا شَيءٌ وَإنْ لَطُفَ، فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ، وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، وَكَثَّرَنا بِمَنِّهِ عَلَى مَنْ قَلَّ، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسلَه بأمرهِ صادعًا، وبِذِكرهِ ناطقًا، فأدَّى أمِينًا، ومضَى رشيدًا، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
بكل محبة وبكل لهفة وشوق سيستقبل شعبنا اليمني المؤمن مناسبة المولد النبوي الشريف التي يجعل منها مناسبة متميزة لا نظير لها في كل مناسبات الدنيا، وفي هذه الأيام ينتظر أبناء شعب الإيمان والحكمة تلك المناسبة التي يستعدون لها قبل حلولها، وتغمرهم أجواء الفرح والسعادة والذكر لله ولرسول الله، ويعيشون نفس الأجواء التي عاشها أجدادهم من الأنصار وهم يستقبلون رسول الله في المدينة حين كانت قريش تتآمر على قتله.
الأخوة المؤمنون:
شعبنا اليمني سيجعل من مناسبة المولد النبوي والفعاليات المصاحبة لها: محطة توعوية يملؤها ذكرًا لرسول الله، واطلاعًا على سيرته العطرة، وعودةً إلى حياته النيّرة؛ لنقتبس من أنواره، ونقفو آثاره، ونعرف فيها نفسيته ونظرته وفكرته، وثقته بالله، وعلاقته بالقرآن، ونظرته للأمة، ورحمته للعالمين، ونعرف فيها كيف كانت أخلاقه في تعامله وأساليبه في هداية الناس، ونجعلها محطة تعبوية نرسخ فيها الروحية الجهادية التي حملها رسول الله؛ فنحمل تلك الروحية ضد أعداء الله ورسله وكتبه، وأعداء فطرة الله ورسالته وعلى رأسهم في هذا الزمن أمريكا وإسرائيل وأذنابهم، ونجعلها محطة تعبوية نراجع فيها غزوة بدر وأحد والأحزاب، وفتح مكة وحنين وتبوك، وننظر كيف تعامل معها النبي صلوات الله عليه وآله، وكيف عبّأ أصحابه وأعدهم نفسيًا وبدنيًا، وكيف أدار تلك المعارك، وكيف عاشها نفسيًا، وكيف خاضها واقعيًا، وكيف عاش خلالها العلاقة بالله، وكيف كانت نظرته للجهاد والقتال في سبيل الله، وكيف واجه الحصار والأزمات.
كل ذلك لنسلك دربه، ونسير في خطه، ونواجه من ورثوا كفر قريش وعنادها، ونفاق المنافقين وخبث سرائرهم من أعراب نجد والحجاز وأذنابهم، وكذلك أولياؤهم: أمريكا وإسرائيل.
ونعود في هذه المناسبة إلى عناصر القوة من أسس هذا الدين العظيم، كالثقة بالله والتسليم لتوجيهاته، والوحدة والاعتصام بحبله، والصبر والثبات على نهجه، والالتجاء إليه والذكر له.
أيها المؤمنون:
لقد جعل الله السعادة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة مرتبطة بالهدى الإلهي والعمل الصالح كما قال تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}، {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}، والهدى مصدره الله الذي بعث الأنبياء هداة وقادة، وقدوات ونماذج بشرية راقية لتسير خلفهم الأمم، وجعل وارثهم جميعًا محمد صلوات الله عليه وآله، وأخذ الله العهد والميثاق على جميع الأنبياء الذين بُعثوا قبل رسول الله أن يؤمنوا برسول الله، ويكونوا أنصارًا لرسول الله، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}، وأنزل الله القرآن على رسول الله مصدقًا لكل الكتب السابقة، ومهيمنًا عليها، لتكون له الحاكمية المطلقة على كل الثقافات، وليكون للبشرية زكاءً ونورًا وضياءً وبصائر ورحمةً وهدايةً للعالمين.
عباد الله:
لقد أسس رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله أمة تخلت عن كل ماضيها الفكري والعقائدي المنحرف؛ فتخلت عن عبادة الأصنام، وعن شرب الخمر، وعن ظلم المرأة واعتبارها سلعة تورث وتباع، وعن الحروب والثارات فيما بينها، وعن الإغارة على بعضها بغرض السلب والنهب، وتخلت عن وأد البنات وعن أكل الميتة وعن الفواحش والمآثم، وتخلت عن الأنانية وحب الذات والاهتمام بالمصالح الشخصية، واهتمت بهداية البشرية، واستأنفت حياتها مع المنهج الإلهي الذي زكَّى نفسياتها، ونوَّر بصائرها، ووحَّد صفها؛ فارتقت في أخلاقها وتعاملها، ووجهت حروبها للجهاد في سبيل الله لنصرة دينه ومواجهة أعدائه، وحملت المشروع الذي جاء به النبي لهداية العالمين، وخلال 23 سنة استطاع الرسول بالإسلام والقرآن أن يغير كل الواقع السيء والمظلم، وأن ينتقل بالعرب نقلة عظيمة من الحضيض إلى الصدارة، ونقلهم إلى أمةٍ تحمل مشعل الحضارة الحقيقية، وأصبحت الأمة جديرة بقيادة البشرية، وغيَّر الرسول كل واقعها، وتهاوت قوى الطاغوت والاستكبار، وهذا ما يؤكد على أن المشروع الإلهي هو الوحيد الذي يمكنه تغيير واقع البشرية اليوم.
المؤمنون الأكارم:
باستقبالنا لهذه المناسبة نحن نستقبل النور والهدى والاصطفاء الإلهي والرحمة والخير، وباحتفالنا برسول الله نحن نحتفل بالبشير النذير والداعي إلى الله والسراج المنير، ونستقبل الرسول الإنسان الذي سطَّر للبشرية قوانين حقوق الإنسان، وباحتفالنا به نحتفل بحقوق الإنسان، ونستقبل الرسول المعلم الأعظم للبشرية كلها، وباحتفالنا به نحتفل بعيد المعلم، ونستقبل الرسول الثائر على الكفر والظلم والاستكبار، وباحتفالنا به نحتفل بثورة الإسلام على ظلم الجاهلية وظلامها، ونستقبل النبي الحر الأبي الذي علَّم الأمة والبشرية مبادئ الحرية من الاستبداد، وإخلاص العبودية لله، وبذلك نحتفل بيوم الحرية، ونستقبل محمدًا النبي الهادي، ونحتفل بهداية هذه الأمة وخروجها من ظلمات الجهل والتفرق والتناحر وعبادة الأصنام إلى نور هداية الإسلام، ونستقبل الرسول المنصور من قبل الله، ونحتفل بيوم انتصار الحق على الباطل، ونستقبل الرسول الذي كان يوم قدومه على العالم رحمة أُهديت من قبل الله للعالمين، وبمولده ومجيئه صار للأمة قيمة بعد الضياع، وحضارة بعد التخلف، ومكانة بعد اللا مكانة، ومُلك بعد أن كانت مملوكة، وعلم بعد الجهل، وبصيرة بعد التخبط والعمى.
عباد الله الأكارم:
إن علاقتنا برسول الله صلوات الله عليه وآله قائمة على أساس التعظيم والاتباع والحب والتمسك والطاعة المطلقة، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} وحينما نقول: (لبيك يا رسول الله) فإنه يجب أن نلبي رسول الله ونقتدي به في أخلاقه وتواضعه وصبره وحرصه على هداية الأمة، ونقتدي به في جهاده وعزته، وفي رحمته بالمؤمنين، وشدته على الكافرين، وثقته بالله ونصره، وتبقى علاقتنا برسول الله علاقة ولاء واتباع واقتداء وتأسٍ قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، ونحتفل برسول الله لنقول لكل مسلم: رسول الله يجمعنا ويوحدنا، ورسول الله ليس رمزًا حزبيًا ولا مذهبيًا ولا طائفيًا، ولكنه رسول للعالمين، وكان قائدًا ومعلمًا
ومربيًا وهاديًا، فتعالوا لنعليَ من شأن رسول الله؛ لأن أعداء الإسلام يسيئون له، وتعالوا لنرفع ذكره كما رفعه الله فقال: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}، وقرن اسمه باسمه في الشهادة برسالته مع الشهادة بوحدانيته في الأذان والصلاة كل يوم وليلة خمس مرات، وتعالوا لنكتب آية قرآنية قالها الله عن رسوله، أو عبارة تشد الناس إليه، وتعالوا لنرفع ذكر رسول الله لكي نرتفع، ونعظِّم رسول الله لنَعظُم؛ لأنه لا رفعة ولا عظمة لأمة لا تعظّم عظماءها وترفع ذكرهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
لقد عمل الأعداء بكل وسيلةٍ على فصل الناس عن الأنبياء وأعلام الهدى من ذرِّيَّة الأنبياء وورثتهم، وفصلوا الناس عن النماذج الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى ليكونوا قدوات للبشر، وفصلوا الأمة عن النبي محمد صلوات الله عليه وآله بمختلف الوسائل والأساليب؛ فطمسوا آثار رسول الله صلوات الله عليه وآله وحتى آثار صحابته وأهل بيته في مكة المكرمة والمدينة المنورة بدعوى حماية الناس من الشرك والبدع، في الوقت الذي حافظوا فيه على آثار اليهود في خيبر وبني قريظة وغيرها ولم يروا في ذلك بأسًا ولا شركًا، واعتبروا تعظيم رسول الله شركًا بينما الله يقول: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، وهل هناك أعظم شعيرة من رسول الله صلوات الله عليه وآله؟ وهل جاءت الشعائر إلا على يد رسول الله؟ وعملوا على فصل الأمة عنه بالثقافات المغلوطة والمشوهة والمخالفة للقرآن بدعوى نشر فضائله وأخلاقه، وفصلوا الأمة عنه بمنع الاحتفال به وتوقيره بينما الله يقول: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}؛ واليوم وجدنا نتائج ذلك الفكر في كثير من شباب الأمة وشاباتها، الذين يبحثون عن القدوة بفطرتهم التي فطرهم الله عليها، وحينما لم يجدوا في المناهج ووسائل التثقيف والتوعية قدوات إسلامية عظيمة، اتجهوا نحو الشرق والغرب؛ بحثًا عن قدوات، ووجدوا في الإعلام ترميزًا وتكبيرًا للمغنين والممثلين واللاعبين الرياضيين وغيرهم؛ فأصبحوا يقلدونهم ويقتدون بهم في الثقافة والتوجه وحتى في الملابس وقصات الشعر، ونرى أنّ أكثر من يقلدهم هو الشباب الخليجي والسعودي الذي تعرض أكثر من غيره للفكر الذي فصله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأعلام الهدى، حتى وصل الحال إلى أن يمسخوهم عن فطرتهم البشرية ويصورون لهم بأنّ الإلحاد: حرية والشذوذ: حضارة، وفي الأخير نراهم أولياء لليهود، ممسوخي الفطرة، فاقدي الغيرة والرجولة والعزة، وصولاً بهم إلى ما يريده العدو من التولي الخالص لليهود.
المؤمنون الأكارم:
نرى البعض عندما يرون مظاهر الفرحة والابتهاج برسول الله، ويشاهدون الزينة والإضاءة باللون الأخضر تغمر الأرض اليمنية؛ يثيرون الضجة ويقولون لو كانت تكاليف هذه الزينة للفقراء لكان أفضل، ونحن نقول لهم، اليوم كل إنسان يحب رسول الله ينفق من خالص ماله ليظهر فرحته برسول الله، وكل الزينة التي ستشاهدونها؛ كثير منها هي من زينة الأعوام الماضية، ولا تساوي شيئًا مقارنة بالنفقات الكبيرة التي كانت تُنفق في السابق في احتفالات شخصية و حزبية، ومعظم من يحتفل بمولد النبي هم الفقراء الذين نصروه في حياته، ونصروا رسالته بعد وفاته، وهم أنصار الأنبياء والحق عبر الأزمان، والاحتفال بمولد النبي لا يسبب الأزمات؛ بل نحن نحتفل بمولد النبي لكي نخرج من حالة الفقر والأزمات، ونوصل رسالة للعالمين أنّ هذا هو نبينا وقدوتنا، وقد كتب أحد الكتاب البريطانيين في العام الماضي بعد المولد قائلًا: أنّ الاحتفالات المليونية في اليمن بعيد ميلاد نبيهم ستدفع فضول الرجل الأوروبي ليبحث عمن هو محمد، وإذا عرف من هو محمد فيمكن أن تسلم أوروبا كلها؛ فأعداء الإسلام من البريطانيين والأمريكيين والإسرائيليين يقلقون، وللأسف فهناك من هو مسلم ورغم ذلك يقلق معهم وينزعج ويتعلل بمبررات واهية.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما
سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------------