الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
نقاط وخطبة الجمعة الأولى من شهر محرم 1445ه
الــعـنــــــــوان: (الهجرة انتقال نحو النصر )
التاريـــــــــــــخ: 3 / 1 / 1445هـ
الموافق 21 / 7/ 2023 م
الـرقــــــــــــم: ( 57)
......................................................
أولاً: النقاط
1-اختارالله مكةلتكون منطلق الرسالةبسبب وجود الفرع الإبراهيمي فيها ولأنهاالمركزالديني والإعلامي للعرب ولإستقرارالجانب الأمني والاقتصادي فيها ولأنها المكان الأنسب لإعلان هذاالإسلام
2-مجتمع مكة يواجه الرسالة الإلهية رغم تمنيهم أن يبعث الله فيهم رسولآ
فاستبدل الله بهم غيرهم وكان من أهم عوامل ذلك ارتباطهم بالملإ المستكبر
وطغيان المعيارالمادي لديهم فأفقدهم شرف حمل المشروع العظيم وهذا ما نعانيه اليوم من الأنظمةالعميلة
3-أمام ذلك الواقع أذن الله لرسوله بالهجرة فوقع اختياره على مجتمع يثرب الأوس والخزرج والذي كان من أهم خصائصه ما وصفهم الله به {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ....َ}
4-التوضيح بأن الهجرةالنبويةتحول للمشروع الإلهي من مرحلةالإعلان إلى مرحلةالبناء والإنتصار
5-حادثةكربلاء لها علاقةبواقع الأمةفي الماضي والحاضر وإحياؤنالها هوتعبيرعن الحب والولاء للنبي(ص) وللحسين(ع) وارتباط بالمنهج وإحساس بالمظلومية واستذكار لبواعث ثورته ودوافع خروجه.
▪️ ثانياً: نص الخطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بيده مقاليد السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً}.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، إمام الرحمة وقائد الخير ومفتاح البركة، اللهم فصل على سيدنا محمد كما نصّبَ لِأمْرِكَ نفسه، وعرَّضَ فيكَ للمكروه بدنه، وأَدْأبَ نَفْسَهُ في تبليغ رسالتك، وأتْعبَهَا بالدعاء إلى ملتك، وهاجر إلى بلادِ الغربةِ ومحل النَّأي عن موطن رَحْلِهِ، ومَسْقطِ رأسه، إرادةً منه لإعزازِ دينك، حتى استتبَّ له ما حاول في أعدائك، واستتمَّ له ما دبّر في أوليائك، فَنَهَدَ إليهم مسَتفتحاً بعونك، ومتقوياً على ضعفه بنصرك، فغزاهم في عُقْرِ ديارهم، وهجم عليهم في بُحْبُوحَةِ قَرَارِهم حتى ظهر أمْرُكَ، وعلَتْ كلمتُك ولو كره الكافرون، اللهم صل عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته الأخيار.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
في كل زمان عندما تشتد الظلمات، وينتشر الجهل والمنكر والفساد، ويعم الضلال؛ يستشعر الناس بفطرتهم الحاجة إلى من ينقذهم ويبصرهم ويخرجهم من ذلك الواقع، والله برحمته لا يترك الناس دون أن يبعث فيهم من ينقذهم ويهديهم ويبصرهم، وقبل مجيء النبي صلوات الله عليه وآله كان الوضع في العالم كله في حالة رهيبة استشعر معها الناس الحاجة إلى منقذ ومُخَلّص من تلك الوضعية، وكان الموعد مع الرسالة الإلهية الخاتمة، والهادي للبشرية كلها، ويذكر لنا القرآن الكريم كيف كان أهل الكتاب يترقبون مجيء ذلك المنقذ فيقول عنهم: {وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ}.
ويذكر لنا القرآن الكريم واقع المجتمع القرشي العربي في مكة التي كانت المركز الديني المقدس لدى العرب؛ فيحجون إليها ويرتبطون بها كمركز تجاري وسياسي بارز، وكان المجتمع في مكة يعيش حالة الحسرة والأُمنيات، ويتطلعون إلى من ينقذهم ويخلصهم، ويتطلعون إلى هدى الله، فيقول القرآن عن ذلك: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ}، فكانوا يتمنون أن يأتي نذير ليكونوا من أنصاره، ويتحركوا تحت رايته؛ ليتفوقوا على المستوى الروحي والفكري والثقافي والحضاري على غيرهم من الأمم، وكانوا يتمنون لو أن لديهم كتابا من كتب الله، وهدىً من الله ليتميزوا به عن سائر الأمم بالارتقاء السلوكي والأخلاقي فيقول عنهم: {وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ . لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنْ الْأَوَّلِينَ . لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}.
ولكنّ المشكلة أنه لما جاء من كانوا ينتظرونه كفر به أهل الكتاب فقال عنهم: {فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ} وكفرت به قريش فقال عنهم: {فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} وقال: {فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً}.
المؤمنون الأكارم:
اختار الله مكة لتكون مركزاً للدين الإلهي، وهيأها بالبيت الحرام، واختار الله خليله إبراهيم (عليه السلام)، وأمره أن يدعو الناس للتوجه إلى البيت الحرام لعبادة الله وترسيخ مبدأ التوحيد لله والقيم الإلهية، وأمره أن يُسْكِنَ في مكة فرعا من ذريته ليحمل قيم الدين ومبادئه عبر الأجيال، وكان ذلك الفرع هو إسماعيل (عليه السلام) وتوجه إبراهيم بالدعاء إلى الله أن يوفر لذريته أسباب الاستقرار الاقتصادي والأمني في مكة ليقوموا بمسؤوليتهم: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.
واستجاب الله لإبراهيم ومرّت آلاف السنوات بعد نبي الله إبراهيم، فتغلغلت الانحرافات والخرافات في مجتمع مكة حتى وصلت إلى الشرك بالله، ورغم كل ذلك بقي لفرع نبي الله إبراهيم الدور الأبرز في الحفاظ على مبادئ الدين والقيم الإلهية عبر الأجيال المتعاقبة، وكان من أهم العوامل التي جعلت مكة مركز الرسالة الإلهية هو وجود ذلك الفرع، ووجود البيت الحرام ومشاعر الحج، ولأن مكة كانت تتمتع باستقرار اقتصادي وأمني أكثر من غيرها من المناطق المحيطة بها، ولأنها كانت مركزاً اجتماعياً وإعلامياً للعرب، ولأن مكة كانت خارج نفوذ وسيطرة القوى العظمى في ذلك الزمان، وقد حاول الروم عبر حملة أبرهة السيطرة على مكة وتغيير وضعها باعتبارها مركزاً دينياً للعرب قاطبة، ولكنهم فشلوا كما ذكر ذلك القرآن الكريم في سورة الفيل، وكل هذه العوامل جعلت مكة هي أنسب مكان ينطلق منه المشروع الإلهي فيسمع به الجميع.
الأخوة المؤمنون:
رغم أن المجتمع القرشي كان يتمنى أن يُبعث فيه رسولاً وأن ينزل عليه كتاباً ليتفوق بهما على الأمم إلا أنه واجه المشروع الإلهي بالإنكار والمحاربة عندما بُعث النبي محمد صلوات الله عليه وآله، وكان هناك أسباب جعلت المجتمع المكي يقف ذلك الموقف، منها:
أولاً: أنهم لم يرتبطوا بالقيم والمبادئ، ولم تكن لها قيمة لديهم، بل ارتبطوا بالملأ المستكبر من أصحاب السلطة وأصحاب المال الذين يقوم نفوذهم على الطغيان والاستعباد والإذلال والممارسات الإجرامية، وهذا يتعارض مع رسالة الله التي تحرر الإنسان وتبني واقعه على العدل والحرية والعزة؛ ولذا وقف الطغاة في مواجهة الرسالة الإلهية، ووقف أتباعهم معهم ينصرونهم.
ثانياً: طغى المعيار المادي على مجتمع مكة؛ فاتبعوا من يمتلك المال حتى لو كان لا يمتلك قيما ولا مبادئ، ولا يريد للناس عزة ولا كرامة؛ فكانت تلك أسوأ السلبيات التي جعلت المجتمع المكي يكفر بآيات الله، ويفقد العزة ويفقد شرف حمل المشروع الإلهي في الدنيا والآخرة، وهذه الأسباب هي نفسها التي نعاني منها اليوم مع الأنظمة العميلة كالنظامين الإماراتي والسعودي اللذين يمتلكان المال ولا يمتلكان القيم والمبادئ والأخلاق، ونجد الكثير من الدول تقف معهم لكي تحصل على المال منهم، ولذا يعمل اليهود على أن يطغى لدى الناس المعيار المادي ويصبح المال وجهتهم وقبلتهم، ولا يهتمون بالقيم والمبادئ والأخلاق، وبذلك يضمن اليهود لباطلهم أن ينتصر، بينما يربينا القرآن على الاهتمام بالقيم والمبادئ.
أيها الأخوة المؤمنون:
لقد تحقق للرسالة الإلهية في مكة ما أراده الله من الإعلان وانتشار خبرها في الجزيرة، ولأن مجتمع مكة فشل في حمل الرسالة ونيل فضلها فقد أذن الله لرسوله بالهجرة فقال: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ} وكان لابد من مجتمع حاضن للرسالة وناصر لها، وبدلاً عن مجتمع مكة فاز بذلك الشرف: مجتمع المدينة، الذي كان مجتمعاً معطاءً بدلا عن مجتمع مكة الطامع في الماديات، مجتمعا يُؤْثِرُ على الماديات الرخيصة؛ القيم ومكارم الأخلاق ويقدر قيمتها ويصبر ويضحي من أجلها، مجتمعا قال الله عنه: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} مجتمعا وصفه النبي صلى الله عليه وآله بقوله: (إنكم ما علمتم تكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع) مجتمعا قال عن نفسه: (إنا لصُبُر في الحرب صُدُق عند اللقاء).
وهذه هي أهم مواصفات المجتمع الحاضن للرسالة والناصر لها، ورتب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خروجه إلى المدينة، واختار الإمام عليًا (عليه السلام) ليكون أول من يقف فادياً للنبي بنفسه، ويتوجه النبي بحس أمني عالٍ في غير اتجاه المدينة بعد أن وصل الحال بقومه إلى التآمر على قتله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
خرج وكله ثقة بالله، وفي أصعب الظروف يقول: {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} وما أعظمها من كلمة وهو يحمل رسالة الله إلى العالمين؛ فلم يطلب من الله الحرس ولا الجيوش ولا الأمن والمخابرات ولا الأموال والموازنات، ولم يتذمر ولم يقلق؛ لأنه يشعر أن الله معه، ومن كان الله معه فالكون كله جندي صغير بأمر الله معه، ولهذا قال الله: {فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ووصل الرسول صلوات الله عليه وآله إلى المدينة ليستقبله مجتمع المدينة المعطاء بكل ترحاب وافتخار:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
وهكذا يغلب مكر الله كل مكر، وينصر الله الدين رغم كل محاولات الطغاة على طمسه واطفاء نوره {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
🔹الخطبة الثانية🔹
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
من أعظم الإيجابيات: أن التاريخ الهجري أصبح معتمداً ومعمولاً به في بلدنا بعد أن حاول الأعداء تغييبه عن الأمة وفصلها عن تاريخها وفكرها وأعلامها ومناسبتها الجامعة؛ فالهجرة لم تكن حدثاً بسيطاً عابراً؛ بل كانت انتقالا للمشروع الإلهي من مرحلة إلى مرحلة أقوى، وتحول من الإعلان والإشهار في مكة ـ حيث سمعت بالإسلام كل الجزيرة العربية ـ إلى مرحلة بناء الدولة في المدينة، وانتقال إلى مرحلة الموقف القوي والمواجهة العسكرية مع الكفر، ومرحلة الانتصار على الباطل وتقديم النموذج الحضاري لدين الله، وزوال وتلاشي الكفر والباطل، وبعد أن استنفد النبي كل وسائله في هداية قريش؛ جاء نصر الله لأوليائه، وانتقامه لأعدائه.
أيها المؤمنون الأكارم:
نستقبل في الأسبوع القادم ذكرى حادثة كربلاء التي لم تكن مناسبة عابرة، ولا قضية تاريخية انتهت وانقضت، ولا مجرد قصة تُروى، كما أنها ليست مناسبة مذهبية تخص مذهباً دون آخر، بل هي مناسبة إسلامية لها علاقة بالماضي الذي أنتج هذا الواقع، ولها علاقة بحاضرنا الذي نشاهد فيه ما حدث في كربلاء من إجرام ووحشية وخسة وانحطاط للباطل حَدَثَ بشكل مستمر في اليمن وفي غيرها من بلاد الإسلام، وفي أغلبها على أيدي من هم محسوبين على الإسلام.
وإحياؤنا لهذه المناسبة هو تعبير عن الحب والولاء للنبي صلوات الله عليه وآله الذي قال: (حسين مني وأنا من حسين) وتعبير عن حبنا للحسين (عليه السلام) الذي قال فيه النبي: (أحب الله من أحب حسينا)، وهو ارتباط بالمنهج الذي سار عليه الحسين مقتدياً بجده رسول الله، وإحساس بالمظلومية التي تعرض لها الحسين ولا زال شعبنا يتعرض لها من قبل النظامين السعودي والإماراتي وأوليائهم أمريكا وإسرائيل الذين يسيرون في نهج يزيد ويحملون أكثر من إجرامه.
عباد الله:
لقد أوضح الإمام الحسين بواعث ثورته على الطغاة والمجرمين فقال: (إنه قد نزل من الأمر ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرّت جدا؛ فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يُعملُ به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المرء في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما)، ويقول: (إني لم أخرج أشِراً ولا بطراً ولا تكبراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريدُ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر).
ولا زال شعبنا يسير على النهج والدرب، لا أشِراً ولا بطراً ولا مفسداً بل يريد الهدى والحق والحرية والعدالة، ويقف مع المظلومين وعلى رأسهم قضية فلسطين ناصراً لهم ضد الظالمين أرباب المنكر، آمراً بالمعروف داعياً إلى الاعتصام بحبل الله ومواجهة أعدائه.
عباد الله:
نحن في فصل الخريف والذي تكثر فيه المحاصيل الزراعية وخاصة الفاكهة، وبلادنا ولله الحمد تمتاز بزراعة أجود انواع الفاكهة والتي قل أن تجد لها مثيل في أي دولة.
فهذه الإيام تمتلئ الاسواق بالتفاح والتين الشوكي البلس، والموز والبلح المناصف وموسم العنب والرمان على الأبواب فهذه النعمة العظيمة تتطلب أن نعزها ونقبل على شرائها ومقاطعة التفاح والعنبرود والبرتقال المستورد، نظرا لأضراره الاقتصادية والتي تكلفنا ملايين الدولارات، فبدلا من دعم المزارع الخارجي عند شراء المنتجات الزراعية المستوردة، علينا دعم المزارع اليمني بشراء منتجاتنا الزراعية المحلية.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
----