الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر رمضان المبارك 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:(يوم القدس العالمي )
التاريخ: 28 / 9 / 1446ه
28 / 3 / 2025م
الرقم: (38)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1-رمضان شهرالخير الذي يستفيدالمؤمن فيه الزكاءوالهدى ولا بد من المحافظةعلى ثمرةرمضان والاستمرارفيما كان عليه في رمضان
2-قضيةالقدس أضحت غربال يميزالأحرار من غيرهم في العالم، فهي قضيةالأمة المركزيةوعنوان عزها ومجدها
3- خروجنا في يوم القدس مواصلة لمسارنا في محاولة إيقاظ ضميرالعالم والأمةوتذكيرهم بمسؤولياتهم تجاه أكبرمظلومية في العالم اليوم
4-انقسم العالم تجاه قضيةفلسطين بين متآمرومتفرج وفوق ذلك جاءت أمريكا بعدوانها على اليمن لتوقف شعب الأنصارعن نصرةإخوانه في غزة
5-المؤامرةكبيرة على فلسطين والفلسطينيين والأمة، وأحفادالأنصار سيبقون أنصارا للدين وللمستضعفين وسيواجهون كل المستكبرين
6-مرت بنا ذكرى مرورعشرة أعوام على صمودالشعب اليمني تجاه أكبر عدوان، والذي خرج منه أقوى ليواجه ثلاثي الشر في العالم وينتصربفضل الله
7-العطلةالصيفية فرصةللاهتمام بالأبناء في إلحاقهم بالمدارس الصيفية، وإلا فإن البديل هو الضياع
8-على المؤمن أن يكون حذرامن الكلام المنفلت في الهواتف ووسائل التواصل فقديخدم العدو من حيث لا يشعر.
➖➖➖➖➖ ➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة
خطبة الجمعة الرابعة من شهر رمضان المبارك 1446هـ
▪️الخطبة الأولى▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله ربِ العالمين، الحمد لله الذي حبانا بدينه، واختصنا بملّته، وسبَّلنا في سبل إحسانه؛ لنسلكها بمنّه إلى رضوانه، حمداً يتقبله منا، ويرضى به عنَّا، والحمد لله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً}، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ؛ فدَفَنَ اللَّهُ بِهِ الضَّغَائِنَ، وَأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ، وأَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، وَفَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً، وأَعَزَّ بِهِ المؤمنِينَ، وَأَذَلَّ بِهِ الْكافرينَ، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عباده الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
رمضان هو شهر التقوى والوعي والهدى، شهر الصلاة والصيام، شهر الخير والإحسان، شهر الجهاد والإنفاق، شهر الزكاة والزكاء، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار؛ فطوبى لمن استغل هذا الشهر الكريم، وازداد هدىً وتقى، ونورًا وضياء، وازداد قربًا من الله، وخوفًا منه، ورغبةً إليه، وهنيئا لمن استفاد من الصلاة والصيام وسائر العبادات، وطوبى لمن سمت نفسه وتنورت بصيرته، وطوبى لمن قرأ القرآن وتدبر، وعمل به وتاب واستغفر، وأناب واعتبر، وذكّر وتذكّر، وجنى ثمرة رمضان في نفسه وفكره وعمله، ولا بدّ من المحافظة على ثمرة رمضان؛ لأن البعض يودع رمضان ويودع معه المسجد، والبعض يودع بوداع رمضان البر والصدقة، والبعض يودع كثيرًا من الشعائر العبادية، والبعض يودع المصحف وقراءة القرآن بوداع رمضان والله المستعان.
أيها المؤمنون:
هذا اليوم العظيم - يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان - هو يوم القدس العالمي، يوم القدس المقدسة، وأرض الأنبياء ومسرى خاتمهم، والبقعة المباركة التي لم يتآمر الطغاة على أرض كما تآمروا عليها، ولم يكيدوا لشعب كما كادوا لشعبها، وهذا اليوم هو يوم القضية المركزية للأمة ولكل الأحرار في العالم، وقد أصبحت القدس والأقصى محور ارتكاز الأمة، ومجدها وعزتها، وجبهتها المتقدمة في مواجهة أعدائها، وقضية فلسطين والقدس هي القضية التي غربلت سكان المعمورة، وفضحت الكاذبين والمتملقين، وكشفت معدن الأحرار حتى لو كانوا غير مسلمين، وفلسطين والقدس هي القضية التي أصبحت وصمة عار في جبين العالم في زمن الحضارة والمعرفة، وزمن التقدم العلمي والتكنولوجي، والزمن الذي أكثر ما يتحدثون فيه عن السلام والحقوق، وهي أكثر شيء ضائع.
وفي هذا العام يأتي يوم القدس والشعب الفلسطيني يعاني أشد أنواع العدوان والخذلان، والفلسطينيون ما بين شهيد وجريح، ونازح وأسير، وقد ساد الصمت والجمود من الجميع تجاه ما يحدث باستثناء القليل من أحرار العالم والأمة، وفي مقدمتهم شعبنا اليمني بفضل الله.
أيها المؤمنون:
في هذا اليوم العظيم في شهر الله المبارك نخرج في الميادين لنواصل جهودنا في إيقاظ ضمير العالم الذي باع الإنسانية بالمصالح المادية، ولكي تستيقظ الأمة المسلمة التي خافت من أمريكا أكثر من خوفها من الله، وقدّمت المصالح المادية على إسلامها وعروبتها، وتخلّت عن غيرتها وإخوتها، ونسيت مسؤوليتها الإسلامية والقرآنية في نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين؛ فسنحيي يوم القدس حتى نحيي الأمة، ونذكرها بمسؤوليتها تجاه فلسطين، ونعيد بوصلة العداء لديها إلى الاتجاه الصحيح الذي وجهه القرآن نحو اليهود فقال: {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً . مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ} وقال: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ}.
عباد الله:
قضية فلسطين وشعبها هي أكبر مظلومية على الأرض في هذا الزمن، وقد أصبحت محاطة بالمتآمرين والمتخاذلين والمتفرجين، ولم ينصفها ما يسمى بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة بل قاموا بالتغطية على إجرام عدوها بحقها، ولم تنصفها ما يسمى بالمنظمات الحقوقية وهي ترى شعبًا بأكمله يُجَّوع، وآلاف النساء والأطفال يقتلون بأبشع الطرق وأسوأ وسائل الإجرام، ولم ينجدها المسلمون عبر منظمة المؤتمر الإسلامي، ولا جامعة الدول العربية وقفت لتنقذها من أعدائهم، والكل بين متفرج ومتآمر.
ومن أغرب الأشياء فوق ذلك أنهم يريدون من الأحرار أن يسكتوا، ويريدون من قوم سماهم القرآن بالأنصار ألا ينصروا الله ولا ينصروا رسوله والمؤمنين، ويريدون من شعب مُلئ حكمة وإيمانا أن يتفرج، ويريدون ممن ورث النبي صلى الله عليه وآله في علمه وحكمته وشجاعته وعزته أن يسكت، ويريدون أن يسكت شعب ورث من الأنصار حكمتهم وعزتهم وإيمانهم وأن يتفرجوا على اليهود وهم يقتلون إخوانهم المستضعفين في القدس وغزة، ويريدون من أحفاد عمار وسعد بن معاذ والمقداد والأشتر أن يسكتوا ويقعدوا، ويريدون أن نتفرج على أطفالنا في فلسطين يموتون جوعا وتحولهم صواريخ الصهاينة إلى أشلاء وقطع متفحمة، ويريدون من شعب الإيمان أن يرضى بالماديات على حساب دينه ومبادئه.
وقد أتت أمريكا بطيرانها وسفنها وعدوانها لكي تمنعنا عن أن نقف مواقف الإسلام مع غزة وفلسطين؛ فماذا نقول لله إن خضعنا لأمريكا؟ وماذا نقول للقرآن إن سكتنا وهو يأمرنا بالكلام وإن قعدنا وهو يأمرنا بالحركة؟ وماذا نقول لرسول الله صلى الله عليه وآله عندما نلقاه إن تخاذلنا عن جهاد اليهود والنصارى الذين جاهدهم؟ وماذا نقول للأطفال والنساء في فلسطين الذين يستغيثون ويستنجدون بنا والله يقول: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}؟.
عباد الله:
المؤامرة - اليوم - كبيرة على الفلسطينيين في غزة وفي الضفة الغربية؛ فالصهاينة ومعهم أمريكا يريدون إبادة شعب بأكمله وتهجيره من أرضه حتى لا يبقى إنسان فلسطيني ينافسهم في الأرض المباركة، ولتبقى فلسطين كلها لليهود، وللأسف فإنّ بعض الأنظمة العربية تشارك في حصار وتجويع وإبادة الشعب الفلسطيني، ولم تتخذ حتى موقف المقاطعة الدبلوماسية لإسرائيل وأمريكا، ولا المقاطعة الاقتصادية.
وأيضاً تكبل شعوبها وتمنعها من الخروج حتى في مظاهرة من أجل فلسطين؛ ولذلك فإننا في اليمن نرى أنفسنا في نعمة بما منَّ الله علينا من قيادة قرآنية تحررية، ومشروع قرآني نهضوي يسير بنا في ركاب رسول الله الجهادي لنواصل يوم الفرقان في شهر الفرقان، وسنبقى أنصارًا لله ولرسوله وللمؤمنين المستضعفين حتى لو واجهنا كل المستكبرين، وما داموا على الباطل فهم في دائرة الشيطان الضعيف المدحور: {فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً}، ونحن في موقف الحق مع الله الحق القوي المتين، ونحن امتداد لمسيرة الإسلام المحمدي الذي واجه الطغاة من العرب واليهود والنصارى، ونصره الله عليهم جميعًا، ونحن نرى آيات الله لنا في الآفاق، ونرى الأمريكيين يعترفون بهزيمتهم، ونرى هروبهم بكل إمكاناتهم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله في أصعب الظروف والوضعيات - كما في غزوة الأحزاب - يَعِدُ المسلمين بالنصر على كسرى وقيصر وكله ثقة بالله؛ لذلك نحن في شعب الإيمان وصلنا من خلال القرآن إلى يقين كامل بأنّ النصر آتٍ لا محالة، وأنّ إسرائيل ستزول من الوجود، وأنه سيتحقق وعد الآخرة لعباده المؤمنين، وخروجنا اليوم هو تأكيدٌ على مواصلة مسارنا الجهادي في فرض الحصار على العدو حتى يفك الحصار عن إخواننا في فلسطين، وخروجنا هو تأييدٌ لقواتنا المسلحة اليمنية التي تضرب العدو الصهيوني إلى عقر داره ليلا ونهارا، وتضرب الأمريكيين في البحر: {وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ . لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
مرّت بنا في هذا الأسبوع مناسبة يوم الصمود الوطني، وذكرى مرور عشرة أعوام على صمود شعبنا أمام العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الذي شنوه على شعبنا في منتصف الليل غدرًا في 26مارس 2015م، وظنوا أنهم سيحتلون اليمن ويستعبدون أهله، فكان كما قال الله: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً}، وقد حاصرونا من الدواء والغذاء وكل مقومات الحياة، وارتكبوا أبشع الجرائم، ودمروا البيوت على رؤوس ساكنيها، ولم يسلم منهم الرجال ولا النساء ولا الأطفال ولا الحيوانات، ولم تسلم فيها مناسبات الأعراس والعزاء ولا مخيمات النازحين ولا الأسواق ولا المساجد والمدارس والجامعات، ولا المستشفيات والمرافق الصحية، ولا الطرقات والجسور، ولا محطات الوقود ومحطات الكهرباء وآبار وشبكات المياه والاتصالات والسجون والمعالم الأثرية والأسواق والمصانع والمخازن، ولم تسلم فيها مزارع الحبوب والخضروات والفواكه، ومزارع الأبقار والأغنام والخيول والدجاج، ولم تسلم دار رعاية المكفوفين ولا حتى المقابر، وحشدوا علينا المرتزقة من كل أصقاع الأرض، ورغم كل كيدهم كادهم الله، ورغم كل مكرهم مكر الله بهم، ودحرهم ونصرنا عليهم، ولم يتحقق ما أراد الأعداء، بل تحقق وعد الله لعباده المؤمنين، وانتصر شعب الإيمان، وعلى مدى عشرة أعوام أثمر ذلك الصمود في شعبنا وعيًا متناميًا، وثقةً بالله وتصديقًا بوعوده، وركونًا إليه وتوكلًا عليه وولاءً له، ووعيًا بخطورة التخاذل والتهاون وأهمية الصبر والصمود لتحقيق النصر، وفهمًا لمؤامرات العدو وحقده الشديد على شعبنا وأمتنا، ووعيًا بأهمية البناء الاقتصادي والاكتفاء الذاتي، وبذلك الصمود تغيرت قواعد الاشتباك، وتحول الصراع إلى مواجهة ثلاثي الشر (أمريكا وبريطانيا وإسرائيل) بشكل مباشر، وأصبح الشعب اليمني مثالا للشعوب التواقة إلى الكرامة والخلاص، وما تخبط العدو وفشله اليوم إلا ثمرة من ثمار جهاد وصمود وتماسك الشعب اليمني في مواجهة العدوان، وبصمودنا وتماسكنا وثباتنا واعتمادنا على الله استهدفنا سفن الأعداء في البحار، وأمطرنا حاملات طائراتهم بصواريخنا وطائراتنا المُسيرة، ووصلت ضرباتنا إلى قلب كيان العدو.
أيها المؤمنون:
بعد العيد تأتي العطلة الصيفية، ويأتي الفراغ وما أخطر الفراغ على أبنائنا، ويكون الأبناء بين حالتين: إما أن يقضوا أوقاتهم في الشوارع وفي محلات الإنترنت، وعلى ألعاب الكمبيوتر والهاتف، ومع قرناء السوء والأفلام والمسلسلات، وفي كل ذلك من وسائل الضياع ما يجلب الندامة والحسرة، ويدخل الآباء في دائرة التضييع ويعرضهم للمحاسبة الإلهية، وإما أن يكونوا في المدارس الصيفية ليتعلموا الكثير من المعارف والمهارات، ويكونوا كما قال النبي صلى الله عليه وآله: (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم، وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماوات ومن في الأرض حتى حيتان البحر وهوام البر)، وفي المدارس الصيفية يحفظون القرآن ويتعلمون قراءته ويفهمون ثقافته، ويكتسبون القيم والأخلاق والآداب والسمو والإباء والعزة وروح المسؤولية، ويتشربون من فكر القرآن وهديه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً}؛ فالمؤمن مسؤول عن تربية وتعليم أبنائه كما هو مسؤول عن إطعامهم، وكفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يعول، وكفى به ضياعًا أن يترك الأبناء في العطلة عرضة للضياع والفساد.
الإخوة المؤمنون:
نحن اليوم في معركة حاسمة وفاصلة مع الكفر كله ومع أئمة الكفر والطغيان، ومن التقوى: أن يكون الناس في حالة من الإعداد والاستعداد الدائم لمواجهتهم، ومن التقوى: أن يكون الناس في حالة حس أمني كبير، وخاصة في قضية نشر الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، أو الحديث عبر الهواتف، أو الكلام في المجالس؛ فالعدو يحاول الاستفادة من أي شيء وخاصة بعد فشله المتكرر؛ فلا يجوز نشر الأخبار في التلفونات ومواقع التواصل الاجتماعي عن الصواريخ أو المواقع أو الضربات والغارات أو المعلومات الحساسة، وقد تحصل تلك الأشياء من الإنسان بدون قصد أو بحسن نية؛ ولذا فإنّ الحذر واجب، وقد يكون الإنسان بسبب كلامه أو منشوره الذي لم يحسب له حسابا ممن يتسبب في سفك دماء وسقوط شهداء أو على الأقل يتسبب في وقوع خسائر مادية؛ فحسن النية لا تكفي بل لا بد من الحرص والحذر، وعدم الانجرار وراء الشائعات أو منشورات وافتراءات الأعداء
التي يحاولون من خلالها استدراج الناس للحصول على معلومات، وكم جاء في القرآن من آيات تحث الناس على الحذر واليقظة والانتباه عند مواجهة الأعداء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ}، {وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}، {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ}، {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}.
عباد الله:
في ختام هذه الخطبة نُذكر أنه من الواجب على الإنسان في هذه الأيام أن يُخرج زكاة الفطر التي لا يُقبل الصوم إلا بها، وعلى من لم يخرجها أن يسارع في إخراجها وتسليمها لهيئة الزكاة؛ ليتم توزيعها على الفقراء والمساكين، كما نذكِّر بصيام الأيام الست من شهر شوال التي تسمى أيام الصبر لمن أراد واستطاع؛ ففي صيامها الأجر الوفير من الله سبحانه.
كما ندعوكم - أيها المؤمنون - في يومنا هذا المبارك إلى الخروج الكبير في مسيرات يوم القدس العالمي الذي يحييه الكثير من الشعوب، ويحييه شعبنا وقيادتنا وجيشنا وقواتنا المسلحة، وقد أحياه شعبنا بالأفعال قبل الأقوال، ويوم القدس هذا العام يأتي في مرحلة استثنائية؛ فليكن إحياؤنا له استثنائيًا ولنخرج كبارًا وصغارًا؛ فإنها غزوة في سبيل الله من أجل القدس والمقدسات والمستضعفين، ورحم الله امرءًا أراهم من نفسه قوة.
فالله الله - عباد الله - في الخروج الكبير والمشرف في هذا اليوم الجهادي العظيم.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن وانصر مجاهدينا وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين.
واجعلنا في ختام هذا الشهر الكريم من المقبولين الفائزين ومن عتقائك من النار يا أرحم الراحمين، {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
--------