مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

 الجمهورية اليمنية

وزارة الأوقاف والإرشاد

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

------------------------------------

    🎙️خـطبة الجـمعة 🎙️

    6/ 8 / 1442هـ 

    19/ 3/ 2021م 

 ...................................

  (المشروع القرآني, حاجة وضرورة)

.....................................

       ( الخطبة الأولى )

الحمد لله رب العالمين، الحمدُ لله القائل: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}، ونشهدُ ألَّا إلهَ إلا الله، قوةُ كلِّ ضعيف، وغِنَى كل فقير، ونصيرُ كلِّ مظلوم، ونَشْهَدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، الذي بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونَصَحَ الأمة، وكَشَفَ اللهُ به الظُلمة، وجاهد الظالمين والمجرمين، والطغاةَ والمستبدين، حتى أتاهُ اليقين، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:

اقتْضت رحمةُ اللهِ بعباده؛ متى استحكمتْ قبضةُ الطواغيت، وانتَشَرَ الظلمُ والظلام في ملكِ الله؛ أن يأذن اللهُ بالفرجِ لعبادِه المؤمنين، والنهايةِ للطغاةِ المجرمين، {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}، ولا زالَ الحديثُ حولَ المشروعِ القرآني في ختام ذكرى استشهاد الشهيد القائد، ذلك المشروع الذي نَصَرَ اللهُ به المستضعفين، وأذل اللهُ به الطغاةَ والمستكبرين، ولإدراكِ أهميةِ هذا المشروع العظيم؛ علينا أنْ نعودَ إلى الظروفِ والأوضاعِ التي وصلتها الأمةُ الإسلامية عامّة، وشعبنا اليمني خاصة، مِن استحكامٍ لقبضةِ المستكبرين عليهما؛ فكان المشروع القرآني الذي فرضَتْه تلك الظروف والأوضاع التي وصَلَتْها الأمة، ففي عام ألفين ميلادية انتصر حزبُ الله، وأخرَجَ اليهودَ مِن جنوبِ لبنان، وكان ذلك انتصاراً للأمة كلها، حيث أَحْيَا الأمَلَ لدى شعوب الأمة، وخَلَقَ لديها التوَجُّهَ نحوَ الحرية والكرامة، وأدرك العدو خطورة ذلك عليه؛ فتَحرَكَ ضدَّ ذلك الانتصار لِيَخلُقَ أولاً: حاجزاً نفسياً وثقافياً تجاه ذلك النموذج؛ فَعمِلوا على تشويهِ حزبِ الله، وقدَّموا نموذجاً بديلاً مشوَّهاً لترتبطَ به الأمة، هذا النموذج هو النموذج التكفيري، وعملوا على تفكيكِ الأمةِ مِنْ الداخل طائفياً، وحرَفْوا بُوصلةَ العداءِ مِنْ إسرائيل إلى داخِل الأمة، وعملوا على تشويهِ الإسلام كَدِين، والمسلمين كأُمّة، وتشويهِ الجهادِ كوسيلةِ تَحرُّر، وافتعلوا أحداثَ سبتمبر، بذريعة ذلك النموذج التكفيري، وكلُ ذلك مصداقاً لقول الله تعالى حاكياً عن أهل الكتاب: {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}، وعملت أمريكا وإسرائيل على أن يتصدَّرَ التكفيريون واجهة الأمة، وينتشرون في كل البلدان التي تريد أمريكا، سواءً كانت إسلامية أو غير إسلامية، إلا فلسطين المحتلة ـ المسماة إسرائيل ـ فهي البلدُ الوحيدُ الذي لا يمكن أن تتحرك فيه القاعدة وأخواتها، وهذا أكبرُ دليلٍ على أنَّ القاعدةَ صناعةٌ أمريكيةٌ صهيونية، والدليل الآخر أنَّ أكثرَ دولةٍ من الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة مانعت التطبيع، ودعمت المقاومة هي سوريا؛ فكان الرد عليه أنْ تكونَ هي أكثرُ دولةٍ تعاني من القاعدة وداعش.

المؤمنون الأكارم:

تحركتِ الأداةُ الاستخباراتية المسماة القاعدة؛ لِتدمِّرَ البلدان الإسلامية، وتصْنَعَ الإرهاب الذي تريده أمريكا، ومِنْ جانبٍ آخر تَحركتْ أمريكا لتقتلَ الشعوبَ أكثر، وتُدمرَ أكثر، ولكن تحت عناوين مكافحة الإرهاب ونشر الديمقراطية وحقوقِ الإنسان، وأصبحَ الكلُ مستهدف، من قِبَلِ التكفيريين ومِنْ قِبَلِ أمريكا، وكان اليمن في مقدمة الدول المستهدفة؛ لموقعه الجغرافي الاستراتيجي، وثرواته الكبيرة، وللسيطرةِ على شعبهِ الحُر؛ فاتخذت أمريكا مع اليمن طريقةً أخرى غيرَ الطريقة التي استخدمتها في العراق وافغانستان، هي طريقة اخضاع السلطة والمكونات في البلد؛ لترضى بالسيطرة الأمريكية على كل جوانب الحياة في اليمن، و لنا أنْ نعرفَ إلى أيِّ مدى وصلت السيطرة الأمريكية على اليمن.

 

فأولها: السيطرة العسكرية، عندما وافقت السلطة على تواجد الأمريكيين في اليمن بغطاءِ تدريب الجيش، ومساعدته، ثم بناء قواعدَ عسكرية، أَحَدُها في وسط صنعاء، وثانيها (بالعند) في محافظة لحج، وكانوا لا زالوا متجهين إلى التوسع أكثر، وكذلك سيطر الأمريكيون على الجيش تحت عنوان الهيكلة، واتجهوا لشراء ولاءات قيادات وضباط الجيش، وعملوا على تغيير عقيدةِ الجيش القتالية؛ بتحديدِ العدو له كما تُريدُ أمريكا، لا كما يُريدُ الله، ولا كما هي مصلحةُ الوطن، واستغلوا الجيش كأداةٍ يقدم الخسائر بدلاً عن الأمريكي، وتحكموا في تحديد قدرات الجيش القتالية؛ فمنعوا عنه كلَ الأسلحة التي يُمْكِنه بها مواجهة أيّ هجوم خارجي؛ كصواريخ الدفاع الجوي، وأسلحة القوة البحرية، واستباحوا البلد بضرباتٍ جوية وبرية تقوم بها امريكا متى تشاء، وأينما تشاء.

ثانياً: سيطر الأمريكيون على كافةِ الأجهزةِ الأمنية، وأنشأوا جهازاً جديداً تحت تصرفهم المباشر، أسموه: جهاز الأمن القومي، ونشروا الجريمة والاغتيالاتِ والتفجيراتِ في كل مكان خاصة في العاصمة، فتم اغتيال المئات من الشخصيات العسكرية والسياسية، وَنُفِذّت التفجيرات في المساجد والأماكن العامة، وفي ميدان السبعين، وكلية الشرطة ووزارة الدفاع، وكلما استحكمت قبضة الأمريكيين على الأجهزة الأمنية أكثر؛ زادت الجريمة وانتشرت الفوضى والاغتيالات أكثر، وكلما ازداد تواجد الأمريكيين في اليمن؛ ازداد انتشار القاعدة في اليمن، فمن خمسةِ عناصر قالت أمريكا أنهم دخلوا اليمن عام 2002م إلى الآلاف منهم الذين ينتشرون في محافظات بأكملها.

ثالثاً: سيطر الأمريكيون على القرار السياسي، وتحكموا بسياساتِ الدولةِ الداخليةِ والخارجية؛ فَمَن تُعادِيه أمريكا يَجِب أن تُعاديهِ الحكومةُ اليمنية، وَمَنْ ترضى عنه أمريكا، يجب أنْ تُعلِنَ اليمنُ عن رِضاها عنه، وأينما تتجه أمريكا يجب أنْ يتجه القرار اليمني، وكذلك تدخلوا في عَمَلِ المسؤولين اليمنيين؛ فكان السفير الأمريكي يلتقي بِالوزراء والمسؤولين، لِيَأمرَ ويَنْهَى وبتغطيةٍ من الإعلام اليمني، وخلقوا بين المكونات السياسية جوّاً تنافسياً على مَن يَتقّرب مِنَ الأمريكيين أكثر، مِن خلال تقديم التنازلات التي تَمَسُّ بالسيادة والدين والقِيَم.

رابعاً: سيطروا على التربية والتعليم والخِطاب الديني في المساجد؛ بِهدفِ السيطرةِ على العقول والقلوب والتوجُّهات؛ فعمِلوا على التركيز على المعلمين والمعلمات مِن خلال دوراتٍ معينة لإفسادهم وتضليلهم وتشغليهم بما يخدم أهدافَ أمريكا، واستهدفوا نُخباً مِن الطلاب الأذكياء مِن خِلالِ أنشطةٍ وبعثاتٍ خاصة، وسيطروا على المناهج الدراسية، وتدخَّلوا في صياغتها، وحذفوا وأضافوا وبدَّلوا، وغيَّبوا مِن المناهج الآيات التي تتحدث عن الجهاد، والآيات التي تتحدث عن أعداءِ الأمة، وكذلك غيَّبوها عن الخطاب الديني في المساجد، وعن خُطب الجمعة وعن وسائل الإعلام، فكانوا كما حكى الله عنهم في تعاملهم مع كتبه: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً}.

خامساً: السيطرة على القضاء، وانظمته وقوانينه، بما ُيضيِّع العدالة، ويُفقِدُ دورَه في تحقيقِ العدل.

سادساً: السيطرة على الإعلام، فأصبح الإعلام يُقدِّمُ كلَّ عملٍ يستهدفُ اليمنَ بأنه خدمة ومساعدة لليمن.

سابعاً: سيطروا على الاقتصاد: فجعلوه معتمداً على القروض الربويّة الخارجية، واعتمدت سياسات البنك الدولي التدميرية، وكل ذلك لإدخال الأمة تحت دائرة السّخَط والحرب الإلهية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}، وسعى الأمريكيون إلى السيطرة على الثروة النفطية والغازية؛ فلم يستفدِ الشعبُ مِنها بشيء، وعملوا على أن يعتَمِدَ اليمنُ على الاستيراد الخارجي في كل شيء، وحاربوا الإنتاج الداخلي، وليس أدلَّ على ذلك مِن إيقافِ مصنع الغزل والنسيج، وضربوا المنتج الداخلي بالمنتج المستورد،؛ فتعطلت زراعة القمح، وتضرَّرت زراعة البن، وأدخلوا النظام في اتفاقيات تمنع الزراعة في اليمن، وحوَّلوا الزكاة إلى الموارد العامة بعيداً عن مصارفها الشرعية.

ثامناً: عَمِلَ الأمريكيون على استهداف اليمن أخلاقياً: ونشرِ الفسادِ والرذيلة؛ لضربِ الروحِ المعنوية، وتمييع الشباب، والسيطرةِ عليهم، ونشروا شبكاتِ الدعارة، والملاهي الليلية، وأوْعزوا إلى الفنادق التغاضي عن كل حالات الفساد، وتحركوا للترويج للتبرج والسفور، والاختلاط الفوضوي والعلاقات المحرمة؛ ورَّوجَوا لذلك تحت عنوان الحرية، وسعوا إلى نشر الإيدز، وأنشأوا لذلك منظماتٍ وجمعياتٍ لنشرِ الفسادِ والإيدز، وروَّجوا لشُربِ الخمور والمخدِّرات خاصةً بين المسؤولين والشباب ورجالِ المالِ والأعمال، وكل ذلك لضربِ الإنسانِ في هذا البلد؛ ليصبحَ مُجرِماً ساقطاً مُنحطّاً قابلاً للاستعباد.

 

تاسعاً: عملوا على الاستهداف الصحي لليمن، مِن خلال نشرِ الإيدز، وتوزيع مواد طبية ملوثة بالإيدز والسرطان وفيروس الكبد وغيرها، وتوزيع أغذية منتهيةِ الصلاحية وغيرِ صالحةٍ للاستخدام الآدمي، وبعضُها مُسَرْطَنَةً ومعدَّلةً وراثياً وتُسَّبِبُ التدمير لصحة الإنسان.

عاشراً: عَمِلوا على السيطرة على الواقع الاجتماعي في اليمن، مِن خِلالِ تعزيزِ الانقسامات بين أبناء البلد تحت عناوين: مناطقية ومذهبية وعنصرية، وكان نتاج ذلك حروب قبلية وثارات ومشاكل اجتماعية لا تتوقف، وعملوا على فَرْزِ المجتمع اليمني إلى فئات مختلفة، فالشبابُ فئة، والنساءُ فئة، والأطفالُ فئة، والرجالُ فئة، ثم يُحسِّسون كلَّ فئةٍ أنها مظلومة، وعليها المطالبة بحقوقها، والنضال ضد الفئات الأخرى؛ فيُذكونَ الصراع والانقسام حتى داخل الأسرة الواحدة، بعيداً عن منهجية القرآن التي تقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}، وعَمِلوا على استقطاب بعض الوجاهات القبلية، وعملوا على إنشاءِ ديانات وأقليات في اليمن وتَسْيِيس ذلك؛ لإضاعة سيادةِ الإسلام.

وغير ذلك عملوا الكثير والكثير، ولا يتسع المقام لكل ذلك.

الأخوة المؤمنون:

ولقد كانَ مِن أخطرِ ما ركّزَ عليه الأمريكيون هو محاربةُ السلاح الذي يتوفرُ لدى الشعب اليمني، فتحركوا بحملاتٍ إعلاميةٍ وثقافية لتشويه اقتناء السلاح، وقاموا بحملاتٍ لشراءِ السلاح الخفيف والمتوسط لدى اليمنيين، وعَمِلوا بوسائلَ عِدَّةٍ على أن يتخلى الشعبُ اليمني حتى عن لِبس الجنبية، في حين أن المواطنين الأمريكيين والإسرائيليين المحتلين يمتلكون مختلف أنواع الأسلحة، ولا يريدون المواطن اليمني أن يقتني حتى الخنجر، {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً}؛ ولأنَّ كلَّ ما تقومُ به أمريكا إنما هو لخدمةِ إسرائيل؛ تم فتح مسار للعدو الإسرائيلي لينفذ في اليمن؛ فرتَّبوا اللقاءات مع السلطة في صنعاء منذ عام 1996م لكي يتم تجنيس (ستين ألف) يهودي بالجنسية اليمنية؛ لِيَعيثوا فيها فساداً، وجَنَّدوا أقلاماً مأجورة تُروِّج وتُمهِّد لتطبيع اليمن مع الصهاينة، حتى أنَّ بعض الكُتاب كتبوا أنَّ أصلَ اليمن يهود مِن أيام نبي الله سليمان، متناسين ما أكده القرآن عن ملكةِ سبأ أنها أسلمت ولم تتيهود عندما قالت: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

عباد الله الأكارم:

وفي إطار كل تلك الحملة الشرسة على الشعبِ اليمني أتى المشروع القرآني ، وتحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) لاستنقاذ الأمة الإسلامية عامة، والشعبِ اليمني خاصة، وإبعادِه عن شَفَا الهَاوية، ومَثَّل أعظمَ النعم كما قال الله تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.   

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

 

 

  • الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان:

في مِثلِ هذه الجمعة قبل ستِّ سنوات، ارتكبت العناصر الاستخباراتية الأمريكية ـ من القاعدة وداعش ـ جريمة جامعي بدر والحشحوش، والذي خلَّف المئات من الشهداء والجرحى، وما كان ذلك إلا امتداداً لجرائمِ أمريكا ضد الشعب اليمني، وما كانت تلك الجريمة إلا صورةً مِنَ الواقع الذي كانت أمريكا تَرسُمُه لشعبنا اليمني العزيز، وعندما تحرك الشعب اليمني ضد تلك العناصر الإجرامية أَحسَّت أمريكا بأنَّ ذَرَائِعَها مِن اليمن 

ستَنقَطِع؛ فحرَّكَت أدواتها وأذنابها في المنطقة؛ لِيَشنوا عدوانهم على شعبنا اليمني، بعدَ سِتةِ أيام فقط مِن تلك الجريمة؛ ليَستنقِذ القاعدة وداعش، ويحافظ عليها كوسيلةٍ إجراميةٍ تقتلَ الشعب، وذريعةٍ لتدخلاتِ أمريكا، وخلال السنوات الستّ التي مَرَّت، ارتكبَ العدوان الأمريكي الصهيوني بِحَقِ أبناءِ شعبنا مِن الجرائم ما لا يختلف عن جرائم تلك العناصر الإجرامية، بدايةً مِن أولِ جريمةٍ للعدوان في (بني حوات)، ومروراً بمسلسلٍ طويلٍ مِن المجازر بحق الأطفال والنساء، ونحن نتذكر كم مِن البيوت هَدَمها العدوان فوق رُؤوس ساكنيها؟ وكم عدد مَن قَتلهم العدوان مِن أبناء الإيمان والحكمة؟ ونستذكر كيف كان يُخصِّص في بداية العدوان أياماً يَضرِب فيها

 

الأسواق، وأياماً يَضرِب فيها المدارس، وأياماً يَضرِب فيها الجسور، وأياماً يَضرِب فيها مَحطات الوقود، وهكذا مضى على مدى ست سنوات، يَرتكب أبشع الجرائم، لكنه فُوجِئَ بأقوى صمودٍ وصبرٍ واستبسال، وحينما وَقَفَتْ معهم أمريكا فَرَكَنُوا على النصر، وَوَقَفَ معنا الله فَوَثِقنا بالنصر؛ فَنَجَح رِهاننا على الله، وخابَ رِهانُهم على أمريكا، وكلما مَرَّ يومٌ ازدادوا ضعفاً، وكلما مَرَّ يومٌ ازددنا قوةً وثباتاً، وَوَصلْنا اليوم إلى مرحلةٍ يَصنعُ فيها شعبُنا كلَّ ما يحتاجُه مِن أسلحةٍ يُدافِعُ بها عن دِينِهِ وكرامته، وعن نفسِهِ ومُمتلكاتِه، وصَارَ اليومَ الأمريكيُّ والصهيوني والبريطاني وغيرُهم يَقلقون على ما تَبَقّى لهم مِن أذنابٍ فوق تُرابٍ الوطن، وَيَقلَقُون على ما ينهبونه مِن ثروات البلد، أمَّا نحنُ فنُعاهدُ اللهَ أنَّ دماءَ أطفالِنا ونسائِنا التي سُفِكَتْ على مدى سِتّ سنوات، هي أغلى مِن كلِّ ممتلكاتِ الدنيا، وأننا لنْ نتخلى عنها حتى نُطَهِّرَ الأرضَ من كلِ فسادِهم وإجرامهم، وما علينا إلا أن نُواصِلَ مِشوارَنا في الصمود والصعود، لكي يستمروا في الهزيمة والهبوط {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ . وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ}.

إخوة الإيمان 

 

استشعارنا بالمسئولية أمام الله سبحانه وتعالى أن يهتم الجميع كمجتمع زراعي بأهمية الاهتمام بالزراعة ونحن قادمون على موسم الأمطار وان يهتم المجتمع بإحياء المبادرات المجتمعية في مل المناطق كلا في إطار منطقته ومديريته وعزلته ومحافظته لا عذر لأحد اليوم وعلى المجتمع ان يستفيد من المبادرات التي تقام في كثير من المناطق و بما تتطلبه هذه الفترة كوننا بإذن الله قادمون على موسم الأمطار وعلى المجتمع التفاعل مع اللجان الزراعية المتواجدة في كل مناطق وعزل ومديريات المحافظات وبما يعزز روح الشراكة المجتمعية ومنها

الاهتمام بتشييد وصيانة وتأهيل المساقي والحواجز والسدود فنحن مقبلبدين على موسم الامطار.وكذلك الاهتمام بحراثة الارض وتهيئتها لما قبل مواسم الامطار.

إخوة الإيمان 

الاكتفاء الذاتي في توفير غذائنا هو مسئولية الجميع بلا استثناء وفي مقدمة الجميع المجتمع باعتباره هو الاقوى في الصمود والأقوى في إحياء وتنفيذ المبادرات المجتمعية التي ستحقق انتصارا في تحمل المسئولية لهذا البلد المحاصر من قبل أعداء الله شعب الإيمان والحكمة شعب التضحية وهو شعب جدير بأن يكون في تحمل المسئولية وهو مؤمن إيمانا مطلقا بأنه يخوض معركة التحرر من الاستعباد الخارجي الأمريكي الصهيوني في تأمين الغذاء وصولا إلى اكتفائه الذاتي في حصوله على قوته بدلا من الاستيراد الذي يحمل الشعب اليمني فاتورة قيمتها مليارات الدولارات وعلى رووس الأموال والتجار تقديم كل ما يستطيعونه بجانب المجتمع اليمني العظيم في إحياء المبادرات المجتمعية كلا في إطار منطقته

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

 

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖➖ ➖

صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

بديـوان عــام الــوزارة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر