مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر محرم 1445هــ
الــعـنــــــــوان: عاشوراء دم وانتصار 
التاريـــــــــــــخ: 10 / 1 / 1445ه‍
الموافق 28 / 7  / 2023 م
الـرقــــــــــــم: ( 58 )

➖➖➖➖➖➖➖➖
أولاً: نقاط الجمعة 
نقاط الجمعة
1ـكربلاء مناسبة ليست مذهبية بل إسلامية وليست عابرة بل متجددة مع كل مظلومية
2ـالحديث عن كربلاء هو حديث عن أهل البيت والصحابة وعن ثورة الحق ضد الباطل 
3ـذكرى كربلاء فيها الكثير من الدروس التي يجب أن نستلهمها جهادا ومواجهة للمعتدين 
4ـ تتجدد مظلومية كربلاء اليوم فالعدوان الأمريكي الصهيوني يمثل بإجرامه وحصاره للشعب اليمني يزيد العصر ويسلك مسلكه 
والشعب اليمني يمثل بثباته وجهاده وصبره وانتصاره  الإمام الحسين وأهل الحسين وأصحاب الحسين ويسلك مسلكهم 
5ـ مع بداية العام الدراسي يجب على الجميع رسميا وشعبيا التعاون بكل وسيلة  لإنجاح العملية التعليمية والتعاون مع المعلمين والمعلمات 
6-الإشادة بخروج شعبنا اليمني غضبا لإحراق القرآن 
ومن لم يغضب لإحراقه فمتى سيغضب والدعوة لإستمرار الوقفات والإدانات 
وكذلك الدعوة للإلتحاق بمعسكرات التدريب للمشاركة في معركة الدفاع المقدس.
▪️ ثانياً: نص الخطبة 
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَإِنْ أَتَى الدَّهْرُ بِالْخَطْبِ الْفَادِحِ وَالْحَدَثِ الْجَلِيلِ، والحمد لله الذي فضّل المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً، وجعل الذين قُتلوا في سبيله أحياء عنده يُرزقون، فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
يقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} ويقول سبحانه: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
إنّ الجهاد والشهادة في سبيل الله تعالى من أعظم الأعمال وأفضلها، ونحن نستقبل اليوم العاشر من شهر محرم من السنة الجديدة لا بد أن نقف بإجلال وإكبار عند ملحمة جهادية واستشهادية قَلَّ أن نجد لها نظيراً، إنها ملحمة كربلاء في يوم عاشوراء، ملحمة استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) التي تتجسد في اليمن وما يتعرض له اليمنيون؛ فاليمن أصبح اليوم وفي ظل العدوان عليه كربلاء العصر، وعاشوراء ليست مناسبة عابرة، ولا قضية تاريخية انتهت وانقضت، ولا مجرد قصة تُروى، كما أنها ليست مناسبة مذهبية تخص مذهباً دون آخر، بل هي مناسبة إسلامية بكل ما تعنية الكلمة فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو من قال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط) فالحديث عن الإمام الحسين (ع) هو حديث عن رسول الله وعن الإسلام والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشهادة في سبيل الله، وهو حديث أيضاً عن الثورة على الظالمين الذين يريدون أن يحكموا الأمة بالظلم والجبروت وبالحديد والنار.
إنّ الحديث عن كربلاء وعاشوراء وعن الإمام الحسين (عليه السلام) هو حديث عن أهل البيت (عليهم السلام) كونه أحد الخمسة أهل الكساء، وحديث عن الصحابة رضي الله عنهم كونه صحابياً، وكم نسمع من كلامٍ عن الصحابة والدفاع عنهم ضد من يسبهم ويشتمهم استناداً إلى الادعاء أن هناك من يسب الصحابة رضي الله عنهم، فكيف بقتل خامس أهل الكساء عند البعض والصحابي الجليل عند البعض الآخر الإمام الحسين (عليه السلام) وذبحه على الطريقة الداعشية في هذا العصر بعد حصاره ومنع الماء عنه حتى جفت كبده؟! وأين الدفاع عن هذا الصحابي ضد من قتله وحاصره - بالموقف منهم - لأن الجميع قد غادر الدنيا؟ وأين الحديث عن حقوق الإنسان وقد قُتل ابنه الرضيع ذبحاً بسهم كأنه قذيفة، وفُجعت النساء وأُخذن سبايا؟ لماذا لا يكون هناك حديث عن مظلوميته؟ أين العلماء وبقية المسلمين من كربلاء؟ ألم يسمعوا قول الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فكيف حين يكون هذا المؤمن المقتول عمداً هو الحسين ابن بنت رسول الله؟! ألم يسأل الناس أنفسهم لماذا قُتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟ وكيف قُتل؟ ولو تأملوا لوجدوا أنه قُتل

لأنه أمر بالقسط وقُتل كما قُتل الأنبياء، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وقُتل بتحالفٍ بين السلطات الظالمة وأوباش التكفيريين، وأعدموه بطريقة داعش اليوم بقطع رأسه عليه السلام.
أيها المؤمنون:
لا تجعلوا من الخلاف المذهبي عائقاً أمامكم عن استلهام الدروس والعبر وفهم أهداف العدوان علينا وعلى اليمن من كربلاء الجهاد وعاشوراء الشهادة، ولا يجوز في نفس الوقت ألّا نتكلم عن مأساة كربلاء وثورة عاشوراء، بل لا بد أن نحيي مناسبة استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في الجبهات ضد الظالمين والغزاة، نحييها بالجهاد والمقاومة، نحييها بالصمود والصبر أمام العدوان، نحييها بالفعاليات الإيجابية والندوات العلمية والأدبية، نحييها بالمظاهرات ضد المعتدين والعملاء والخونة، وهذه هي الطريقة المثلى لإحياء كربلاء.   
أيها المؤمنون:
لنستمع إلى ما حدث في عاشوراء، ونحن متجردون من النظرة المذهبية المقيتة، ومن النظرة الحزبية الضيقة، ونحن متذكرون أننا أمام خاتمة استشهادية لسيد شباب أهل الجنة حيث قال عنه جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).
أيها المؤمنون:
إن ما يتعرض له شعبنا من عدوان وحصار أمريكي إسرائيلي صهيوني؛ يجعلنا نستلهم من عاشوراء: روحية الجهاد والشهادة والصبر والصمود، ونتذكر أننا في خط سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام)، ونستشعر أننا نضحي من أجل الحق ونقف في وجه الظلم ونرفض الوصاية وولاية العملاء والظالمين.
يقول الإمام الحسين: (أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قال: "من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يُغَيِّر عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله") فهذا المنطلق الثوري والجهادي ضد أئمة الجور والظلم والحكام الفاسدين، هو من أبرز دوافع الثورة الحسينية، ومن أبرز دوافع الثورة اليمنية ضد الذين ظلموا العباد وأفسدوا البلاد وظهروا عملاء وخونة ومرتزقة.
ويقول الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً: (ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه؛ ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا برما) وكأن الإمام الحسين يصف واقعنا في هذا العصر، ويقول أيضاً: (ألا وإن هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء - يعني نهبوا الأموال العامة والحقوق العامة للمسلمين - وأحلوا الحرام وحرموا الحلال وأنا أحق من غَيَّر) نعم هو أحق من غيّر لأنه الحسين سبط المصطفى وريحانته وسيد شباب أهل الجنة، لقد قام بمسؤوليته الدينية وتكليفه الشرعي، ونحن كيمنيين أحق من غيّر في هذا العصر وأحق بالحسين من غيرنا؛ لأننا يمن الإيمان والحكمة والملجأ للمسلمين من الفتن إذا هاجت بقول رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله) فينا: (إذا هاجت الفتن فعليكم بأهل اليمن)؛ ولأننا في موقف الحق والمعتدون علينا في موقف الباطل؛ ولأننا نجسد معنى قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
ويقول الإمام الحسين مبيناً هدفه من ثورته وجهاده: (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين) كانت هذه هي الغايات النبيلة والمقاصد الحميدة؛ فلم يكن خروجه غروراً وتكبراً، أو من أجل مصلحة شخصية أو حزبية، ولم يكن عليه السلام ممن أرادوا أن يعيثوا في الارض فساداً رغبة في سلطة أو طمعاً في حطام الدنيا الفانية، بل من أجل الإصلاح في الأمة، وهكذا هي أهداف الثوار الأحرار المستعينين بالله تعالى والمتوكلين عليه، ومن سمات أهل الحق أن يقيموا الحجة على الناس الذين وقفوا في وجه الحق وفي صف الظالم، وقد قال الإمام الحسين لمن احتشدوا لقتاله: (أنسبوني من أنا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتى؟ ألست ابن بنت نبيكم؟ أولم يبلغكم ما قاله رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم لي ولأخي: هذان سيدا شباب أهل الجنة؟ ويحكم!. أتطلبونني بقتيل لكم قتلته أو مال لكم استهلكته؟) فأصروا على مواجهته أو يبايع يزيد الظالم فقال عليه السلام: (لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقر لكم إقرار العبيد) وقال (عليه السلام): (ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة وبين الذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، ونفوس أبية وأنوف حمية من أن تؤثر

طاعة اللئام على مصارع الكرام) وهذا هو خيار كل حرٍّ أبي، وهو خيار شعبنا اليمني العظيم الذي اختار مصارع الكرام على طاعة اللئام من السعوديين والخليجيين والأمريكيين والإسرائيليين. 
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
     ▪️الخطبة الثانية▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.
عباد الله:
لقد وقف الإمام الحسين في ساحة الحرب وهو يقاتل بكل ما أوتي من قوة، وقد قُتل أهله وإخوانه وأغلب أبنائه وأبناء عمومته وأصحابه وهم عطشى من الماء بسبب الحصار الخانق عليهم، وتجمع الأعداء من كل جانب وأحاطوا بالإمام الحسين (عليه السلام) الذي بقي وحيداً بعد مقتل كل من كان معه باستثناء النساء والأطفال، وطعنوه بالرماح وضربوه بالسيوف ورموه بالسهام حتى أثخنته الجراح وفارق الحياة شهيداً، وبعد ذلك قام أجداد الدواعش - في ذلك العصر - واحتزوا رأسه وفصلوه عن جسده، وداسوا جسده الشريف بحوافر الخيول؛ تماماً كما يعمل المعتدون علينا حيث لا يردعهم دين ولا ضمير ولا إنسانية، ولا تستغربوا من جرائم التكفيريين الدواعش والقاعدة؛ لأنهم قد تجرأوا على الإمام الحسين وذبحوه، وقتلوا أباه الإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام) في رمضان داخل محراب المسجد، ودواعش اليوم هم امتداد لدواعش الأمس.
أيها المؤمنون:
تأملوا في مصير من خذل الإمام الحسين وكان يظن أنه سيكون في مأمن من الطغيان؛ فها هم أهل المدينة الذين لم يخرجوا مع الإمام الحسين وتركوه، بعد استشهاد الإمام الحسين زحف الجيش الأموي التكفيري إليهم، وقتل العشرات من صحابة رسول الله ومن أبنائهم، وهتكوا الستور، واغتصبوا ما يُقارب الألف من بنات الأنصار، واستحلوا المدينة لثلاثة أيام، وبايعوا يزيدًا بأنهم عبيد له وأنهم في ملكه، وهكذا مصير من يتخاذل عن نصرة الحق، ونحن في اليمن إذا لم ننهض كنهضة الحسين (ع) ونجاهد كما جاهد فسندفع الثمن باهضاً جداً؛ لأن ما نتعرض له هو محاولة احتلال، والاحتلال خطير ورهيب، ولنا في العراق عظة وعبرة، فكونوا حسينيين كربلائيين في جهادكم وتضحياتكم حتى يمنّ الله تعالى بنصره: (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
عباد الله:
ونحن في بداية عام دراسي جديد فإنه من الواجب على الجميع أن يتعاونوا رسمياً وشعبياً على إنجاحه، ولا بد من التعاون مع المعلمين والمعلمات الذين ثبتوا طوال سنوات العدوان بلا مرتبات، وثبتوا في جبهة راهن العدو بكل وسيلة على إفشالها؛ فقطع مرتباتهم ونهب مستحقاتهم، ونهب ملايين البراميل من النفط في المناطق المحتلة، ورفض صرف المرتبات لجميع الموظفين، وقد حاول بإيقاف المرتبات إيقاف التعليم؛ فخابت آماله بفضل الله وفضل من ترسخت لديهم معاني المسؤولية، ونظروا إلى التعليم كواجب إنساني وطني ديني مقدس؛ فواجب الجميع التعاون معهم بكل الوسائل والطرق الممكنة.
كما أنه من الواجب علينا ونحن في هدنة مع العدو والحرب فيها مخففة: أن ندرك ما يعمله العدو في هذه المرحلة من محاولات مستمرة على توجيه السخط نحو الداخل، ويجب علينا أن نبقى على ما كنا عليه من بداية العدوان من العزيمة والصبر والانطلاقة في سبيل الله والتحشيد للجبهات؛ لأن العدو لا عهد له ولا ميثاق، ونحن نرفض البقاء على هذه الوضعية وننتظر حكومةً وشعبًا توجيه القيادة. 
أيها المؤمنون:
ها هي دول الغرب الملحد تكرر جرائمها النكراء، وتتجرأ على حرمة كتاب الله، وتستعدي ملياري مسلم، وتستفز مشاعرهم بأقدس مقدساتهم القرآن الكريم، وتوفر الحماية للمتطرفين باسم حرية التعبير في الوقت الذي لا تتوفر فيه حرية التعبير لمن يتحدث عن جرائم اليهود أو يقوم بحرق أعلام الشواذ، ودول الغرب تعلن بذلك الحرب على الله وعلى دين الله، وهي بحرق القرآن وبإباحة الشذوذ تستعجل نقمة الله وعذابه وتكتب نهايتها وزوالها.
وعلينا نحن أمة القرآن أن نظهر موقفنا المدافع عن كتاب الله ودين الله؛ فمن لم يغضب لإحراق القرآن فمتى سيغضب؟! وقد خرج شعبنا اليمني خروجًا مشرفًا ليؤكد أنه شعب القرآن والأنصار، وشعب الإيمان والحكمة.
ويجب أن تعرف الأمة أن اليهود واللوبي الصهيوني هم وراء حرق القرآن في السويد والدنمارك، ومع ذلك فإن هذا لا يعفي تلك الدول عن المسؤولية، ومما يجب علينا هو مقاطعة البضائع السويدية والدنماركية والأمريكية والإسرائيلية، وعلى التجار المستوردين أن يبادروا، وأرض الله واسعة، وهناك بدائل، وينبغي أن يتوجهوا للإنتاج المحلي لكثير من السلع، كما أنه يجب علينا أن نستمر في الوقفات الاحتجاجية، والتعبير عن غضبنا بكل الوسائل الممكنة والمتاحة.

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين، واسقنا برحمتك الغيث، وانشر علينا رحمتك وفضلك يا كريم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الــوزارة.
------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر