مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
------------------------------
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
خطبة الجمعه الاولى من شهر رجب 1447هـ
 *العنوان:((جمعة رجب والدفاع عن القرآن) )* 
 *التاريخ:* ٦/ ٧ / ١٤٤٧هـ
 *الموافق:* ٢٦/ ١٢/ ٢٠٢٥م 
 *الرقم:* (٢٧)
➖➖➖➖➖➖➖
 *نقاط الجمعة*  
1- *نبارك لكم حلول جمعةرجب* التي دخل فيهاشعبنا اليمني في الإسلام ويحق لناأن نفخر بهذه المناسبة لأنهادليل على تميزشعبنا منذ فجرالرسالة 
2- *أرسل الرسول إلى اليمن الإمام* علي وأسلموا جميعا وحينما وصل الخبر إلى رسول الله فرح وسجد ثم قال السلام على همدان ثلاثا ومنذ ذلك الحين واليمنيون مرتبطون بالقرآن وبرسول الله وبالإمام علي وبأعلام الهدى  
3- *الله ورسوله منحونا وسام الإيمان* فيجب أن نحافظ عليه لأنه سبب عزناوفلاحنا في الدنياوالآخرة واليهود يعملون على فصل الأمةعن الإيمان لأنهم يعرفون أنهم بذلك سيتمكنون من هزيمتنا والقضاء علينا 
4- *لابد من الحذر من أساليب اليهود* في إفسادنا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإباحية التي تعمل على نشر الرذيلة وإشاعةالفاحشة 
5- *تتكرر الإساءات الأمريكيةللقرآن الكريم ولم يكن هناك أي موقف* من الأنظمةوالشعوب ولاحتى من العلماء بينماشعبنا بقيادته وعلمائه كان لهم الموقف المشرف بخروج مظاهرات مليونيةغاضبة في الجمعةالماضية بالإضافة إلى اللقاءات العلمائية وغيرها من الأنشطةوسنستمر.
➖➖➖➖➖➖➖

  •  *الخطبة الأولى* 

بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي لَا تُدْرِكُه الشَّوَاهِدُ، ولَا تَحْوِيه الْمَشَاهِدُ، ولَا تَرَاه النَّوَاظِرُ، ولَا تَحْجُبُه السَّوَاتِرُ، وَاحِدٌ لَا بِعَدَدٍ، ودَائِمٌ لَا بِأَمَدٍ، وقَائِمٌ لَا بِعَمَدٍ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه الصَّفِيُّ وأَمِينُه الرَّضِيُّ، أَرْسَلَه بِوُجُوبِ الْحُجَجِ، وظُهُورِ الْفَلَجِ وإِيضَاحِ الْمَنْهَجِ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ صَادِعاً بِهَا، وحَمَلَ عَلَى الْمَحَجَّةِ دَالاًّ عَلَيْهَا، وأَقَامَ أَعْلَامَ الِاهْتِدَاءِ، ومَنَارَ الضِّيَاءِ، اللهم صل عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
 *أما بعد/ أيها المؤمنون:* 
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل القائل: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.
أيها الأكارم:
 كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، *هذه الجمعة هي أول جمعة من رجب الحرام،* الجمعة التي دخل فيها اليمنيون في دين الله أفواجاً بتلك الطريقة المشرفة التي لا مثيل لها في تاريخ الشعوب؛ ولذلك يحق لشعبنا أن  يفرح وأن يفتخر لأنه الشعب الوحيد الذي دخل في الإسلام طواعية دون إغراء ولا إكراه، ولم يحدث أن وقف في وجه الدعوة الإسلامية كما وقف غيره بل انقاد لمنطق الهدى والحكمة، واستسلم لدعوة العقل والفطرة، واستجاب لنداء الإيمان منذ اللحظة الأولى، ولذلك نفتخر ونفرح مصداقاً لقول الله سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة، وبينما نحن نحتفل بدخولنا في الإسلام ها هم الآخرون سيحتفلون بعيد الكرسميس؛ فما هو الأولى بالاحتفال؟ ومن هم المحقون؟ هل المحتفلون بالإسلام حمداً وشكرا أم المحتفلون مع النصارى لهواً ولعباً؟.

  •  *أيها المؤمنون:* 

 *عندما أسلم أهل اليمن نزل قول الله سبحانه وتعالى:* {بسم الله الرحمن الرحيم . إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ . وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
 *فإسلام أجدادنا اليمانيين لم يكن حدثاً عابراً، بل كان حدثاً هاماً* سجله القرآن بأحرف من نور، وخلده بهذا الشكل العظيم والراقي، وقد كان إيمان أهل اليمن إضافة نوعية للدعوة الإسلامية، وكان ما بعده ليس كما قبله، حيث أضفى على الأمة الإسلامية قوة جديدة حيث كان دخولها تغييراً في موازين القوى لصالح الإسلام، فكان إسلام اليمنيين فتحاً مبيناً، ونصراً عظيماً، وكان إسلام أهل اليمن وكأنه إسلام الناس جميعاً يدخلون في دين الله أفواجاً.
وعندما وصل الخبر إلى مسامع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإسلام أهل اليمن قاطبة خرّ لله ساجداً وحامداً شاكراً، ثم رفع رأسه متوجهاً إلى اليمن قائلاً: (السلام على همدان.. السلام على همدان.. السلام على همدان).

*وحينما وصلت الوفود* اليمانية إلى المدينة المنورة قال الرسول صلى الله عليه وآله لأصحابه وقد اصطفوا جميعاً لاستقبالهم: (أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة، الإيمان يمان والحكمة يمانية، اللهم بارك لنا في يمننا وشامنا، ثلاث مرات، وكان رجل من نجد يقاطع الرسول ويقول: ونجدنا يا رسول الله، فقال: من هنا تظهر الزلازل والفتن ومن هنا يطلع قرن الشيطان).

  •  *أيها المؤمنون:* 

 *لقد أرسل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن* الإمام علياً (عليه السلام) إلى صنعاء وما حولها، وأرسل إلى الجند الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، وقد كان للأسلوب الحكيم أثره في دخول اليمنيين في دين الإسلام بعد أن فشلت الرسل السابقة المبعوثة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ومنذ ذلك الحين: ارتبط اليمنيون بالإمام علي عليه السلام ارتباط اهتداء واتباع ومناصرة، وكان اليمنيون هم السواد الأعظم في جيش الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي جيش الإمام علي عليه السلام، وفي جيش الإمام الحسين، وفي جبهات الحق على مرّ الزمان إلى يومنا هذا الحاضر وإلى قيام الساعة إن شاء الله تعالى.
 *والعلاقة بين الإيمان واليمن وبين* الإمام عليه السلام الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (يا على لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) هي من مصاديق الإيمان في هذا الشعب، والتمسك بالإمام على عليه السلام الذي حبه عنوان للإيمان وبغضه علامة على النفاق هو من الإيمان، فلا يمكن أن يجتمع الإيمان وبغض الإمام علي، ولا يمكن أن يفترق الإيمان وحب الإمام علي عليه السلام.

  • عباد الله الأكارم:

 *إنّ الله سبحانه وتعالى جعل هويتنا* وشعارنا وعنواننا ورايتنا معنونة بالإيمان، وهذا الوسام الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تاجاً على رؤوسنا؛ يجب أن نفتخر به وأن نحافظ عليه وأن نتمسك به وألا نبدله بغيره من العناوين، وهذه هي شهادة على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، وهي سرّ عزتنا في الدنيا والآخرة؛ لأن الإيمان هو العلاقة بين الله وعباده، ودعوة الأنبياء عليهم السلام كانت لأجل هداية الناس للإيمان، والأنبياء عليهم السلام هم أول المؤمنين، والعزة هي لمن آمن: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} ونصر الله يكون للمؤمنين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، والمغفرة للمؤمنين: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}، والخير كله في الدنيا والآخرة هي في الإيمان: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}، والشر كله هو في الابتعاد عن الإيمان: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}؛ فنحن قوم أعزنا الله بالإيمان فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.

  •  *أيها المؤمنون:* 

 *إنّ أعداء الله من اليهود يعرفون* سنن الله، ويعلمون أنهم لن يستطيعوا هزيمتنا والسيطرة علينا إلا إذا فصلونا عن الإيمان وأبعدونا عن خط الهداية، وهم يعلمون أنّ نقطة قوتنا هي في الإيمان، وأن الله سيكون معنا عندما نكون مؤمنين، وهم يعلمون أننا أقوياء بالله وأننا بدون الله لا شيء، ولذلك فهم قبل أن يفكروا بهزيمتنا عسكرياً يسعون لإبعادنا عن الدين وفصلنا عن رب العالمين قال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}.
 *وقد ورد الحديث في سورة المائدة* عن الردة عن الإيمان في سياق الحديث عن النهي عن تولي اليهود والنصارى، مما يدل على أنّ اليهود لديهم خطوات عملية جادة وسعي دؤوب لإخراجنا من  الدين وإبعادنا عن الإيمان، وهم اليوم يمتلكون وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي التي يسعون من خلالها لنشر الإلحاد والردة، ونشر الفساد ومحاربة الفضيلة والتشجيع على الانحراف والترويج للإباحية، وقد انتشرت القنوات الهابطة التي تنشر المقاطع المخلة والصور الفاضحة، والتي تروج للزنا وتدعو إلى الشذوذ والانحراف، وهذا يتطلب من الجميع الحذر واليقظة والانتباه والانضباط والابتعاد عن خطوات الشيطان من أجل أن نحافظ على مجتمعنا وهويتنا؛ لأن هويتنا هي الإيمان وليس الانحراف، والأعداء يسعون لتجريدنا من نقطة قوتنا ويحاولون أن نتبع خطواتهم: {وَمَنْ يَتَّبِعْ

خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

  •  *الخطبة الثانية* 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
 *أما بعد/ عباد الله:* 
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) صدق الله العظيم.
 *لقد كرر الكافرون في أمريكا* والغرب الاساءات إلى القرآن الكريم، وصوروا ذلك ونشروه استفزازاً لمشاعر ملياري مسلم يمثلون ثلث العالم، وتحدياً للأمة الإسلامية قاطبة في صورة تعكس الحقد الدفين الذي يحمله هؤلاء المجرمون تجاه المسلمين كما قال سبحانه: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} وهذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؛ لأنها حرب شاملة دائمة يسعون من خلالها إلى ترويضنا على القبول بتلك المشاهد كجزء من حرية التعبير كما يزعمون، في الوقت الذي يعطون الصهاينة حصانة وقداسة تحت عنوان معاداة السامية، وهم حفنة من المجرمين الإرهابيين قتلة الأنبياء وقتلة الأطفال والنساء وإخوة القردة والخنازير، وتلك الجريمة النكراء هي جزء من جرائمهم  وإساءتهم  للكتب السماوية كلها وللأنبياء والرسل حتى المبعوثين إليهم، وقد وصلت إساءتهم الى الإساءة الى الله كما سجّل ذلك القرآن: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء}، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}، وهم متواطئون على جرائمهم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ . تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ} وهم بجريمتهم يفضحون عملاءهم المطبعين الذين ظنوا أنّ التطبيع معهم يمكن أن يوجد لهم احتراما؛ فإذا بهم يكشفون احتقارهم لهذه الأمة بإساءتهم للمقدسات: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.

  • أيها المؤمنون:

 *إنّ موقف قيادتنا المؤمنة وشعبنا العظيم الذي خرج في كل الساحات* وأقام مختلف الفعاليات؛ لهو دليل على أنّ الإيمان يمان والحكمة يمانية، وأنّ هذا الشعب هو شعب القرآن وشعب المسيرة القرآنية، وهذه بركة من بركات تمسكنا بالهوية الإيمانية والمشروع القرآني بقيادته ومنهجه، وهي دليل على صوابية موقفنا المناهض لأمريكا وإسرائيل، وحجة على كل الشعوب وقدوة لها، وموقفنا هذا هو الموقف الطبيعي واللازم، ولكن غير الطبيعي هو حاله الصمت المريب الذي عليه أكثر شعوب الأمة التي يُجرئ سكوتها الأعداء على تكرار الإساءة وزيادتها، وإننا لا نعجب من إساءة اليهود مثلما نتعجب من سكوت أمة القرآن، فإذا لم نغضب للقرآن وقد أسيء إليه فعلام سنغضب؟ وإذا لم ننصر القرآن فماذا سننصر؟
 *ونحن لا نتعجب من سكوت الحكام المنافقين؛* لأنه ما الذي نتوقعه ممن ينفذون أجندة أمريكا في إثارة الفتن بين أبناء الأمة ويدمرون دول الإسلام في السودان وسوريا وليبيا ولبنان واليمن، ويتآمرون على غزة ويفتحون المراقص ويحبسون العلماء؟ ولا نتوقع منهم أن يغضبوا للقرآن وهم يدفعون لأمريكا تريليونات، لكن العجب هو من علماء الأمة والكيانات العلمائية الذين صمتوا صمت أهل القبور، ولم يصدروا بياناً؛ فالأزهر الذي أدان الحادث في أستراليا ضد اليهود لم يدن العدوان على القرآن، ولم يدن صفقه الغاز بين مصر وإسرائيل، ولم يدن العدوان على لبنان واليمن، بل أشاد الأزهر بالشاب السوري الذي دافع عن اليهود في أستراليا ولم يشد

بالمجاهدين في غزة المدافعين عن النساء والأطفال، وهكذا بقية علماء المسلمين الذين لم يتحركوا لأن الإساءة صدرت من أمريكا، ولولا موقف الشعب اليمني لقلنا أنّ الأمة الإسلامية قد انتهت، ولولا صوت علماء اليمن لقلنا أنه لم يعد هنالك علماء، لكن شعبنا وقيادتنا مثلما تميزوا في إسناد غزة تميزوا في نصرة القرآن الكريم والحمد لله رب العالمين.

  • أيها المؤمنون:

 *إنّ من واجبنا أمام هذه الإساءة* أن نتمسك بالقرآن الكريم، وأن نتمسك بهدى الله، وأن نعود إلى القرآن الكريم ونتثقف بثقافته، ولا سيما ما قدّمه لنا شهيد القرآن رضوان الله وما يقدمه لنا قرين القرآن السيد القائد يحفظه الله، فكم هو الفرق بين المسيرة القرآنية ومسيرة الترفيه والرقص، ومن الواجب علينا: أن نعزز حالة السخط ضد أمريكا وإسرائيل وأن نرفع شعار البراءة منهم في كل جمعة واجتماع.
 *كما أنّ من الواجب علينا:* أن نهتم بتفعيل المقاطعة الاقتصادية ضد بضائعهم كونها من الجهاد في سبيل الله، وأن نحرص على فضح المنافقين الذين هم خط الدفاع الأول عن أمريكا، ولولاهم لما تجرؤوا على القرآن الكريم ورسول الإسلام، *كما يجب علينا أن نستمر في دورات التعبئة العامة وأن نستعد لجولة المواجهة القادمة* وأن ننفق في سبيل الله: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وأن نحذر من أن يمزق اليهود القرآن من قلوبنا وحياتنا من خلال حربهم الناعمة الشيطانية التي تستهدف الرجال والنساء والكبار والصغار.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى، فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖➖➖
 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين 
بديـوان عــام الهيئة.
-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر