مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------
خطبة الجمعة الرابعة من شهر ربيع أول 1447هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: ( *بعض ملامح شخصية الرسول التي قدمها القرآن الكريم* )  
التاريـخ: 27/ 3/ 1447ه‍
المـوافق: 19/ 9 / 2025م
الرقم: (13)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
نقاط الجمعة 
1-مناسبةالمولد فرصةللتعرف على رسول الله( صلوات الله  عليه وعلى آله) من خلال القرآن وقد كان الرسول يتحرك بحركة القرآن ويجسده في واقعه وأراد الله للأمة أن تكون عالمية بعالميةالقرآن والرسول 
2- لقدقدم القرآن شخصية الرسول كأعظم قائد في كل المجالات وكان على درجةعالية من المسؤولية حتى أن الله واساه وطلب منه أن يخفف على نفسه (فلا تذهب نفسك عليهم حسرات) 
3- القرآن الكريم ركز على الجانب الجهادي لرسول الله وحينما تركت الأمة الجهاد ذلت وهانت واكتفت ببيانات لاتساوي الحبرالذي كتبت به كما رأينا ذلك في قمةالدوحةالهزيلة حيث أن الصهاينةفي نفس اليوم شنواغارات عنيفةعلى غزة 
4-تطل علينا ثورة 21 سبتمبر التي أنقذت البلد من الوصاية وجعلت موقفنا هو الموقف المتصدر من بين كل شعوب العالم في نصرةقضايا الأمة وفي مقدمتهافلسطين ولنتذكر الوضع السيء قبل هذه الثورة في كل المجالات ولولاها لكنا في طليعةالمطبعين مع كيان الاحتلال 
5- نعاني ونضحي لكننا في الموقف الصحيح الذي ستكون عاقبته الفوز في الدنيا والآخرة وسنستمر في نصرةفلسطين والمقدسات مهما كان حجم التضحيات.
🔹ثانياً:  نص الخطبة 
✒️الخطبـة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: { *أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ* }، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله المجاهد في سبيل الله كما قال الله عنه: *{لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،* صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون: 
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل؛ فإنّ تقوى الله هي: سبب غفران الذنوب، وتفريج الهموم، وتيسير الأمور، وتوسيع الأرزاق، والنجاة في الدنيا والآخرة قال سبحانه: *{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً}.* 
عباد الله:
لا زلنا في الربيع المحمدي الذي يعتبر محطة نتزود فيها الإيمان والتقوى، وننهل من معين الرسول المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يقربنا من الله سبحانه ومن رضوانه، ومناسبة المولد النبوي الشريف هي محطة هامة للتعرف على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من خلال القرآن الكريم. 
أيها المؤمنون: 
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحرك بحركة القرآن، وكان يجسد القرآن الكريم في واقع حياته سلوكاً وعملاً وتطبيقاً، ولم يكن منفصلاً عن القرآن في فكره ورؤيته ووعيه وإيمانه وعمله كما قال سبحانه: { *قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ}،* وعندما نقرأ في القران الكريم فإننا نجد كيف قدّم شخصيةَ الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على أنه عالمي للناس جميعاً كما قال سبحانه: *{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً}* ، وكما قال سبحانه: { *وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً* }، ولذلك فقد كانت عظمته بقدر مهمته الواسعة والشاملة، وأراد الله لهذه الأمة أن تكون بحجم هذه المهمة، وأن تكبر بحجم هذا الدور؛ لأن مهمتها عالمية بعالمية الرسول وبعالمية القرآن المهيمن على كل الكتب الأخرى كما قال الله سبحانه للمسلمين: { *لتكونوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً* }.
أيها الأكارم: 
لقد قدّم القرآنُ الكريم شخصيةَ الرسول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كأعظم قائد عرفه التاريخ، وأعظم شخصية عرفتها الإنسانية؛ فكان الكامل في كل جوانب حياته: في أخلاقه وعبادته وجهاده ودعوته وحكمته وتعامله وقيادته، وكان على درجة عالية من الشعور بالمسؤولية إلى درجة أن يشفق الله عليه ويواسيه ويطالبه بالتخفيف عن نفسه، حيث كاد الهم يقتله، وكان الألم على الأمة والإنسانية ينهك جسده، ولم يرد في آية من الآيات القرآنية أي عتابٍ من الله له على تأخير عمل أو تقصير في واجب، بل قال له العكس: *{فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ

حَسَرَاتٍ}* ، وقال سبحانه: { *فلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}* ؛ فيالها من روحية عظيمة، ونفس كبيرة، وهمة عالية، وإحساس مرهف، وشعور عالٍ بالمسؤولية، ومسارعة كبيرة الى مرضاة الله سبحانه، وكم هو الفرق بين هذه الشخصية وبين الكثير من المسلمين الذين يقصرون في أعمالهم، ويحتاجون الى متابعة حثيثة، وجهد متواصل، وتذكير مستمر، ولا يكاد البعض ينجز عملاً إلا ما دمت عليه قائماً. 
أيها المؤمنون: 
لقد ركزت الآيات والسور القرآنية على الحديث عن الجانب الجهادي في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لأهميته؛ لأن الأمة مستهدفة والدين محارب من الأعداء، وفي مقدمتهم أهل الكتاب من اليهود الذين ذكر الله عنهم أنهم: {يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقال عنهم الله سبحانه *: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ}،* وأمام هذا الخطر فقد جاهدهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسجّل الله عنه في القرآن الكريم حياته الجهادية ومسيرته القتالية في سورة الأنفال وآل عمران والتوبة والأحزاب والفتح ومحمد وغيرها، ووردت الآية الكريمة: *{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}* في سياق الدعوة للتأسي به في الجهاد الذي يدفع خطر الأعداء كما قال سبحانه: *{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}،* وقد قدّمت سورة محمد التي أدعوكم لقراءتها وتدبرها:  صورة عن جهاد نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أنّ سورة محمد في كتب التفسير تسمى بسورة القتال، وكأنّ الله سبحانه يقول لنا هكذا كان نبيكم محمد مقاتلًا في سبيل الله وهكذا ينبغي أن تكونوا يا أمة محمد. 
وعندما غاب الجهاد من واقع المسلمين فلم يتأسوا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في جهاده وتضحياته: ذلّت الأمة واستباحها الأعداء وقهرها اليهود الذين ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، ولم يكن ذلك بسبب أنهم أقوياء، وإنما لأن المسلمين تركوا سرّ قوتهم، وسبب عزتهم، ومصدر فخرهم وسيادتهم ألا وهو الجهاد في سبيل الله الذي ذكر الله سبحانه عنه بأنّ فيه الخير وإن كرهته نفوس البعض، قال سبحانه *: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}* ، وقال سبحانه: { *انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ،* وقال سبحانه: *{لـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}* فالخير ليس في التخاذل والتفريط، ولا في الاستسلام والخنوع، وقد أثبتت كل تلك الخيارات فشلها، وأنه لا خير فيها بل وراءها كل الشرور، ولا خير في عمليات السلام والمفاوضات والتنازلات، ولا في التطبيع، ولا في الأمم المتحدة، ولا في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية الذين أكبر عمل يمكن أن يقوموا به هو أن يصدروا بياناً لا يساوي قيمة الحبر والورق الذي كُتب عليه كما هو الحال في مهزلة (قمة الدوحة) التي عُقدت هذا الأسبوع، واكتفت ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة أو جمعية خيرية، حتى أنّ العدو الصهيوني في نفس يوم القمة شنّ هجومًا عنيفًا على غزة؛ لأنه لا يقيم لكل زعماء عالمنا العربي والإسلامي أي اعتبار أو قيمة أو وزن، وقد اتضح أنّ قواعد أمريكا هي لحماية الصهاينة وليس لحماية العرب؛ لأن أمريكا ليس لها حليف إلا الصهاينة والباقون تعتبرهم عملاء.
وأولئك المجتمعون في القمة أدانوا العدوان على قطر ولم يدينوا العدوان الصهيوني على اليمن، بل أنّ بعضهم أدان عملية القدس التي نفذها فلسطينيان ضد الصهاينة ولم يدينوا استهداف قادة حماس في قطر، ولا تزال حماس على لائحة الإرهاب في السعودية والإمارات، ومن الأشياء المضحكة في تلك المهزلة: كلمة رئيس المرتزقة والخونة والمنافقين في بلدنا (رشاد العليمي) الذي بدا مدافعًا عن الصهاينة من خلال تعبيره عن الاستياء من موقف قيادتنا وأحرار بلدنا وقواتنا المسلحة التي زعم بأنها تعمل على عسكرة البحر الأحمر متناسيًا جرائم الصهاينة حتى بحق أبناء شعبنا اليمني؛ فكم هو الفرق بين موقف أولئك الزعماء الجبناء، وبين الردّ اليمني بالصواريخ والطائرات المسيرة والمظاهرات المليونية، كما أنه يتضح لنا أنّ الخير هو فيما اعتز به المسلمون سابقاً وقديماً ودائماً وذلك بالجهاد في سبيل الله، وإلا فإنّ العذاب هو الب *ديل وهو الذي نراه في واقع الأمة كما قال سبحانه: *{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ}.*

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ووالدينا ووالديكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
*أما بعد/ أيها الأخوة المؤمنون:* 
تطلّ علينا ذكرى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر المباركة التي أنقذ الله بها بلدنا من مخطط أمريكا وإسرائيل الذي يسمونه: تغيير الشرق الأوسط،* حيث يضعون حكامًا عملاء على الشعوب لينفذوا أجندتهم، وليتفرجوا على ما يفعله الصهاينة بإخوتهم حتى يدمروهم بالكامل بلدًا بلدًا، ولعلّ الجميع يتذكر وضع البلد قبل هذه الثورة المباركة، ويتذكر قطع الطرقات بين المحافظات التي كانت قد أصبحت من أسوأ الظواهر السلبية لدى المجتمع اليمني؛ فلا يكاد المسافر يصل إلى وجهته بأمان، ولا يكاد يجرؤ على السفر ليلاً خوفاً على نفسه وماله، ونتذكر السفير الأمريكي الذي كان يضع الخطط ويرسم التوجهات في الجانب السياسي والعسكري والتربوي والإعلامي بل والديني والإرشادي، ولم يكن على النظام سوى التنفيذ، ونتذكر تجواله في الوزارات والمحافظات ليشرف على أعماله التدميرية للبلد، ونستذكر كيف كان دور السفارات في الانفلات الأمني الذي أوصل الاغتيالات إلى شوارع العاصمة، واستهدف مئات الكوادر الأكاديمية والعسكرية، وأوصل القاعدة إلى وزارة الدفاع في مبنى العرضي وإلى كلية الشرطة، وأوصل المفخخات والتفجيرات إلى ميدان السبعين وإلى الأسواق والمساجد، وقتل المئات من أبناء الشعب اليمني دون أن يعرف الناسُ السببَ والقاتل الحقيقي، ونتذكر كيف وصل الحال بأمريكا إلى أن ترسل امرأة لتفجر وتدمر الدفاعات الجوية للبلد بتعاون الخونة معها، ونتذكر تساقط عشرات الطائرات دون معرفة الأسباب حتى في أمانة العاصمة، ونستذكر كيف كان دور السفارة الأمريكية في نشر الفساد الأخلاقي والرذيلة، وكيف أوصلوا النظام إلى عقد لقاءات سرية مع الصهاينة لتجنيس آلاف اليهود وتطبيع العلاقات معهم، وكيف تم تدمير الزراعة والصناعة في اليمن، وكيف فُرض على اليمن أن يبقى مستهلكاً لكل ما جاء من الخارج، ونتذكر مشروع الأقلمة الأمريكي الذي كان قد أوصل اليمن إلى شفا حفرة من نار الاقتتال الداخلي والعداوة والفرقة، ثم جاءت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر فحافظت على البلد من الانهيار والانفلات، وحافظت على مؤسسات الدولة من الفوضى والنهب والسلب، وقضت على القطاعات والاغتيالات والتفجيرات، وانهارت أمامها الذراع الاستخباراتية لأمريكا المسماة: (القاعدة)، وأصبح الإنسان اليمني يسافر من محافظة إلى أخرى آمناً بأمان الله دون أن يعترضه شيء، وحافظت على مؤسسات الدولة خاصة بعد استقالة (هادي وبحاح) بتوجيهٍ من أسيادهم لكي يُدخلوا البلد في نفق مظلم وفوضى لا نهائية، وحافظت على الوحدة من الأقلمة المدمرة، وتوجهت للاهتمام بالزراعة للوصول للاكتفاء الذاتي.
كما أنّ الثورة حافظت على الموقف المشرف لليمنيين تجاه القضية الفلسطينية؛ فأصبح صوت الشعب اليمني أرفع الأصوات، وموقفه أقوى المواقف مع فلسطين والمقدسات رغم الحرب عليه  والحصار، وقد كان يراد لليمن أن يكون أول المطبعين، بالإضافة إلى أنّ ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر حررت القرار السيادي للبلد بعد أن كان مرهوناً بيد الخارج لسنوات، وقطعت يد الوصاية، وطهرت اليمن من الإرهاب، وبَنَت الجيش اليمني بعد أن هيكلته المبادرة الخليجية، وقد شاهدنا الصناعات العسكرية اليمنية الخالصة من الدفاعات الجوية إلى طائرة يافا وصاروخ فلسطين الفرط صوتي الانشطاري، ولولا هذه الثورة المباركة بقيادتها لكان اليمن كحال المحافظات المحتلة التي استقبلت قيادة المرتزقة فيها الأسبوع الماضي وفدًا صهيونيًا عسكريًا في عدن للتطبيع معهم وللتنسيق معهم لإشغالنا عن نصرة غزة، ولولا هذه الثورة المباركة لكان السعوديون يقيمون حفلات الترفيه والمجون في بلادنا كما يعملون هم والإمارات على نشر الفساد في شواطئ عدن وحضرموت.
وصحيح أننا اليوم نعاني ونضحي وتُشَنُّ علينا الحروب ويُفرض علينا الحصار لكنه في إطار موقف حق وعادل، وهذا الموقف هو موقف خلاص وفوز ونجاة لنا في الدنيا والآخرة، ونحن موعودون معه بالنصر والفتح والفلاح في الدنيا والآخرة، ويكفينا أننا أرضينا ربنا وسلمت لنا قيمنا وديننا وآخرتنا إن شاء الله، والآخرون مهما سلمت أمورهم مؤقتًا لكنهم قد خسروا دينهم وآخرتهم وسيخسرون أيضا دنياهم كما قال سبحانه: { *فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}* ، وبالنسبة لعدوان الصهاينة على اليمن فإنه لن يغير موقفنا، وما لم تفعله حوالي نصف مليون غارة لتحالف العدوان السعودي الأمريكي المهزوم فلن تفعله غارات الصهاينة المرتعشة والفاشلة، وإن شاء الله تتوفق دفاعاتنا الجوية لإسقاط

طائراتهم وأسر طياريهم: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}، وصدق الله القائل: *{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}.*   
*الأخوة المؤمنون:* 
يستمر العدو الصهيوني في إجرامه وعدوانه وانتهاكه لكل الحرمات بحق أمتنا في غزة وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن وغيرها، وهو بذلك يسعى إلى فرض معادلة الاستباحة بحق أمتنا بشراكة ودعم أمريكي، وقد زاد إجرامه ووحشيته في الفترة الأخيرة في غزة بهدم الأبراج والمربعات والمنازل، وبقتل الأطفال والنساء والرجال بالنار والحصار والجوع والمرض وسط تخاذل عربي وإسلامي عجيب، ولم يبقَ وفيًا من هذه الأمة إلا أنتم يا شعب الإيمان والحكمة الذين تزداد المسؤولية عليكم كلما زاد الظلم والمأساة وزاد الخذلان.   
عباد الله:
يوم الجمعة من كل أسبوع هو يوم الجهاد والوفاء، يوم الصمود والثبات، يوم غزة وفلسطين، يومٌ من أيام الله، يومٌ من أكثر الأيام أجوراً في صحائف حسنات المستجيبين والمتفاعلين والمناصرين لغزة وفلسطين، وسيكون يوم حسرة للمتخاذلين والمتفرجين؛ فندعوكم بدعوة الله ورسوله ودعوة المظلومين في غزة للاستمرار في خروج المظاهرات نصرة لغزة، وجهادًا في سبيل الله، ووفاءً مع القدس والاقصى وفلسطين، ووفاءً لدماء شهدائنا الذين ارتقوا على طريق القدس في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس الذين هم شهداء فلسطين والأقصى، ولن تذهب دماؤهم هدراً إن شاء الله.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين
اللهم اجعل لنا ولإخواننا في غزة وفلسطين من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، اللهم واجمع كلمة اليمنيين وأصلح شأنهم ووفقهم لنصرة دينك وإعلاء كلمتك والجهاد في سبيلك، اللهم واحفظ قائدنا العلم المجاهد السيد عبدالملك بدرالدين واجعلنا له خير أنصار وأعوان، اللهم وانصر المجاهدين في غزة واليمن وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين، اللهم وارحم شهداءنا الأبرار واشف جرحانا وفرج عن أسرانا يا أرحم الراحمين، اللهم واغفر لنا ولوالدينا ومن لهم حق علينا واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــهيئة.
----------
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر