مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

الـعـنـوان: نتعلم من الشهداء
الــتاريـخ: 22/5/1444 ه‍ 
الموافق : 16/12/2022
الـرقـم : (20)

خطبة الجمعة الرابعة من شهر جمادى الأولى 1444هـ
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له العليم الخبير، القائل: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
وأشهد أن سيدنا وقائدنا وقدوتنا محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضوان الله تعالى عن أصحابه الأخيار المنتجبين.  
ثم أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون: 
مرّت علينا الذكرى السنوية للشهيد: ذكرى أعظم الناس وأطهر الناس وأجلّ الناس، ذكرى الشهداء العظماء الأبرار الأطهار الذين اصطفاهم الله سبحانه كما قال في كتابه: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) هؤلاء المؤمنون الذين حملوا الوعي والإيمان في قلوبهم وعقولهم قبل أن يحملوا السلاح في أيديهم، وهؤلاء العظماء الذين أكرمهم الله بعطاء الخلود والحياة والكرامة والرزق مقابل عطائهم وبذلهم أرواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل الله، قال سبحانه وتعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ).
وقد قرن الله الشهداء بالأنبياء، واعتبر مقام الشهداء بعد مقام الأنبياء يوم القيامة، قال سبحانه وتعالى (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).
هذه المناسبة الكبيرة التي أحياها شعبنا العزيز الذي قدم خيرة رجاله من الشهداء العظماء الذين سجلوا أروع المواقف، وسطروا أعظم الملاحم في الشجاعة والبذل والإقدام والتضحية؛ فكانوا بحقٍ مفخرة اليمن، وتيجاناً على رؤوس اليمنيين، ولقد رفعوا اسم اليمن عالياً حتى أصبح المقاتل اليمني هو أشرس المقاتلين في العالم بين جيوش الدنيا، وذلك بفضل الله سبحانه، وبفضل الروحية الإيمانية والجهادية التي حملوها، والقضية العادلة التي هم عليها، وبفضل القيادة الحكيمة والشجاعة التي توجهوا لها.
أيها المؤمنون:
إن شهدائنا الأعزاء لم يخسروا بل ربحوا أعظم الربح، وفازوا بأعظم الفوز، كيف لا؟! والذي أخبرنا بذلك هو رب العالمين الذي اشترى منهم أنفسهم وبثمنٍ لا يوجد لدى أحد وليس هناك منافس يمكن أن يقدم عرضا مربحا لمن يبيع كهذا العرض الذي عرضه الله حين قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). 
فالشهداء لا يموتون بل قهروا الموت ونالوا الحياة الأبدية في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر، وهم الآن في تلك الجنة التي وصفها الله سبحانه بقوله: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ) فهل من هو في هذا النعيم خاسر؟! وهم الآن مع النبيين والصديقين والشهداء كما قال سبحانه: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا).

إن شهدائنا قد فازوا بأحسن خاتمة وهي خاتمة الشهادة بعد جهاد في سبيل الله، وقد عرفوا الله فيه وتأييده ورعايته وألطافه؛ فسبحوا بحمد الله واستغفروه وشكروه على ما منحهم من الرعاية والتأييد، وقد وفقهم الله للدفع عن الدين وعن الأرض والعرض والمستضعفين، ووفقهم الله لمواجهة المستكبرين والظالمين، وسقطت هيبة وهيمنة أمريكا وإسرائيل وعملائهم على أيديهم، وبذلك يكونون قد حازوا على شرط دخول الجنة الذي اشترطه الله لكل من يريد أن يدخلها وهو: الجهاد في سبيل الله، قال سبحانه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)، وهم بالشهادة بعد الجهاد في سبيل الله قد استكملوا مواصفات المؤمنين الكاملة التي قال الله سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، وهم بالشهادة قد فازوا بالتجارة الرابحة التي عرضها عليهم ربهم بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
عباد الله:
إن ذكرى الشهداء هي محطة هامة لنُعبئ فيها أنفسنا بالروحية الجهادية التي حملها شهداؤنا العظماء؛ لأن المعركة ما تزال مستمرة، وقوى العدوان لا تزال تراوغ وتعد العدة للاعتداء على شعبنا، وهو ما يستدعي أن نحافظ على الروحية التي كان يتحلى بها عظماؤنا الشهداء، وهي روحية البذل والعطاء والزكاء، والروحية التي كانت إيجابية وكانوا معها على درجة عالية من الإحسان والإيمان والعبادة والذكر والطهارة؛ لأن الله سبحانه عندما ذكر الشهداء ذكرهم بأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، والذين من خلفهم هم الذين قال الله عنهم وعن الشهداء: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) فنحن يجب أن نكون ممن ينتظر وما بدلوا تبديلا، والتبديل الخطير هو في النفسيات والروحيات كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) مما يؤكد علينا ضرورة الحفاظ على روحيتنا الجهادية.
ومما يسعى إليه الأعداء عبر الغزو الثقافي والفكري والحرب الناعمة هو إماتة روحيتنا الجهادية؛ لأن اليهود ومن خلال الإنترنت والتلفونات يشنون علينا حرباً لنشر الفساد الأخلاقي ولتدمير طهارتنا ومحو ديننا وتغيير قناعتنا وثقافتنا وتبديل روحيتنا الجهادية، وتزداد الخطورة على أولئك المدمنين على التلفونات والذين يقضون أوقاتًا طويلة أمام شاشات التلفونات والقنوات التي تعتبر نافذة اليهود لإيصال ثقافتهم وأفكارهم إلينا، حيث أنهم يسعون للسيطرة على نفوسنا وتغيير ثقافتنا وإماتة روحيتنا الجهادية وتدنيس طهارتنا، الأمر الذي يجب معه أن ننتبه لخطورة الحرب الناعمة وخطورة التلفونات التي أصبحت كالأصنام يعكف عليها الناس كما قال الله سبحانه: (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) والتي أصبحت من الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس.
ومن كان يريد أن يحافظ على روحيته الإيمانية والجهادية؛ فليحترس من ثقافة اليهود التي تنشر عبر الإنترنت التي هي ثقافة الإفساد والانحلال والعهر والفسوق، وليحافظ على أسرته وأطفاله ونسائه من شر هذا الخطر المستطير، ومن أراد أن يحافظ على روحيته وإيمانه فليحفظ بصره مما حرم الله وأمره أن يغض بصره عنه.
عباد الله:
إن شهداءنا الكرام هم شهداء الحق والعدل، وشهداء القرآن، وشهداء الأمة، وشهداء القدس، وشهداء الإسلام، وشهداء الإيمان والحكمة، ولولاهم لكانت الاغتيالات والتفجيرات في جميع المدن والمحافظات، ولولا صمود وتضحيات الشهداء والمجاهدين لكان الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي هم الأوصياء على البلد والمتحكمين في قراره كما كان في السابق، ولولا شهداؤنا لكان المرتزقة قد جعلوا اليمن يطبع مع الصهاينة، ولولا شهداؤنا لكانت المراقص والملاهي التي نراها في دول الخليج نرى مثلها في يمن الإيمان والحكمة، ولولا شهداؤنا وصمود مجاهدينا لكانت الفوضى الأخلاقية هي السائدة كما هو حال المناطق التي سيطر عليها الأعداء؛ لذلك فالواجب علينا هو: الحفاظ على هذه المنجزات وذلك بالاستمرار في الوفاء لشهدائنا العظماء، والسير على خطاهم حتى ينتصر يمن الإيمان على قرن الشيطان، وصدق الله القائل: (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ).

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم إنه تعالى ملك رؤوف رحيم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولي المؤمنين وناصر المستضعفين ومذل المستكبرين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الفعال لما يريد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
أيها الإخوة المؤمنون:
إن الأمم بمختلف لغاتها وثقافاتها تعظم الذين يدافعون عنها وعن حريتها واستقلالها وعن خيراتها ومقدراتها، وتخلد تاريخهم، وتقيم لهم الاحتفالات والمناسبات، وتروي للأجيال المتعاقبة مآثرهم ومناقبهم، ولا يوجد في كل الدنيا شعبٌ لا يفتخر بمن يدافعون عنه، وها نحن نقول في نشيدنا الوطني: واذكري في فرحتي كل شهيدي     وامنحيه حللاً من ضوء عيدي
لأن الشعوب عندما تخلد ذكرى عظمائها فهي بذلك تحصن واقعها من أي طامع خارجي، والأمة التي تعشق الشهادة وتستعد للتضحية لن يبقى في أيدي أعدائها ما يخيفها، ولا يمكن أن يستعمرها أحد أو يحتلها أحد، وما نحتاج إليه نحن في يمن الإيمان هو: أن نعزز ثقافة الجهاد والاستشهاد؛ فهي ثقافة إيمانية ثمرتها الفوز والغلبة، ولا يُهزم حملتها، ولا يطمع الأعداء معها أن يسيطروا علينا أو أن يسلبوا حريتنا وكرامتنا واستقلالنا، ولا بد أن تظل التعبئة قائمة ومستمرة، والروحية الجهادية على أرقى مستوياتها.

عباد الله:
إن شهداءنا العظماء لم يكونوا متشائمين ولا معقدين، بل كانوا مستأنسين بذكر الله وبطاعة الله وكانوا في معية الله سبحانه كما قال سبحانه: (وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
وقد فضح الشهداء بتحركهم كل أصحاب الأعذار والمبررات للقعود عندما تحركوا رغم ظروفهم وأسرهم ومشاغلهم إلا أنهم استجابوا لله وللرسول حين دعاهم لما يحيهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).
أيها الإخوة المؤمنون:
في الذكرى السنوية للشهيد: نتذكر هؤلاء الشهداء الذين رفعوا رأس اليمن عالياً ليس في مباراة لكرة قدم وإنما في معركة هي من أشرس المعارك على مرّ التاريخ ومن أكبر المعارك في الزمن الحاضر.
وواجبنا يحتم علينا أن نزور روضات الشهداء، وأن نقف بإجلال وإكبار أمام أولئك العظماء، وأن نتذكر سيرتهم وتاريخهم ومواقفهم، وأن ننقل لأجيالنا ونعلم أولادنا حياة أولئك العظماء الأجلاء من خلال المناهج الدراسية والإذاعات والقنوات والصحف والمنابر؛ فإن وراء كل شهيد حكاية ودروس مهمة.
كما أن من واجبنا أن نتفقد أسر الشهداء باستمرار، وأن نواسيهم وأن نكرمهم؛ لأنهم أكرم منا جميعاً، ولكل شهيد حق على رقبة كل يمني ويمنية؛ فأكرموهم يكرمكم الله، ولو عملنا ما عملنا لما استطعنا أن نوفيهم حقهم، والمسؤولية ليست على مؤسسة الشهداء وحدها بل على كل الشعب، وليس الواجب فقط من الناحية المالية، بل على كل المستويات، ولا بد أن نحافظ على أسر الشهداء وأولادهم من الانحراف والحرب الناعمة، وعلينا ألا نسمح لأحد أن يظلمهم أو يحرمهم أو يحرفهم عن طريق شهدائنا العظماء، وهذا هو من الإحسان الذي يجب أن نتعامل به مع المحسنين العظماء الذين جسدوا أعظم صور الإحسان إلينا وبذلوا أرواحهم ودمائهم.
كما أنه يجب علينا أن نشارك في أعمال الإحسان وفي المبادرات المجتمعية إحساناً إلى مجتمعنا العظيم فالله يحب المحسنين.
لا ننسى المشروع الذي أطلقته هيئة الزكاة في هذا الأسبوع مشروع التمكين الاقتصادي وريادة الأعمال الذي استهدف خمسمائة فقير من خمسمائة أسرة وتدريبهم وتأهيلهم ومنحهم القروض البيضاء التي تمكنهم من إنشاء مشاريعهم الخاصة بهم والتي تمكنهم من سد حاجاتهم وإعالة أسرهم 
هذا المشروع العملاق الذي يأتي ضمن مسار متصاعد يهدف إلى إنعاش فئة الفقراء والمساكين، لتتجاوز واقع المعاناة التي نتجت عن سببين: السياسات الخاطئة والانبطاحية في الحقبة الماضية،، والعدوان والحصار.
وقد حرصت دول التحالف على أن تجلب أغنى الدول بسلاح أقواها، مراهنة على واقع الفقر والمعاناة لابتلاع اليمن ومصادرة قراره، لكنهم أخطؤوا التقدير، فشعبنا وإن صنفته الأرقام ضمن الشعوب الفقيرة هو أغنى الشعوب كرامة واعتزازا بدينه وهويته، وهو في سبيل أن يبقى حرا عزيزا مستقلا قدّم التضحيات الجسام، وحاضر لأن يواصل مشوار التضحية، والعاقبة نصرٌ وفتحٌ مبين.
هذا المشروع العظيم يسعى لتحويل الأسر الفقيرة والمستضعفة إلى أسر منتجة لها مشاريعها التي تحولها إلى أياد مزكية ومعطية بفضل الله ونشد على يد هذه الهيئة التي باتت مشاريعها تصل إلى كل الجوانب والنواحي للفقراء والمساكين

نقول لهم مزيدا من التقدم ومزيدا من العطاء فالشعب الذي قدم الشهداء والذي يعمل أعداؤه على تركيعه بالجوع والحصار يستحق عطاء أكثر وخدمات أعظم وما تقومون به هو يبين بما لا يدع مجالا للشك أن الزكاة لو سلمت للهيئة كاملة بلا تهرب ولا تنصل لا استغنى شعبنا عن المنظمات العربية التي تستعبد الشعوب وتكمل مشاريع العدو الهدامة للمجتمع
هذا وصلوا وسلموا على رسول الله وعلى آله امتثالاً لقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللهم فصل وسلم وبارك على عبدك ورسولك وخاتم أنبيائك ورسلك محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى فلذة قلب المصطفى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين، وعلى أعلام الهدى من أهل بيت المصطفى من يقضون بالحق وبه يعدلون، وارض اللهم عن أصحاب نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار، وعلى سائر عباد الله الصالحين والمجاهدين.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين وارفع يا رب كلمة المجاهدين، اللهم انصر جيشنا اليمني في ميادين الجهاد، اللهم سدد رميتهم واربط على قلوبهم، اللهم ارحم الشهداء واشف الجرحى وافرج عن الأسرى يا من أنت على كل شيء قدير، اللهم واحفظ قائد مسيرتنا ووحد كلمة اليمنيين يا أرحم الراحمين، اللهم اسقنا الغيث وأمنّا من الخوف ولا تجعلنا من القانطين، واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم انصرنا على تحالف العدوان من ينهبون ثرواتنا ويقطعون مرتباتنا ويعملون على حصارنا إنك على كل شيء قدير.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر