الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: ((معركة طوفان الأقصى))
التاريخ: 5 / 4 / 1445ه
الموافق: 20 / 10 / 2023
الرقم : (14)
خــطـبـة الجمعة الأولى من شهر ربيع ثاني للـعـام / 1445ه
➖➖➖➖➖➖➖➖➖🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
أولاً: النقاط
1-كيان الاحتلال يرتكب أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين وخصوصا في غزة ويحظى بالدعم الأمريكي ودول الغرب الذين يتشدقون بعناوين حقوق الإنسان لكن كل تلك الجرائم تفضحهم
2-معركة طوفان الأقصى ليست معركة الفلسطينيين وحركات المقاومة وحدهم بل هي معركة الأمة فيجب علينا أن ندعمها في الوقت الذي نرى فيه أمريكا ودول الغرب الكافر تقف مع اليهود وتدعمهم وتساندهم
3-طوفان الأقصى فرز الناس إلى محق ومبطل وفضح العملاء والخونة من الأنظمة وقنوات العدوان وبعض النخب الثقافية والسياسية والكُتاب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي
4-سؤال للمرتزقة ما موقفهم من النظامين السعودي والإماراتي بعد ظهور مواقفهم لأكثر من مرة لصالح اليهود ولهذا ندعوهم إلى التوبة والعودة إلى جادة الصواب والوطن مالم فسيصبحون متولين لليهود والنصارى وحكمهم مثل أولئك
5-الحل الوحيد والصحيح في مواجهة أهل الكتاب هو بالجهاد في سبيل الله والشعب اليمني يقف المواقف المشرفة التي تبيض الوجه مع محور الجهاد والمقاومة لأن لديهم قيادة قرآنية حكيمة يجب الالتفاف حولها.
🎙️ثانـيـاً: نص الخـطبة
🎙️الخطبة الأولى 🎙️
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، القائل في محكم التنزيل: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، وأَشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا الله القائل: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
يواجه إخواننا المسلمون في فلسطين عمومًا وفي قطاع غزة خصوصًا هجومًا إرهابيًا صهيونيًا يرتكب فيه اليهود أبشع جرائم الحرب، وأعظم الجرائم ضد الإنسانية، وحرب إبادة بحق المسلمين في غزة وفلسطين، وهذه الجرائم ليست الأولى ولكنها قديمة منذ نشأة الكيان الغاصب الذي كانت نشأته قائمة على الإجرام بشكلٍ يومي، والاعتداءات بكل أشكالها: من الاغتصاب للأرض، والمصادرة للحقوق، وممارسة الاختطاف والقتل والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني، ومنذ بداية هذا الاحتلال كان الكيان الإسرائيلي ربيبًا للدول المتكبرة الاستعمارية بدءا ببريطانيا وانتهاء بأمريكا، وفي كل مراحله وإلى الآن ما زال يحظى بدعمٍ مفتوح وتبنٍ كامل من قِبل الأمريكيين ومن قِبل الدول الغربية كما هو واضح في الموقف البريطاني بالدرجة الأولى، ويتلوه الموقف الفرنسي والألماني والإيطالي وبقية دول الغرب في الأعم الأغلب، ويدعمه أولئك جميعًا في كل جرائمه وعلى طول تاريخ احتلاله؛ لكي يبقى مسيطرًا ومحتلًا لشعب وأرض فلسطين؛ بالرغم من كل العناوين التي تشدق بها الغرب الكافر؛ مثل: عناوين الحقوق بكل أنواعها: كحقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقوق الشعوب في الحرية والاستقلال، وحقوق الإنسان في الحياة؛ لكن كل تلك العناوين ضاعت وتلاشت أمام جرائم اليهود بحق المسلمين في فلسطين؛ فلا حساب على الصهاينة إن قتلوا النساء والأطفال، وصادروا حرية شعب بأكمله، وشردوه من أرضه، واغتصبوا بلده وأرضه، ولا حقوق للمرأة في فلسطين، ولا حرمة للطفل في فلسطين، ولا حقوق للإنسان في فلسطين، ويمكن للصهاينة أن يهدموا بيوت الفلسطينيين، وأن يقلعوا مزارعهم، وأن يحتلوا أرضهم، وأن يطردوا الفلسطينيين من بلادهم، وأن يحتلوا وطنًا بأكمله على شعب بأكمله، وكل هذه الجرائم بدعم أمريكي وغربي؛ لأنهم يريدون للعدو الصهيوني أن يكون رأس الحربة لهم في استهداف الأمة العربية والإسلامية.
أيها المؤمنون:
إنّ جرائم الكيان الصهيوني الغاصب منذ نشأته وإلى اليوم تفضح الغرب الكافر وتفضح أمريكا وبريطانيا والمجتمعات الغربية فيما تتشدق به من عناوين، وتؤكد أنهم مع الصهاينة وجهان لعملة واحدة، وقد شاهدنا كيف حركوا حاملات الطائرات؛ لرفع معنويات اليهود المنهارة، وكيف أرسلوا وزراءهم الذي قال أحدهم أنه جاء بصفته يهوديًا؛ ليتضح لنا أنّ من يحكم أمريكا هم اليهود، وأنّ أصدقاء أمريكا هم أصدقاء
لليهود، وأن من يقبل بأمريكا يقبل بإسرائيل؛ لأن الكفر ملة واحدة، والواجب علينا أن نتحد ونتعاون ونتكاتف مع إخوتنا في فلسطين كما تعمل دول الغرب وأمريكا وبريطانيا ودول أوروبا مع اليهود؛ حيث يمدونهم بالسلاح والإعلام والسياسة والمال؛ لأنهم يهود، ونحن ألسنا مسلمين مؤمنين كما قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وكما قال سبحانه وتعالى: (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) وكما قال سبحانه وتعالى: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً).
عباد الله:
إنّ معركة (طوفان الأقصى) ليست معركة الفلسطينيين لوحدهم، وليست معركة فصائل المقاومة في غزة لوحدها، بل هي معركة الأمة كل الأمة في وجه اليهود الغاصبين المعتدين، وهي معركة الإسلام ضد الكفر المتحالف والمتحد على إخواننا المسلمين في قطاع غزة وفلسطين، وإنّ نصرة الشعب الفلسطيني من أوجب الواجبات وأقدس المقدسات وأعظم الفرائض والقربات، وهي واجبة كوجوب الصلاة والزكاة، والتفريط فيها والتخاذل عن نصرتهم فيه إثم كبير، ولا يمكن أن يسلم الإنسان معه من الحساب والعقاب في الدنيا والآخرة، ولا سيما بعدما شاهدنا بالصوت والصورة مظلوميتهم، وشاهدنا أشلاء الأطفال ودماء النساء والأبرياء، ورأينا اليهود يدمرون المنازل فوق أهلها، ويعتدون على المسجد الأقصى الذي يعتبر أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والذي حرمته كحرمة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وقداسته ورمزيته مثلهما، والتفريط فيه أمام اليهود يعتبر تفريطًا كبيرًا، وإثمًا عظيمًا، ناهيكم عن الجرائم الفظيعة التي يرتكبها اليهود بحق إخوتنا وأبناء ديننا وعقيدتنا الإسلامية في قطاع غزة من جرائم يندى لها جبين الإنسانية، ومن فظائع وإرهاب يحرك الأموات فضلًا عن الأحياء؛ فكيف نخذلهم ونتركهم وهم مسلمون يستعينون بنا لنصرتهم ونجدتهم وحمايتهم من بطش اليهود وإجرام الصهاينة، وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (من سمع مناديا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
عباد الله:
لقد فرزت معركة (طوفان الأقصى) الناس إلى صنفين: محق ومبطل، وقد كشفت كثيرًا من الأقنعة المزيفة، وفضحت العملاء والخونة من حكومات وأنظمة وكيانات وأحزاب وكُتّاب ومثقفين وعلماء وقنوات ومفسبكين، وهذه فرصة لنعرف - أكثر من أي وقت مضى - الحق وأهله؛ لأن الحق مواقف، وقد كشفت المواقف من فلسطين: الحق من الباطل، وعندما نجعل قضية ومظلومية فلسطين والأقصى معيارًا؛ فإننا سنعرف الحق من الباطل، وقد شاهدنا مواقف الخيانة من حكام الإمارات والبحرين، وكذا المواقف المتواطئة لمعظم الحكومات العربية والإسلامية: كالنظام السعودي والنظام التركي، وكذا الموقف المخزي لجامعة الدول العربية التي ساوت بين المظلوم والظالم، وكل تلك المواقف كفيلةٌ بأن تُفهم كل الناس: (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).
كما أنها فضحت قنوات إعلام دول النفاق المطبعين التي هي قنوات صهيونية ناطقة باللغة العربية كقنوات السعودية والإمارات وغيرها التي تسعى إلى تضخيم جنود الاحتلال وقوته التي شاهدنا كيف انهارت وكيف سقطت إلا إنّ تلك القنوات تخدم اليهود؛ فيجب علينا مقاطعتها والاكتفاء بقنوات محور الجهاد والمقاومة التي مواقفها مع المجاهدين في أرض فلسطين.
كما افتضح بعض النخب المثقفة من الكُتّاب ورواد مواقع التواصل الذين أظهروا ميلهم إلى اليهود وطعنهم للمجاهدين وللأمة في ظهرها، وإذا كان التفريط والخذلان للمجاهدين في فلسطين جريمة فكيف بالتطبيع مع اليهود والصهاينة والتبرير لجرائمهم؟! وبالتأكيد أنّ تلك جريمة كبيرة تجعل صاحبها صهيونيًا كما قال سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) وتجعل صاحبها شريكاً لليهود في دمار الشعب الفلسطيني.
وهنا نتساءل أيها المؤمنون:
ما موقف من التحق بصفوف العدوان مع الإمارات والسعودية بعد ظهور مواقفهم لأكثر من مرة مع اليهود ضد الفلسطينيين؟! وإنها لجريمة نكراء وعار لا يُمحى؛ حينما يتجند الإنسان في جبهة يقودها عملاء الصهاينة وخدامها وشركاؤها في تصفية القضية الفلسطينية، وإنّ المواقف الأخيرة للنظام السعودي والإماراتي مع اليهود كفيلةٌ بأن تجعل المغرر بهم يعودون إلى رشدهم وصوابهم وأبناء بلدهم وصف وطنهم بدلا من الالتحاق بالمنافقين إخوة اليهود وأولياء الصهاينة وعملاء إسرائيل الذين جاءوا إلى اليمن ليبددوا مخاوف الصهاينة من الأحرار في الشعب اليمني، وإذا لم يرجع المغرر بهم بعد كل هذه الجرائم عن التعاون مع عملاء اليهود فسيشملهم حكمهم ومصيرهم حيث يقول سبحانه وتعالى:
(بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) وفي قوله سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) والواجب علينا جميعًا هو دعوة من نعرف من المغرر بهم إلى أن يرجعوا إلى جادة الصواب، وأن يستغفروا الله من الخطأ في العمالة للغزاة والمحتلين لبلدهم وشعبهم، وأن يتركوا تولي أولئك الذين ظهروا عملاء لليهود والصهاينة امتثالا لقوله سبحانه: (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) وكما قال سبحانه: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم إنه تعالى ملك رؤوف رحيم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
🎙️الخطبة الثانية🎙️
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله ولي المؤمنين، وناصر المستضعفين، ومذل المستكبرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
لقد قدّم القرآن الكريم: الحل الوحيد والاستراتيجية الكفيلة بتحرير الأمة وحماية المقدسات؛ ألا وهو الجهاد في سبيل الله تعالى، وقد شاهدنا كيف قَلَبَ المعادلة على الأعداء في فلسطين ولبنان واليمن وغيرها، وها هم الفلسطينيون - طيلة سبعين عامًا - لم تُرجع لهم الأمم المتحدة حقًا، ولا حمت لهم عرضًا، ولا ردّت عنهم عدوانًا، وإنما الذي حماهم وردع عدوهم هو الجهاد في سبيل الله تعالى مصداقًا لقوله سبحانه: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) وكما قال سبحانه: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وكما قال سبحانه: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) وقد شاهدنا المجاهدين في غزة كيف لقّنوا الصهاينة دروسًا لن ينسوها.
وصحيح أنّ هناك خسائر وتضحيات في صفوف الفلسطينيين، ولكنها تحدث منذ بداية الاحتلال بدون مقابل، وهي صور طالما شاهدناها وهي جرائم نستنكرها وندينها؛ لكن الجديد هذه المرة والذي لم يكن يحصل من قبل هو ما تلقاه الصهاينة من ضربات قاضية كسرت هيبتهم، ومرّغت أنوفهم، وأسقطت سمعتهم، وأذلت جيشهم، وأهانت مكانتهم، وسفكت دماءهم بعد أن كنا لا نرى إلا الدم الفلسطيني هو المسفوك، وسينتصر المجاهدون في فلسطين بإذن الله تعالى؛ فالله سبحانه يقول: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) ويقول جل جلاله: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وإن انضم إليهم الأمريكان فقد قال الله سبحانه عن استراتيجية اليهود: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) فهم أضعف من أن يواجهوا أو يهاجموا ومن هنا جاءت استراتيجية: (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) والنصر هو بيد الله سبحانه وليس بيد أمريكا، ولا تحققه حاملة الطائرات ولا كثرة الزيارات للكيان المؤقت؛ فقد قال سبحانه: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) وقال سبحانه: (وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه: (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ) وها هو الكيان المؤقت قد بدأت نهايته بمعركة طوفان الأقصى، وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم في سورة الإسراء حينما قال: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).
أيها المؤمنون:
إنّ خروج شعبنا المليوني تأييدًا لمعركة (طوفان الأقصى) هو موقف مشرف وعظيم يبيض وجه شعبنا بين يدي الله سبحانه، وهذا ليس غريبًا على شعبنا اليمني الذي موقفه من القضية الفلسطينية هو موقف ديني وأخلاقي وإنساني ومبدئي، وهي القضية المركزية الأولى لنا، ونحن نعلم أنه لم يَشن الأعداء عدوانهم علينا منذ تسعة أعوام إلا
بسبب موقف شعبنا من فلسطين وعدائه للصهاينة، ولم تُشن الحروب الست على المشروع القرآني إلا إرضاءً لليهود ومحاولةً لإطفاء هذا المشروع الذي جاء لينصر القضية الفلسطينية ويرفع شعار البراءة من أعداء الله، هذا الشعار الذي أكدت الأحداث والوقائع والأيام صوابيته وحكمته وفعاليته وأثره وأهميته في الحرب النفسية على الأعداء، وفي تحصين الأمة من الاختراق من قبل اليهود، والذي هو أقلّ ما يمكن أن نُعبّر به - عندما نرفعه - أمام ما يرتكبه الصهاينة من الموت والقتل والدمار للمسلمين في غزة وفلسطين.
عباد الله:
إنّ شعبنا اليمني العظيم لم يكن له أن يقف هذا الموقف المشرف لولا ما منحه الله سبحانه من القيادة الإيمانية الربانية التي تتجه بنا إلى المواقف المشرفة، وإلى تَبَنّي قضايا أمتنا الإسلامية، والتي تعود بنا إلى أصالتنا وهويتنا وديننا، وها نحن في هذا العدوان على غزة لم نسمع قائدًا عربيًا يهدد اليهود ويتضامن مع فلسطين ويقود شعبه للمواقف الإسلامية التي تُبرئ ذمم المسلمين في يوم القيامة من السؤال بين يدي الله عندما يسألنا: ماذا عملنا لإخوتنا في فلسطين؟ ونحن مع هذا القائد العظيم جزء من محور المقاومة، ولا نقبل تجزئة المعركة في الوقت الذي يتّحد فيه اليهود ودول الغرب الكافر في العدوان والتآمر على فلسطين، ونحن في يمن الإيمان والحكمة مُفوِّضون وجاهزون وواثقون بإيمان قائدنا وشجاعته وحكمته في اتخاذ المواقف المناصرة للقضية الفلسطينية ضمن التنسيق مع محور الجهاد والمقاومة؛ لاتخاذ ما يلزم أمام الله في نصرة المستضعفين من المسلمين في فلسطين، والدفاع عن الأقصى الشريف ثالث الحرمين وأولى القبلتين ومسرى نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى آله: (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
عباد الله :
من الظواهرالسلبية التي انتشرت في السنوات الأخيرة وزادت هو الزحف العمراني على الأراضي الزراعية وهذا يعد خطرا كبيرا يهدد الأمن الغذائي ويقلل من كميات الإنتاج الزراعي ويحد من المساحات المزروعة فما أكثر الأراضي الزراعية الخصبة والتي أصبحت مباني سكنية سواء في ضواحي أمانة العاصمة أو في القيعان الزراعية قاع البون وقاع جهران والسحول وقاع الحقل وهذه القيعان كانت تنتج أجود أنواع الحبوب ولكنها اليوم تحولت إلى بيوت سكنية وعلينا أن نحافظ على الأراضي الزراعية أو البناء فيها وأن يتم تفعيل مواثيق ومراقيم بعدم بيع الأراضي الزراعية او البناء فيها فأجدادنا القدامى كانوا يبنوا بيوتهم في الجبال والأراضي الغير صالحة للزراعة وذلك حفاظا على الأراضي الزراعية فإذا لم يتم اصدار قرار بمنع البناء في الأراضي الزراعية فإن الأجيال القادمة لن تجد أين تزرع وستتحول الأراضي الزراعية الخصبة إلى أسطح خرسانية والأشجار إلى أعمدة إسمنتيه.
عباد الله:
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله امتثالًا لقول الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في فلسطين، وانصرهم نصرًا عاجلًا يا قوي يا جبار.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
------------------