الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:. مدرسة القرآن )
التاريخ: 4 / 8 / 1444هـ
الموافق: 24 / 2 / 2023 م
الرقم (31)
▪️نقاط وخــطـبـة الجمـعة الأولى مــن شهــر شعبان 1444ه
أولاً: النـقـاط
.نقاط الجمعة
1ـ مدرسة القرآن وقرناؤه هي التي يمكنها تخريج أعظم النماذج الإيمانية من رجال الله
2ـ الشهيد الصماد كان نموذجا لمدرسة القرآن وآل محمد من القيم والأخلاق والصبر والثبات والإخلاص والأمانة
3ـ قتل الشهيد الصماد من قبل العدوان مثل إحدى أكبر جرائم أمريكا وأذنابها بحق شعبنا وقد زادت شعبنا ثباتا وتماسكاوتمسكا بمنهج الصماد
4ـ عندما نعرف مساعي العدو في استهداف أمتنا وشعبنا ندرك أهمية المشروع القرآني في استنقاذنا من خطر كبير وتربيتنا على التصدي له
5ـ استهدف العدو أمتنا دينيا بفصلنا عن الله وعسكريا بالاحتلال المباشر أو عبر العملاء وتدمير أسلحة شعوب الأمة ومنعها من التسلح، واقتصاديا بنشر الربا والابتزاز والمصادرة للأرصدة والحصار وصحيا بنشر الأوبئة وأخلاقيا بمحاولة إخراج الناس والمرأة خاصة عن حدود الله وهم أكثر من احتقر المرأة وقتلها
6ـ أمام كل ما يحدث لا يجوز أن تسكت الأمة ويقعد الإنسان المؤمن ولا يسمح له إيمانه وقرآنه بالسكوت والقعود ولا بد من الحركة في تربية الأمة ومواجهة المخاطر التي تستهدفها.
......................................................
🎙️ثانياً:الخـطبـة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ وَجَلَالِ كِبْرِيَائِهِ مَا حَيَّرَ مُقَلَ الْعُقُولِ مِنْ عَجَائِبِ قُدْرَتِهِ، وَرَدَعَ خَطَرَاتِ النُّفُوسِ عَنْ عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ، ونشهدُ أن لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةَ إِيمَانٍ وَإِيقَانٍ، وَإِخْلَاصٍ وَإِذْعَانٍ، القائل: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}.
وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
هذه هي الجمعة الأولى من شهر شعبان المبارك، الشهر الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكثر صيامه والعبادة فيه، وفي هذا الشهر ينبغي علينا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان - الذي بقي له أقل من شهر - بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه، والإحسان إلى الفقراء والمساكين، والاستعداد لإخراج الزكاة، وتطهير قلوبنا وأنفسنا وأموالنا، وإصلاح علاقاتنا، وتنظيف مدننا وشوارعنا، والتعاون مع عمال النظافة لا سيما والدولة تبذل جهودًا كبيرة، وهناك معدات جديدة تم تزويد عمال النظافة بها، ومع ذلك: تبقى النظافة ثقافةً ومسؤوليةً على الجميع.
أيها المؤمنون:
يصطفي الله الأنبياء والأولياء؛ لتكون من أهم مهامهم: تربية الناس على الهدى والدين والخير والصلاح والاستقامة والإخلاص لله تعالى؛ فيمثلون بذلك مدارس مشرقة بالخير والفلاح للناس جميعاً، ولذا نجد النماذج الراقية والعظيمة على تربية الأنبياء فيمن عرفوهم وعرفوا فضلهم فاستفادوا منهم بأقصى ما يمكن؛ فكانوا نماذج على تربية تلك المدارس النبوية الرائعة، وعلى تربية الأنبياء العظيمة: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}؛ فكان الإمام علي (عليه السلام) نموذجاً يجسد تربية النبي محمد صلوات الله عليه وآله، ويعكس علمه وشجاعته ومكارم أخلاقه، كما قال تعالى: {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ} وكان مالك الأشتر نموذجاً على تربية علي (عليه السلام)، وكان الإمام زيد نموذجًا على تربية زين العابدين، ومدرسة محمد وآل محمد وتربيتهم على القرآن الكريم هي التي يمكنها أن تخرج أعظم الخريجين والنماذج الحية؛ وفي هذا الأسبوع نعيش ذكرى استشهاد الشهيد الرئيس صالح الصماد، الذي كان نموذجاً لخريجي مدرسة القرآن ومشروع القرآن وتربية حليف القرآن وقرنائه الشهيد القائد والسيد القائد.
عباد الله الأكارم:
الشهيد الصماد كان جبلاً من القيم والمبادئ والإخلاص والثبات والصمود، وتحمل مسؤولية رئاسة اليمن في أصعب مراحل العدوان، وبعد أن نُقل البنك، وشحت الموارد، واشتد العدوان، وضاق الحصار على اليمن؛ فتحمل مسؤولية إدارة البلد بدون موارد، وفي مواجهة تحديات: من الداخل تفرقة وانقسام، ومن الخارج عدوان وحصار؛ فقبل المسؤولية لأنه رجل المسؤولية، ونظر إلى الرئاسة كمغرم لا مغنم؛ فنصر الله بيده وقلبه ولسانه، وأدار شؤون البلد بعزم واقتدار، وكان همه الجهاد في سبيل الله في
مواجهة المعتدين، ويرى في ذلك شرفاً لا نظير له فيقول: (لمسح الغبار من على أحذية المجاهدين أشرف من كل مناصب الدنيا)، وهدفه الدفاع عن المستضعفين الذين لا يريد لهم أن يُقهروا ويُذلوا، وهو المسؤول عنهم حتى لو ضحى بدمه لتبقى لهم عزتهم وكرامتهم، وكان متفقداً لأمورهم، ومتلمساً لحاجاتهم، ومتمثلاً قول الإمام علي لمالك الأشتر: (وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَ الْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَ اللُّطْفَ بِهِمْ)، وحين سمع أن السفير الأمريكي يستهزئ بحرية وعزة ونخوة اليمنيين نَزَلَ إلى الحديدة لحشد الطاقات لمواجهة الغزاة، ولسان حاله كلسان حال الإمام علي حين يقول: (إن دنياكم هذه لا تساوي عندي شراك نعلي، إلا أن أقيم حقاً أو أميت باطلاً)؛ وتحرك حاملاً هوية الإيمان اليمانية، وروحية القرآن الجهادية ليتصدى لإجرام أمريكا وأذنابها؛ لأنه أحد أعظم تلاميذ مدرسة القرآن وقرنائه.
وكان حينما يقرأ القرآن الذي يملك مشاعره: تفيض دموع عينيه خوفاً من الله أن يراه مقصراً في مسؤوليته التي تحملها؛ فقد كان يرى نفسه خادماً للشعب بعكس الكثير من الزعماء الذين يرون الشعوب خادمة لهم، وكان المتواضع الذي لم ينشغل بالمواكب والحراسات المشددة رغم خطورة المرحلة، ومؤامرات العدو، وحمل من الأمانة ما منعه أن يخون الشعب في دولار أو ريال واحد، ولم يَجْنِ من موقعه في المسؤولية شيئاً من الماديات؛ فعاش نزيهاً مكتفياً بأشياء بسيطة يستطيع بها تسيير العمل، واستُشهد نزيهاً لا يجد أولاده منزلاً يأويهم.
المؤمنون الأكارم:
الشهيد الصماد لم يكن متشبثاً بالحياة ولذلك لم يكن يتوانى عن زيارة الجبهات، وحضور حفلات تخرج الدورات وزيارة المحافظات؛ لأنه حمل الشجاعة التي يربي عليها القرآن: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}، ولذلك كان الرجل الثاني المطلوب للعدوان، وقد أصبح الشهيد الصماد رمزاً للإيمان والوفاء والإخلاص والثبات، وقدوة لكل حر شريف من أبناء شعب الإيمان، وكل ذلك ما كان ليكون لولا أنه تولى الله ورسوله والذين آمنوا من أعلام الهدى تولياً صادقاً خالصاً لا تشوبه شائبه، ولأنه تشرب الهدى من معين القرآن الصافي ومن ملازم الشهيد القائد، ومثلما ترتكب أمريكا وأذنابها الجرائم بحق هذه الأمة وبحق هذا الشعب؛ ارتكبوا جريمتهم بحق الشهيد الصماد، واستهدفوه مخالفين بذلك كل ما يتشدقون به من أنظمة وقوانين ومبادئ وأخلاق، وقد حاولوا بذلك كسر إرادة الشعب ولكنهم بنوا الإرادة، وشحذوا الهمم، وأصبح عزم الشعب متجدداً كلما ذُكر الصماد وذُكر استشهاد الصماد حتى أصبح الصماد عنوان الصمود، وأصبح شبحًا يقض مضاجع الأعداء بطائرات صماد التي دكت حصونهم وزلزلت أركانهم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
▪️الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
قال الله تعالى عن اليهود والنصارى وما يفعلونه في الأرض: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، وعندما نستعرض حركتهم لضرب الأمة الإسلامية في مختلف المجالات ندرك أهمية وعظمة المشروع القرآني، وعظمة العطاء الكبير للشهيد القائد (رضوان الله عليه).
وها نحن نجد أن الأعداء استهدفوا الأمة في كل جوانب الحياة؛ فاستهدفوا الجانب الثقافي الديني الذي يربط أمتنا الإسلامية بالله تعالى، وهذا هو أخطر أنواع الاستهداف، وعملوا على تغيير المناهج الدراسية (الأساسية والثانوية والجامعية)، وغيبوا روح العداء الذي يربي القرآن عليها الأمة تجاه اليهود والنصارى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ} وغيبوا القضايا المهمة كالقضية الفلسطينية، وعملوا على تشكيك الأمة في الدين الإلهي، ونشروا الثقافة الأمريكية والمبادئ الأمريكية تحت مسمى الحضارة، وعملوا ويعملون على نشر الجريمة، وتشجيع المذاهب غير الإسلامية، ومحاربة الحدود الإلهية.
وسياسياً يقومون باحتلال البلدان، وتشكيل حكومات عميلة وحكام خونة وجهلة ومجرمين، ويعملون على صناعة أزمات سياسية واستثمار المشاكل الداخلية وتغذية الانقسامات، ويركزون على تتويه الأمة الإسلامية.
أما عسكرياً فيباشرون العدوان والهجوم العسكري على بلداننا الإسلامية كغزو العراق وأفغانستان وعدوانهم على اليمن واحتلال فلسطين والدول المجاورة لها، ويفرضون قواعد عسكرية في الأرض، ويتدخلون في المجال العسكري لبلداننا للسيطرة المباشرة، ويسلبون الدول العربية والإسلامية قوتها العسكرية، ويدمرون أسلحتها الدفاعية والهجومية، وكما قال الله: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ}.
وأمنياً يعملون على زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا، وإنشاء التنظيمات التكفيرية الإجرامية ودعمها بالمال والسلاح؛ لتشويه الإسلام وتفكيك كيان الأمة، ويستخدمون الشركات الأمنية الأمريكية ـ كبلاك ووتر ـ لقتل المسلمين بجرائم بشعة، ويعملون على احتكار إنتاج وبيع الأسلحة وتسخيرها لدعم الفتن، وعندما يريدون استهداف شعب يحظرون بيع السلاح له، ومعاقبة من يبيع له سلاحا:{وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً}، ويدعمون الكيان الصهيوني بكل أنواع السلاح.
أما اجتماعياً فيعملون على زراعة الفتن والقلاقل على خلفيات دينية ومذهبية ومناطقية وعرقية، ويقومون بتوظيف المنظمات الدولية لضرب دول المنطقة تحت غطاء دولي كالأمم المتحدة الذي لم يسجل التاريخ لها أي موقف لصالح أي شعب من شعوب أمتنا.
أما استخباراتياً فتشن المخابرات الأمريكية الكثير من الحروب والفتن والقلاقل والعمليات الإجرامية، وتزرع العملاء لزعزعة أمن واستقرار الدول، ويقومون بتنفيذ جرائم الاغتيال للعلماء البارزين في كل المجالات المهمة كما فعلت أمريكا حين احتلت العراق وقتلت العشرات من العلماء هناك، ويستقطبون إلى بلدانهم من الكوادر العلمية ما استطاعوا، كما يعملون على ضرب واستهداف المشاريع التحررية والنهضوية في بلداننا الإسلامية.
الإخوة الأكارم:
أما اقتصادياً فيقوم الأعداء بنشر الربا، ويعملون على جعله سياسة اقتصادية ثابتة لديهم؛ ليبقى وسيلة ظلم وابتزاز، وأداة لتقييد اقتصاد الدول الفقيرة، ويباشرون الضغوط الاقتصادية على البلدان الإسلامية وحرمانها من ثرواتها المهمة، ويعملون من خلال منظمات ومؤسسات نقدية لشرعنة الحرب الاقتصادية على بلداننا من قبل شركاتهم وخاصة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وكان لأعراب الخليج أكبر دور في دعم أمريكا وجعل الدولار عملة عالمية عندما ربطوه بالنفط؛ فأضروا بالشعوب وخدموا أمريكا، كما يمارسون الحصار الاقتصادي لمعاقبة أي دولة تخرج عن طاعتهم كما يفعلون باليمن وسوريا وإيران، ويسرقون وينهبون الثروات النفطية بطريقة أو بأخرى، ويستولون على أموال الدول التي تتعرض لعقوبات أمريكية، ويختلقون مشاكل يبتزون من خلالها الدول، ويعملون على ضرب العملات المحلية للدول العربية والإسلامية، ويعملون على ترويج المخدرات والخمور في المجتمعات العربية والإسلامية وبذلك يستهدفون القيم والأخلاق والأمن والاقتصاد، ويعملون على ضرب المنتج الداخلي والزراعي ومنع حصول الاكتفاء الذاتي؛ لتبقى الشعوب العربية والإسلامية مستهلكة فقط.
أما صحياً فينشرون الأمراض والأوبئة عبر الفيروسات المتنوعة، وفي كل مرحلة نسمع بفيروس جديد ووباء جديد، ويستخدمون الأسلحة المحرمة في عدوانهم كما حصل في اليمن والعراق، وهذا جزء بسيط مما تفعله أمريكا وإسرائيل والغرب الكافر بشعوب أمتنا العربية والإسلامية، وما فعلوه من قتل للشهيد القائد والشهيد الصماد لم يكن إلا نموذجا من جرائمهم، وما فعلوه من قتل وتعذيب واغتصاب في سجني: (غوانتنامو وأبوغريب) يبين كيف ينظرون لأمتنا وماذا يريدون لها، ثم يتحدثون عن حقوق الإنسان بعد كل ذلك، ويتحدثون عن حقوق المرأة وهم أكثر من قتل المرأة واغتصب المرأة وأسقط عظمة ومكانة المرأة، واستخدموها كسلعة رخيصة تُدِرّ عليهم أكبر قدر من الأرباح المادية، وبعد كل تلك الجرائم والمؤامرات يُراد لنا أن نسكت، وأمام كل ذلك تحرك الشهيد القائد ليكسر حالة الصمت والجمود السائد أمام ما يحدث، وليبقى القرآن ضابطا للتلقي والتحصين على المستوى الثقافي والفكري، وأرقى مصدر للوعي، ويقف بنا على أساس من المبادئ والثوابت، ولكي يجعلنا في مأمن من عذاب الله، ويقدم لنا الرؤية الكاملة تجاه كل المجالات، والمشروع القرآني هو مشروع منتصر، وأتى ليبقى، وهو نور الله، ومشروع ناجح؛ لأن وراء القرآن من نزّل القرآن.
عباد الله الأكارم :
بما أننا في بداية فصل الربيع والذي يعتبر موسماً لغرس الشتلات، او مايسمى بموسم التشجير فإن الإهتمام بالشجرة يعد واجباً ديني ووطني، فالشجرة عنوان للحياة، عنوان للبقاء
فالكل معني بموسم التشجير، من خلال غرس الأشجار في الشوارع والحدائق والبيوت والمدارس في كل مكان، ويجب الحفاظ على الأشجار وعدم التعدي عليها او رعيها او تكسيرها، او رمي القمامة بجوارها فإلى جانب المظهر الجمالي فإن لها فوائد صحية وبيئة
وديننا الحنيف يحثنا ويدعونا إلى الحفاظ على الأشجار.
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
---------------