مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

خطبة الجمعة الثالثة* *مــن شهر ذي الـحـجـة* 

 1442هـ / 2021م                         

( *الخطبة الأولى)* 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وولي المؤمنين، وناصر المستضعفين، وقاهر الجبابرة المستكبرين، 

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}،

 وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، لا مولى لنا سواه، ولا ناصر لنا غيره: 

{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}، 

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، الذي يقول فيه الله سبحانه وتعالى:

 {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}، 

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، 

وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

نبارك لشعبنا اليمني المسلم العزيز: احتفالاته الكبيرة والمشرفة والمسؤولة بعيد الغدير وذكرى الولاية، وشعبنا العزيز اعتاد على مر التأريخ وعبر الأجيال أن يحتفل بهذه المناسبة التي هي ليست مناسبة طارئة في واقعه، ويحتفلون بها على نحو متميز، ويستقبلونها بحفاوة كبيرة، ويؤكدون في هذه المناسبة ولاءهم للإمام علي عليه السلام، واستمر الاحتفال بهذه المناسبة على الرغم من المحاولات الكثيرة جدًا من القوى التكفيرية الوهابية التي سعت إلى إلغاء هذه المناسبة فيما مضى على مدى سنوات، ولكنهم فشلوا.

عباد الله:

أثناء عودة النبي صلوات الله عليه وعلى آله من (حجة الوداع) والتي سميت بهذا الاسم لأن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله كان قد أشعر أمته الإسلامية أنه على وشك الرحيل من هذه الحياة، وبالتالي كان هناك أهمية قصوى لكل ما يركز على تبليغه للناس وهو في المرحلة الأخيرة من حياته، وفي يوم 18 ذي الحجة نزل قول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} 

فتوقف النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) في (غدير خم) وجمع الآلاف المؤلفة من الحجاج المسلمين العائدين إلى مناطقهم، والذين سيسهمون بشكل كبير في إبلاغ هذا البلاغ إلى مناطقهم، وجُمعوا في وقت وبأسلوب أشبه ما يكون بحالة نفير؛ لأن الوقت كان أثناء الظهيرة، وأوقفت الجموع التي لا زالت متحركة، واستدعيت الجموع التي كانت متقدما شيئًا ما،

 ثم قام النبي صلوات الله عليه وعلى آله بعد أن رصت له أقتاب الإبل ليصعد عليها، وأَصعد معه عليًا عليه السلام على نفس الأقتاب، ثم تحدث بخطاب شهير حتى وصل إلى الموضوع الرئيسي في الخطاب فقال صلوات الله عليه وعلى آله:

 (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) وهذا النص وهذه الواقعة توارثتها الأمة الإسلامية، وهي في نفسها من الثوابت المعترف بها بين أبناء الأمة (سنةً وشيعة).

وليس هناك ما يمكن أن يقدم لنا مستوى أهمية هذا اليوم في الإسلام مثل قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وهذا النص القرآني العظيم كان في يوم 18 من شهر ذي الحجة في المناسبة نفسها؛ لذلك ينبغي أن نشكر الله على هذه النعمة، واكتمال هذا الدين بشمولية ما تناوله من شؤون حياة الإنسان كإنسان مما يترتب عليه فلاح هذا الإنسان أو خسرانه، وعندما نأتي إلى هذا يعني أن الدين لم يترك شيئا ذا أهمية من شؤون هذا الإنسان إلا وتناوله من كبير الأمور وصغيرها.

والاحتفال بهذه الذكرى له أهمية كبيرة جدًا؛ لأنه عملية توثيقية وتبليغية تتناقلها الأجيال لذلك البلاغ المهم، وأسلوب عظيم في الحفاظ على نص من أهم النصوص الإسلامية.

أيها ا المؤمنون:

الإمام علي بن أبي طالبٍ عليه السلام كان مؤهلًا وجديرًا لتحمل المسؤولية وعلى أرقى مستوى، كيف لا؟! وهو الذي ولدته أمه في جوف الكعبة، ثم بعد أن كَثُر أبناءُ (أبي طالب) تولى النبي تربية علي بن أبي طالب بنفسه قبل النبوة من أجل أن يرد الجميل لأبي طالب الذي كفل رسول الله بعد وفاة جده عبد المطلب ، وقد تحدث الإمام علي عليه السلام عن تلك المرحلة

 فقال: (وقد علمتم موضعي من رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل، ولقد قرن اللّه به صلى اللّه عليه وآله وسلم من لدن أن كان فطيماً أعظم ملَك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق

 

العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه

 

إتباع الفصيل أثَرَ أمِّه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه عَلَماً، ويأمرني بالاقتداء به).

والإمام علي عليه السلام كان لديه القابلية العالية لهذه التربية بفضل الله وتوفيقه، وقد ظهرت آثار تلك التربية في كل المواقف والأعمال التي كان يقوم بها الإمام عليٍ عليه السلام طيلة حياته، فعلى سبيل المثال لا الحصر: كان علي عليه السلام في هذا الدين هو السابق؛ فهو أول الأمة إسلاما من غير أن يسبقه شِرك، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ . أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} 

وكانت هذه ميزة فريدة من بين كل الذين أسلموا واتبعوا رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولذلك جميع المسلمين يقولون في الإمام علي عليه السلام: (كرّم الله وجهه)؛ لأنه لم يسجد لصنمٍ قط، وهذه التسمية لا تطلق على أحدٍ غيره، 

ثم في بداية الرسالة كان للإمام علي دورٌ مهمٌ في حماية رسول الله والدفاع عنه في مكة، حتى أنه في فترة الحصار في شِعْبِ بني هاشم والذي استمر لثلاث سنوات، كان أبو طالب يأتي في منتصف الليل ليبدل مكان نوم المصطفى (صلوات الله عليه وعلى آله) ويضع مكانه الإمام عليًا عليه السلام.

وهكذا استمر الإمام علي في وقوفه مع رسول الله طيلة فترة العهد المكي حتى إذن الله لنبيه بالهجرة، 

وفي (ليلةِ هجرةِ رسول الله) فدى النبيَ والرسالةَ بنفسِهِ حيث نام في فراش النبي ليقوم بعملية التمويه على المشركين، وأصبحَ أول فدائيٍ في الإسلامِ، ونزلَ فيه قولُ اللهِ سبحانه وتعالى: 

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}،

 وفي (غزوة بدرٍ) كان له الدورُ الأبرزُ في هذه المعركةِ حيث كان من ضمنِ من برزَ في بدايةِ هذه المعركةِ مع (الحمزةِ والحارث) لمواجهةِ الثلاثةِ المشركين: (عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن شيبة) فنزل قول الله سبحانه وتعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}، ثم أثناءَ المعركةِ قتلَ النصفَ من قتلى المشركين من صناديدِ الشركِ والطغيانِ مع أنّ هذهِ المعركةَ كانت أُولى المعاركِ التي يخوضُها، وكان مصداقًا لقولِ اللهِ سبحانه مخاطبًا رسولَنا محمد (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم): 

{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}، 

وفي ( غزوة أُحدٍ) هتفت الملائكةُ وقالت: (لا سيفَ إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي)، 

وبعد هزيمةِ المسلمين ثبتَ الإمامُ عليٌ (عليه السلام) مع رسولِ الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكان يواجهُ الكتائبَ تلو الكتائبِ مدافعًا عن رسولِ الله، وكان حينما تأتي كتيبة: يقتل قائدها وحامل رايتها وبقية أفرادها إلى أن يعودوا، حتى نزلَ جبريلُ عليه السلام، وقال لرسولِ اللهِ (صلى الله عليه وعلى آله): (إنّ هذهِ لهي المواساةُ، فقال النبي: إنّه مني وأنا منه، فقال جبريل: وأنا منكما يا رسولَ اللهِ)، 

وفي (يومِ الأحزابِ) اشتهرَ الإمامُ عليٌ (عليه السلام) بمبارزةِ (عمرو بنُ عبد ودٍ العامري)، حتى قالَ النبيُ (صلوات الله عليه وعلى آله): (برزَ الإيمانُ كله للشركِ كله)، 

وفي (خيبر) قال النبيُ (صلوات اللهِ عليه وعلى آله): (لأُعطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحبُه اللهُ ورسولُه ويحبُ اللهَ ورسولَه كراراً غير فرارٍ يفتحِ اللهُ على يديهِ)، 

وفي (غزوةِ تبوك) حظِيَ بقولِ الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما ولّاهُ على المدينةِ: 

( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) ، وغيرُ ذلك كثيرٌ وكثير.

عباد الله الأكارم:

      لقد عبّر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عن مقام ومنزلة الإمام علي عليه السلام في مقامات كثيرة، وكلما قالَهُ الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) بحقِّ الإمامِ عليٍ (عليه السلام) 

     ليس حديثًا عاديًا أو ترفيًا، وإنما له الدلالاتُ الهامةُ جدًا، وفيه إشارةٌ لدورِ الإمامِ عليٍ المستقبلي في هذه الأمة، ومن أمثلة ذلك:قول الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) للإمام علي (عليه السلام): ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) 

    وهذا النص يقدم دلالات مهمة جدًا، منها: منزلة الإمام علي من جانب، وطبيعة العلاقة به بالنسبة للأمة، وفي نفس الوقت يقدم دلالة قاطعة على المقام الإيماني للإمام علي عليه السلام، وأن منزلته ومقامه وإيمانه وموقعه في المسؤولية والهداية مثلما لهارون من موسى ما عدا النبوة، وهو بذلك يمثل الامتداد لخط الهداية بعد وفاة رسول الله. 

   ومن النصوص النبوية أيضًا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعليٍ عليه السلام: 

   ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) فكما أن حب رسول الله هو علامة فارقة بين الإسلام والكفر فقد جعل حب الإمام علي (عليه السلام) علامة فارقة وسهلة للتمييز بين المؤمنين والمنافقين، وهذا يشكل للأمة ضمانة من الانحراف الذي حصل ويحصل على أيدي المنافقين؛

 

لأن المنافقين لا يستطيعون أبدًا أن ينسجموا مع الإمام علي (عليه السلام).

    وكذلك حديث الراية في قصة خيبر عندما قال النبي صلوات الله عليه وعلى آله: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه اللهُ ورسولُه ويحب اللهَ ورسولَه كراراً غير فرار يفتح الله على يديه)،

    هذا النص يتحدث عن أن الإمام عليًا عليه السلام يحبه الله ورسوله؛ فكيف لا نحب هذا الرجل العظيم الذي حظي بالمحبة المؤكدة التي أخبر عنها الرسول من الله ومن رسوله؟! كيف لا نحبه؟! وكيف لا ننشد إلى شخصية بهذه العظمة، وبهذا المستوى، وبهذا القدر الكبير والمنزلة الرفيعة العالية؟! ولماذا سيحبه الله ورسوله إلا لكماله الإيماني.

ومن النصوصِ النبويةِ المتواترةِ أيضًا قولُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وعلى آله وسلّمَ: 

( أنا مدينةُ العلمِ وعليٌ بابُها ) ، وقولُه ( عليٌ مع القرآنِ والقرآنُ مع علي ) ( عليٌ مع الحقِ والحقُّ مع علي ) 

فبقدر ابتعادنا عن الإمام عليٍ عليه السلام يكون ابتعادنا عن القرآن والحق.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، 

                                                 {بسم الله الرحمن الرحيم ) 

(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}.

   ▪️الخطبة الثانية▪️

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحَمْدُ للهِ مَالِكِ الْـمُلْكِ، مُجْرِي الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فَالِقِ الإِصْبَاحِ، دَيَّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعَالَمِينَ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،

 وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

نحن في هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها كأمة إسلامية تواجهنا الكثير من التحديات والأخطار، وأمام ما يحدث اليوم عندنا في اليمن، وما يحدث في بقية المناطق في العالم الإسلامي والساحة الإسلامية، نحن بحاجة إلى أن نلتفت إلى أصالة الإسلام في قيمه، وفي منهجه، وفي رموزه، فنرى فيه النور الذي يخلصنا من كل الظلمات، والذي ينقذ أمتنا من كل المحن، والذي يصحح لها واقعها بكل ما فيه من التباسات وأخطاء ومشاكل واضطرابات، ونحن معنيون أن نتعاطى بمسؤولية فوق كل شيء، وأن نترفع عن كل العصبيات، فالعصبيات داء جاهلي بقي في داخل الأمة وأثّر على الأمة كثيرا، حتى في نظرتها إلى القرآن وإلى الرسول وإلى المفاهيم الإسلامية، ونحن معنيون اليوم أن نسعى إلى جمع كلمتنا على التقوى، وعلى القيم الإسلامية الأصيلة، وإلى معالجة كل المشاكل والمحن التي نعاني منها في واقع أمتنا الإسلامي.

المسلمون أمة مستهدفة بكل ما تعنيه الكلمة، ولا يضمن لهم أن يكونوا أقوياء في مواجهة كل التحديات والأخطار الرهيبة التي تستهدفهم إلا أن تجتمع كلمتهم على الحق، وأن يعودوا إلى أصالتهم، وأن يعتصموا بحبل الله جميعا، ثم يتحركون في مواجهة تلك التحديات والأخطار،

 اليوم أين تلك الأنظمة التي تقدم نفسها على أنها هي المؤتمنة على الأمة الإسلامية والممثلة للإسلام والمسلمين؟! أين هو النظام السعودي وأين هو النظام الإماراتي مما يحدث على المسلمين في فلسطين؟!، أين هم؟ وأين مواقفهم التي تمنع ذلك الظلم؟ وهاهم بدلًا من أن يكون لهم موقف يأتون ليرتبطوا بأمريكا كل الارتباط بعد أن ابتعدوا عن الولاية في مفهومها الإسلامي الصحيح.

اليوم الأمريكي يتدخل في كل شؤوننا في الساحة الإسلامية: شؤوننا السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعية، وفي كل تفاصيل حياتنا، ثم تأتي لتصوغ لنا برنامجًا يأخذ من الإسلام شكليات معينة ثم يكون في واقع الحال على النحو الذي تتحقق من خلاله مصالح أمريكا فوق كل اعتبار، وفوق كل شأن، والسبب في ذلك كله هو ابتعادنا عن الولاية الإلهية بمفهومها القرآني.

عباد الله 

من نعم الله سبحانه وتعالى علينا أهل اليمن أن حبانا الله بأرض طيبة وارض زراعية صالحة لجميع أنواع المحاصيل الزراعية يتوجب علينا أن نواجه هذه النعم العظيمة بالاهتمام بالزراعة والتنوع في المحاصيل الزراعية وبلادنا تشهد أمطارا غزيرة بفضل الله سبحانه و تعالى وان نهتم اهتماما كبيرا بالمشاركة المجتمعية بإحياء المبادرات المجتمعية في كل الجوانب في كل المناطق وان نستفيد من المبادرات التي نراها يوميا في مناطق عدة في أرجاء بلادنا وان نطبقها في الأماكن والمناطق التي بحاجة إلى مشاركة المجتمع في إحياءها وبتعاون الخيرون من أبناء مجتمعنا اليمني ومن الميسورين والتجار ورؤوس الأموال ولنساهم جميعا في فك الحصار على شعبنا من خلال إحياء التكافل المجتمعي وإحياء المبادرات المجتمعية والاهتمام بكل جوانب الزراعة وصولا للاكتفاء الذاتي

 

وفي الختام:

يبقى لنا أن نؤكد على أن الإيمان بهذه الولاية ليس مجرد كلامٍ نقوله، وليس عبارةً عن انتماءٍ مذهبي، وإنما هي علاقة فيها ارتباط مبدأي، وأخلاقي، وعملي،

 فنجعل من الإمام عليٍ حلقة الوصل التي تربطنا برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله،

 وتربطنا بهذا الإسلام في مبادئه، وفي أخلاقه، وفي مشروعه العملي؛ لأنه من النعمة أن يكون الإنسان مؤمناً، ومتقبلاً، ومنسجماً مع رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فيما يقدمه؛ 

لأن مسألة التجاهل لهذا الإعلان والبلاغ العظيم،

 ومسألة الجحود لمدلوله الحقيقي ومعناه الصحيح تمثل مشكلةً على البعض من أبناء الأمة، فتفصلهم عن هذا الامتداد؛ فلا يستفيدون منه كما هو، 

فيكونون في موقفٍ صعب، وفي بيئة يسهل اختراقها وتأثير الأعداء عليها، ويكثر فيها التشويش والاختلال الثقافي والفكري؛ فيسهل فيها الاختراق ويسهل فيها التأثير.

ولكن من يعيشون حالة الانتماء لهذا المبدأ العظيم عليهم أن يكونوا واعين لما يعنيه هذا الانتماء في تفاعلهم؛ حتى يعيشوا ثمرة هذا الانتماء وهذا الإيمان، حتى يحسوا بعلاقة الولاية الإلهية في الارتباط بالله سبحانه وتعالى من خلال الارتباط الصحيح والواعي والفاهم والكامل بمشروعه العظيم.

وأمام الانتصارات العظيمة التي تحققت لنا ببركة الولاية يبقى علينا لزامًا أن نستمر في رفد الجبهات بالمال والرجال، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لكي نكون ممن يؤمن بهذا المبدأ العظيم، ويتفاعل معه إيمانياً، لكي نكسب هذه الثمرة العظيمة: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار. ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت إقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

 عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}...

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

بديـوان عــام الــوزارة.

---------------------------- 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر