الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
(المشروع القرآني, في مواجهة المشروع الأمريكي الشيطاني)
11/2/2022م /10/7/1443هـ
الرقم (40)لسنة 1443هـ
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ}، ونشهدُ ألَّا إلهَ إلا الله، قوةُ كلِّ ضعيف، وغِنَى كل فقير، ونصيرُ كلِّ مظلوم، ونَشْهَدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، الذي بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ اللهُ به الظُلمة، وجاهد الظالمين والمجرمين، والطغاةَ والمستبدين، حتى أتاهُ اليقين، اللهم صلِّ وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم: عندما يصل الطغاة والمجرمون إلى مرحلة سيئة من الظلم لعباد الله؛ فإن رحمة الله اقتضت أن يختار من أوليائه من يكون ثائراً ومنقذاً للمستضعفين، ومن المناسب أن نتحدث عن الظروف والأوضاع التي وصل إليه اليمن قبل أن يأتيَ المشروع القرآني الذي لم يكن عبثياً، ولا بدافع مصلحي لفئة معينة؛ بل جاء مشروعاً انقاذياً في مواجهة استهداف شامل للأمة كلها، وللشعب اليمني خاصة، لنعرف عظيم ما حبانا الله به نعمة النصر والتأييد، وقد بدأ ذلك حين انتصر حزب الله على إسرائيل عام2000م وأخرجها بصورة مذلة من جنوب لبنان؛ فأحيا ذلك الانتصار الأمل في الأمة بعد النكبات والنكسات في تاريخ حروبها مع الصهاينة، وعندها أدركت أمريكا وإسرائيل خطورة أن يبقى حزب الله نموذجًا يحتذى به؛ فعملوا أولاً: على تشويه ذلك النموذج إعلامياً وثقافياً من خلال التكفيريين، وربطوا الأمة بنموذج آخر هو النموذج التكفيري، من أجل بعثرة الأمة وإشعال الفتنة الطائفية فيها وتحويل بوصلة العداء من إسرائيل إلى الداخل الإسلامي، وجعلت أمريكا التكفيريين هم الأداة الرئيسية لتنفيذ هذا المشروع، ولتشويه الإسلام عامة والجهاد خاصة، وهم الغطاء الذي يظهر كحامٍ للأمة، واعتمدت أمريكا عليهم في صنع الذرائع كما في أحداث 11سبتمبر، ليتحركوا وفق الأهداف الأمريكية؛ فينتشرون وينكمشون كما تريد أمريكا، وفي البلد الذي تريد أمريكا، وتبقى فلسطين المحتلة ـ المسماة إسرائيل ـ هي البلد الوحيد الذي لا يمكن أن تتحرك فيه القاعدة وأخواتها، وهذا أكبر دليل على أن القاعدة صناعة أمريكية صهيونية.
عباد الله: من خلال تحرك التكفيريين تعمل أمريكا على تدمير البلدان الإسلامية، وإثارة الفتن وتشويه الإسلام، وتجزئة البلدان أكثر، وتتحرك أمريكا بموازاة تحركهم تحت عنوان إنقاذ البلدان من وحشية التكفيريين، ومكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية وغيرها، وكان اليمن مصنفاً في المرتبة الثالثة بعد العراق وأفغانستان، كما ظهر في تصريحات مسؤولين أمريكيين، وكان الهدف هو السيطرة على اليمن: أرضاً وإنساناً وموقعاً جغرافياً وثروة كما قال أحد سفراء أمريكا في اليمن: (إن اليمن لا زالت بكرًا وأن أمريكا ستفتضها)، وإذا كان هناك بلدان غير إسلامية رفضت بفطرتها أن تستسلم لأمريكا مثل كوبا وفيتنام وكوريا الشمالية وفنزويلا؛ فكيف بالشعب اليمني الذي حمل الهوية الإيمانية التحررية من رسول الله صلوا ت الله عليه وآله ومن الإمام علي(عليه السلام)، ويمكن أن نعرض ما وصل إليه اليمن من الوضع السيئ تحت السيطرة الأمريكية.
أولاً: في الجانب العسكري وبعد اجتياح أمريكا لأفغانستان والعراق خضع النظام في اليمن طواعية لأمريكا، فلم تحتج أمريكا إلى اجتياح العسكري؛ بل اختارت أماكن استراتيجية كالعند وشيراتون في صنعاء، وأنشأت فيها قواعد عسكرية، وأدخلت إليها قوات المارينز بأعداد كبيرة باسم مدربين ومستشارين، ثم اتجهوا للسيطرة على الجيش تحت عنوان التدريب ثم الهيكلة، وتم شراء ولاءات بعض ضباط الجيش وكبار قادته، والأخطر تغيير عقيدة الجيش القتالية، وتحديد من هو العدو وفق السياسة الأمريكية وليس وفق الهوية الإيمانية والانتماء الوطني، ثم اُستُخدِم الجيش اليمني في تنفيذ عمليات تقي الأمريكي من تقديم الخسائر، وجردوا الجيش من القدرات التي يمكنه بها التصدي لأي عدوان خارجي؛ فدمروا صواريخ الدفاع الجوي، وأضعفوا القوة البحرية إلى درجة الصفر، وبدأوا بتدمير الصواريخ بعيدة المدى، وفُتح اليمن أمام الضربات العسكرية الأمريكية متى شاءوا وأينما شاءوا.
ثانياً: أصبح الأمريكي هو المتحكم بالجانب الأمني؛ فانتشرت القاعدة في عدة محافظات، وحتى في الحي الذي تتواجد فيه السفارة الأمريكية، وأنشأوا جهازاً جديداً تحت تصرفهم المباشر، أسموه: جهاز الأمن القومي، ونشروا الفوضى والاغتيالات، وكلما ازداد تواجد الأمريكيين في اليمن؛ ازداد انتشار القاعدة، فمن خمسة عناصر
قالت أمريكا أنهم دخلوا اليمن عام 2002م إلى آلاف منهم ينتشرون في محافظات بأكملها.
ثالثاً: سيطر الأمريكيون على القرار السياسي للدولة وبرامجها، وتحكموا بسياساتها الداخلية والخارجية؛ فكان السفير الأمريكي يلتقي بالوزراء والمسؤولين، ليأمر وينهى وبتغطيةٍ من الإعلام اليمني حينها، وخلقوا بين المكونات السياسية جواً تنافسياً على التقرب من أمريكا، والالتجاء والاحتماء بها، وبتقديم تنازلات تمسُّ بالسيادة والدين والقيم، وأصبحت السياسة اليمنية محكومة من قبلهم بما لا يرضي الله ولا يحقق مصلحة البلد.
رابعاً: سيطروا على التربية والتعليم والخطاب الديني في المساجد بهدف السيطرة على الثقافة والفكر واحتلال العقول والقلوب ورسم التوجهات، وركزوا على المعلمين والمعلمات من خلال دورات معينة لإفسادهم وتضليلهم وتشغيلهم بما يخدم أهداف أمريكا، واستهدفوا نخباً من الطلاب الأذكياء من خلال أنشطة وبعثات خاصة، وسيطروا على المناهج الدراسية، وتدخَّلوا في صياغتها، وحذفوا وأضافوا وبدَّلوا، وغيَّبوا مِن المناهج الآيات التي تتحدث عن الجهاد، والآيات التي تتحدث عن أعداء الأمة وخطورتهم، وكذلك غيَّبوها عن الخطاب الديني في المساجد وخُطب الجمعة وعن وسائل الإعلام، عبر أنشطة رسمية وعبر المنظمات، حتى أنهم حذفوا من المنهج الابتدائي سورة الكافرون، وقدموا مفاهيم محسوبة على الدين مثل: (القبول بالآخر) ليكون مفاده القبول بالأمريكي يحتلنا ويدوسنا ويستعبدنا، أما التعايش الحقيقي فكان موجوداً في كل البلدان الإسلامية ولم يخربه إلا التدخل الخارجي.
خامساً: سعى الأمريكيون للسيطرة على القضاء، وانظمته وقوانينه، بما يضيِّع العدالة، وسعوا لاستقطاب بعض القضاة ليكونوا ضمن التوجهات الأمريكية.
سادساً: سعى الأمريكي للسيطرة على الإعلام، فأصبح الإعلام يقدّم كلَّ عمل يستهدف اليمن بأنه خدمة ومساعدة لليمن، وامتد ذلك إلى بعض الصحف الغير رسمية والكتَّاب؛ فأصبحوا يروجون للأمريكي، ويسعون في الأنشطة التخريبية والفتنوية التي تخدم الأمريكي.
سابعاً: سيطروا على الاقتصاد رغم فشل النظام فيه؛ فجعلوه معتمداً على القروض الربويّة الخارجية، التي توظف في مجالات ليس فيها دعم للاقتصاد الوطني؛ فلا يمكن أن يدعموا الزراعة والصناعة في البلد، واعتُمدت سياسات البنك الدولي التدميرية، التي تزيد من مساحة الفقر وتحمل المواطنين الأعباء، وسعى الأمريكيون إلى السيطرة على الثروة النفطية والغازية؛ فلم يستفد الشعب منها بغير النادر، وعملوا على ترسيخ مفاهيم تقول إن اليمن فقير في موارده وثرواته البرية والبحرية، وأقنعوا الكثير من أبناء البلد بذلك، وعملوا على أن يعتمد اليمن على الاستيراد الخارجي في كل شيء، وحاربوا الإنتاج الداخلي، وأصبح اليمن يستورد حتى الملاخيخ والصلصة، وضربوا المنتج الداخلي بالمنتج المستورد؛ فتعطلت زراعة القمح، وتضررت زراعة البن، وحوَّلوا الزكاة إلى الموارد العامة بعيداً عن مصارفها الشرعية، وخصخصوا القطاعات العامة والخدمات الأساسية.
ثامناً: عمل الأمريكيون على استهداف اليمن أخلاقياً: ونشر الفساد والرذيلة؛ لضرب الروح المعنوية، وتمييع الشباب، والسيطرةِ عليهم، ونشروا آلاف شبكات الدعارة، وأنشأوا ملاهي ليلية للفساد، في صنعاء وفي بعض المحافظات، وأوعزوا إلى الفنادق التغاضي عن كل حالات الفساد، وتحركوا للترويج للتبرج والسفور، والاختلاط الفوضوي والعلاقات المحرمة، ونشطوا بذلك في الجامعات ومعاهد تعلم اللغات، تحت عنوان الحرية، وأنشأوا منظمات وجمعيات لنشر الفساد والإيدز وتدمير صحة الشباب ونشر الأوبئة والأمراض، وروَّجوا لشُربِ الخمور والمخدِّرات خاصة بين المسؤولين والشباب ورجال المال والأعمال، وكل ذلك لضرب الإنسان في هذا البلد؛ ليصبح مجرماً ساقطاً منحطّاً فاقداً للغيرة والحمية قابلاً للاستعباد.
تاسعاً: عملوا على الاستهداف الصحي لليمن، مِن خلال نشر الإيدز، وتوزيع مواد طبية ملوثة بالإيدز والسرطان وفيروس الكبد وأوبئة أخرى، وتوزيع أغذية منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي، وبعضها مُسَرطنة ومعدَّلة وراثياً وتسبب التدمير لصحة الإنسان.
عاشراً: عَمِلوا على السيطرة على الواقع الاجتماعي في اليمن، مِن خلال تعزيز الانقسامات بين أبناء البلد تحت عناوين: مناطقية ومذهبية وعنصرية، وكان نتاج ذلك حروبًا قبلية وثارات ومشاكل اجتماعية لا تتوقف، وعملوا على فرز المجتمع اليمني إلى فئات مختلفة، ثم يشعلون الصراع بينها حتى داخل الأسرة الواحدة، بعيداً عن منهجية القرآن التي تقول: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}، وعَمل الأمريكيون على استقطاب بعض الوجاهات القبلية، والبعض تم استقطابهم عبر عملائهم في السعودية، وعملوا على إنشاءِ ديانات وأقليات في اليمن، بدءًا بالأقلية اليهودية ثم أتوا بالأحمدية والبهائية والملحدين، وعملوا على تَسيِيس كل ذلك؛ لإضاعة سيادة الإسلام.
الأخوة المؤمنون: كان مِن أخطر ما ركّز عليه الأمريكيون هو محاربةُ السلاح لدى الشعب اليمني، فتحركوا بحملات إعلامية وثقافية لتشويه اقتناء السلاح، وتصويره على أنه تخلف، وقاموا بحملاتٍ لشراء السلاح الخفيف والمتوسط من الأسواق اليمنية، وعملوا بوسائلَ عِدَّة على أن يتخلى الشعب اليمني حتى عن لِبس الجنبية، وفي حين المواطنين الأمريكيين والإسرائيليين المحتلين يمتلكون مختلف أنواع الأسلحة، لا يريدون للمواطن اليمني أن يحمل لا سلاح الإيمان ولا سلاح الحديد: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً}، ولأنَّ كلَّ ما تقوم به أمريكا إنما هو لخدمةِ إسرائيل؛ تم فتح مسار للعدو الإسرائيلي لينفذ في اليمن؛ فرتَّبوا اللقاءات مع السلطة في صنعاء منذ عام 1996م لكي يتم تجنيس (ستين ألف) يهودي بالجنسية اليمنية؛ ليدخلوا اليمن كمواطنين يمنيين يفعلون ما يريدون، وجنَّدوا أقلاماً مأجورة تُروّج وتُمهّد لتطبيع اليمن مع الصهاينة، حتى أنَّ بعض الكتاب كتبوا أنَّ أصل اليمن يهود من أيام نبي الله سليمان، متناسين ما أكده القرآن عن ملكة سبأ أنها أسلمت وقالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
أما بعد/ إخوة الايمان: أمام تلك الهجمة والاستهداف انقسمت القوى السياسية بين صامتة ومتماهية مع المشروع الأمريكي؛ فأتى المشروع القرآني، كنتاج للإيمان، والإحساس بالمسؤولية تجاه هذا المنكر والخطر، قبل أن يخسر الشعب كامل حريته وكرامته واستقلاله ودينه ودنياه؛ فتحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) لاستنقاذ الأمة الإسلامية عامة؛ والشعب اليمني خاصة، بمشروع القرآن الذي قال الله عنه: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، ليمثل أعظم نعمة على الشعب اليمني، حفظت له صلته بالله، وقيمه وأخلاقه وعزته وكرامته، ومثَّل مشروعه ضرورة للوعي الديني الشامل مقابل التضليل، فأبعد اليمن عن شفا حفرة الاستعباد والضلال: {وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
المشروع القرآني الإيماني هو المشروع الذي سار عليه النبي صلوات الله عليه وآله والأنبياء من قبله، مشروع الخير والتحرر والعدل والرحمة والأخلاق والقيم، ومشروع النصر والتمكين، وما كل الانتصارات التي نعايشها إلا ثمرة لهذا المشروع، وقد رأيناها منذ انطلاقته، وكلما تكالبوا عليه أكثر كان النصر له من الله أكبر، ليبقى نوراً للأمة، وعزاً للمؤمنين، ونصراً للمستضعفين، واليوم نرى الأمريكي والإسرائيلي يقفون عاجزين عن حماية أذنابهم من بأس أوليائه، ولن يقدموا لهم اليوم أكثر مما قدموه منذ بداية العدوان، واليوم المتغيرات على مستوى الساحة بكلها هي لصالح المؤمنين، الصابرين، المضحين، الثابتين، والواقع يشهد، والتجليات واضحة، وما زيادة تصعيد العدو إلا لأنه يزداد قلقاً وخوفاً، وتتراءى له المشاهد النهائية لفشله وإخفاقه، فيحاول أن يزيد من بطشه، وجبروته، وعدوانه، وحصاره.
وكل من تولى أمريكا وسار في فلكها فهو الخاسر، والواقع يشهد على خسارة كل من تولاها واستسلم لها من أنظمة وزعامات في الدنيا قبل الآخرة، كما حدث لشاه إيران وزعماء العرب وآخرهم الرئيس السوداني ولن يكون حال الإمارات والسعودية وأذنابهم أفضل من ذلك.
الأخوة المؤمنون: تمر بنا اليوم ذكرى رحيل آخر جندي أمريكي من صنعاء في الحادي عشر من فبراير عام 2015م والذين كانوا متواجدين في شيراتون وغيرها بالمئات، ولكنهم رحلوا فراراً من مشروع القرآن، ولو كانوا أهلاً للانتصار على هذا المشروع لواجهوه بأنفسهم، ولكنهم فروا ودفعوا بأذنابهم وأذناب أذنابهم الذين لا يفقهون السنن الإلهية، وسنستمر في مواجهة كل المستكبرين وأذنابهم في الداخل والخارج، ما دمنا متمسكين بالله وهويتنا ومبادئنا الإيمانية، وفي إطار محور المقاومة، وعلينا جميعاً أن نشارك في صناعة لوحة النصر الكبير، برفد الجبهات ودعمها، ودعم القوة الصاروخية والطيران المسير: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرِ المؤمنين عليٍ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
---------------،،،