مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الأوقاف والإرشاد

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

------------------------------------

    🎙️خـطبة الجـمعة 🎙️

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   21 / 7 / 1442هـ  

    5/ 3 / 2021م

 

..................................

 الجمعة الثالثة من شهر رجب

🎙️(المشروع القرآني، إرادة وانتصار) 🎙️

 

        (الخطبة الأولى) 

   (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )

( بسم الله الرحمن الرحيم )

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله القائل: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}، والقائل: {وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}

لك الحمدُ حمداً أستلذُ به ذكراً وإن كُنتُ لا أُحُصِي ثناءً ولا شكـــــــرا

لك الحمد مقروناً بِشكْرِكَ دائماً لك الحمدُ في الأولى لك الحمدُ في الأخرى

ونشهدُ ألَّا إلهَ إلا الله، كُل عزيزٍ غَيره ذليل، وكُل قوي غَيره ضعيف، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسلَه بأمرهِ صادعاً، وبِذِكرهِ ناطقاً، فأدَّى أميناً، ومضى رشيداً، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدمها مَرَقَ، ومن تَخَلْفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:

يقول الله تعالى: {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ. وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ}.

في الزمن الذي تَستَخْدِمُ فيه معظم الأممِ الدراسات والبحوث والتحليلات والرصد لمعرفة أحداث مستقبلها، قد تأتي الأحداث مخالفة لتلك الدراسات والتنبؤات، وفي الزمن الذي يَستخدمُ فيه البشر مراكز التخطيط الاستراتيجي لحل الإشكاليات تبقى المشاكل وتتفاقم، وبين كل الأمم وتبقى الأمة الإسلامية متفردة بكتابٍ خصها اللهُ به يقدّمُ لها كلَ ما تحتاجه من دراسات حقيقية، وحلول مضمونة لكلِ مشاكلها. لقد أخبر الله الأمة الإسلامية قبل أكثر من (1400عام) أنَّها أمة مُستهدفةٌ، لها أعداء سيقاتلونها وعليها أن تستعد لمواجهتهم فقال: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ}، وأنهم يريدون لها أن تُضَيّعَ كل سُبُلِ الخيرِ والرشاد فقال: {وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ}، وأنهم يريدون ويعملون على إفسادِها وسلخِها عن هُويتِها الإيمانية فقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً}، وأنَّهم يُريدون أن تفقدَ الأمة وعيها وبصيرتها فلا تعرف ما يضرها وما ينفعها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ}، وأنَّهم يعملون على صدِّ الأمة عن دين الله وفصلها عن الله وهدايته فقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

عباد الله الأكارم:

حدث وما زال يحدث كل ما حذَّر الله الأمة الإسلامية منه؛ فاستُهْدِفت الأمة في ثِقتِها بِرَبِها وثِقَتِها بِكِتَابِهِ وثِقَتِها بِدينِها، واستُهدفت في وحدَتِها ففرقها عدوها جماعات وأحزاب وطوائف ومذاهب، واستُهدفت في إنسانها فسُفِكت دماؤها، وانتهِكَتْ أعراضُها ونُهِبَتْ ثَرَواتُها واحتُلَّتْ أراضيها، واسْتُهدِفت في فكرها ووعيها وثقافتها، وكان ذلك هو أخطر أنواع الاستهداف؛ فأصبحت أمة فاقدة للفرقان والبصيرة، وأصبحت أمريكا وإسرائيل ـ العدو الأساسي للأمة في هذا الزمن ـ تُلبِسُ الحقَ بالباطل؛ فاخترقت الأمة، وبدعوى محاربة الشيوعية صنعت للأمة عدواً من الداخل هو القاعدة؛ لتقتل الأمة، وتصنع المبرر لقتلها، وتشوه الإسلام والجهاد، وفي بداية الألفية الثالثة صنعت باسم القاعدة أحداث الحادي عشر من سبتمبر لتكون الخدعة والذريعة الكبرى للقضاء على ما تبقى للأمة من هوية إيمانية، واستكمال احتلالها واستعبادها، وبدعوى محاربة الإرهاب نشروا الإرهاب وقتلوا المسلمين في كل مكان، وعملوا على فصل الأمة عن مسؤوليتها الجهادية، وأساؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله، وأساؤوا إلى

 

القرآن وغيَّروا المناهج الدراسية في الدول العربية والإسلامية، واحتلّوا أفغانستان ثم العراق.

أيها المؤمنون:

تلك الهجمة الإعلامية والعسكرية الشرسة من قِبَلِ أمريكا وإسرائيل بعد أحداث (11سبتمبر2001م)كان هدفها: تجريدنا كأمة إسلامية من كل ما نمتلكه من هوية دينية وإسلامية، وتجريدنا من ثرواتنا وحريَّتِنِا واستقلالنا، والسيطرة علينا كبشرٍ وجغرافيا وثروة ومقدرات، وكان على الأمة أن تتخذ موقفًا أمام كل ذلك؛ ولكنَّها كانت تعاني من الإرث الماضي للظالمين، الذين سلبوها روحها المعنوية وعناصر قوتها، كما أن الموقف يحتاج إلى اهتمام وتركيز وعناية ونظرة موضوعية، وتحتاج إلى التحلي بالمسؤولية والتعامل بجدية، وتحتاج إلى التوفيق من الله، وكل ذلك تفقده الأمة.

وظهر آنذاك في واقع الأمة موقفان: الأول: اتخذته الأنظمة والحكومات وهو الاستسلام، والعمل تحت المظلة الأمريكية على استهداف كل عناصر القوة داخل الأمة، وإزاحة العوائق لتسهيل سيطرة أمريكا على الأمة، والموقف الثاني: اتخذته الشعوب وهو: الصمت والخنوع؛ فهل يرضى الله بهذا الواقع لخير أمة أخرجها للناس، وهو الذي منحها كل المقومات التي تجعلها مهيمنة بدين الله وهداه؟ من موقع جغرافي، وممرات مائية مهيمنة، وثروات هائلة، ومنهج وقيادة؟. وهل أراد القرآن للأمة أن يكون هذا حالها؟ وهل يرضى النبي صلوات الله عليه وآله لأمته بهذا الذل والمهانة؟ وهو الذي لم يخضع ولم يُرَبِّ أمته على الخضوع لأي مستكبر؟ وأصبح لسان الحال يقول: من يبرز لأمريكا؟ ومن الذي يستطيع أن يتخذَ الموقف في هذا الظرف الصعب؟ فتسكت الأمة كلها، ويتحرك وارث علي (عليه السلام) الشهيد القائد السيد: حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) ـ الذي نستقبل هذه الأيام ذكرى استشهاده ـ ؛ ليتخذ موقفاً ثالثاً: هو التصدي لمشروع أمريكا وإسرائيل ومواجهته، ودعا الأمة إلى العودة الصادقة والواعية إلى الهوية الإيمانية، التي من أبرز معالمها أولاً: التحرر من الطاغوت في الداخل والخارج، وعدم الخنوع والخضوع للمستكبرين. ثانياً: العودة إلى القيم الإنسانية والإيمانية والتمسك بها. ثالثاً: الوعي والبصيرة والفهم للمرحلة وخطورتها، وطبيعة الصراع مع أهل الكتاب، الذي أصبح صراعاً حضارياً شاملاً يركز فيه العدو على فصلنا عن الله وعن هويتنا، رابعاً: الحكمة والزكاء، والسعي إلى تطهير النفوس والقلوب وتزكيتها. خامساً: العمل على إقامة العدل ومحاربة الظلم والظالمين. سادساً: أهمية التحمل للمسؤولية وبالذات الجهادية، وخطورة التخلي عنها. 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  

 🎙️الخطبة الثانية 🎙️

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, وأشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له, وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان:

تحرَّكَ الشهيد القائد بموقفه الذي نظر إليه العالم الصامت والمستسلم باستغراب، وكان ذلك الموقف يمتاز عن غيره بأنه:

 أولاً: يقوم على المسؤولية وليس الهوى ولا المطامع ولا الشهوات. ثانياً: ضمان حكمته وصوابيته؛ لأنه من القرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ثالثاً: ضمان قوته وضمان الثبات عليه؛ لأنه جزء من التزامنا الديني والإيماني أن نتحرك ضد الطغاة والمستكبرين، وليس كمن تغنى بالوطنية أوالقومية وفي الأخير رأينا الكثير منهم باع الوطن والوطنية، وباع القوم والقومية. 

رابعاً: يمتاز بأنه يعتمد على الهداية الإلهية، {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}، موقف تحته برنامج عمل كبير لبناء الأمة. خامساً: يستند إلى زخم تعبوي وتربوي قرآني عظيم، بينما نجد لدى الأمة فقدان الحماس والغيرة والإحباط والرضا بهيمنة العدو والخضوع والاستسلام له بسبب الانفصال عن القرآن وآياته التي توجد الاندفاع والحماس والثقة والأمل. سادساً: الخيار القرآني مضمون الربح والفوز والعاقبة؛ لأنه يستند إلى الوعود الإلهية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}. سابعاً: موقف المواجهة للمشروع الأمريكي الصهيوني هو الموقف الطبيعي والمفترض بنا كمسلمين؛ لأن الموقف الذي يتجه فيه الإنسان ليوالي عدوه هو موقف مريض: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}، موقف أحمق وخاطئ وباطل وغير مشروع، وردة الفعل السلبية تجاه الخيار القرآني تشهد على أهمية هذا الخيار وهذا الموقف.

 

عباد الله الأكارم:

تحرك الشهيد القائد بمشروعه القرآني ضد المشروع الأمريكي الصهيوني، فواجه الحروب الثقافية والإعلامية الصهيونية وأفشلها، وكشف زيف أمريكا وإسرائيل وخداعهما وتضليلهما؛ فما كان منهما إلا أن تحركوا ضد هذا المشروع عسكرياً وعن طريق أوليائهم بحروب شاملة، يحاولون بكل وسيلة إطفاء نور الله، ومنع وصول هذا النور إلى الأمة، إلا أن إرادة الله كانت هي الغالبة وإرادته هي المنتصرة: {وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}، وكلما شنوا عليه حرباً أكبر انتصر وتوسع وظهر بإرادة الله وتأييده، ولا زال حتى الآن يواجه المشروع الأمريكي الصهيوني وينتصر ويتَّسِع ليكون الأمل لهذه الأمة، وأصبح الشعب اليمني بتمسكه به القدوة لكل الشعوب المستضعفة والتواقة إلى التحرر والحرية.

الأخوة المؤمنون:

قدم الشهيد القائد مشروعه إلى الأمة من خلال الهدى الذي قدمه على شكل محاضرات وضع فيها مشروعاً عالمياً بعالمية القرآن، يستطيع أن يبني الأمة على أرقى مستوى من كافة الجوانب، وتحققت حتى الآن ـ بعد سبعة عشر عاماً على استشهاده ـ مصاديق الكثير مما بيّنه وحذّرَ منه الأمة، فقد بيّنَ أن القاعدة صناعة أمريكية، وأن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي مسرحية صنعتها المخابرات الأمريكية لتصنع المبرر لضرب من يشكلون الخطورة الحقيقية عليها، وكشفتِ الأحداثُ بعد ذلك صدق كلامه، واعترف الكثير من الساسة الأمريكيين بأنهم من صنعوا القاعدة وحَبَكوا مسرحية أحداث البرجين، وتحدث أن طالبان ليست المستهدفة، بل يمكن أن تعود من جديد بتوجيهات أمريكية، وفعلاً رأينا بعد ذلك أمريكا توقِّع اتفاقية للتفاوض مع طالبان لعودتها للحياة، ورأينا كل حرب أمريكا وإسرائيل تتجه نحو من يحملون العداء الحقيقي لهما من المجاهدين الحقيقيين المشكِّلين لمحور المقاومة، وتحدث أيضاً عن أن أمريكا ستحافظ على القاعدة وستوزعها على كثير من البلدان لتتعلل بملاحقتها فتحتل البلدان؛ فتحقق صدق كلامه وانتشرت القاعدة من أفغانستان إلى معظم الدول، وحذّرَ من المصافحة لكون العدو قد يستخدم أشياء دقيقة للإضرار بالأمة، وتحقق ذلك عندما عمل العدو على نشر فيروس كورونا، وتحدث عما تسعى له أمريكا وإسرائيل من منع الحج وأنهم يمكن أن يتعللوا بوباء معين فيمنعون الحج، وحدث ذلك في العام الماضي حين منع النظام السعودي العميل لأمريكا وإسرائيل الحج بذريعة وباء كورونا، ولمّح إلى أن من يتعللون بالخوف من أمريكا فيطيعونها ـ ومنهم النظام السابق ـ بأنهم كاذبون في دعواهم، وأن الحقائق ستكشف أنهم عملاء خائنون لشعوبهم؛ فجاءت الأحداث وكشفت اللقاءات التي كان يقيمها النظام السابق مع الإسرائيليين منذ (عام1996م )، وكذا كشفت حجم الخيانة وظهر شاهد منها حين سُلمت صواريخ الدفاعات الجوية اليمنية ليتم تفجيرها بإشراف موظفات أمريكيات، وتحدث الشهيد القائد عن أن اليمن لو صرخ صرخة واحدة لعدلت أمريكا كل منطقها ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين، وتحقق ذلك حينما وجهت أمريكا التهمة لأنصار الله بأنهم إرهابيين؛ فخرجت المظاهرات في كل ربوع اليمن، وصرخ اليمن صرخة واحدة بالموت لأمريكا أم الإرهاب؛ فاضطرت إلى إلغاء قرارها وأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين.

وهكذا أيها المؤمنون الأكارم:

سنجد الكثير مما حذّر منه الشهيد القائد أوبيَّنه سابقاً لِأوانهِ يتحقق في أرضِ الواقع ليس ذلك إلا لأنه عَلَمَ هدى اعتمد على القرآن في تقييمه للواقع والأحداث، اعتمد على الكتاب الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} والذي قال فيه النبي صلوات الله عليه وآله (فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم)، وبهذا ندعو كل المسلمين في ذكرى استشهاد الشهيد القائد، إلى الاطلاع والقراءة لما تركه الشهيد القائد من مشروع قرآني فيه النجاة والخير والعزة والفلاح لكل إنسان مسلم، ولكل المجتمع المسلم، ولكل الأمة المسلمة؛ فدعوته لم تكن مذهبية ولا حزبية ولا طائفية ولا مناطقية وليس لها أُطُر ولا حدود؛ بل هي دعوة عالمية بعالمية القرآن، دعوة للأمة الإسلامية لتلتف حول القرآن، وتتوحد حول القرآن، وتحل مشاكلها من خلال القرآن، وبه تهتدي، وتسترشد وتستمد النور والبصيرة، وتقيّم واقعها، وتبحث عن الحلول لكل مشاكلها، وقد بيّن فيه للإنسان المسلم كيف يبني واقعه النفسي والعملي في إطار المسؤولية التي خلقه الله من أجلها؛ ليحقق لنفسه بذلك الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وبيّن للأمة كيف تبني نفسها لتكون أمة واحدة، وتبني واقعها لتكون أمة قوية، تواجه الصعاب والمشاكل، وتنتصر على الأعداء والمتربصين. 

 

وفي الختام: وفي ظل الحصار ننبه إلى أن هناك حملة إعلامية دولية لرفع معاناة المرضى اليمنيين أطلقتها وزارة الصحة بعنوان: (ارفعوا معاناة مرضانا) فمن المهم التفاعل مع هذه الحملة حتى نوصل رسالتنا إلى كل الشرفاء والأحرار في هذا العالم. 

أخوة الإيمان الأكارم 

علينا بالتمسك بالهوية الإيمانية، والموروث من عاداتنا وتقاليدنا وممارساتنا جميع المجالات، وخصوصا في مجال التغذية والاهتمام بالمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الضارة، وضرورة العمل على الاكتفاء الذاتي، ليكون شعبنا قادرة على أن يأكل مما يزرع، لكي يعيش شعبنا مستقلا وعزيزا وكريما 

وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عز من قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم, وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, وعلى زوجته الحوراء، سيدة النساء في الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء, وعلى ولديهما سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارض اللهم برضاك عن صحابة نبيك الأخيار, من المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيقٍ مخرجاً، ومن النار النجا، اللهم انصر علم الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكل من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} 

عباد الله: 

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد بديـوان عــام الــوزارة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر