الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
العنوان: (عيد الأضحى المبارك )
)
التاريخ: 10 / 12 / 1444ه
المـوافـق: 28/ 6 / 2023م
الرقم: (53 )
➖➖➖➖➖➖➖➖
أولاً: نقاط خطبة العيد
1-في مثل هذا اليوم نستذكر حدثا مهما لنبيي الله إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام حينما اختبرهما الله في قضية الذبح وأهم درس في القصة هو التسليم لأمر الله وتخليدا لذلك الموقف شرعت الأضحية وهي مسنونة ويجب فيها استشعار التقرب إلى الله والصدقة منها لصالح الفقراء ووقتها من بعد صلاة العيد إلى ثالث أيام العيد
2-الإكثارمن ذكر الله وتكبيره في هذه الأيام كحجاج بيت الله وهومن فجر عرفة إلى عصر رابع العيد(واذكروا الله في أيام معدودات)
3-ندين ونستنكر الجريمة الكبيرة التي قام بها اليهود حينما قاموابإحراق القرآن الكريم وقد ساعدهم على هذا المطبعون
4-الاهتمام بالتكافل الاجتماعي والإحسان إلى الأرحام والفقراء وأسرالشهداء والجرحى والمرابطين وزيارةالنقاط الأمنية وروضات الشهداء والمرابطين في الجبهات (أعيادنا جبهاتنا)
5-التعاون مع رجال الأمن والمرور وتجنب السرعة الزائدة في الطرقات
6-الالتزام بالآداب العامة في الحدائق والمتنزهات بعدم تبرج النساء وغض البصر والمحافظة على نظافة الأماكن التي يتم زيارتها.
➖➖➖➖➖➖➖
▪️ثانياً: الخطبة
الخطبة الأولى
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والحمد لله على ماهدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
عيد مبارك، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وها هو العيد يأتي كما في كل عام، وأمتنا العربية والإسلامية تعيش الاستهداف من قِبل الأعداء في كل المجالات السياسية والفكرية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والإعلامية والأخلاقية وغيرها، وما أحوج الأمة العربية والإسلامية اليوم إلى الاستفادة من مناسبة عيد الأضحى المبارك التي تعني لنا الكثير والكثير من الدروس التربوية، والأعمال والبرامج التي تسهم إلى حد كبير في تزكية نفوسنا، وتطهير قلوبنا، وتقويم سلوكنا، وتركيز توجهنا بقلوبنا ونفوسنا نحو الله العظيم جل شأنه وتبارك اسمه.
عباد الله:
إن هذا اليوم يسجل لنا حدثاً تاريخياً يعتبر من أهم الأحداث، وفيه درس مهم وعظيم يعطينا دفعةً نحو التسليم لله، الذي يجب أن يكون هو القاعدة الذي تتحرك من خلالها في واقع حياتك؛ ففي مثل هذا اليوم كان هناك حدث تاريخي مهم وعظيم، وبقي هذا اليوم، وبقيت الأضاحي التي نقدمها قرباناً إلى الله جل شأنه في هذه الأيام لتذكرنا بهذا الحدث الذي كان في (مِنى) في مكة، وكان هذا الحدث معني به رجل هو من خيرة أنبياء الله: إبراهيم الخليل (عليه السلام).
إبراهيم وقف في مثل هذا اليوم ليمتحن في حبه مع حبيبٍ هو غالٍ عليه، وإبراهيم هو الذي لم يثنه خوفٌ أو رعب أو قلق أو تضحية بالنفس، والإنسان عادة ما يكون بين حالة من حالتين: إما خوف وإما محبة، فيما يفعل أو فيما يترك، فيما يقف فيه من موقف، أو فيما يتراجع عنه من موقف.
إبراهيم (صلوات الله عليه) كان غريباً ووحيدًا في هذه الأرض، وقارع الشرك والباطل، وفي نهاية المطاف بعدما قام بمسئوليته على أتم وجه، أتى الإذن له بالهجرة {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} وفي تلك الحالة من الوحدة والغربة كان يأمل من الله أن يمنحه ويرزقه بذرية طيبة؛ فرزقه الله بغلام حليم هو إسماعيل، ومنحه الله هذا الولد بعدما تجاوز مرحلة الشباب، وقد صار في مرحلة الشيخوخة والكِبَر، ونشأ هذا الغلام طيباً مباركاً زكياً تقياً حليماً مثلما وصفه الله، ونشأ كما يرغب إبراهيم الخليل؛ فعظمت محبة هذا الولد المؤنس؛ لكن جاء التكليف الأولي الذي يرتبط أيضاً بهذا، وهو كيف يجعل من ابنه لله، ويجعل نفسه لله، ويكون توجه الجميع نحو الله، الأب والولد والأم، وهكذا ينبغي أن يكون الجميع.
إبراهيم أسكن ابنه إسماعيل وأمه هاجر في مكة بجوار الكعبة حتى يقيم هناك العبادة لله، وهناك أتى هذا الامتحان: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} وهذه قضية حينما نتأملها وبالذات الآباء فهم من يعرفون مدى محبة الأب لابنه، حيث يتألم الأب عادة لو سمع صراخ ابنه من حادثة بسيطة أو من جرح صغير؛ لكن المسألة هنا مسألة ذبح، وأن يستعد لهذا الامتحان والتكليف: [ذبح لابنه بيده هذا موقف صعب، وامتحان كبير فعلاً في جانب المحبة]، {قالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} أن يقدم إبراهيم (عليه السلام) ابنه في ميدان معركة ليقاتل ويقتل هذا أسهل بكثير من أن يباشر هو ذبح ابنه، يعني: هذا يعتبر أكبر بكثير من أن تُقدم ابنك في ميدان الجهاد، أو في ميدان المعركة ليقاتل فيقتل في سبيل الله على يد الأعداء!.
وهنا إبراهيم (عليه السلام) أيضاً يمتحن إسلام هذا الابن، ومدى تسليمه لله، حين قال لابنه: {فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} فكان موقف الابن أيضاً موقف الإسلام لله، وموقف المحبة لله، ومن يستعد على أن يقدم رقبته بكل خشوع، وبكل خضوع ليذبح لأجل الله، هذا أصعب أيضاً مما لو كنت تقاتل: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} إذا نزل الأمر بذلك فامتثل لله وافعل، فلسنا أنا وأنت إلا عبيداً لله، وخاضعين لله، ومسلمين لله، وفعلاً تجهز الأب، واستعد الابن، وصارا جاهزَيْنِ لتنفيذ التكليف الإلهي.
وماذا سُمي هذا الموقف؟ سُمي إسلاماً؛ لنفهم نحن من سمانا الله المسلمين: جوهر الإسلام، وحقيقة الإسلام كيف هو؟ لأنه على بقاع الأرض هذه مئات الملايين يسمون أنفسهم مسلمين، ويقولون أنهم أسلموا لرب العالمين، وأين حقيقة إسلامهم؟ إسلام ليس فيه إلا شكليات محدودة، والقلوب فيه مشدودة إلى غير الله، ومسلمون يرهبون من غير الله أكثر مما يخافون الله، ومسلمون أيضاً في واقع حياتهم محبتهم متجهة إلى غير الله أكثر من الله، ومسلمون عبّدهم خوفهم لغير الله، فاتخذوا أنداداً من دون الله من طواغيت البشر، ومسلمون أخضعتهم أهواؤهم وحبهم لغير الله جل وعلا فأبعدهم عن الله وأبعدهم عن دينه، فماذا كانت النتيجة؟ نتيجة العبودية لغير الله والعبودية للطواغيت هي الذل والهوان والشقاء في الدنيا.
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} أضجعه على جبينه وجهز السكين للذبح، وصار الابن جاهزاً، والأب بسكينه قد وضعها على الرقبة، وعندهما كمال الاستعداد وكمال التسليم لله جل وعلا {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ . قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} قد تم الامتحان وكان كما لو فعل؛ لأن الله علم من قلب إبراهيم ومن قلب إسماعيل الاستعداد الكامل، وعدم الممانعة، وبكل محبة لله، وبكل خضوع لله، وبتسليم حقيقي، وهذا جوهر الإسلام المبني على أنك فعلاً مسلم نفسك لله؛ ثم كوفئ إبراهيم (عليه السلام) بأن رُزق ابناً آخر هو إسحاق، وأنزل الله فدية فدى بها إسماعيل (عليه السلام) هي مثلما قال الله {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} ومن حينها سُنّت الأضاحي، وفي قضية الأضاحي لا بد أن نستشعر قضية القربى إلى الله والتصدق منها؛ لأن الكثير وللأسف باتوا لا يستشعرون قضية القربان ولم يعد همهم من الأضحية إلا ما سيأكلونه من لحومها، بينما الله يقول: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى منكم}.
ولنعلم أنّ المسنون في الأضحية أن تقسّم ثلاثًا: ثلث للمضحي وأهل بيته، وثلث هدية للأقارب والجيران، وثلث للفقراء والمساكين، ووقتها من بعد صلاة العيد إلى ثالث أيام العيد.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى
أما بعد/ أيها المؤمنون:
في هذه الأيام لا بد من الإكثار من ذكر الله والتكبير له كحجاج بيت الله الحرام: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}، كما أنه لا بد في هذا اليوم وغيره من التكافل الاجتماعي والإحسان لأسر الشهداء والمرابطين والأسرى، وكذا الفقراء والمحتاجين والنازحين ومواساتهم بالمستطاع، وكذا لا بد من زيارة الأرحام؛ لأن قطيعة الأرحام مسألة خطيرة في الدنيا والآخرة، يقول الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا . وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}.
كما لا بد من الاهتمام بزيارة الجبهات؛ لأن (أعيادنا جبهاتنا) بالإضافة إلى الاهتمام بزيارة النقاط الأمنية وروضات الشهداء والجرحى والعلماء.
كما ننبه إلى ضرورة التعاون مع رجال الأمن والمرور، والانضباط بحركة السير، وعدم اختلاق المشاكل والزحام الذي يحصل بسبب استعجال الناس أو وقوفهم في أماكن غير مناسبة تؤدي إلى إعاقة السير وحركة المرور، ولا داعي للسرعة أثناء قيادة السيارات أو تسليمها للأطفال الغير واعين مما يتسبب ذلك في الكثير من الحوادث المرورية والوفيات.
وفي هذا السياق لا ننسى التنبيه إلى أهمية الحشمة والحفاظ على العفة وعدم التبرج بالنسبة للنساء، وتجنب الاختلاط في الحدائق والمنتزهات، ولمن يخرجون للتنزه عليهم التقيد بالضوابط الشرعية وغض البصر للحفاظ على زكاء النفس، بالإضافة إلى أهمية الاهتمام بنظافة الأماكن التي نزورها، وعدم رمي المخلفات أو تركها فيها من باب المروءة والأدب ومكارم الأخلاق، ولأن ذلك يتسبب في تشويه المكان، وأذية أهل المناطق الذين يستقبلون الزوار بكل رحابة صدر.
هذا أكثروا في هذا اليوم وأمثاله من الصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد وآله، فإن الله جل جلاله يقول في محكم كتابه: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم صلِّ علي محمد عبدك ورسولك، وعلى بقية أهل الكساء علي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم عن صحابة نبينا المنتجبين.
{ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} اللهم انصر الإسلام وأنصاره، اللهم كن لنا معيناً وهادياً وموفقاً ومسدداً، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، وكن اللهم لهم حافظًا وناصرًا ومعينًا، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} اللهم احفظ حجاج بيتك الحرام، وأعدهم بالخير إلى أوطانهم وأهاليهم يا حنان يا منان.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إلهَ إلا اللهُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمد، والحمدُ للهِ على ما هدانا وأولانا وأحلَّ لنا من بهيمةِ الأنعام
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------------