الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------
خطبة الجمعة الثالثة من شهر ربيع أول 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(. عالمية الرسالة والدعوة )
التاريـخ: 19/ 3/ 1447ه
المـوافق: 11/ 9 / 2025م
الرقم: (12)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة
1-تميزاليمنيون بعلاقةحب وصدق ووفاء مع رسول الله في زمنه ولا زالوا يحملون تلك العلاقةرغم جفاءغيرهم، وفي مولده جددوا الولاء لرسول الله بالسيرعلى نهجه
2-مولدرسول الله بوابة لدراسةسيرته وقيادته ورافعةلإخراج الأمةمن واقع الذلةوفرصة للاقتداء به
3-تفردت أمةالملياري مسلم بأغرب موقف سلبي هوالتفرج على غزةوتميز اليمنيون بأغرب موقف إيجابي هونصرةغزة
4-الحرب الناعمةهي سبب موقف الأمةالمتخاذل من غزةحيث أصبحت لاتعي خطورةالعدو ولا تعي أنهاجربت كل شيء ففشلت وعليها أن تجرب العودةإلى القرآن
5-ولدرسول الله في عام الفيل وكان من بشائرمولده هلاك أصحاب الفيل ومنع الجن من استراق السمع وقد حفظه الله في طفولته وشبابه
6-جاءرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن كنورإلهي يخرج الناس من كل الظلمات فخسرالشرف أهل مكة وفاز به أهل المدينةورغم كل المؤامرات انتصررسول الله لأن الإسلام لايقبل الهزيمة
7-حفلت آيات القرآن بالحديث عن الجهادلأهل الكتاب ودعوة السيدالقائدهي الكلمةالباقية التي تعبرعن قوةوثقة في دين الله وأننالن نتراجع عماأمر الله تعالى.
🔹ثانياً: نص الخطبة
✒️الخطبـة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الأبْصَارِ بِالْعِزَّةِ, خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، ووَاحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، العليِّ عن شَبَهِ المخلوقين، والظاهِرِ بِعجائبِ تدبيرِهِ للناظرين، والباطِنِ بجلالِ عِزَّتِهِ عن فِكْرِ المُتَوَهِّمِين، الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، القائل في كتابه العزيز: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله واحدُ بلا عدد، وقائمُ بلا عمد، قوة كل ضعيف، وغنى كل فقير، ونصير كل مظلوم، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ وَأَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، وَمَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، وبلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ اللهُ به الظُلمة، وجاهد الظالمين والمجرمين، والطغاةَ والمستبدين حتى أتاهُ اليقين، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي أولًا بتقوى الله تعالى وطاعته، القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، والقائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
عباد الله:
في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت علاقة اليمنيين برسول الله مختلفة عن علاقة غيرهم معه؛ فالحب والوفاء هو الرابط بين اليمنيين وبين رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ولذا استطاعوا أن يتغلبوا على كل المتاعب والمعوقات، وقدموا أغلى التضحيات، وفي مواجهة الجاهلية الأولى وقفوا مع رسول الله كالجبال الشامخة، وتلقوا جفاء العرب، وحقد اليهود، وعداوة النصارى، وواجهوا الجميع مع رسول الله لا يخافون في رضا الله ورسوله لومة لائم، ولا يبالون بشيء في سبيل الله، ورغم فقرهم وقلة عددهم وعتادهم فقد أصبح الإسلام قوة لهم – وهو قوة وعزة وغنى لكل من تحرك معه – فانتصروا وهُزمت الجاهلية الأولى، وانتشر الإسلام وانتصر وقام عموده، وشمخ طوده.
واليوم في زمن جاهلية أخرى هي أشد وأشر، انتشر فيها الظلم والكفر والضلال والفساد، وانفصلت الأمة فيها عن الله ورسوله والقرآن، حيث يقف فيها ملياري مسلم أمام حفنة من اليهود، يتفرجون على شعب منهم، يُقتل ويموت جوعا ولا يعملون له شيئا، وفي هذا الوضع السيء، خرج أبناء الشعب اليمني المؤمن الحكيم عمّا عليه الأمة، وتفردوا بموقف مغاير كما تفرد أجدادهم بالموقف في الزمن الأول، ففرحوا برسول الله واحتفلوا بمولده كما احتفل أجدادهم به في هجرته، وجاهدوا على دربه ومنهجه كما
جاهد أجدادهم، ونصروه في زمن التخاذل، ووقفوا مع حفيده مساندين لغزة في مرحلة تغربلت فيها الأمة والبشرية.
وفي يوم مولد رسولهم ونبيهم وحبيبهم رسول الله محمد، إمام الرحمة، وقائد الخير، ومفتاح البركة، ومنة الله الكبرى على العرب، خرجوا خروجا مليونيا عالميا حمل عدة دلالات، منها: شكرًا لله على فضله، وعرفانًا بنعمته حين قال: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وتأكيدًا وتجديدًا للولاء لرسول الله، وإحباطًا لمساعي الأعداء الذين يعملون بكل وسيلة على تضييع عظمة النبي في قلوب أمته.
عباد الله الأكارم:
لقد كانت مناسبة مولد رسول الله موسما للعطاء التربوي الذي نهله أبناء الشعب اليمني خلال الفعاليات والمناسبات التي أقيمت، وفيها العودة إلى سيرة رسول الله، والتذكر لسنته، والاقتداء به، والرجوع إلى منهجه، والاستعراض لمراحل حياته؛ فكانت المناسبة عطاءً في الروح، وترسيخًا لحبه في الأفئدة، واقتداءً برسول الله في جهاده وأخلاقه وعبادته وحياته كلها، والشعب اليمني لا يحتفل رسول الله فقط، بل يجعل من مناسبة المولد بوابة للعودة إليه كقدوة وكأعظم قائد عرفه التاريخ، وقائد مجاهد يجب على الأمة أن تقتدي به لتواجه طغيان الطغاة كما فعل، وتقاتل اليهود والنصارى كما فعل.
واليوم ينطلق اليمنيون ليشكلوا رافعة للأمة من وحل الذلة، ويقدمون الغالي والنفيس كأجدادهم الأنصار ليكونوا أنصارًا للإسلام، وسندًا للمسلمين المستضعفين، ومن أجل أحقاق الحق، والتصدي للكافرين وأعوانهم المنافقين، حين وقفت أمة الملياري مسلم في أغرب موقف، وهم متفرجين على غزة وهي تُذبح، وقد أصبحت حصيلة سبع مائة يوم من العدوان (64,300 شهيد، بينهم 20,000 طفل عربي مسلم، و12,500 امرأة عربية مسلمة) فهل الأمة تقتدي برسول الله الذي رفض أن تكشف عورة امرأة مسلمة واحدة؟! و9,500 مفقود تحت الأنقاض، لم تستطع الأمة حتى أن تخرج جثامينهم، و376 شهيدًا ماتوا جوعًا، بينهم 134 طفل، والمسجد الأقصى ينتهك يوميًا ويسعى العدو إلى هدمه، وهو مسرى رسول أمة الإسلام، ومقدس من مقدساتها، فماذا جرى للأمة حتى وصلت إلى هذه الحالة؟
أيها المؤمنون:
إنّ الحرب الناعمة التي تعرضت لها الأمة في فكرها وتفكيرها وثقافتها وأخلاقها قتلت نخوتها وفطرتها، وأصبح واقعها غريبا كل الغرابة، وحينما يصرح قادة الصهيونية بأنهم سيحتلون كل البلدان العربية المجاورة لفلسطين، ويسعون بكل جد لذلك؛ نجد العرب لا يفهمون ولا يفقهون ولا يوقنون أنّ ذلك يُشكل خطرًا عليهم وعلى شعوبهم، بل يستمرون في حالة التخاذل المتنافية مع دين الإسلام ومبادئه، وكل ذلك التخاذل نتيجته الهلاك والخسران والاستعباد لأسوأ وأحقد وأجرم عدو للأمة.
ولا نجاة للأمة اليوم إلا بالرجوع إلى القرآن كمنهج، وإلى الرسول كقدوة تقتدي به وتتحرك كما تحرك في مسؤوليتها الجهادية المقدسة لنصرة الشعب الفلسطيني، ودرء شر اليهود وفسادهم، ووضع حد لإجرامهم، والمولد يمثل فرصة للعودة إلى الخط الذي رسمه النبي في كل جوانب الحياة، والذي يمثل الحلّ الذي لا حلّ غيره؛ فقد جربت الأمة المفاوضات والتسليم والاستسلام والتطبيع وغيرها؛ ففشلت كلها، فلماذا لم تجرب الأمة العودة إلى القرآن الكريم وإلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟! فلا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها، ولا خلاص من الجاهلية الأخرى إلا بنور الله الذي أخرج الله به الناس من ظلمات الجاهلية الأولى.
*عباد الله:*
حين وصلت البشرية إلى تلك الحالة من الضلال والفساد في الجاهلية الأولى وُلد رسول الله محمد في عام الفيل، وقد أرسل النصارى تابعهم أبرهة ليعمل على استهداف رسول الله، ويهدم الكعبة حتى لا تبقى رمزًا دينيًا يوحد العرب؛ فأهلك الله أصحاب الفيل لأنه غالب على أمره ولو كره الكافرون، وكانت تلك الآية علامة على قرب ولادة خاتم النبيين، وبمولده المبارك حدثت متغيرات كونية منها منع الجن والشياطين من استراق السمع في السماء ورميهم بالشهب كما قال تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا . وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا}، وقد حمى الله نبيه ورعاه منذ ولادته، وهيأ له جده عبد المطلب وعمه أبوطالب لكفالته وحمايته في طفولته، ثم تميز بنشأة عظيمة في شبابه بكمال إنساني من الزكاء والسمو والرشد والحكمة، ثم أرسله الله رحمة للعالمين، {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}، وأنزل عليه القرآن نورًا مبينًا، ومعجزة خالدة، ومنهجا عمليًا يتبعه، ونورًا يخرج به الناس من الظلمات إلى النور، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
وبذلك النور تحرك رسول الله لإنقاذ البشرية وإصلاح واقعها، وتحرك بالحق الذي قال الله عنه: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}، وتحرك بكل حرص على هداية الناس إلى الدرجة التي قال الله عنها: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، وفي مكة أمضى ثلاثة عشر عامًا من التبليغ وإقامة الحجة وبناء نواة أمة مؤمنة، ولأن أهل مكة ارتبطوا بالملأ المستكبر، وأصبح توجههم ماديًا: أصابهم العمى، وغطى على قلوبهم الران، حتى قال الله عنهم: {لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}، فلم يشاهدوا نور الإسلام، وقيمه ومبادئه وأخلاقه؛ فأذن الله باستبدالهم بأهل المدينة من الأنصار، وتآمرت قوى الطاغوت على رسول الله ومن معه من مشركي العرب واليهود والنصارى.
وكان أبرز تحالف لليهود والعرب على رسول الله وأكبر تجمع للمقاتلين العرب هو في غزوة الأحزاب، فواجههم رسول الله جميعًا وهزمهم، وأثبت أنّ الإسلام لا يقبل الهزيمة؛ لأنه يربط الناس ويوصلهم بالله، ويبني المعنويات، ويسير وفق سنن الله العملية وتعليماته، وانتصر رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله على كل حروب الأعداء العسكرية والناعمة، ووقف في وجه الكافرين والمنافقين حسب توجيهات الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
لقد حفلت حياة رسول الله، وحفل القرآن بالحديث عن الجهاد في سبيل الله؛ فبه انتصر الرسول للإسلام، وبه اعتز الدين والأمة، وبه تطهرت الأرض من شر الأشرار، وبغيره لا خلاص للأرض وأهلها من فساد المفسدين وجور الجائرين، وقد تحرك رسول الله بالجهاد، وربّى الأمة على الجهاد، ودعا إلى الجهاد، ورفع معنويات المسلمين حتى جعلهم متحركين في خط الجهاد فاتحين بعد وفاته، وسطّر القرآن تفاصيل جهاد رسول الله لمشركي العرب ولليهود وللنصارى، واليوم لا حلّ للأمة، ولا مخرج لها من واقعا السيء إلا بالعودة إلى القرآن والجهاد في سبيل الله، ولأن الإسلام هو رسالة الله للعالمين، والنبي محمد أرسل رحمة للعالمين جميعًا: كان التوجيه من الله لرسوله محمد صلوات الله عليه وآله بدعوة أهل الكتاب من اليهود والنصارى إلى دين الله وإلى القرآن في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، وهذه الدعوة هي الكلمة التي قال الله عنها في ذرية إبراهيم عليه السلام: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، وقد أطلقها حفيد محمد السيد عبد الملك في احتفال الشعب اليمني المليوني بمولد رسول الإسلام، ودعا النصارى إلى أن يتخلوا عن شركهم وادعائهم أنّ عيسى أله أو أنه ابن الله، ودعا اليهود إلى أن يتخلوا عن كفرهم وشركهم، وهذه دعوةٌ كما أمر الله ليعلموا أننا لا نُقرّ أنهم على دين، وليعلموا أننا على ثقة كاملة من أننا على الحق المبين، وأنهم على الكفر المبين، وأننا لا نُقرّ ولا نعترف بما يسمى بالإبراهيمية أو ما يسمى بحوار الأديان؛ فعليهم أن يتخلوا عن الكفر الذي هم عليه، ويدخلون في دين الله ولهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإلا فإنّ ديننا وقرآننا يأمرنا بجهادهم، ولن نتنازل عن مبادئ الدين وقيمه كما يفعل العرب لترضى أمريكا، ولن نلغي الجهاد كما فعل العرب لترضى أمريكا، ولن نتأقلم ونؤقلم الدين كما يريد الغرب الكافر، فنحن نتحرك بحركة محمد صلوات الله عليه وآله، ومواقفنا ثابتة، ومبادراتنا هي مبادرات القرآن، {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}، ولن نقدم مبادرات تفضي إلى حلول وسطى بيننا وبينهم، ونحن لا ندعوهم إلى حوار باعتبارهم أهل دين ونحن أهل دين كما يفعل العرب، بل نحن ندعوهم إلى أن يسلموا لأنهم على الكفر وليسوا على دين سماوي وإنما هم على أهواء: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى
الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}، ونحن موقنون أنهم خاسرون كما تحدثت آيات سورة المائدة، وموقنون بالنصر وتحقق وعود الله كما بينت آيات سورة الإسراء، والعاقبة للمتقين.
المؤمنون الأكارم:
ختامًا: نبارك الضربات النوعية والعمليات المستمرة لقواتنا المسلحة اليمنية تجاه الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة.
وندعوكم بدعوة الله، ودعوة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ودعوة المستضعفين المظلومين في غزة للاستمرار في الخروج في كل جمعة جهاداً في سبيل الله، ودعمًا للضربات على الكيان الغاصب.
فالله الله في مواصلة النفير والخروج كباراً وصغاراً، والحذر الحذر من التفريط فأنتم يا أبناء اليمن أنصار الله ورسوله قديمًا وحديثًا، وأنتم أنصار المستضعفين وحماة المقدسات، وأنتم حزب الله الغالبون ولو كره الكافرون.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن، وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــهيئة.
------------