مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر صفر 1445هـ 
الــعـنـــــــوان:(رسول الله ورسالته)
التاريـــــــــــــخ:23 / 2 / 1445هـ    الموافق:  8 / 9 / 2023م 
الـرقــــــــــــم: ( 8 )

➖➖➖➖➖➖➖➖
أولاً: نقاط الجمعة  
1- لقد قامت بين الشعب اليمني وبين رسول الله علاقة عشق ومحبة صادقة خالصة، لم يرقَ إليها أي شعب من الشعوب.
2- لقد بعث الله الرسل والأنبياء واصطفاهم وأهّلهم وعلمهم وحمّلهم رسالته للبشرية ليحققوا غايات سامية و أهدافًا عظيمة:
أولها: تحرير الإنسان من عبادة الطاغوت.
ثانيًا: إصلاح الإنسان وتربيته وتأهيله.
ثالثًا: إقامة القسط في الحياة.
رابعًا: تربية الإنسان ليكون بمستوى تحمل المسؤولية التي حمّله الله إياها.
3-لنعرف ونقدر نعمة الله علينا برسول الله محمد؛ فإنّ علينا أن نعود لنعرف وضع العرب والعالم كله قبل مولده.
4- نحن نحتفل بمولد رسول الله ابتهاجاً واعترافاً بمنة الله العظيمة وفضله علينا كمسلمين وعلى العالمين، يقول الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
5- إن أتباع الرسول هم من ساروا بسيرته، ونهجوا نهجه، واقتدوا به في أخلاقه وتواضعه وإحسانه ورحمته، وفي صبره وثباته، وفي همته العالية وعزمه الكبير في نصرة الحق ومواجهة الباطل، وفي جهاده واستبساله وتضحيته لله وفي سبيله.
6- أتباع الرسول هم من وقفوا أشداء في هذا الزمن أمام الكافرين ـ أمريكا وإسرائيل ـ كما وقف رسول الله بشدة أمام كفر قريش وعنادها، وكفر اليهود ومكرهم، وكفر الروم وتجبرهم.
7-إنّ من أهم عوامل نجاح الرسالة الإلهية هي أنها تحظى بنصر الله ورعايته وتأييده وتمكينه، وكل من سار عليها يحظى بذلك النصر من الله والتأييد والمدد والعون.
8- ندعو كل أبناء الشعب اليمني إلى رفع حالة الجهوزية والاستعداد لخوض المعركة مع أئمة الكفر مباشرة (أمريكا وإسرائيل) بعد أن احترقت أوراق العملاء: {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} .

🔹 ثانياً: نص الخطبة.
الخطبة الأولى

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، القائل في كتابه الحكيم: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ؛ فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسله بالهدى ودين الحق، بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلَّغ رسالات الله، وجاهد في سبيل الله صابراً محتسباً حتى أتاه اليقين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
لقد قامت بين الشعب اليمني وبين رسول الله علاقة عشق ومحبة صادقة خالصة، لم يرقَ إليها أي شعب من الشعوب، لا في الماضي ولا في الحاضر؛ فقد كان اليمنيون أنصارًا، ولا زالوا أنصارًا:
شعبٌ على كلِّ الشعوبِ تفَوَّقا      وبيومِ مولدكَ الشريفِ تألَّقا
النورُ يجتاحُ المدائنَ عابراً      كلَّ النفوسِ.. على الرؤوسِ مُحلِّقا
الأرضُ شعَّتْ.. والبيوتُ تسندسَت       والضوءُ لاحَ مُهروِلاً مُتسَلِّقا
ولذا نرى الأرض اليمنية في هذه الأيام: تزداد نورًا وألقًا يوما بعد يوم، وتتزين وتكتسي باللون الأخضر؛ لتكتمل في شهر ربيع الأول الصورة الجمالية الرائعة المعبرة عن العلاقة القوية بين شعبنا وبين رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله، وقائلة لكل العالم: هذا النور الذي نستضيء به، هذا قائدنا، هذا قدوتنا، هذا معلمنا، هذا ولينا.
الأخوة المؤمنون:
لقد بعث الله الرسل والأنبياء واصطفاهم وأهّلهم وعلمهم وحمّلهم رسالته للبشرية ليحققوا غايات سامية ونبيلة كلها لصالح البشر، جاؤوا ليحققوا للإنسان السعادة والعدل، جاؤوا وهم يحملون للناس الخير والنور والحرية والكمال، جاؤوا ليحققوا أهدافًا عظيمة:

أولها: تحرير الإنسان من عبادة الطاغوت؛ فالإنسان خلقه الله عبدًا له، وبعبوديته لله تتحقق له السعادة والكرامة، وعندما يعبِّدُ الإنسان نفسه لله يكون حرًا، ولكن الطاغوت المتمثل بالشيطان وأوليائه يستهدفون الإنسان ليستعبدوه ويستغلوه، وقد جاء الأنبياء لمواجهة هؤلاء وتحرير جسد الإنسان وروحه منهم، وجاءوا ليعلموا الناس أنّ من الدين: الثورة على الظلم والظالمين؛ فالله لا يرضى للناس بالظلم ولا يريده ولا يشرعنه، وكلما تحدث القرآن عن الأنبياء فإنه يسلط الضوء بشكل أكبر على حركتهم الثورية الجهادية المواجهة للطواغيت الذين يستعبدون الإنسان بكل الطرق والوسائل، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}.
ثانيًا: إصلاح الإنسان وتربيته وتأهيله؛ لأن الطغاة لن يستطيعوا السيطرة على الإنسان إلا إذا عملوا على ضرب الإنسان فكريًا وتربويًا، ومسخ أخلاقه وفطرته، والقضاء على مُثلِهِ وقِيمه، وضرب بصيرته ووعيه، وعند ذلك سيقبل بالظلم ويرضى بالاستعباد؛ أما الإنسان الطاهر والزاكي والواعي فإنه لا يقبل بظلم الظالمين ولا يرضى بالعبودية لغير الله، وقد وجدنا الطواغيت عبر التاريخ، ووجدنا أمريكا وإسرائيل وأذنابهم في هذا الزمن يعملون على احتلال الشعوب فكريًا وثقافيًا لكي يتمكنوا من احتلالها جغرافيًا، ولكي تقبل بفسادهم وإجرامهم، وهذا ما تفعله أمريكا وإسرائيل اليوم عبر تغيير المناهج الدراسية وخاصة في البلدان المتولية لها كدول الخليج، حيث تعمل على مسخ الجيل وإفساده وفصله عن هويته عبر مناهج تدجنه وتحرفه عن دينه وهويته؛ فتأتي رسالة الله ورسله لتزكي نفسية الإنسان وتطهرها من الرذيلة والدنس والانحطاط، وتسمو بأخلاقه، وتخرجه من الضلالة والعمى والتخبط والعشوائية، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}.
ثالثًا: إقامة القسط في الحياة؛ فالأرض جزء من مملكة الله التي لا يرضى فيها بالظلم ولا بالفساد؛ فيرسل الرسل والأنبياء لإقامة القسط والعدل في الحياة كما قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}.
رابعًا: تربية الإنسان ليكون بمستوى تحمل المسؤولية التي حمّله الله إياها، وأمة محمد هي الأمة التي حملت المسؤولية الختامية للبشرية كلها كما قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}. 
أيها المؤمنون:
لنعرف ونقدر نعمة الله علينا برسول الله محمد؛ فإنّ علينا أن نعود لنعرف وضع العرب والعالم كله قبل مولده، ويكفينا أن الله قال عن ذلك الواقع: {وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، ولنستمع إلى جعفر بن أبي طالب (رضوان الله عليه) وهو يصف للنجاشي ذلك الوضع فيقول: (كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيئ الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف)، فقد كان وضع العرب تحت الصفر، أمة ممزقة تتكون من قبائل متناحرة تتقاتل فيما بينها عشرات السنوات وتقدم آلاف القتلى لسباق فرسين أو من أجل ناقة، أمة ترى في الأنثى عارًا فتدفنها حية تحت التراب، وتقتل الذكور خشية الفقر، أمة جهلت حتى عبدت الأصنام الخشبية والحجرية التي تصنعها أو تشتريها، وتخضع للأصنام البشرية التي تمتلك المال والمنصب، أمة تأكل الميتة وتأكل ما تعافه النفوس من الخبائث، وتشرب الخمور، وينتشر بينها العهر والفجور، أمة ملأت بيت الله الحرام بالأصنام والمنكرات، أمة لا هدف لها إلا الأكل والشرب واللهو واللعب، وبمجيء النبي صلى الله عليه وآله تغير ذلك الواقع وأصبحت أمة تشكل الرقم الأصعب في وزنها العالمي، فنحن نحتفل بمولد رسول الله ابتهاجاً واعترافاً بمنة الله العظيمة وفضله علينا كمسلمين وعلى العالمين، يقول الله: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، وهل هناك أكبر من فضل الله علينا بنبيه محمد سيد العالمين، وهل هناك أعظم من رحمة الله علينا بمحمد صلوات الله عليه وآله الذي أرسله رحمة للعالمين؛ فنحن نحتفل بمولد رسول الله شكراً لله على نعمة الهداية التي تتمثل في القرآن والنبي صلوات الله عليه وآله، ونتقرب باحتفالنا إلى الله؛ لأنه لولا النبي لما عرفت الأمة عزة ولا كرامة، ولا طهرًا ولا عفافًا، ولا مجدًا ولا رفعة، ولا نورًا ولا بصيرة، ولذلك نحتفل لنعترف بتلك النعمة العظيمة، وفي هذه المناسبة العظيمة من المهم جدًا الإكثار من ذكر رسول الله والصلاة عليه وآله، والتعرف عليه من خلال القرآن؛ لنعرف أخلاقه التي لخصها القرآن في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ

عَظِيمٍ}، ونعرف رحمته بالناس التي لخصها القرآن بقوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ}، ونعرف حرصه على هداية الناس التي لخصها القرآن في قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}، ونعرف حرصه على سلامة الأمة من التعب والمعاناة التي لخصها القرآن بقوله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}، ونعرف تواضعه للمستضعفين في استماعه لمرأة تشكو إليه مشكلتها التي لخصها القرآن بقوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}، ونعرف قيادته العسكرية التي لخصها القرآن في قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، ونعرف ثقته بالله في أحلك الظروف والتي لخصها القرآن بقوله لصاحبه في الغار: {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}، ونعرف صلابة موقفه على الحق في قوله صلوات الله عليه وآله: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهر ه الله أو أهلك دونه)، ونعرف جهاده ضد الظلم والجور والفساد، ونشيد بذكره العظيم الخالد، وبذلك كله نعبر عن ولائنا لرسول الله صلوات الله عليه وآله.  
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

  • الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
إن أتباع الرسول هم من ساروا بسيرته، ونهجوا نهجه، واقتدوا به في أخلاقه وتواضعه وإحسانه ورحمته، وفي صبره وثباته، وفي همته العالية وعزمه الكبير في نصرة الحق ومواجهة الباطل، وفي جهاده واستبساله وتضحيته لله وفي سبيله، وفي ألمه على ضلال الناس، وحركته بعزيمة عالية في هدايتهم، وفي علاقته العالية بالله وتسليمه لتوجيهاته وثقته به، وفي حكمته وبصيرته، وفي بنائه للأمة من كل الجوانب، ومن كان كذلك فهو مع رسول الله وإن كان بينه وبين الرسول أكثر من ألف عام، وهو ممن قال الله عنهم: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}، وأتباع الرسول هم من وقفوا أشداء في هذا الزمن أمام الكافرين ـ أمريكا وإسرائيل ـ كما وقف رسول الله بشدة أمام كفر قريش وعنادها، وكفر اليهود ومكرهم، وكفر الروم وتجبرهم، وأتباع الرسول اليوم هم من تراحموا بينهم، وتكاتفوا حين وقفوا في وجه أعداء الله وأعداء الدين فتعرضوا للحرب والحصار، وتغلبوا على المعاناة بتعاونهم على البر والتقوى، وتحركوا في مشاريع يعطف فيها الغني على الفقير، والكبير على الصغير، فكانوا بذلك كالبنيان المرصوص يشكلون سدًا منيعًا أمام مؤامرات العدو ومكره ومحاولات اختراقه لهم، وأتباع الرسول تراهم ركعًا سجدًا في محاريب العبادة، وتراهم فرسانًا مقاتلين أشداء ضد أعداء الله، ومتحركين في كل الميادين العبادية والتعاونية والجهادية، وعلينا أن نكون كذلك لنكون مع رسول الله ومن أتباعه.
المؤمنون الأكارم:
إنّ من أهم عوامل نجاح الرسالة الإلهية هي أنها تحظى بنصر الله ورعايته وتأييده وتمكينه، وكل من سار عليها يحظى بذلك النصر من الله والتأييد والمدد والعون، وهذا ما حظي به رسول الله؛ فانتصر رغم كل المؤامرات التي تعرض لها، ولا يمكن أن يترك الله رسوله وأتباع رسوله فريسة للأعداء؛ بل يؤيدهم وينصرهم كما نصر رسوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} وسيحظى كل من سار على ذلك النهج بالنصر والتأييد في أي زمان، وفي كل مكان.
وفي الختام: ندين ونستنكر على ما قام به الاحتلال الصهيوني من الاعتداء على المصلين والنساء في المسجد الأقصى، وندعو شعوب أمتنا إلى أن يكون لهم موقف تجاه ذلك.
كما ندين ونستنكر تواجد القوات الأمريكية والبريطانية وغيرها من القوات الأجنبية في المناطق الجنوبية المحتلة، وقد رأينا في وسائل الإعلام كيف أنّ القوات الأمريكية تتجول في المدارس في حضرموت، وبدون وجود أي مسؤول يتبع ما يسمى وزارة تربية المرتزقة؛ لأنها تريد أن تصنع في تلك المدارس جيلًا مدجنًا يقبل بفسادها واحتلالها، وبذلك ندعو كل أبناء الشعب اليمني إلى رفع حالة الجهوزية والاستعداد لخوض المعركة مع أئمة الكفر مباشرة (أمريكا وإسرائيل) بعد أن احترقت أوراق العملاء: {فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} وما

دمنا نتمسك برسول الله ونقتدي به فسننتصر بعون الله وتأييده، وسيبقى اليمن مقبرة للغزاة أيًا كانوا، والعاقبة للمتقين.
إخواني المؤمنين: 
ما أكثر الفواكة هذه الأيام في الأسواق وهذه نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى ولكن للأسف الشديد نجد معظم المزارعين يستعجل في قطفها وخاصة العنب والرمان والذي كثرت في الأسواق فندعوا المزارعين إلى عدم الإستعجال وتركها تنضج بشكل جيد وكذلك العناية بعمليات القطف والتنظيف والفرز وأن تباع في عبوات مناسبة وندعوا الباعة والتجار عدم تعرض هذه المنتجات للأتربة والغبار وحرارة والشمس وأن يحافظوا عليها مثلما يحافظوا على المنتجات المستوردة 
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر