مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
خطبة الجمعة الرابعـة مـــن شهر ذي القعدة 1444هـ
.................................................
العنوان: (التراحم والتكافل الاجتماعي مسؤولية إيمانية جماعية)

التاريخ: 27/ 11/ 1444هـ 

المــوافـق / 16 / 6 / 2023 م


الـرقــم: ( 51 )

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

أولاً: نقاط خـطـبـتي  الجمعة  

1-الحث على التراحم والتآخي والإحسان للمحتاجين، ورعاية أسر الشهداء والأسرى والمرابطين، خصوصا في ظل العدوان والحصار وقرب عيد الأضحى، قال رسول الله (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَةِ)
2-للتكافل بركات في الدنيا والآخرة وليس بمؤمن من يبخل خاصة في هذه المرحلة، ولا يجوز الاهتمام بالكماليات وهناك الفقراء والمرضى (ما آمن بالله؟ قيل من يا رسول الله قال: من بات شبعان وجاره جائع)
3-التكافل مسؤولية جماعية وخصوصا التجار كما أن عليهم التخفيف من معاناة الناس وعدم الاحتكار وعليهم الالتزام بتسعيرةوزارة الصناعةوالتجارة
4-الحث على اغتنام العشر من ذي الحجة بالصيام وذكر الله، والإشادةبصمودنا لثلاثة آلاف يوم بتوفيق الله، والتأكيدعلى أن جهادنا مستمرحتى دحرتحالف العدوان 
5-استنكار ما تقوم به أمريكا وعملاؤها من إشاعةالفاحشة الشنيعة(المثلية) وأن الله سيعاقبهم كما عاقب قوم لوط، والتنديدبما تعمله دول العدوان من تلويث بحارنا بالمخلفات النووية الضارة.
▪️ثانياً: نص الخطبة 
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ مِفْتَاحاً لِذِكْرِهِ وَسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ وَدَلِيلًا عَلَى آلَائِهِ وَعَظَمَتِهِ، نَحْمَدُهُ عَلَى مَا كَانَ وَنَسْتَعِينُهُ مِنْ أَمْرِنَا عَلَى مَا يَكُون، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةَ إِيمَانٍ وَإِيقَانٍ وَإِخْلَاصٍ وَإِذْعَانِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وسلم عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ قرناء القرآن وقدوة من اقتدى في التراحم والسخاء والإحسان، ورضي الله عن صحبه الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ومراقبته، والخوف منه، والاستعداد للقائه، والمسارعة في فعل الخيرات، وعمل الصالحات، ومواساة من يستحق المواساة من المؤمنين والمؤمنات، وإدخال السرور على الفقراء والمساكين، وتفريج همّ المحتاجين - لاسيما - في مثل هذه الأيام ونحن قادمون على عيد الأضحى المبارك.
وإنّ من علامات الإيمان الصادق أن تكون نفوس ومشاعر الحاملين له سخية ومعطاءة، وقلوبهم كريمة وسخية، وأياديهم منفقة ومتصدقة، وكما كانت قلوب المؤمنين والمؤمنات في شهر رمضان وفي عيد الفطر رحيمة؛ فإن من أفضل القربات وأعظم الطاعات في هذه المرحلة من العدوان والحصار هو: التعاون في إطعام الطعام، وإشباع الجائعين، وقضاء حوائج المحتاجين، وتفريج كرب المكروبين؛ لأننا في مرحلة تسبب فيها العدوان والحصار بقطع المرتبات وتوقف كثير من الأعمال؛ وما علينا في ظل هذا العدوان والحصار الظالم إلا أن نتراحم ونتعاطف ونتكاتف، ويتفقد بعضنا بعضا، ويسأل بعضنا عن بعض، ونسعى بصدق وجد وإخلاص وبكل ما نستطيع لتنفيس كرب المؤمنين، ومعاونتهم والتيسير عليهم؛ فهنيئا لكل من جد واجتهد وسعى في ذلك؛ لأن ثوابه عند الله عظيم، وأجره كبير، وبركات من يبادر في هذه الأعمال الصالحة لا تقل عن بركات رجال الرجال في ميادين العزة والإحسان الذين ببركة عطائهم وإحسانهم، وعظيم سخائهم ومعروفهم وجودهم أوصلنا الله إلى ما وصلنا إليه من العزة والكرامة والأمن.
فأوصيكم يا عباد الله بالتراحم والتآخي والسخاء والعطاء، وبذل المعروف، وتنفيس الكرب عن المحتاجين، ورعاية أسر الشهداء والأسرى والمرابطين، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ سَتَرَهُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ يَسَّرَ الله عَلَيْهِ) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا عَارِياً ثَوْباً كَسَاهُ الله مِنْ خُضَرِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مِسْكِيناً عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ الله مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةَ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِماً عَلَى ظَمَأٍ سَقَاهُ الله مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ).

عباد الله:
هناك بركات عظيمةٌ للتكافل الاجتماعي والتراحم والسخاء والمواساة، وتمتد تلك البركات من الدنيا إلى الآخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء) والتراحم هو من صفات المؤمنين الصادقين في إيمانهم واتباعهم لرسول الله، قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
وهذه الأيام هي أيامٌ للعطاء والمواساة والإحسان والإنفاق والكرم والسخاء، ولا يليق في مثل هذه المرحلة أن نكون من أهل البخل والأنانية والتنعم والبطر بنعم الله، وممارسة البذخ والإسراف، ولا يليق ولا يجوز ذلك وهناك أكبادٌ حرّى وبطونٌ جوعى، وهناك أسرٌ تعاني وتبحث عما يسد رمقها، وتنتظر من يدق بابها من أهل المعروف والسخاء والرحمة قال أمير المؤمنين: (وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إِلَى مُصَفَّى هذَا الْعَسَلِ، وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ، وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ، وَلكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ، وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ ـ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ بِالْيَمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ، وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ ـ أَوْ أَبِيتَ مِبْطَاناً وَحَوْلِي بُطُونٌ غَرْثَى وَأَكْبَادٌ حَرَّى، أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:

وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة.... وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ)
فليس بمؤمن من يتنعم أو يشبع ويتلذذ بالكماليات هو وأسرته وأولاده، ويتخير الأطعمة، ويعيش رغد العيش، ويتناول ما ترغب إليه نفسه وتشتهيه، وهناك من يبحث عن الضروريات من رغيف خبز، أو حبة دواء، وهناك أسر متعففة تتلوى من الجوع أو الألم، وهذا ليس من الأيمان ولا الإنسانية، وليس بمؤمن ولا إنسان من لا يهتم بمعاناة شعبه، ومن لا يشعر بآلام وأوجاع وأنين وآهات الفقراء والمساكين والنازحين وأسر الشهداء والأسرى والمرابطين، وصدق رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال: (مَا آمَنَ بِاللَّهِ)، قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ وَهُوَ يَشْعُرُ) فمن يؤمن بالله حقا، ومن يعرف الله صدقا، ومن يهتدي بهدى الله بوعي؛ فإنه لن يبيت شبعانًا وحوله جوعى أو مرضى ثم لا يهتم بهم ولا يسأل عنهم ولا يسعى لإعانتهم والإحسان أليهم.
أيها المؤمنون:
إنّ التكافل والتراحم في هذه المرحلة: ضرورة إنسانية، وفريضة إيمانية، ومسؤولية جماعية لا يُعفى عنها أحد من المسلمين والمسلمات، وفي مقدمتهم: الأغنياء والتجار وأصحاب رؤوس الأموال والأرصدة؛ إذا أرادوا أن يبارك الله لهم في حياتهم وأموالهم، وأن يكتب أسماءهم في سجل وصحائف المستحقين لمحبة الله ومغفرته، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن الله يحب السخي فأحبوه، ويبغض البخيل فابغضوه) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إنَّ مِنْ أَوْجَبِ الْمَغْفِرَةْ إدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ الْمُسْلِمِ).
كما أنّ من مسؤولية التجار: التخفيف من معاناة المواطنين، والتعاون معهم على البر والتقوى، والإحسان إليهم من خلال القناعة باليسير من الربح، والتعاون الصادق مع توجه القيادة الثورية والسياسية لخدمة هذا الشعب العظيم المجاهد الذي قدم أغلى ما يملك، وجاد - أعظم الجود - بفلذات الأكباد للجهاد في سبيل الله في أقدس وأشرف معركة يخوضها الشعب اليمني طيلة ثلاثة آلاف يوم من العدوان والحصار.
والخطوات المباركة والقرارات المشكورة التي تقوم بها وزارة التجارة والصناعة هذه الأيام؛ يجب أن يتعامل معها التجار بصدق وأمانة ونزاهة وشفافية وقناعة؛ لأنها تمثل مصلحة عامة لكافة أبناء الشعب وللتجار أنفسهم؛ لأنها تحافظ على رأس مال التجار، وتسمح لهم بالربح المعقول والعادل الذي لا يثقل كاهل المواطن ولا ضرر فيه على التجار على قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) وما قامت به وزارة التجارة والصناعة من إنزال تسعيرة عادلة للسلع الغذائية يجب أن يلتزم بها التجار من منطلق إيماني وإنساني ووطني، ولا يليق أن يستاء أو يضجر بعض التجار من التسعيرة والرقابة والضبط، وليحذروا من الاحتكار والتلاعب بالأسعار وأقوات الناس إذا أرادوا أن يبارك الله لهم في أموالهم، وليتأملوا جيدًا في قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يرشد التجار ويعظهم قائلا: (من احتكر الطعام يريد به الغلاء فقد برئ من الله وبرئ الله منه) وعنه صلى الله عليه وآله: (الجالب مرزوق والمحتكر ملعون) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: (يحشر المحتكر وقاتل النفس يوم القيامة في درجة واحدة).

وعلى التجار وميسوري الحال أن يسارعوا ويبادروا إلى مواساة الفقراء والمساكين في هذه الأيام ويتقربوا إلى الله بذلك، وألّا ينتظروا حتى حلول رمضان القادم بالمواساة والصدقات؛ فالإحسان وقته مفتوح طوال العام وفي كل الساعات والأيام، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وليسارع المسارعون، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
وسيتمنى اللاهون والغافلون الذين غرتهم الحياة الدنيا أن يرجعوا إلى الدنيا لينفقوا ويتصدقوا، ولكن لن تتحقق أمنيتهم، ولن يُقبل طلبهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ . وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
(فضل العشر من ذي الحجة وذكرى مرور ثلاثة آلاف يوم من الصمود)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القريب من عباده القريبين منه، والمتقربين إليه، والذاكرين له، والمسارعين إلى مغفرته، والساعين للآخرة حق سعيها، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي يقبل التوبة عن عباده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير والهادي إلى الصراط المستقيم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قرناء الكتاب، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
ثلاثة أيام ويهل علينا هلال شهر ذي الحجة الذي نسأل الله تعالى أن يهله على يمننا وأمتنا وعلى ضيوف الرحمن من الحجاج بالأمن والإيمان والسلامة والتوفيق لما يحبه ربنا ويرضاه.
إنّ شهر ذي الحجة الحرام هو شهر الحج وأداء المناسك وفيه يوم عرفة الذي قال عن فضله رسول الله: (الحج عرفة) وهذه الأيام القادمة هي أيام العشر التي أقسم الله بها لفضلها عنده فقال: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وكفى بهذا القسم الإلهي دليلا على فضلها، وهي من المحطات الإيمانية التي تستحق أن يسارع فيها المؤمنون والمؤمنات في الطاعات والقيام بالأعمال الصالحات، وقد حثّ رسول الله في هذه العشر على الصيام والإكثار من التكبير والتهليل والتحميد فقال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام أيام العشر فأكثروا فيهن من التحميد والتهليل والتكبير) وقال: (أكثروا التكبير أيام العشر في المساجد فإنها أيام تكبير) وهي الأيام المعلومات التي دعا الله فيها إلى ذكره والارتباط به فقال سبحانه: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} فلنحرص كل الحرص على التعرض لنفحات الله واغتنام أيام العشر القادمة فيما يقربنا من الله؛ لأنها أيام مباركة تستحق منا الاغتنام والتقرب إلى الله فيها بالتوبة النصوح والإنابة الصادقة، والصيام فيها لمن استطاع، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا له لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبداً) ولا ننسى فيها المجاهدين المرابطين في الجبهات من الدعاء، وإن كنا نحن في أمس الحاجة إلى دعائهم هم؛ لأنهم بجهادهم وبيع أرواحهم من الله وفي سبيله في المقام العظيم الذي لا يساويه مقام.
عباد الله:
لقد مرّ على الشعب اليمني المعتدى عليه والمظلوم والمحاصر حتى هذا الأسبوع (ثلاثة آلاف يوم) من أيام البغي والعدوان من قبل تحالف قرن الشيطان النجدي السعودي، وحليفه الشيطان الأكبر الأمريكي الذي أعطى الضوء الأخضر للنظام السعودي بشن العدوان على أهل اليمن طيلة ثلاثة آلاف يوم، وإلى اليوم والأمريكي ما زال مصرًا على استمرار العدوان والحصار، والنظام السعودي هو المباشر والمنفذ للظلم والعدوان، ولازال يناور ويراوغ في الهامش المتاح له من قبل أمريكا رأس الكفر، وأم الإرهاب، ومصدر الإلحاد والانحلال الأخلاقي.
لقد مضت هذه المدة التي شاهدنا فيها تأييد الله وعونه وتوفيقه للصمود والثبات والتصنيع من الطلقة إلى الصاروخ والطائرة، ولا يزال الإعداد مستمرًا، وعلى دول العدوان أن تنصاع للسلام، وأن تستجيب لمطالب شعبنا، ما لم فإن عليها أن تنتظر أياما سوداء؛ فالقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير بات يمتلك مخزونًا هائلا وممتلئًا بالمفاجآت التي لا تخطر لهم على بال، وسيرون ألسنة

اللهب تغطي سماء المملكة والإمارات، ولن تنفعهم أمريكا من بأس الله وصواريخنا، ونحن على ثقة كاملة من حكمة قيادتنا وحنكتها وشجاعتها وإيمانها، وهي من تقرر، والشعب من خلفها جاهز لكل الخيارات.
لقد مضى 3000 يوم وكانت دول العدوان تراهن على حسم المعركة في عشرة أيام، وقد شاهدنا كيف سقطت أحلام العدوان، وكيف تكشفت حقيقته وأهدافه، وها هي المناطق المحتلة في جنوب الوطن وشرقه تعاني من ارتفاع الاسعار وانقطاع الكهرباء وغياب الدولة وانتشار الفوضى والجريمة والانفلات الأمني، بينما ننعم بالأمن والاستقرار والحرية والكرامة ووجود الدولة ولله الحمد.
وهنا نؤكد على أنّ جهادنا لازال قائمًا، ومعركتنا مع النظام السعودي والإماراتي والأمريكي لا زالت مستمرة حتى يرتفع الظلم والعدوان والحصار عن بلدنا، وحتى تحرير أرضنا من كل الغزاة والمحتلين والعملاء والمنافقين، وحتى تُعاد لليمن وحدته، وإلى أن يجنح النظام السعودي للسلام الحقيقي، ويقدم التعويضات العادلة للشعب اليمني؛ فلا سلام للسعودية إلا بالسلام لليمن قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}.

عباد الله:
ها هي أمريكا والغرب اليوم يصلون إلى أحط مستوى وأسوء حال من الانحطاط الأخلاقي والقيمي من خلال المجاهرة بإباحة الفاحشة الشنيعة ورفع علم الشواذ الذين يسمونهم (بالمثليين) في خطوة تمثل حربا لله ولكتاب الله، واستهدافا للفطرة الإنسانية، وهذه الخطوات هي مؤشرات على قرب زوال وسقوط أمريكا - بإذن الله - التي ستجري عليها سنة الله كما جرت على قوم لوط من قبلهم، هم ومن معهم كالنظام السعودي والاماراتي الذين يفتحون المراقص ويشجعون على الانحراف قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ . مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}.
وفي الختام: ندين ما تقوم به دول تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية من رمي المخلفات والنفايات النووية والإشعاعية في البحر الأحمر والبحر العربي؛ لأن هذه النفايات لا تقل خطرًا وضررًا عن القنابل العنقودية والفراغية والأسلحة الفتاكة؛ لأن تلك المخلفات النووية تهلك الحرث والنسل والثروة السمكية، وتتسبب في انتشار الأمراض السرطانية للشعب اليمني، وهذه الجريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي سيحاسب عليها النظام السعودي المفسد في الأرض.
ولا ننسى التذكير بواجبنا أمام الله تجاه أموال الأوقاف في الحفاظ عليها، وأداء حقوقها وتسليمها، وإبراء ذمتنا منها؛ فذلك مسؤوليتنا جميعًا، وأموال الأوقاف هي أموال بيوت الله، وأموال المستضعفين من عباده.
عباد الله:
يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم صلِّ وسلم على النبي المصطفى خاتم النبيين وعلى آله مصابيح الدجى وأئمة الهدى لاسيما الخمسة أهل الكساء عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين، وعلى آل رسول الله، وعلى كافة الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله أجمعين، وارض اللهم برضاك عن الصحابة الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.
اللهم ارحم شهداءنا وموتانا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرانا ورد مفقودينا، وانصر المجاهدين وثبت أقدامهم وسدد رميهم واغفر ذنوبهم وأصلح بالهم وأعمالهم ودبر أمورهم. 
اللهم عليك بآل سعود ومن ساعدهم، وعليك بأمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، واهزم جندهم، واجعل كيدهم في نحورهم. 
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في مشارق الأرض ومغاربها يا أكرم المسؤولين. 
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-----------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر