مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر محرم 1445هـ 
الــعـنــــــــوان:(الإمام زيد حليف القرآن وثورته القرآنية اناصارٌ الدين والمقدسات )
التاريـــــــــــــخ: 24/ 1 / 1445هـ الموافق: 11 / 8 / 2023م 
الـرقــــــــــــم: ( 4 )

(النموذج: أ)
➖➖➖➖➖➖➖➖
أولاً: نقاط الجمعة  
1-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم فرائض الدين (كنتم خير أمة..) ومن أهم صفات المؤمنين (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم..) والمنافقون يتصفون بعكس ذلك (المنافقون والمنافقات بعضهم..) وعدم القيام بهذه الفريضة يسبب اللعن (لعن الذين كفروا..) ومن أكبر المنكرات التي يجب أن نواجهها في هذه المرحلة جرائم وحصار تحالف العدوان
2-الإمام زيد تحرك لإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله ونحن محتاجون أن نستلهم منه كيف تكون علاقتنا بالقرآن، ومن ثورته الخالدة نتعلم كيف نقف أمام سلاطين الجور الذين ليس لهم مواقف تجاه من يسيئون إلى القرآن
3-الإمام زيد أرسل رسالة مهمة للعلماء ليقوموا بدورهم مبينا خطورة سكوتهم والتف معه الصادقون وهكذا يجب أن تسير الأمة في خطى الإمام زيد 
4-التعاون لإنجاح العام الدراسي الجديد والتأكيد على أن العدوان هو من قطع المرتبات ويماطل الآن في تسليمها
5-الحث على الخروج الكبير في مسيرات إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد ونصرة للمقدسات وتأكيد على الجهوزية العالية لمواجهة الأعداء.

  • 🔹 ثانياً: نص الخطبة.

الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، القائل: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} والقائل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وصفيه وأمينه على وحيه القائل: (من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله) صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الأطهار، ورضي الله صحبه المنتجبين الأخيار من المهاجرين والأنصار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
سيصادف يوم غدٍ السبت ذكرى إسلامية وإيمانية عظيمة ومباركة، وهي ذكرى ثورة واستشهاد الإمام زيد بن علي زين العابدين وسيد الساجدين بن الحسين السبط سيد شباب أهل الجنة، المعروف عند الأمة بحليف القرآن، هذا الإمام الذي يُروى عن رسول الله أنه نظر- يومًا - إلى زيد بن حارثة، فقال: "المقتول في الله، والمصلوب في أمتي، والمظلوم من أهل بيتي سمي هذا، وأشار بيده إلى زيد بن حارثة، فقال: أدن مني يا زيد، فقد زادك اسمك عندي حباً، فأنت سمي الحبيب من أهل بيتي".
إنّ ذكرى استشهاد الإمام زيد مليئةٌ بالدروس والعبر المهمة المرتبطة بواقعنا ومرحلتنا الراهنة التي نخوض فيها مواجهة صريحة وصراعًا مباشرًا مع الغرب الكافر واللوبي الصهيوني الحاقد الذين يستهدفون عبر أدواتهم أقدس مقدسات المسلمين: (القرآن الكريم) بالتحريق والتمزيق والتدنيس والدوس بالأقدام على مرأى ومسمع من ولاة الأمر والحكام والرؤساء المحسوبين على الإسلام والقرآن الذين قدموا المواقف الهزيلة، ولم يكونوا عند مستوى الحدث، وحجم الجريمة بحق القرآن والإساءة إليه؛ لندرك ونستوعب بذلك: أهمية وقيمة الخروج على أئمة الجور الذين خرج عليهم أهل البيت عبر مراحل التاريخ وحتى يومنا هذا لكي يصححوا مسار الحياة، ويعيدوا للأمة والمقدسات كرامتها وهيبتها واحترامها، يقول الإمام زيد: (وقديماً اتخذت الجبابرة دين اللّه دغلا، وعباده خولا، وماله دُولا، فاستحلوا الخمر بالنبيذ، والمكس بالزكاة، والسحت بالهدية، يجبونها من سخط اللّه، وينفقونها في معاصي اللّه، ووجدوا على ذلك من خونة أهل العلم والتجار والزراع والصناع والمستأكلين بالدين أعواناً، فبتلك الأعوان خَطَبَتْ أئمة الجور على المنابر، وبتلك الأعوان قامت راية الفسق في العشاير، وبتلك الأعوان أخيف العالِم فلا ينطق، ولا يتَّعظ لذلك الجاهل فيسأل، وبتلك الأعوان مشى المؤمن في طبقاتهم بالتَّقية والكتمان، فهو كاليتيم المفرد يستذله من لا يتقي اللّه سبحانه).

عباد الله:
إنّ المرحلة الراهنة تستوجب من علماء الأمة التحرك الكبير، والوقوف الصادق في وجه أئمة الجور وأمراء الفسق والفجور والنفاق لتصحيح مسار الانحراف السياسي والعقائدي، وإعادة الاعتبار لدور الإسلام كما فعل الإمام زيد ومن ناصره من العلماء الصادقين الذين وقفوا معه لإسقاط الطاغية هشام بن عبد الملك، ولتخليص الأمة من باطل ذلك الملك الغشوم الذي لم يحرك ساكنًا عندما سمع اليهودي وهو يسب رسول الله في قصره، بل إن هذا الملك والمسمى بأمير المؤمنين وحاكم المسلمين غضب واستنكر على ردة فعل الإمام زيد القوية؛ عندما قال لليهودي: يا كافر أما والله لو تمكنت منك لأختطفنّ روحك؛ فقال هشام - لعنه الله -: (مهٍ يا زيد لا تؤذ جليسنا)، فخرج زيد -عَلَيْه السَّلام- وهو يقول: (والله لو لم أكن إلاَّ أنا وابني يحيى لأجاهدنَّهُ حتى أفنى) واليوم ها هم ملوك ورؤساء المسلمين على شاكلة هشام لا يحركون ساكنا، ولا يغضبون على من يسبون القرآن ويمزقونه ويحرقونه ويدنسونه بأقدامهم أكثر من مرة.
أيها المؤمنون:
إن ذكرى ثورة الإمام زيد واستشهاده سيحييها الشعب اليمني يوم غدٍ: الإحياء الكبير والمعهود سنويًا؛ لأنها ذكرى إسلامية جديرة بالاهتمام لما فيها من دروس إيمانية وبطولية لا تقل شأنا عن دروس الإمام الحسين وما سطره في كربلاء، بل إن ثورة الإمام زيد في أهدافها وأدبياتها صورة طبق الأصل من عاشوراء، ويكفي أهل اليمن فخرا وشرفا أنهم يتفردون لوحدهم عن بقية الشعوب الإسلامية بإحياء سيرة حليف القرآن، والتذكير بثورته، وبيان مظلوميته، وعدالة قضيته، والتأكيد على مشروعية خروجه على الطاغية الظلوم هشام بن عبد الملك الذي تسلط على رقاب المسلمين وأموالهم وثرواتهم، كما يتسلط اليوم أمراء الخليج الذين لا تختلف سياساتهم ومواقفهم عن سياسات ومواقف بني أمية؛ فأمراء وملوك الرياض ودبي والمنامة يمارسون اليوم ما كان يمارسه بنو أمية بالأمس من اللهو، والفجور، والفسوق، والمجون، وتشجيع الرقص والتعري، وإكرام السفهاء، وتقريب الحقراء، بل والتطبيع العلني والتولي الصريح لليهود والنصارى، والتهاون والتساهل وغض الطرف عمن يسيؤون إلى أقدس مقدسات الأمة، ويستهينون بشعائر دينها؛ فالتاريخ يعيد نفسه، والامتداد للشر والخير هو الامتداد، وإن اختلفت الأسماء والصور، إلا أن النهج الأموي بمساوئه ومظالمه وشروره انتقل إلى قصور الرياض ودبي وقطر والمنامة كما كان في قصور بني أمية، بل إنه اليوم أشد وأخطر.
عباد الله:
في هذه المرحلة والمنعطف التاريخي الحساس تتجلى وتتأكد لنا: أهمية إحياء سيرة ومواقف العظماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أهل البيت الذين لم يداهنوا، ولم يقبلوا بالدنية في دينهم، ولم يسكتوا عن أي انحراف، ولم يختاروا الحياد، ولم يرتضوا لأنفسهم الوقوف على التل والفاسقون يعربدون، والفجرة يفجرون، والظلمة يظلمون، والأعداء يستهدفون الإسلام والمسلمين، ويحرفون معالم الدين، ويشوهون صورة الإسلام الجميل، ويقدمون الإسلام بصورة مشوهة ومقززة، وتلك الشرعية المزيفة أسقطها الإمام علي عن معاوية، وأسقطها الإمام الحسين عن يزيد، وأسقطها الإمام زيد عن هشام، وأسقطها شهيد القرآن الحسين بن بدر الدين عن عفاش، وأسقطها علم الهدى القائم اليوم السيد عبدالملك عن محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، وقدموا صورة الإسلام الحقيقية للإسلام الحقيقي بأسسه ومنطلقاته القرآنية كما قدمه الإمام زيد من بعد جده الحسين، وهو الإسلام الذي عبّر عنه الإمام زيد بقوله: (أأسكت وقد خولف كتاب الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت)، وقال حليف القرآن:                حكمُ الكتابِ وطاعةُ الرحمنِ .... فَرَضَا جِهَادَ الجائرِ الخوَّانِ
فالمسرعون إلى فَرائض ربهم .... برِئُوا مِنَ الآثامِ والعدوانِ
والكافرون بِفَرْضِهِ وبحكمه .... كالساجدين لِصُورَةِ الأوثانِ
كيف النَّجاة لأمة قد بَدَّلت .... ما جاء في القرآن والفُرْقَانِ
وقال الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية عن ثورة الإمام زيد وأهدافها الرسالية وهو يخطب على منبر رسول الله: (والله لقد أحيا زيد بن علي ما دثر من سنن المرسلين، وأقام عمود الدين إذ اعوج، ولن ننحو إلا أثره، ولن نقتبس إلا من نوره، وزيد إمام الأئمة، وأول من دعا إلى الله بعد الحسين بن علي عليهم السلام). وقال الإمام زيد نفسه عن دعوته الثورية، والأسباب التي دفعته للتحرك لتغيير واقع الأمة الإسلامية التي راسل علماءها وأقام عليهم الحجة البالغة فقال لهم: (فالله اللّه عباد اللّه أجيبوا إلى كتاب اللّه، وسارعوا إليه، واتخذوه حَكَماً فيما شَجَر بينكم، وعدلا فيما فيه اختلفنا، وإماماً فيما فيه تنازعنا، فإنا به راضون، وإليه منتهون، ولما فيه مُسْلِمون لنا وعلينا، لا نريد بذلك سلطاناً في الدنيا، إلا سلطانك، ولا نلتمس بذلك أثرة على مؤمن، ولا مؤمنة، ولا حُرٍّ، ولا عبد، عباد اللّه: فأجيبونا إجابة حَسَنة تكن لكم البشرى بقول اللّه عز وجل في كتابه: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِيْنَ يَسْتَمِعُوْنَ

القَوْلَ فَيَتَّبِعُوْنَ أَحْسَنَهُ}، ويقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِيْ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ}، عباد اللّه: فأسرعوا بالإنابة وابذلوا النصيحة، فنحن أعلم الأمة بالله، وأوعى الخلق للحكمة، وعلينا نزل (القرآن)، وفينا كان يهبط (جبريل) عليه السلام، ومِنْ عندنا اقتُبس الخير، ونحن أهل المعروف، ونحن النَّاهون عن المنكر، ونحن الحافظون لحدود اللّه). ولقد أقام الإمام زيد الحجة على العلماء، واستنهض هممهم، وقدم لهم الحقائق والشواهد التي توجب وقوفهم معه، وخروجهم من دائرة الصمت، والقيام بإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد قال لعلماء الأمة: (فَكِرَه اللّه تعالى للعلماء - المُسْتَحْفِظِين كُتُبَه وسُنَّته وأحكامه - ترك ما اسْتَحْفَظَهم، رغبةً في ثواب مَنْ دُونَه، ورهبةَ عقوبةِ غيره، وقد مَيَّزَكم اللّه تعالى حَقَّ تميز، ووسَمَكم سِمَةً لا تخفى على ذي لُبّ، وذلك حين قال لكم: {وَالمُؤْمِنُوْنَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيْاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيْمُوْنَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوْنَ الزَّكَاةَ وَيُطِيْعُوْنَ اللَّهَ وَرَسُوْلَهَ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ غَزِيْزٌ حَكِيْمٌ} فبدأ بفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم بفضيلة الآمرين بالمعروف والنَّاهين عن المنكر عنده، وبمنزلة القائمين بذلك من عباده، ولعَمْرِي لقد استفتح الآية في نَعْت المؤمنين بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فاعتبروا عباد اللّه وانتفعوا بالموعظة).
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدا عبده ورسوله، صلوت الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المسلمون:
لقد حرص الإمام زيد كل الحرص على أن يقيم الحجة على علماء الأمة بكل طوائفها ومشاربها، وعمل على إعانتهم على القيام بدورهم في إصلاح واقع الأمة، وتصحيح مسار حياتها، وإعادتها إلى مشروع القرآن وخط الهداية، ولا شك أنّ أول من يتحمل مسؤولية ذلك مع أعلام الهداية هم علماء الأمة الربانيون الذين يتحملون أمانة تبليغ رسالة الله، ومقارعة الظلمة والطغاة استجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا قُدست أمةٌ لا تأمر بمعروفٍ، ولا تنهى عن منكرٍ، ولا تأخذ على يد الظالم، ولا تعين المحسن، ولا ترد المسيء عن إساءته). وقد طلب الإمام زيد من علماء الأمة التحرك وتحمل المسؤولية، والمسارعة في التعاون على البر والتقوى قائلا: (عباد اللّه فأعينونا على من استعبد أمتنا، وأخرب أمانتنا، وعَطَّل كتابنا، وتَشَرَّف بفضل شرفنا، وقد وثقنا من نفوسنا بالمضي على أمورنا، والجهاد في سبيل خالقنا، وشريعة نبينا صلى اللّه عليه وآله وسلم، صابرين على الحق، لا نجزع من نائبة مَنْ ظَلَمَنا، ولا نَرْهَبُ الموتَ إذا سَلِمَ لنا دِيْنُنَا، فتعاونوا تُنصروا يقول اللّه عز وجل في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا إَنْ تَنْصُرُوْا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، ويقول اللّه عز وجل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌ عَزِيْزٌ . الَّذِيْنَ إِنْ مَكَنَّاهُمْ فِيْ الأَرْضِ أَقَامُوْا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوْا بِالْمَعْرُوْفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُوْرِ}).
فما أعظم هذه النصوص، وما أقوى هذه العبارات التي نطق بها الإمام زيد وهو يخاطب علماء الأمة ويستنهض هممهم لمقارعة الطغيان، ومواجهة الظلم، والوقوف في وجه الظلمة، والخروج من دائرة الصمت والحياد والخوف وحب الدنيا الفانية. وعلى علماء الأمة اليوم ودعاتها ومرشديها وخطبائها أن يستفيدوا من رسالة الإمام زيد إلى علماء الأمة، وأن يأخذوا منها الدروس الإيمانية التي تعينهم على تحمل المسؤولية، وتبليغ رسالات الله، والدفاع عن كتاب الله، وإسقاط عروش الجبارين، وإبطال شرعية الحاكمين الفاسقين، يقول الإمام زيد: (فوالذي نفس (زيد بن علي) بيده لو بينتم للناس ما تعلمون ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون، لتَضَعْضَعَ بُنْيَان الجبَّارين، ولتهَدَّم أساس الظالمين، ولكنكم اشتريتم بآيات اللّه ثمناً قليلا، وادْهَنتم في دينه، وفارقتم كتابه، هذا ما أخذ اللّه عليكم من العهود والمواثيق، كي تتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، فأمْكَنتم الظلمة من الظلم، وزيَّنتم لهم الجَورَ، وشَدَدْتم لهم ملكهم بالمعاونة والمقارنة، فهذا حالكم).

وكان الإمام زيد أمة لوحده، وتحمل مسؤولية إصلاح الأمة كجده الإمام الحسين، وكان حريصا كل الحرص على إعادة الأمة إلى كتاب الله، وإصلاحها بهدى الله، ووطن نفسه على التضحية في سبيل الله من أجل هذه الأمة التي استهان بروحه في سبيل إعزازها وإصلاحها، وتمنى صادقا لو تقطعت أعضاؤه قطعة قطعة من أجل أن يستقيم للأمة دينها، وهو القائل لصاحبه: (يا بابكي: أما ترى هذه الثريا؟ أترى أحداً ينالها، قال: لا، قال: والله لوددت أن يدي ملصقة بها ثم أقع إلى الأرض أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن الله أصلح بي أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم). وعلى خطى الإمام زيد يجب أن يسير علماء الأمة وقادتها الصالحون، فالإمام زيد قدوة المستبصرين، وإمام الأحرار والثائرين، وسيرته العلمية والتربوية والجهادية، وتجربته الثورية حجة على الأمة وليس على الشعب اليمني فقط، ولا يليق أن تغيب سيرته وفكره ورسالته عن الساحة الإسلامية بسبب التعصب المذهبي والتقوقع الطائفي؛ فالإمام زيد ليس حكرا على مذهب ولا بلد بل هو شخصية عامة بحجم الأمة. وقد قال إمام المذهب الحنفي أبو حنيفة النعمان عن ثورة الإمام زيد: (إن خروجه - والله - ليضاهي خروج رسول الله يوم بدر) وقد قدم شهادة تاريخية منصفة وصادقة عن الإمام زيد فقال: (شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جواباً ولا أبين قولا، لقد كان منقطع النظير). وهكذا يجب أن تكون مواقف علماء الأمة الصادقين مع أعلام الهدى ودعاة الحق والأخيار، وأن ينصروهم ولو بالكلمة، وأن يخصوهم بالدعاء لهم وتقديم الشهادة الصادقة التي تقوي دعوتهم إلى الخير، وتشد من أرزهم في مواجهة الظالمين، ومقارعة المستكبرين، والوقوف في وجه المسيئين لمقدسات المسلمين لا سيما في هذه المرحلة التي يتصدر فيها علم الهدى وقائد الثورة المشهد في اتخاذ المواقف القوية والمبدئية التي تنتصر للمقدسات، ومعه سماحة السيد حسن نصر الله الذي قدم موقفا عظيما وقويا ودعا شباب المسلمين للقيام بمسؤولياتهم والانتصار للقرآن ومعاقبة المسيئين للقرآن بأشد العقوبات انتصارا للقرآن والمقدسات. وسلام الله على الإمام زيد يوم ولد، ويوم استشهد، ويوم صلب، ويوم أُحرق، ويوم ذرت أشلاؤه في الفرات، ويوم يبعث حيا. وندعوكم إلى الخروج الكبير في مسيرات يوم غدٍ السبت لإحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، ولنعلن عن موقفنا المبدئي المدافع عن مقدساتنا وفي مقدمتها: القرآن الكريم والأقصى الشريف، ولنوصل رسالةً للأعداء أننا ما زلنا في أتم الجهوزية لمواجهتهم: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارضَ اللهم برضاك عن صحابته الأخيار. ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. 
عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
----------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر