مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان: ( القرآن والإيمان وحرب الأعداء عليهما )
التاريخ: 12/7/1444ه‍
الموافق: 3/2/2023
الرقم:(27)
_____

▪️نقاط وخطبة الجمعة الثانية من شهر رجب  1444ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️   
🎙️أولاً:النقاط
1️⃣ـ للإيمان ركيزتان أولهما الوعي الصحيح والاهتداء بالقرآن والصلةالوثيقة به  والثاني استشعار المسؤوليةفي حمل رسالةالإسلام والثبات عليها والتصدي لقوى الطاغوت ولكي نهتدي بالقرآن لابد من التصديق والثقة بالقرآن
2️⃣- يمثل القرآن عائقا أمام قوى الطاغوت في السيطرة على المجتمع البشري  من حيث تربيته للناس على التحرر والزكاء والتحصين من الضلال والارتقاء في كل جوانب الحياة 
3️⃣ـ في مقدمة من يتصدرون الحرب في مواجهة الإسلام هم أهل الكتاب وعلى رأسهم اللوبي اليهودي الذي يقوم بجرائم حرق القرآن وتمزيقه  وينشط بشكل صريح أو مبطن بالكفربالقرآن والتحذيرمنه والإبعادعنه ويعمل على صرف الناس عن هدايةالقرآن بتقديم البدائل المغلوطة
4️⃣ـ في الغرب ضياع للقيم والأخلاق وخواء روحي لا يعالجها إلا القيم الإلهيّة وسكوت المسلمين عن استهداف أقدس المقدسات خطرا على المجتمع الإسلامي
5️⃣ـ علينا كمسلمين التزام ديني وأخلاقي في التصدي لكل مساعي الأعداء التي تستهدف الإسلام والمسلمين ومقاطعة بضائع الدول التي أساءت للمقدسات كموقف عملي ضد أعداء الله.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️ثانياً: الخطبة 

          (الخطبة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، ونشهدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةَ إِيمَانٍ وَإِيقَانٍ، وَإِخْلَاصٍ وَإِذْعَانٍ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ وَأَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، وَمَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ؛ فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
شهر رجب المحرم والمعظم يمثل شهر الهوية لشعبنا: (هوية الإيمان والإسلام والنور) وسنكمل الحديث عن هويتنا الإيمانية التي سمانا بها النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله حين قال: (الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّة)، وهذا النص له دلالته العظيمة والمهمة في ترسيخ هذا الانتماء، وفي الثبات على هذا الانتماء جيلاً بعد جيل، وهذا الانتماء إلى الإيمان ينبغي أن يتعلق به النشاط التثقيفي والتربوي الذي يجب أن يكون تركيزه على هذا الجانب الإيماني المهم، وأن يترسخ لدى الأجيال ما هو انتماؤهم، وماذا يعني لهم الإيمان، وماذا يعني لهم التاريخ المشرق بنور الإيمان، ويتعلق به أيضاً الالتزام العملي وفق هذا الإيمان؛ لأن الإيمان كما عرّفه العلماء: (اعتقادٌ بالجَنَان، وقولٌ باللسان، وعملٌ بالأركان)، وهذا ما يجب أن نكون عليه كمؤمنين، فيما نعتقد، وفيما نقول، وفيما نعمل.
عباد الله الأكارم:
هناك ركيزتان مهمتان من ركائز الإيمان يجب أن نرّكز عليهما، أولهما: الوعي الصحيح، والاهتداء بالقرآن الكريم، والصلة الوثيقة بالقرآن، وثانيهما: استشعار المسؤولية في حمل رسالة الإسلام، والثبات عليه، والتصدي لقوى الطاغوت والاستكبار المعادية والمحاربة للإسلام والقرآن، ولا بد أن نقف قليلاً مع هاتين الركيزتين؛ فالاهتداء بالقرآن الكريم لا بد أن يسبقه ثقة بالقرآن الكريم؛ لأنه من عند الله، وفيه الحق، وأنه لا ريب فيه، وأنه كما قال الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}، {مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، {هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ}، والثقة بالقرآن هي نتيجة للثقة بالله، ولكن من لا يثق بالقرآن لا يمكن أن يهتدي بالقرآن، ومن يثق بالقرآن من المؤمنين فإن القرآن يهديهم في كل مجالات حياتهم، ويهتدون به في أفكارهم وثقافتهم، ويهتدون به في توجهاتهم العملية وفي مسيرة حياتهم: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، وهداية القرآن ليست هداية محصورة بل هداية واسعة وشاملة وراقية جداً: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ

يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً}، وشرف المسلمين وعزتهم مرتبطة بالقرآن: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ}، بل إنه كتاب لإنقاذ البشرية كلها، ولذلك أتى في القرآن خطابٌ عامٌ إلى كل البشر كقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} أو: {يَا بَنِي آدَمَ}، وقد خاطب الله نبيه "صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" بقوله: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، بل إن القرآن كتاب لهداية الإنس والجن ويهتدي به حتى الملائكة.
المؤمنون الأكارم:
مما ميَّز الله به القرآن الكريم: أن إعجازه عالمي كما قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}، وإعجازه هذا يمثل عامل جذب وتأثير وهداية، وهو نعمة عظيمة على عباده في هدايته وحجته وبيانه، وفيما يقدمه من علوم ومعارف، ومن عظمة هذه النعمة: أن الله حفظه للناس من التحريف والباطل كما قال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، بل إن القرآن هو الوثيقة الإلهية التي بقيت لهداية البشر وإنقاذهم وإصلاحهم.
الإخوة الأكارم:
مشكلة قوى الطاغوت والكفر والاستكبار والنفاق مع القرآن بدأت منذ نزوله، ولا زالت حتى الآن؛ لأنهم يعتبرونه أكبر عائق أمامهم في السيطرة على المجتمع البشري، ويعتبرونه عائقاً فيما يقدمه من هداية ترتقي بالمجتمع البشري وتنقذه وتحرره وتربطه بالله سبحانه وتعالى؛ ليحظى بعونه ونصره وتأييده، وهم يريدون للمجتمع البشري: الضلال والاستعباد، ويعتبرونه عائقاً فيما يمثله من إصلاح للنفوس وإصلاح للحياة، وهم يريدون للمجتمع البشري: الفساد في كل شؤون حياته، ويعتبرونه عائقاً فيما يمثله من ارتقاء بالمجتمع إلى مستوى الحصانة الثقافية والفكرية والأخلاقية والتحرر من العبودية للطاغوت.
وعندما نعود لنرى ما الذي يريده القرآن مقارنة بما تريده قوى الطاغوت والاستكبار، نجد أن أول ما يركز عليه القرآن هو: تحرير الناس من العبودية للطاغوت، وأنه يرتقي بهم إلى مستوى المواجهة والتصدي للظالمين وشرهم وفسادهم وإضلالهم، وأنه يحصن المجتمع من كل ذلك، بينما تريد قوى الطاغوت: استعباد الناس، وتعمل على تدجينهم لها.
كما أنّ القرآن الكريم: كتاب تزكية، ويقدم ما يزكي النفس البشرية ويصلحها ويربيها على مكارم الأخلاق، ويحصِّن الإنسان ويطهره من الرذائل، بينما تعمل قوى الطاغوت على نشر المفاسد والرذائل، وفي هذا العصر وصلوا إلى أحط مستوى من نشر الفاحشة تحت عنوان: (المثلية).
والقرآن يحصن المجتمع البشري، ويربط ولاءات المؤمنين على أساس القيم والمبادئ الإلهية الحقة، بينما قوى الطاغوت تربط ولاءات الناس بالجانب المادي والمصالح المادية، وكل ما تعمله قوى الطاغوت يجعل من المجتمع البشري فريسة لها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أَن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
في مقدمة من يتصدرون الحرب في مواجهة الإسلام هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى، ويتجهون لحرب الإسلام بعدة طرق، منها: بث الدعايات الباطلة والمضللة التي تشكك الناس وتعمل على إغوائهم فكرياً وثقافياً، وعن ذلك يقول الله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} ولكن الله يقول: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، كما يعملون على تحويل المجتمع الذي قد آمن بالقرآن الكريم وآمن بالله وبرسالته إلى مجتمع كافر وعن ذلك يقول الله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، ولكن الله يقول: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ} فآيات الله تمثل حصانة للمجتمع من كل الحروب.

وعلى رأس أهل الكتاب يتصدر اليهودُ الحربَ ضد الإسلام والمسلمين وقد قال الله عنهم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وفي زماننا يتصدر اللوبي الصهيوني اليهودي أكبر نشاط معادٍ للإسلام والقرآن والمسلمين، ويتوجه جزء كبير من نشاطه لاستهدافنا في الساحة الإسلامية، كما أنه ينشط على مستوى العالم، وفي استهداف القرآن يسلك عدة طرق منها: جرائم حرق القرآن الكريم في عدد من البلدان الأوروبية، وقد تكررت هذه الأيام في أكبر تصرف استفزازي كبير جداً للمسلمين، كما أنه ينشط بشكل صريح وواضح في الكفر بالقرآن والتحذير منه وإبعاد الناس عنه، وترسيخ العداء له، وصنع حواجز في نفوس الناس، كما يعمل على صرف الناس عن كل ما يهدي إليه القرآن الكريم، من خلال تقديم بدائل مخالفة تماماً للقرآن الكريم. 
الإخوة الأكارم:
كلما نشاهده من حوادث في أوروبا هي تأتي في سياق حربهم على المجتمع البشري بكله، وسعيهم لفصله عن القرآن الكريم؛ لأنهم قلقون جداً من انتشار الإسلام في أنحاء الأرض وحتى في أوروبا؛ ولأن هناك خواءً روحيًا لديهم، وهناك ضياعٌ للقيم، وهناك وضعية سيئة جداً، ولا يعالج تلك الوضعيات السيئة إلا هدى الله سبحانه وتعالى، ولا يعالجها إلا القيم الإلهية التي يسمو بها الإنسان، ولذلك يحاربون القرآن؛ لأن من يتعرف على الإسلام بموضوعية من خلال القرآن فهو يتأثر وينجذب نحو الإسلام.
وكل ما يمارسه اللوبي اليهودي وأذنابه هو إساءة كبيرة جداً إلى الله سبحانه وتعالى، وإلى رسله وأنبيائه، وإلى الكتب الإلهية كلها، وإلى القرآن الذي يمثل خلاصتها جميعاً، وكل ذلك شاهدٌ على عدائهم للمجتمع البشري الذي يسعى القرآن إلى تنويره وتحريره من ظلمهم وفسادهم، وما يحدث هو استهداف لأقدس المقدسات على الإطلاق، وما يحدث من سكوت من قبل كثير من المسلمين من أنظمة أو شعوب يمثل جرماً كبيراً، وتقصيرًا عظيمًا، وتفريطًا رهيبًا، وتنصلًا تامًا عن مسؤولياتهم، ويمثل خطراً كبيراً على المجتمع الإسلامي، ولنا في النظام السعودي أسوأ الأمثلة الذي غضب أشد الغضب حين قالت كندا أنه ارتكب جرائم بحق الإنسانية، وها هو النظام الإماراتي ينتقد العمليات البطولية للمجاهدين في فلسطين ضد كيان الاحتلال الصهيوني، ولكنهم لم يغضبوا أقل الغضب حين أُحرق القرآن، وهل بعد هذا دليل يبين سوء ما وصلت إليه الأنظمة العربية العميلة والخائنة.
الإخوة المؤمنون:
أحرقوا القرآن وتذرعوا بحرية التعبير، وهذا من أسخف التبريرات، فهم لم يعبروا بالكلام فقط ولكنهم تصرفوا بالفعل واعتدوا وأحرقوا القرآن، ثم إنه في التعبير في كل الدنيا ليس مسموحاً لأي إنسان أن يقول أي شيء يريد مهما كان ظلماً أو افتراء أو انتهاكا لحقوق الآخرين وتعدياً عليهم؛ لأن على الإنسان مسؤوليات أخلاقية ومسؤوليات قانونية، وهناك حدود وضوابط، بل نجد أنه حتى في أوروبا ليس مسموحاً إلا الإساءة لأنبياء الله ورسله وكتبه، وليس مسموحاً إلا الكفر والضلال والفساد، ولكن غير مسموح أن تتكلم بانتقاد اليهود، وهذا شاهد على مدى سيطرة اللوبي الصهيوني إلى درجة العبودية على الشعوب الأوروبية والغربية، فقد جردوها عن أخلاقها وقيمها الفطرية الإنسانية، وتركوها لأزمات اجتماعية كبيرة.
أيها المؤمنون:
نحن كمسلمين علينا التزام إيماني وأخلاقي في التصدي لكل مساعي الأعداء وأنشطتهم العدائية التي تستهدف الإسلام والمسلمين وتستهدف المجتمع البشري، وعلينا التحرك بالجهاد في سبيل الله في الجانب الثقافي والفكري والإعلامي والاقتصادي وفي كل الميادين، ونتحرك في سبيل الله بالجهاد والقتال لأن ذلك مرتبط بالانتماء الإيماني: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
ونتحرك في إطار الموقف من الأعداء؛ لأن الإنسان في انتمائه الإيماني لديه الدافع الكافي ليكون له موقف من شر أولئك وإفسادهم واستهدافهم له ولأمته وللمجتمع البشري، وعنده الالتزام الأخلاقي والإيماني كمسؤوليةٍ عليه في أن يكون له موقف، وإذا لم يكن لنا موقف بعد كل ما حدث من استهداف للقرآن الكريم؛ فإنّ هذه حالة تعبِّر عن موت من يصلون إلى مستوى هذه الدرجة.
وعلينا أن ندرك خطورة حركة النفاق والمنافقين داخل الأمة فيما يمارسونه من تثبيط داخل الأمة، وتدجينها للأعداء، وتحالفاتهم مع أعدائها: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} ومن الواجب على أحرار الأمة: السعي إلى كسر القيود التي تكبلها بها حركة النفاق، وتسعى لتجريدها من انتمائها الإيماني والتزاماتها ومواقفها الإيمانية، وأن تتحرك فيما فيه مصلحة لها، وحرية وشرف وإنقاذ لها، وأن نسعى بشكلٍ عام

كأمةٍ إسلامية، وفي بلدنا وشعبنا إلى ترسيخ الهوية الإيمانية، والانتماء الإيماني الذي يحصننا أمام الحرب الشيطانية المفسدة: كالحرب الناعمة، والتي يتحرك فيها الأعداء بالتثقيف على المستوى الفكري والثقافي والتعليمي، والأنشطة التضليلية المتنوعة جداً، وكذلك عبر نشر الفساد الأخلاقي.
كما أن علينا الاهتمام بمقاطعة بضائع الدول التي أساءت للمقدسات وفي مقدمتها: البضائع الامريكية والإسرائيلية، والبضائع الفرنسية والسويدية والدنماركية والهولندية، وذلك كموقف عملي تجاه أعداء الله وأعداء الرسول والقرآن والاسلام والمسلمين.
أيها المؤمنون:
لمواجهة قرار حكومة المرتزقة رفع سعر الدولار الجمركي إلى 750ريال والذي سيتسبب في إرتفاع أسعار معظم المواد الغذائية، فإن علينا التوجه نحو زيادة الإنتاج الزراعي للوصول للإكتفاء الذاتي، والإهتمام بالصناعات الغذائية المحلية التي تتكون من مواد خام محلية، لايجب علينا  أن ننتظر  حتى تصلنا كل إحتياجاتنا الغذائية من الخارج وارضنا خيرة تجود بكل أنواع المحاصيل والمنتجات الزراعية، فالأرض وحراثتها والإهتمام بها واجب ديني ووطني علينا أن نأكل ممانزرع ونلبس ممانصنع لنعيش أحرار شرفاء أعزاء كرما
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖➖
صادر عــن الإدارة العامـــة للخطباء والمرشدين
بديــوان عــام الــوزارة .
....


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر