الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر رجب* _1446ه_
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(الإيمان وخطورة الحرب الناعمة)
التاريخ: 10 / 7 / 1446هـ
الموافق/10/ 1 /2025م
الرقم: (27)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة
1- ما زلنا في شهر رجب ومن المهم استغلاله بالإكثارمن ذكرالله وصيام ما أمكن منه وترديدالتسبيح المأثورفيه ومضاعفةالعمل فيه جهادا في سبيل الله
2- شهر رجب هوشهر الهويةالإيمانية التي هي سرقوتنا وعزتنا وفلاحنا في الدنيا والآخرةوإذا تمسكنا بها نصرنا الله وإذا تخليناعنها خذلنا الله فلا بدأن نحافظ عليها لأن الشعوب بما فيها الغيرإسلامية تحرص على المحافظة على هويتها
3- هويتناالإيمانية معرضةللاستهداف من اليهودومن أبرزأساليبهم الحرب الناعمةوخصوصا عبرالهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت
4- يشن أعداء الأمة حملةتشويه لمن يحملون السلاح ويعتبرون ذلك مظهرا من مظاهرالتخلف في الوقت الذي يحرصون هم على حمله وتصنيعه من المسدس إلى السلاح النووي وتثقيف حتى أبنائهم عليه
5- للشهر15 يستمرالعدو الإسرائيلي في جرائمه الوحشيةويصحبه صمت عربي مخز ولم يبق موقف مشرف إلا موقف الشعب اليمني المستمرفي خروج المظاهرات والوقفات المسلحةوالمقاطعة والإنفاق والالتحاق بدورات طوفان الأقصى
6-نبارك الإنجازات الأمنيةالنوعية المواكبةللإنجازات العسكرية.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹 الخطبة الثانية من شهر رجب
العنوان
التاريخ
الرقم
10/7/1446هـ 10/1/2025م
(27)
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، أَحْمَدُه اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِه، واسْتِسْلَاماً لِعِزَّتِه، واسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِه، وأَسْتَعِينُه فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِه؛ فإنه لَا يَضِلُّ مَنْ هَدَاه، ولَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاه، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه، شَهَادَةً نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا، ونَدَّخِرُهَا لأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه، أَرْسَلَه بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ والْعَلَمِ الْمَأْثُورِ، والْكِتَابِ الْمَسْطُورِ والنُّورِ السَّاطِعِ، والضِّيَاءِ اللَّامِعِ والأَمْرِ الصَّادِعِ، اللهم صل على سيدنا محمدٍ وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
*أما بعد/ عباد الله:*
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزّ وجل القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، والقائل سبحانه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، والقائل سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.
*أيها المؤمنون:*
ما زلنا في شهر رجب الحرام، هذا الشهر العظيم الذي هو مقدمةٌ لشهر رمضان وتوطئة له، وما هي إلا أيام وإذا بنا على أبواب شهر رمضان المبارك، ويعلم الله وحده من سيبلغ شهر رمضان ومن سيغادر هذه الحياة الدنيا إلى جوار ربه قبل رمضان؛ فينبغي أن نغتنم هذا العمر وهذه الأيام المباركة؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي)، وقد ورد في الروايات: الحث على الإكثار من التسبيح في شهر رجب بالتسبيح المعروف: (سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان الأعز الأكرم، سبحان من لبس العز وهو له أهل)، والتسبيح عبادة تقوم بها كل الكائنات، كما قال سبحانه: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، كما ينبغي علينا في هذا الشهر: الاهتمام بالطاعات من ذكر وصلاة وقراءة قرآن، وصيام ما أمكن من الأيام وخصوصاً الأيام البيض منه وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر؛ فنحن في شهر الله الأصب الذي يُصب فيه الخير صباً، ونحن في شهر الهوية الإيمانية، الشهر الذي دخل فيه أجدادنا في الإسلام على يد الإمام علي (عليه السلام) وعلى يد الصحابي الجليل معاذ بن جبل بتلك الطريقة المشرفة والعظيمة التي جعلت إسلام اليمنيين إضافة نوعية وهامة إلى بنيان الأمة الإسلامية حتى اعتبرها القرآن الكريم نصراً من الله وفتحاً كما قال سبحانه: {بسم الله الرحمن الرحيم . إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا .
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
*أيها المؤمنون:*
إنّ هُويتنا الإيمانية هي سر عزتنا وقوتنا، وسبب نصر الله لنا، يقول سبحانه: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وإذا تركنا الإيمان حُرمنا نصر الله وتأييده وتوفيقه ورعايته ودفاعه، قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا}، وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} وقال الله سبحانه: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} وقال عزّ وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} فالإيمان بالنسبة لنا كمسلمين هو هويتنا، وهو حضارتنا، وهو مصدر فخرنا وقوتنا، وهو سبب فلاحنا في الدنيا والآخرة؛ فنحن قوم أعزّنا الله بالإيمان، وإذا ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله، قال سبحانه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}، وقال سبحانه: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
عباد الله:
إنّ إيماننا وإسلامنا وعقيدتنا وأخلاقنا تتعرض لعدوان وهجوم من قبل أعداء الله (اليهود) منذُ بدء الإسلام وإلى اليوم، وقد نبهنا الله من خطورتهم ومؤامراتهم فقال سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} وقال سبحانه: { *وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً* } وقال سبحانه: *{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ* } وقال تعالى: { *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ* } وهذه المشاعر العدائية اليهودية نحو المسلمين لا شك أنّ لها خططاً وبرامج عملية وإجراءات تنفيذية؛ ليصلوا إلى تحقيقها في أمتنا، وهي ليست مجرد أمنيات فارغة بل هي همٌّ يراودهم باستمرار، وهدف يشغل بالهم دائماً، ويسعون لتحقيقه بكل الوسائل من أجل إضلالنا وسلخنا عن ديننا وإبعادنا عن منهج ربنا؛ لأنهم يعرفون أنه نقطة قوتنا وسبب نصر الله لنا، وأنهم لا يستطيعون التغلب علينا إلا إذا أبعدونا عن إيماننا وعن علاقتنا بربنا، وهم يستخدمون كل الوسائل والأساليب لتحقيق أهدافهم الشيطانية، وقد وصلوا في العصر الحاضر إلى أساليب خطيرة ووسائل هدامة.
ومن أبرز تلك الوسائل: مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات ووسائل الإعلام الحديثة من قنوات وشبكة إنترنت، وقد وصلت خطورتها إلى كل بيت، بل وإلى كل رجل وامرأة وطفل وطفلة، ووضعوا خطة أسموها: (الحرب الناعمة) وهي حرب بكل ما تعنيه الكلمة، ولها أسلحتها الخاصة التي لا تُخرج الروح من الجسد وإنما تُخرج الروحية الإيمانية، ولا تُزهق النفس وإنما تُزهق الإيمان، ولا تُسيل الدم وإنما تُدمر الأخلاق، ولا تكسر العظم ولكنها تكسر الطهارة والعفة، والعدو متمكن من هذه الوسائل، وهو صانعها، والمسيطر عليها، وصاحب اليد الطولى فيها، وصانع المحتوى الأغلب فيها، وهو يبث سمومه من خلالها، حتى أننا نرى البعض يعطي التلفونات لأولاده الصغار ولأهل بيته ليشاهدوا فيها المسلسلات والأفلام التي فيها إذكاء للجنس والشهوة متناسياً قول الله سبحانه: { *قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ* }، وقول الرسول صلوات الله عليه وآله: (المولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)، وقوله صلى الله عليه وآله: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وقد وصل الخطر إلى الأب والأم، والزوج والزوجة، والبنت الشابة والابن الشاب؛ ليشاهدوا مقاطع الحرام والمسلسلات الفاضحة، وليتعودوا على مشاهدة مظاهر الانحلال والسقوط؛ فيهيجون نار الشهوات، ويتعلمون طرق الحرام والانحراف، حتى أصبح البعض مدمنا على التلفون والإنترنت.
وكم كانت هذه المواقع والصفحات سبباً لضياع كثير من الأسر، ووقوع البعض في جحيم المعاصي ومستنقع الشهوة، وكم تسببت في حالات طلاق وانفصال وضياع، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (عفّوا عن نساء الناس تعفّ نساؤكم، وبرّوا آبائكم تبرّكم أبناؤكم)، ومن المعلوم أنّ كلام رسول الله لا يمكن أن يتخلف؛ لأنه من قال الله عنه: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} وقد قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (ما زنا غيور قط) وقال عليه السلام: (على قدر غيرة الرجل تكون عفته) وقال أيضاً: (من غض بصره تحصن فرجه) ولذلك فإن الإنسان العاقل هو من يضبط التعامل مع هذه الأجهزة داخل البيت وخارجه، ويتعامل معها بحذر، ويُحذر أسرته وأولاده من خطورتها، ويُقدم من نفسه القدوة والنموذج والأسوة الحسنة، ويقوم بدور الرقابة عليها، ويُقدم التوعية للجميع عن أضرارها حتى لا يستيقظ أولياء الأمور وقد وقعت الواقعة، وفات القطار، ووقع الفأس في الرأس.
*أيها المؤمنون:*
ها نحن نرى أنه حتى الشعوب الغير إسلامية مثل الصين واليابان وروسيا يحافظون على هويتهم، ويقدمون التوعية لشعوبهم عن خطورة التخلي عن هويتهم، وخطورة المتابعة للغرب الملحد في هويته؛ لأنهم إذا تخلوا عن هويتهم فسينقرضون، وسيسيطر العدو عليهم عسكرياً واقتصادياً إذا تمكن من السيطرة عليهم ثقافياً، ولذلك يغلقون بعض التطبيقات في مواقع التواصل؛ لأنها غزو، ويتم فيها التجسس عليهم، كما أنهم حريصون على عدم التقليد للغرب في الملابس والحلاقات ونمط الحياة والأكل والعادات والتقاليد في الوقت الذي معظم هويتهم خرافات وليست من الله ولا من رسله؛ فكيف بنا ونحن أمة مستهدفة من الأعداء بالإفساد والتجسس، ونحن أمة رسول الله الهادي، وأمة القرآن الذي أنزله الله لنُخرج من الظلمات إلى النور؛ فكيف نخرج نحن من النور إلى الظلمات: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
*أما بعد/ أيها المؤمنون:*
للشهر الخامس عشر على التوالي والعدو الصهيوني يرتكب مجازر الإبادة بحق المظلومين من المسلمين في قطاع غزة دون أن يكون للأمة الإسلامية وقفة جادة ولا موقف مسؤول في صورة تُظهر الحالة التي وصلت إليها الأمة، وهي كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (يُوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أوَمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال: لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل أصابكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله، قال: حب الدنيا وكراهية الموت).
عباد الله الأكارم:
لم يتبقَ من نقطة مشرقة في واقع الأمة إلا موقف الشعب اليمني الذي جسّد الإيمان والحكمة قولاً وعملاً، ولولا هذا الموقف لظننا أنّ الأمة الإسلامية قد انقرضت وتلاشت وماتت، ولكنّ الله منّ علينا بالمشروع القرآني والمسيرة القرآنية المباركة والقيادة الإيمانية التي أحيت فينا الإيمان، وأقامت فينا تعاليم الإسلام، وأعلت بنا راية الحق، ووقفت بنا مواقف الهدى والعزة والفلاح، وهذه القيادة تدعونا للحفاظ على إيماننا وعلى إسلامنا وعلى علاقتنا بربنا وديننا، بينما قيادة الآخرين تسعى إلى مسخ الهوية الإيمانية في شعوبهم، وإلى سلخهم عن دينهم كما يفعل النظام السعودي الذي أضل قومه وما هدى، وقيادتنا تدعونا لنصرة غزة وتنصرها، بينما قيادة الآخرين تنصر اليهود والصهاينة، والله المستعان.
*أيها المؤمنون:*
يشنّ الأعداء حملة تشويه ضد امتلاك الإنسان للسلاح، ويعتبرون أنّ ذلك يتعارض مع الحضارة والرقي والمدنية، ويسعون لتجريدنا من السلاح بكل وسيلة؛ ليتمكنوا من قتلنا والسيطرة علينا دون أن نمتلك القدرات والإمكانات للدفاع عن أنفسنا كما صنعوا مع سوريا التي دمروا سلاحها الاستراتيجي والآن يسحبون قطع السلاح الشخصية من المواطنين، بينما هم يحرصون على أن يمتلك كل فرد فيهم قطعة سلاح على الأقل؛ فالشعب الأمريكي شعب مسلح، ولا يعتبرون ذلك يتعارض مع الحضارة، ولديهم مقولة مشهورة: (إذا أردت السلام فاحمل السلاح)، وهكذا يعمل قطعان المغتصبين الصهاينة حيث يقتنون السلاح، ويتعلم أبناؤهم على السلاح في المدارس، وتسعى تلك الدول الملحدة على أن تمتلك أقوى الأسلحة بما فيها السلاح النووي، ويريدون لنا أن نكون أرانب ليس لدينا أي مخالب أو سلاح لندافع عن أنفسنا من عدوانهم ومؤامراتهم؛ فعلينا أن نحرص على امتلاك السلاح والذخيرة، وأن نحافظ عليها ونتدرب عليها وندرب أولادنا؛ لأننا نعيش في عالم عدواني لا يحترم إلا القوة والأقوياء.
*أيها المؤمنون:*
يموت الأطفال المواليد في قطاع غزة من البرد، ويموت الكبار والصغار من الجوع والقتل؛ فماذا سنقول لله يوم نقف بين يديه؟! وها هم الصهاينة يدمرون مستشفى كمال عدوان والمستشفى الأندونوسي وكل المستشفيات، ويستهدفون خيام النازحين، ويحاصرون الفلسطينيين من الطعام والغذاء والدواء، فما هو موقفنا حينما يسألنا الله: هل شاهدتم جثث الأطفال الممزقة؟ هل رأيتم النساء المقتولة؟ هل شاهدتم الرجال وهي تبكي من القهر والظلم؟ وإنّ على الأمة التي تتخاذل أن تستعد للمحاكمة بين يدي الله يوم القيامة؛ فخصومهم من أطفال ونساء ورجال غزة لهم بالمرصاد، وسيقولون لله يوم القيامة - وهو من يعلم - إنّ المسلمين خذلونا وتفرجوا
علينا وقد قلتَ لهم في القرآن: { *وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}،* وقلتَ لهم في القرآن: { *وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ* }، ولولا خذلان الخاذلين ما تجرأ الصهاينة على قتل أهل غزة وفلسطين.
*أيها المؤمنون:*
إنّ علينا أن نستمر في خروجنا يوم الجمعة من كل أسبوع؛ فاخرجوا اليوم لتنجوا يوم القيامة، اخرجوا اليوم لتأمنوا يوم الفزع الأكبر، اخرجوا اليوم وجاهدوا لتبيض وجوهكم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، اخرجوا اليوم وقاطعوا بضائع الأمريكان والصهاينة وعملائهم، وادعموا أهل غزة، وادعموا قوتنا الصاروخية وسلاح الجو والقوات البحرية؛ لتشاركوا في هذا الشرف، ولتنالوا أجر الجهاد وفضل هذه المعركة المقدسة، وسجلوا أسماءكم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بالالتحاق بالدورات التأهيلية الخاصة بتعليم السلاح في دورات طوفان الأقصى التي تقام في الحارات والقرى والمديريات؛ فهذا شرف الدنيا والآخرة قد أقبل عليكم يا أهل الإيمان والحكمة، وقد نصركم الله على أقوى قوة عند البشر، ونصركم على أمريكا وحاملات طائراتها، ونصركم على إسرائيل وبريطانيا وعملائهم، والقادم أعظم بإذن الله سبحانه.
_وفي الختام: نحمد الله سبحانه_ وتعالى على الإنجازات التي تتحقق لشعبنا ومنها: الإنجاز الأمني النوعي في كشف وضبط خلايا التجسس الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والسعودية، وفي هذا السياق نشيد بالحس الأمني العالي لأجهزتنا الأمنية وللمتعاونين من المواطنين، ولا بد أن يكون كل واحد منا رجل أمن ويبلغ الجهات المعنية بأي تحركات مشبوهة، كما نشيد بقواتنا المسلحة اليمنية التي ما تزال تستهدف عمق الكيان، بالإضافة إلى استمرارها في العمليات البحرية، وإفشالها للكثير من الهجمات الجوية الأمريكية وذلك من خلال استهداف حاملات الطائرات أثناء تحضيرها لشن هجمات كبيرة على شعبنا، وكل ذلك بتوفيق الله.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------