الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر ربيع الأول 1445هـ
العنوان: ثمار الإرتباط بالقرآن والرسول
التاريخ: 1445/3/14ه/
الموافق: 2023/9/29م
الرقم : (11)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة
1ـ القرآن والرسول هما أعظم النعم الإلهية على البشرية جميعاً وعلى الأمة خاصة.
2ـ أنزل الله القرآن على رسوله ليكون للأمة تبيانا ونورا وشفاء ورحمة ويحقق للأمة العدل والشرف والرفعة،
وهو أعظم الكتب،أنزله الله العظيم على أعظم رسله ليربي أعظم أمة.
3ـ الغاية الأساسية للنبي هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور بواسطة القرآن وقد استطاع بذلك إخراج الأمة من ظلمات الجاهلية الأولى.
4ـ اليوم البشرية غارقة في ظلمات الجاهلية الثانية بمختلف جوانبها والقرآن نور والنبي نور وهما الكفيلان بإخراج البشرية من تلك الظلمات.
5ـ نبارك نجاح مناسبة المولد وبزخم عبّر عن اتصاله بالأنصار وعبّر عن ولائه واقتدائه وتمسكه برسول الله.
6ـ ما شاهدناه من عرض عسكري للجيش اليمني والقدرات العسكرية هو نتيجة التولي الصادق والثقة بالله والارتباط بالقرآن والرسول.
7ـ ندين ونستنكر التقارب السعودي الصهيوني والتصريح بقرب التطبيع، ونؤيد التغييرات الجذرية الداخلية التي يتبناها السيد يحفظه الله ونقف معه في تحقيقها.
➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: نص الخطبة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، القائل في كتابه الحكيم عن رسوله الكريم: {إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا بِمُحَمَّد نَبِيِّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ دُونَ الاُمَمِ الْمَاضِيَةِ وَالْقُـرُونِ السَّالِفَةِ؛ فَخَتَمَ بِنَا عَلَى جَمِيع مَنْ ذَرَأَ وَ جَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلَى مَنْ جَحَدَ، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسله بالهدى ودين الحق، ليكون نورًا للبشرية، ورفعة وعزة لمن سار على نهجه؛ فبلَّغ رسالات الله، وجاهد في سبيل الله صابراً محتسباً حتى أتاه اليقين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
يقول الله تعالى: {الَر . كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، فمن أعظم النعم الإلهية علينا هي نعمة الهداية التي تمثلت في القرآن والرسول صلى الله عليه وآله، والقرآن هو الذي جعله الله ختام الكتب المنزلة من عنده، والشامل لكل ما فيها، والمهيمن عليها، والقرآن هو الذي أنزله الله الحكيم العليم بحاجة البشرية إلى الهدى، وأنزله على رسوله ليحكم به ويحقق العدل: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً}، وأنزله على رسوله لينذر به المعرضين والعصاة: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، وأنزله الله مباركًا على رسوله ليتبعه الناس في حالة من التقوى والحذر لكي يرحمهم الله: {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وأنزله الله على رسوله ليبين للناس ويخرجهم من حالة التخبط والعمى والاختلاف: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}، وأنزله الله ليكون ذكرًا وشرفًا للأمة: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، وأنزله الله على رسوله ليكون شفاء لما في الصدور من الأحقاد والعداوات والقسوة والغفلة: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}، ومن كل ذلك نعرف أن القرآن هو أعظم كتاب أنزله الله العظيم الحي القيوم على أعظم رسول ليبني أعظم أمة.
الأخوة المؤمنون:
يقول تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}، وهذه الآية تلخص الهدف الأساسي من إنزال الله للقرآن إلى رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله، وهو إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وأنزله الله على رسوله ليخرج البشرية عامة والأمة خاصة من ظلمات الجاهلية الأولى والثانية إلى نور الإسلام وعدله وحريته وطهارته، وقد كانت الأمة تعيش ظلمات متراكمة: فكان هناك ظلمات فكرية تجعل فيها الأحجار والأخشاب شريكًا مع الله في العبادة، وظلمات سياسية جعلتها أمة بلا كيان ولا رقم في الساحة العالمية، وظلمات اجتماعية جعلتها تتناحر على أتفه الأسباب ويأكل القوي فيها الضعيف، وظلمات أخلاقية جعلتها تشرب الخمر ولا تنكر البغاء والفساد الأخلاقي، وظلمات في المشاعر والوجدان جعلتها تدفن البنات وهنّ أحياء، وتقتل الأطفال في سن أحوج ما يحتاجونه هو الرأفة والرحمة، واستطاع النبي بالقرآن أن يخرج الأمة من ذلك الواقع السيء، ويوحدها ويبني نفسياتها وحياتها.
واليوم تعيش البشرية ظلمات الجاهلية الثانية التي قال عنها النبي صلى الله عليه وآله أنها أسوأ من الجاهلية الأولى، بقوله: (بعثت بين جاهليتين أخراهما شر من أولاهما)؛ فكيف الخلاص من ظلام الجاهلية الثانية؟
الظلام لا يمحوه إلا النور، وقد سمى الله القرآن نورًا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً}، ووصف الله الرسول بأنه نور في قوله تعالى: {وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً}، وفي هذا الزمن نرى البشرية كلها، ونرى الأمة الإسلامية خاصة عندما ابتعدت عن القرآن والرسول تعيش حالة العمى والتخبط في الظلمات الكبيرة والكثيرة: فهناك ظلمات سياسية تعيش فيها شعوبها حالة سيئة من التمزق والتفرق، وتحكم حكوماتها سفارات الدول الغربية الكافرة التي تسيء بشكل مستمر لنبيها ولكتابها ولمقدساتها، وتحتلها وتنهب ثرواتها وتقتل أبناءها وتنتهك كرامتها، ونرى البشرية اليوم تعيش ظلمات اجتماعية تتفكك فيها عرى الأسرة، وتضيع وتتلاشى بفعل الحروب الناعمة التي تقودها الصهيونية من إفساد أخلاقي وضرب للقيم والمبادئ الإلهية والفطرية، وقتل للعفة والطهارة، ونشر للشذوذ والانحراف، واحتقار للإنسانية ولكرامة الإنسان، وتمجيد للحيوانية، وأي ظلمات أسوأ من هذه؟
ونرى تلك الهجمة الظلامية تتوجه بحرب مكثفة نحو الأمة الإسلامية المحمدية لتخرجها أكثر مما قد حصل عن نور الله، ونرى الظلمات في الجانب الاقتصادي حيث يقبع معظم البشر تحت الفقر، ونرى معظم ثروات العالم بيد حفنة من المستكبرين العالميين المفسدين في الأرض، الذين ينهبون ثروات شعوب بأكملها ومن ضمنها شعوب أمتنا، وينشرون الظلم والمنكر والفساد، ونرى الظلمات في الجانب الفكري الذي أصبحت فيه الأهداف هي إشباع الشهوات المادية والأهواء، وأصبح الإنسان في الحياة بلا هدف يربطه بالله الذي خلقه، وأصبح هناك التمجيد للتفاهة، والإشادة بالسقوط والساقطين، والهجمة على الأخلاق والقيم والمبادئ السامية، ونرى الإلحاد والإساءة إلى الله وإلى أنبيائه وكتبه، ونرى داخل أمتنا الحرب على الدين باسم الدين وباسم الحضارة والحرية، وأي ظلمات أسوأ من تلك؟
ولن يخرج البشرية عامة، والأمة خاصة من كل تلك الظلمات، إلا النور المتمثل بالقرآن والرسول، القرآن الذي جعله نورًا وهدى للناس، والرسول الذي جعله الله هاديًا ونورًا للناس لكي يصل بالأمة إلى نور الحق والعدل والعزة والأمن والسمو الروحي والثبات في طريق الله الموصلة إلى رضوانه في الدنيا والآخرة: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
نبارك لكل أبناء شعبنا اليمني نجاح مناسبة المولد النبوي الشريف، وبذلك الزخم والتفاعل المليوني: نَصَرَ شعبُنا رسولَ الله وكتاب الله، وأثبت شعبُنَا أصالَته وهويته الإيمانية، وجسَّد فيه ما قاله النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله عنه حين قال: (الإيمان يمان، والحكمة يمانية)، وقال: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن)، وقال: (إذا هاجت الفتن فعليكم باليمن)، وفي هذه المناسبة أوصل شعبُنا رسالة للعالم كله عن الرسول العالمي محمد صلوات الله عليه وآله، وهي أعظم مناسبة لدى الشعب اليمني؛ لأنه يعظِّم
فيها أعظم الأنبياء، ويهتدي بأعظم الكتب، وبذلك عبَّر شعبنا عن محبته وولائه وإعزازه وتوقيره وتعظيمه لرسول الله محمد صلوات الله عليه وآله، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، وعبِّر الشعب اليمني بذلك عن رفضه لكل محاولات الأعداء في تشويه النبي وفصل الأمة عنه، وبذلك يثبت شعبنا أن كل حروب الأعداء العسكرية والفكرية الثقافية والخشنة والناعمة فشلت وسيفشل ما بقي منها؛ لأن شعبنا جعل من مناسبة المولد موسماً للوعي والنور والبصيرة والمعرفة والتزكية، ويعرف منها كيف يجب أن تكون العلاقة برسول الله محمد تعظيماً وتوقيراً، ومعرفة صحيحة وتولياً واقتداءً، واحتفلنا برسول الله ونحن نقف نفس المواقف التي وقفها رسول الله ووقفها أنصاره في بدر وأحد، من مواجهة للطواغيت والمستكبرين، ونحتفل به ونحن نواجه الجاهلية الثانية كما واجه هو الجاهلية الأولى، ونحتفل به ونحن نثقف أنفسنا بثقافة القرآن ونربي أنفسنا بتربيته، ونسير في المشروع الإلهي المحمدي القرآني الأصيل، ولنا قيادة ورثت من النبي صلوات الله عليه وآله إيمانه وحكمته وعزته، وتتصل بمحمد وتربينا على نهج محمد ومشروعه، وهذا ما يميز احتفالاتنا في اليمن عن بقية المحتفلين، وهذا ما يُقلق الأعداء؛ فماذا بعد هذا الاحتفال المشرف لشعبنا؟
لقد بقي الاتباع والاهتداء والطاعة لله ولرسوله والسير بسيرته والالتزام بنهجه والحفاظ على أمور الدين من صلاة وعبادة وجهاد في سبيل الله.
أيها المؤمنون:
لقد شاهد الشعب اليمني - باعتزاز وحمد وتسبيح لله - العرض العسكري المهيب بعد تسع سنوات من العدوان والحصار، وشاهد العالم كله ما هي ثمار الولاء والاقتداء برسول الله والعودة إلى القرآن، وقد أثبت الشعب اليمني من خلال ذلك العرض أنه بالعودة الجادة والصادقة إلى القرآن وقرنائه ينتصر المستضعفون، {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}؛ فلا حصار ولا عدوان أوقفنا عن أن نتحرر ونصنع سلاحنا بأيدينا ونطوره، وأصبح كل شبر في دول العدوان في مرمانا، وذلك هو وعد الله الصادق لأوليائه، وكم هو الفرق بين من يصنع أسلحة ويبني جيشا ويحافظ على ممتلكات الشعب وبين من يدمر أسلحة بلده ويضع الإحداثيات للعدو ليقصفها، والحمد لله فقد تحرر شعبنا من الوصاية وحُكم السفارات، ورَفَضَ القرارات الخارجية، وأصبح صوته الأعلى، وحجته الأقوى بقوة الله وفضله، وقد حررنا قرارنا من وصاية الخارج، وانتزعنا حريتنا، ونَصَرْنَا اللهَ ورسولَه فنَصَرَنَا اللهُ وهدى وأرشد؛ فلله الحمد والمنة الذي منَّ بنصره وتأييده وألبسنا ثوب عزته: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، وسينتصر شعبنا، وسيرضخ العدو للحق، وسيدفع كل حقوق الشعب الإنسانية ما دمنا متمسكين بمنهج الله ورسوله.
عباد الله:
في هذه الأيام التي يحتفل فيها شعب الإيمان بمولد سيد الخلق محمد صلوات الله عليه وآله ويعادي أشد أعداءه وهم اليهود نرى الكيان السعودي الخائن للأمة والمقدسات يتقارب مع الكيان اليهودي، ويعلنها جهارًا نهارًا: أنّ السعودية التي فيها حرم الله ومهبط الوحي وأرض الرسالة وقبر رسول الله صلوات الله عليه وآله أضحت على عتبة التطبيع، وهذا ما ندينه ونستنكره ونرفضه، ونرى أنه يعبر عن سوء عدونا الذي اعتدى علينا لسنوات، ويعبر عن سوء المنقلب والمصير الذي سيحل بالكيان السعودي المتولي للكيان اليهودي المؤقت الموعود من الله بالخزي والخسران.
عباد الله:
الشعب اليمني اليوم وفي ظل العدوان والحصار، وفي ظل حاجته لإصلاح الواقع والبناء والتقدم هو في أمس الحاجة للتغييرات الجذرية، وهي ناجحة ومضمونة النتائج؛ لأنها من قائد حكيم صادق مع شعبه، ويبذل كل جهده في أحلك الظروف وأصعبها، ويسعى إلى ما يحقق الاستقرار والبناء والتقدم لشعب الإيمان والحكمة، والشعب كله يفوضه ويسانده ويناصره في كل ما يعمل ونحن على يقين أنّ من استطاع أن يبني جيشا قويا ويصنع أسلحة استراتيجية في زمن الحرب والحصار فهو قادر بعون الله على بناء الدولة التي تليق بهذا الشعب العظيم وتضحياته .
عباد الله الأكارم:
من الظواهرالسلبية التي انتشرت وتفشت بشكل كبير ومخيف الإستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية، والأسمدة، فعلى المزارعين أن يتقوا الله في استخدام المبيدات الزراعية، والتي تضر بصحة وحياة المواطنين وتضر بالبيئة، إلى جانب الأضرار بالأشجار والنبات، فهذه المبيدات تهدد حياة البشر.
فهناك الكثير من المزارعين يخلطوا أكثر من نوع من المبيدات بدون استشارة المهندسين المختصين، بالإضافة أن معظم المزارعين لايلتزموا بفترة الآمان، قبل قطف وجني المحصول، فبعد رش المبيد يقوم بتسويق القات او الخضاراوالفواكه ولايزال اثر المبيد موجود، فعليهم مراقبة الله، في ارواح المستهلكين، فما نراه ونسمعه عند عدد الحالات المصابة بأمراض السرطان يشيب لها الرأس والسبب هو المبيدات الزراعية.
كما ندعوا الدولة إلى الرقابة على محلات بيع المبيدات وكذلك تنظيم تداول واستخدام المبيدات، ونقل محلات بيع المبيدات من داخل الاحياء السكنية حفاظا على ارواح المواطنين.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------