مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر جماد أول 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان: (المسؤولية )

التاريخ:27 / 5 / 1446هـ

المـوافـق  29 / 11/ 2024 م
الرقم: (21)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔷أولاً: نقاط الجمعة:

1️⃣-الأمة الإسلامية أضاعت المسؤولية في إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين والوقوف في وجه كل باطل أياً كان مصدره وذلك بسبب أنها لم تعد جسداً واحداً يحمل هما واحداً وقضايا واحدة وإنما أصبحت مفرقة جغرافيا وفكريا وثقافيا بفعل وطأة الاستعمار حتى أصبحت دويلات وكنتونات مفصولة عن قضاياها المركزية. 
2️⃣-الذين يتم استهدافهم هم إخواننا من المسلمين فلا يجوز أن نتفرج عليهم ولا بد أن نتحمل مسؤوليتنا في نصرتهم. 
3️⃣-معركتنا مع اليهود مستمرة ولا يمكن تجنب الصراع معهم ومن يجاملهم أو يداهنهم من الأنظمة العربية والإسلامية هو بعيد عن توجيهات الله فلا بد من التحرك الجماعي في كل المجالات لمواجهتهم. 
4️⃣-من أهم المسؤوليات في مواجهة أعدائنا هو الاستمرار في خروج المظاهرات بلا ملل أوفتور لأننا شعب أتيح لنا فرصة الجهاد على المستوى الرسمي والشعبي بينما غيرنا لا يجرؤون على الخروج خوفا من أنظمتهم التي توالي أمريكا وإسرائيل. 
5️⃣-من ضمن المسؤولية مقاطعة منتجات الأعداء والالتحاق بدورات طوفان الأقصى والإنفاق لصالح قواتنا المسلحة ولإخواننا في فلسطين ولبنان.
🔹ثانيـاً: نص الخطبــة 
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي قضى فَحَكَم، وأَمَرَ فَعَدَل، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، القائل في كتابه المبين: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)، وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله الذي قال الله عز وجل في شأنه: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبيك الأخيار من المهاجرين والأنصار.
أما بعد/ عباد الله:
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله وطاعته فيما أمر ونهى، واعلموا أنّ مما تعانيه الأمة الإسلامية في عصرنا الراهن هو إضاعتها للمسؤولية؛ المسؤولية في إعلاء كلمة الله، ونصرة المستضعفين، ومساندة المظلومين، وإرساء دعائم الحق، والوقوف في وجه كل باطل أياً كان مصدره، والجهة التي وراءه، وهذا هو ما تعانيه الأمة الإسلامية؛ وذلك بسبب أنها لم تعد جسداً واحداً يحمل هماً واحداً وله قضايا واحدة، وإنما أصبحت مجزأة جغرافياً، وممزقة فكرياً وثقافياً بفعل وطأة الاستعمار الذي خيّم عليها مدةً من الزمن، وأصبحت هذه الأمة دويلات وكنتونات مفصولة عن قضاياها المركزية، ومضيعة للأمر الإلهي الموجه إليها من رب العالمين، بينما الله سبحانه يقول: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا).
واليوم تُضرب الأمة الإسلامية في عمقها، وممن تُضرب؟! هل تُضرب من عدوّ لم يكن في حسبانها؟! أم من عدو أخبر الله عنه أنه عدو، وحذّر منه فقال: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ) وقال سبحانه: (يأيها الَّذِينَ آمَنُوا) - وهذا نداء لنا جميعاً - (خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا)، والنفير يعني التحرك الجماعي والشامل في مواجهة العدو؛ والتحرك بشتّى أشكاله وأساليبه، وكلٌ في حدود استطاعته بدون كسل أو ملل.
عباد الله:
ما دام أنّ الهجمات على الأمة الإسلامية مستمرة؛ فمسؤوليتنا قائمة مستمرة، ولنعلمْ أنه لا يمكن أن تمرّ الأمة الإسلامية بفترة زمنية وهي خالية الوفاض، ولا مسؤولية عليها، بل إنّ المسؤولية قائمة على مستوى أفرادها ومجتمعاتها وشعوبها في كل زمان، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، أما في عصرنا فإنّ مسؤوليتها آكد وأعظم خصوصاً ونحن نرى ما يفعله الصهاينة بإخواننا في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وهل هؤلاء المظلومون الذين تُدمر بيوتهم على رؤوسهم، ويُهَجّرون، وتُنفذ في حقهم إبادات جماعية، هل هم غير محسوبين على أمة الإسلام حتى نتفرج عليهم ولا يكون لنا أدنى موقف لنصرتهم؟!، فأين نحن من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من سمع منادياً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس من المسلمين)؟!، أما نحن فنسمع نساء وأطفال غزة ينادون: أين العرب؟! أين المسلمون؟! ثم نكسل عن الخروج في مسيرة تؤيدهم، وهي أقل واجب يمكن أن يقوم به كل واحد منا، ونحن نحمد الله على إتاحة ذلك لنا في الوقت الذي لم يُتح ذلك لبقية الشعوب المسلمة التي تعاني من ولاء حكامها لليهود والنصارى، أما نحن فمن يوجهنا ويسهل لنا حضور مثل هذه المسيرات هي الجهات الرسمية وبفضل القيادة الربانية ممثلةً بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وذلك يعتبر ثمرة من ثمار التولي الصحيح لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإعلان الجهاد تحت رايتهم، ونعمةٌ كبيرةٌ أن نصل إلى إخلاء ذمتنا بأبسط موقف، وذلك من خلال الحضور في مسيرة منددة بجرائم العدو الصهيوني، ومساندة لإخواننا المجاهدين في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وفي كل محور الجهاد والمقاومة، والإثم علينا كبير إذا تكاسلنا عن ذلك أو أصابنا الملل، بل إثمنا سيكون أكبر من إثم غيرنا؛ لأن هناك شعوباً لا يمكن أن تصل إلى موقفنا إلا بعد تضحيات جسيمة وخروج على حكامها الظلمة، وذلك الخروج سيكلفها ثمناً باهظاً في الأرواح والممتلكات، ولذلك فاليمني الذي لا يخرج في مسيرة يعلن فيها موقفه مع إخوانه المظلومين في فلسطين ولبنان إثمه أكبر من ذلك السعودي الذي إذا خرج فإنه سيتعرض للإيذاء والحبس من نظامٍ عميلٍ للصهاينة، وإرادته إرادة الصهاينة، وموقفه موقف الصهاينة، ورغبته رغبة الصهاينة، وهو نظام عميل يُعد نسخة من نظام الكيان الصهيوني، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)، فهل هناك فرق بين جرائم آل سعود طوال عدوانهم على بلدنا وجرائم الاحتلال في فلسطين ولبنان؟! أم أنه لا يوجد أي فرق؟!.
أيها المؤمنون:
من هذا المنطلق نستنهض هممكم للاستجابة لتوجيهات الله ورسوله والسيد القائد؛ لأنه لم يعد هناك أي عذر، والأمور متاحة لنا، ونأمل أن يكون هناك زخم كبير في إبداء مواقفنا كيمنيين، لنجسد قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
وعندما نقول: نأمل أن يكون لنا زخم كبير في إبداء مواقفنا، فإن ذلك يكون بحضور المسيرات والفعاليات المنددة بجرائم العدو، وبمشاركة كل قادر في دورات طوفان الأقصى، وبالإنفاق في سبيل الله لدعم المظلومين في فلسطين ولبنان، ولإسناد المجاهدين في كل محور الجهاد والمقاومة، ولدعم القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في بلادنا والذي وصل إلى عمق الكيان الصهيوني، قال تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ).
وكل مجالات الإنفاق التي ذكرناها سابقاً: هل أحد يستطيع أن يقول أنها ليست وجوه خير؟!، لا أحد يستطيع أن يقول ذلك، وما دامت أنها كلها وجوه خير فما علينا إلا أن ننفق فيها، قال الله تعالى في معرض حديثه عن وجوب الإعداد للعدو: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)، وهذا يدل على أنّ الإنفاق صورة مهمة من صور الإعداد للعدو الذي أُمرنا به في الآية السابقة.
عباد الله:
ينبغي أن نعلم بأنّ المعركة مع أعدائنا اليهود مستمرة، وليس بالإمكان تجنب الصراع معهم، ومن مجمل ما أخبر الله به عنهم والموجهات التي وجهنا إليها نصل إلى نتيجة واحدة لا ثاني لها: هي أنّ الصراع مع اليهود أمرٌ لا خلاص منه، فإن استجبنا لله فيما وجهنا إليه فنحن منتصرون في هذا الصراع، وإلا فالخسارة هي التي ستكون من نصيبنا، فمن يداهن أعداء الله ويجاملهم على حساب مبادئ دينه فهو مخالف لتوجيهات الله، وذلك ما تفعله بعض الأنظمة العربية مع أمريكا وإسرائيل بحجة أن المداهنة والمجاملة هي السياسة العقلانية، بينما أعداؤنا بعيدون عن العقلانية بُعد المشرقين والمغربين، وهذه الأنظمة العميلة بعيدة عن منهجية القرآن وروحه وجوهر تعليماته، فقد قال الله تعالى وهو يتحدث عن الكافرين الذين كانوا في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ .

فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ . وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ . وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ).
إخوة الإيمان: 
من هنا نبعث رسالة إلى الإخوة المزارعين ليكونوا على وعي: أن المبيدات المهربة والممنوعة والمحظورة عدوان آخر يستهدف اليمن فلا تكن شريك في ذلك، والمبيدات المسرطنة خطر يهدد البيئة والمجتمع على حد سواء، أما المبيدات الكيميائية المهربة فهي قاتلة واستخدامها أو بيعها أو تداولها من قبل التاجر أو المزارع يُعد جريمة فلا تكن شريك في قتل ومعاناة البعض بتعاملك أللامسؤول، وكلما ازدادت كمية المبيدات التي تتسلل إلى جسمك كلما ابتعدت عن الإرشادات الوقائية،أما رشك للمبيدات على الثمار وقطفها قبل انتهاء فترة السماح تعد جريمة تهدد حياة الأبرياء.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدي ولوالديكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ندّ له ولا مثيل، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين الأخيار، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أوصيكم بما أوصى الله به عباده في الماضي والحاضر بقوله: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ).
عباد الله:
إنّ التحرك الشامل في مواجهة الأعداء؛ أمرٌ لا بد منه لدفع خطرهم عنا، فهؤلاء الأعداء لا يمكن أن يتحولوا في يوم من الأيام إلى أصدقاء، والمعركة اليوم مع العدو لا تخصّ أولئك المرابطين الذين يخوضون المواجهة المسلحة معهم فقط، وإنما المعركة اليوم هي معركة وعي، ومعركة استنفار همم، ومعركة إيجاد رؤية جماهيرية صحيحة حول مواجهة العدو، وقد مرّ المسلمون في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما يشابه هذه الحالة، حيث استنفر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوتي الأحزاب وتبوك كل المسلمين، والعدو اليوم يحاول أن يخترقنا في بنيتنا المجتمعية؛ لكنه عندما يرى الأمة موحدة في تحركها؛ فإنّ ذلك يقطع على العدو ما كان يؤمل فيه من الاختراق وتمزيق الأمة من الداخل.
عباد الله:
إنّ مما يعزز الرؤية الجماعية في مواجهة الصهاينة هي المشاركة في المسيرات، وها هم إخواننا في فلسطين يدعون إليها، ولها أثرها المهم حينما يرصدها العدو، كما أنها تعيقه عن التجرؤ علينا، ولذلك فإنه لا ينبغي الملل والكسل عن حضور هذه المسيرات، ولا تكن مصالحنا الشخصية عائقاً عن حضورها؛ لأن بالإمكان تأجيل هذه المصالح وترحيلها إلى الوقت المناسب، قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)، والمواجهة مع العدو لا يعززها ويقويها إلا الرؤية الجماعية، ووحدة القيادة، والتعاون، وكل هذه اعتمدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما أجلى اليهود من المدينة وما جاورها حتى أَمِنَ شرهم ومكرهم ومؤامراتهم، ونحن أحوج إلى الوحدة اليوم في مواجهة الصهاينة؛ لأن الأمة الإسلامية ينقصها القرار الواحد الحاسم، ولذلك يدعو السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاباته إلى الوحدة، ويحذر من تجزئة المعركة مع العدو، والصهاينة اليوم هدفهم ألّا تتوسع المعركة؛ ليستفردوا بنا شعباً شعباً ودولةً دولةً حتى ينهونا جميعا ويقضوا علينا؛ لأنهم لا يريدون لنا البقاء بعزة وكرامة، ولا يريدون أن نحيا حياة كريمة، قال تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
ولذلك - يا عباد الله - خطيرٌ جداً أن نملّ ونحن نخرج كل أسبوع، وإخواننا في قطاع غزة يُقتلون ويُشردون على مدى أكثر من عام كل يوم وكل ساعة، ونحن لنا أطفال كأطفالهم ولنا نساء كنسائهم ولنا شيوخ كشيوخهم وهم إخواننا، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان) أو قال: (كالبنان يشد بعضه بعضا)، وإذا لم نحس بآلامهم فمعنى ذلك أن أواصر الأخوة الإيمانية قد ضاعت فيما بيننا نتيجة

بعدنا عن هدى الله، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وعندما نخرج مشاركين في المسيرات كل جمعة فليكن خروجنا بدافع إيماني، ودافع إحساس بالمسؤولية وليس مجرد دافع حماسي؛ لأنه إذا كان خروجنا بدافع الحماس فإنه لن يستمر، وعلينا أن نعلم بأن الله يكتب لنا بكل خطوة حسنة؛ لأن ذلك ما لا يريده العدو الصهيوني، بل هو يريد أن يكون المجاهدون معزولين عن بيئتهم وفاقدين لحاضنتهم، والمسيرات الجماهيرية تؤكد أنّ وراءهم شعوباً تؤيدهم، ولذلك فالخروج في المسيرات يغيظ الصهاينة، وهذا دليل على أنه عمل صالح يؤجر عليه الإنسان، ويصير به مشاركاً للمجاهدين في الأجر والثواب، قال تعالى: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا 
وختاماً:
أدعوكم بدعوة الله، ودعوة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ودعوة السيد العَلَم في خطابه بالأمس، ودعوة كل مظلوم في فلسطين ولبنان إلى الخروج في مسيرات يوم الجمعة وفق الترتيبات المعدّة من اللجنة المختصة، كما أدعوكم إلى مقاطعة بضائع العدو والمتعاونين معه، والإنفاق في سبيل الله، وعلى كل قادر صحيح البدن الالتحاق بدورات طوفان الأقصى، وعلى كل واجد ميسور الحال دعم القوة الصاروخية وسلاح الجو الميسر عبر حساباتهم في البريد.
هذا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه في قوله تعالى ولم يزل قائلاً عليماً مرشداً حكيماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأيها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللهم صل وسلم على سيدنا أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه ليث الله الغالب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء، سيدة النساء في الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبيك الأخيار من المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنّك وفضلك يا أرحم الراحمين، اللهم اجعل لنا من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن النار النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَم الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{ِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر