الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر شوال 1444هـ
العنوان: (أبناؤنا أمانة في أعناقنا )
التاريخ: 8 / 10 / 1444هـ
المــوافـق / ²¹ / ⁴ / 2023 م
الـرقــم: ( 44 )
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
أولاً: نقاط خـطـبـتي الجمعة
1️⃣➖ الأبناء نعمة من نعم الله، ومسؤولية الإنسان كبيرة في تربيتهم والحفاظ عليهم من الفساد خاصة في هذا الزمن.
2️⃣➖ ليس من التربية ولا من الأمانة أن يترك الإنسان أبناءه يقضون العطلة الصيفية على التلفونات والألعاب الإلكترونية، أو في محلات الإنترنت أو مع رفاق السوء.
3️⃣➖ المدارس الصيفية خير من يحفظ الأبناء من الفساد والفراغ، وستنمي فيهم القيم والأخلاق، وتكسبهم العلم والمعرفة في كافة جوانب الحياة، والدفع بهم نحو المدارس الصيفية المفتوحة والنموذجية والمغلقة مسؤولية دينية
4️⃣➖رمضان شهر العبادة بكل جوانبها، ويجب أن يستمر اهتمام الإنسان بعد رمضان بما كان مهتما به في رمضان من الصلاة والبر وقراءة القرآن وغيرها
5️⃣➖ـ السعي نحو الإكتفاء الذاتي في كل المجالات وخاصة فيما يتعلق بالقوت الضروري من كل أنواع الحبوب وخاصة القمح وهو مسؤولية الجميع على المستوى الرسمي والشعبي.
▪️ ثانياً: نص الخطبة
(الخطبة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ مِفْتَاحاً لِذِكْرِهِ وَسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ وَدَلِيلًا عَلَى آلَائِهِ وَعَظَمَتِهِ، القائل في كتابه الحكيم: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}
يــــــا رب:
لك الحمد حمداً أستلذُ به ذكرا وان كنت لا أحصي ثناءً ولا شكـــــــرا
لك الحمدٌ مقروناً بشكرك دائماً لك الحمد في الأولى لك الحمد في الأخرى
ونشهد ألّا إله إلا الله الواحدٌ بلا شريك، والملك بلا تمليك، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله إلى خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله برسالاته فبلغ ما أمر بتبليغه، وجاهد لربه ونصح لأمته، فصلوات الله عليه ما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
من غايات الخلق ومن أعظم النعم الإلهية على الإنسان هي نعمة الذرية الصالحة، وكل إنسان يحرص على الحصول على هذه النعمة؛ فهذا نبي الله زكريا (عليه السلام) عندما تكفل بتربية مريم ورأى فيها الصلاح والحب لله والذوبان فيه، تمنى أن يرزقه الله بذرية تكون صالحة كمريم، وهذا ما يتمناه الإنسان حين يقرأ في القرآن الكريم عن مريم (عليها السلام)؛ فاتجه زكريا إلى الله يدعوه بأن يرزقه الذرية الصالحة: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} فوهب الله له يحيى ولداً صالحاً مباركاً، وهذا نبي الله إبراهيم (عليه السلام) يطلب من الله الذرية الصالحة فيقول: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} فيقول الله: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ}، وبعد أن رزقه الله بإسماعيل وإسحاق يتجه إلى الله بالحمد على هذه النعمة: {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}، ولكن هذه النعمة كالشجرة الغضة تحتاج إلى رعاية وسقي وتهذيب، ولذا نجد أنبياء الله ـ النماذج البشرية الكاملة ـ يهتمون بتربية الأبناء وتوصيتهم حتى عند الموت، وتركيزهم على تحذيرهم من الضلال والإنحراف عن خط الله؛ فهذا نبي الله إبراهيم يوصي ذريته بالتمسك بدين الله والحذر من الضلال الذي قد يخرج الإنسان من حالة الإسلام: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}، وهذا نبي الله يعقوب يوصي ذريته عند الموت بمثل ذلك: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
فكيف هو اهتمامك بفلذة كبدك، والنبي صلوات الله عليه وآله يقول: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)، وكفى به ضياعاً أن تضيع أخلاق الأبناء وفطرتهم.
ايها المؤمنون:
أبناؤنا سيقدمون الشهادة مستقبلاً في أرض الواقع على تربيتنا لهم؛ ليذكرنا الناس بالخير ويترحمون علينا إن ربيناهم تربية صالحة، أو يذكرونا بالسوء إذا ضيعناهم، وليس من التربية ولا من الأمانة ولا من الإحسان أن يترك الإنسان أولاده يقضون عطلتهم الصيفية فوق التلفونات التي تتلف بصرهم وبصائرهم، وتقتل إبداعهم ومواهبهم، بما تحويه من مقاطع سيئة أو ألعاب إلكترونية أو منشورات مضلة؛ أو أن يترك الإنسان أولاده على مواقع التواصل الإجتماعي التي كسرت حاجز الحياء وامتلأت بالتضليل والكذب والبهتان والصور الفاحشة والمقاطع الخليعة، وليس من التربية أن يترك الإنسان أولاده يقضون عطلتهم في محلات الإنترنت، أو على الشاشات في متابعة الأفلام والمسلسلات التي امتلأت بالفساد والإفساد؛ فهذا طفل شنق نفسه أو شنق غيره لأنه رأى ذلك في فلم، وأطفال يعتدون على بعضهم بقسوة لأنهم تعلموا ذلك من خلال الألعاب الإلكترونية، وطفل أصبح يكذب ويفتري لأنه تعلم ذلك من مسلسل؛ بل وصل الحال أن يدخل الأعداء في الأفلام الكرتونية ما يحرف الطفل عن فطرته من طقوس عبادة الشيطان والأوثان وحتى الإيحاءات الجنسية، وليس من التربية أن يترك الإنسان أبناءه يقضون عطلتهم الصيفية مع قرناء السوء الذين يفسدون أخلاقهم وفطرتهم ويفصلونهم عن الله وعن هداه ويقتدون بهم: كما قال الشاعر
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
ويصبح الحال كما حذر القرآن الكريم {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}، ويصبح الحال عند الله يوم القيامة بينه وبين قرينه كما قال الله: {حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} ويكون المسؤول الأول عند الله هو الأب والأم اللذان تركا الإبن عرضة لبئس القرين، وللإنحراف في زمن وصل الضلال فيه ذروته قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( المولود يولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه) ، وقد حذر الله المؤمنين في زمن النبي صلوات الله عليه وآله من ضلال اليهود الذين يستطيعون إخراج الناس من الإيمان إلى الكفر في زمن النبي الذي لم يكن لديهم فيه أي وسائل تضليل كما هي اليوم، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} فكيف يمكن أن يأمن الناس على أولادهم من التضليل في هذا الزمن الذي وصلت فيه وسائل التضليل قمتها؟
لقد وصل التضليل إلى كل شخص بمختلف الوسائل؟ وأبدع الشيطان في خطواته التي يجرجر بها الناس إلى الرذيلة والفاحشة بإسم الحرية والديمقراطية والحقوق وغير ذلك من العناوين المخادعة، التي تهدف إلى تجريد الناس من فطرتهم الإنسانية ومن شرفهم وكرامتهم وإيصالهم إلى الخسارة في الدنيا والأخرى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}.
المؤمنون الأكارم:
أولادنا محتاجون للتربية دائماً والمتابعة دائماً والقرآن وثقافة القرآن خير من يربيهم على الصلاح والأدب والأخلاق، والمدارس الصيفية خير من يحفظهم من الإنحراف والضياع في العطلة الصيفية، ليتشربوا قيم القرآن ومبادئ وأخلاق وثقافة الإسلام، ومعرفة الله وكتابه وأنبيائه، وأولادنا محتاجون إلى العلم فكم من طالب قضى سنوات دراسية ولكنه لم يستطع إجادة القراءة والكتابة، والمدارس الصيفية تمثل نقلة في تربيتهم وتعليمهم في مختلف المجالات الأخلاقية والمعرفية واللغوية والتاريخية والمهارية وغيرها، وليس هناك من يستغني عن العلم أبدا؛ فالله سبحانه يقول للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}، وما وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه إلا عندما أعرضت عن العلم والبصيرة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
▪️الخطبة الثانية▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الأخوة المؤمنون:
رمضان شهر العبادة، شهر الصيام والصلاة، وشهر الصدقة والبر والإحسان، وشهر التزكية والطهارة، وشهر الدعاء والذكر لله تعالى وقراءة القرآن، ولكن للأسف البعض يهتم بكل ذلك في رمضان ثم يعزف عنه أو يقصر فيه بعد رمضان، والمفترض أن يبقى رمضان نقطة انطلاقة لشحذ العزيمة والهمة نحو الله وعبادته، ولن يفيد الإنسان أن يهتم بالعبادة في رمضان ثم يضيعها سائر العام؛ فرمضان كان محطة للتزود بالتقوى التي تساعده على الإستقامة خلال العام، وليس من اللائق بالمؤمن أن ينتهي وقود رمضان بانتهائه، لأن الله يراقب في شوال وفي رمضان، والإنسان في حالة سفر نحو لقاء الله في كل لحظة وساعة، وعليه أن يعد الزاد دائماً، ويتوقع لقاء الله بشكل مستمر: {إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ} لكي تكون النتيجة: {فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}، لقد كان رمضان موسم للتجارة مع الله ولا بد أن تستمر تلك التجارة: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}، وكذا حمل مسؤولية الجهاد في سبيل الله، والتصدي للمجرمين، والإهتمام بالمبادرات الإجتماعية والخيرية. وإنشاء الجمعيات التعاونية ولا يمنعنا عن ذلك إخفاق بعضها أو تعثرها بل يجب تكرار المحاولة ومعالجة الإشكالات والعزم على إنجاح الجمعيات التعاونية التي يمكن أن تنهض بالزراعة والإقتصاد ويمكن أن توحد الجهود لإحداث نهضة زراعية في كل القرى والعزل والمدن والوديان والمحافظات
أيها المؤمنون:
من المسائل التي يجب أن نحمل الوعي الكافي عنها وأن نحمل روح المسؤولية تجاهها هي السياسات الإقتصادية والعمل على تحقيق الإكتفاء الذاتي لبلدنا من كافة الجوانب وبالذات في جانب القوت الضروري والإحتياجات الأساسية، ولتحقيق ذلك لابد أن نحمل روح المسؤولية أمام الله وأمام شعبنا وأمام الأجيال في إصلاح الواقع الإقتصادي؛ فالأمة الإسلامية ليست أمة فقيرة فقد أنعم الله عليها بنعم كثيرة على مستوى موقعها الجغرافي الهام، ومساحتها الواسعة الصالحة في كثير منها للزراعة ـ واليمن من أفضلها في ذلك ـ وعلى مستوى الثروات الهائلة جداَ والمتنوعة التي تجعلها أمة قوية، لكنها لما فقدت التقدير للنعم الإلهية وفقدت الرؤية الصحيحة للتعامل مع هذه النعم، وعندما بُنيت الخطط الإقتصادية والتجارية على سياسات خاطئة، وعندما غابت روح المسؤولية لدى الحكومات ولدى رجال المال والأعمال ولدى التجار والمزارعين ولدى الشعوب نفسها، أصبحت ثرواتها وخيراتها ينهبها أعداؤها كخامات ويعيدونها لتُباع لها كمنتجات لتصبح أمة مستهلكة فقط، وللأسف أن المسلمين لم يحملوا من الوعي مثلما حمله الصينيون واليابانيون والكوريون وغيرهم من الشعوب ـ غير المسلمة أصلاً ـ التي تحرص جميعها على أن تكون شعوبًا قوية ومنتجة وتوفر احتياجاتها بنفسها، بل وتصدرها إلى الخارج.
فاليوم لابد أن نحمل جميعاً روح المسؤولية تجاه الجانب الإقتصادي، خاصة الزراعة، واغتنام موسم الأمطار الذي ينعم الله به على بلدنا هذه الأيام ببناء الحواجز المائية وزراعة كل شبر من الارض بدلا من الهجرة من الأرياف الى المدن فقد كان أجدادنا أكثر نشاطا منا والأراضي التي زرعوها أكثر مما هي مزروعة الآن رغم عدم وجود الآلات الحديثة معهم وعلى الحكومة أن تهتم وأن تبذل جهدها في الإهتمام بالجانب الزراعي والصناعي وفي حدود الممكن، ولا بد أن تهتم وتساعد المزارعين حتى بالفكرة والرؤية والتنظيم والتسويق والتوجيه والإرشاد، وتنظيم الإستيراد بما يبقي للمنتج المحلي أهميته، والإهتمام بالنهضة الريفية للحد من هجرة الأرياف إلى المدن، بما يكفل حصول نهضة في الجانب الزراعي وفي تربية الحيوانات وإنتاج العسل، وعلى المزارعين أن يهتموا بزراعة الحبوب التي تمثل القوت الضروري، وأن يبتعدوا عن التصرفات العشوائية عند قطف الثمار وحصاد المحاصيل وعند تسويقها، وأن يرتبطوا في أعمالهم بطرق منظمة وسليمة وصحيحة، وأن يركزوا على الأمانة والجودة وحسن الإنتاج والسلامة من الغش؛ سواء مزارعي الحبوب والفواكه والخضروات أو مزارعي النحل؛ لأن هذه الأشياء هي التي ستحقق لهم الربح في الدنيا والآخرة، كما أن على التجار أن يتقوا الله وأن يهتموا بالإنتاج المحلي، وأن يحرصوا على العناية بالمنتج المحلي بدل الإستيراد من الخارج، والحرص على عدم استيراد المبيدات الضارة، أو استعمالها من قبل المزارعين فمن يستخدم المبيدات الضارة ربما يعتبر عند الله قاتلا للنفس المحرمة فهناك البدائل من الأسمدة والمبيدات الطبيعية كالأتربة ومخلفات الأبقار والأغنام بدلا من المبيدات البشرية التي تقضي على البشر وليس على الحشرات فقط ومنها ما يسبب السرطان وفيروس الكبد والأمراض الخبيثة فهل يرضى واحد من المزارعين ان يلقى الله يوم القيامة قاتلا للنفس المحرمة بما استخدمه من مبيدات ضارة وقاتلة استخدمها للقات والخضروات والفواكه وعلى مزارعي الثروة
الحيوانية الحرص على تربية صغار المواشي والإناث، وعدم ذبحها كما يفعل الناس في العالم ومن المعيب أن يصبح الناس في أفريقيا والحبشة أكثر وعيا وحرصا على تربية الثروة الحيوانية من الشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة حتى وصلنا إلى أن نستهلك ثرواتهم الحيوانية التي يرفضون حتى أن يبيعوا لنا أنثى منها حتى لا نربي ونكاثر منها ونستغني عنهم. وعلى الشعب كله أن يحمل روح المسؤولية في تشجيع المنتج المحلي، وأن تكون الأولوية لدى الجميع ـ وخاصة المستهلك ـ هي للمنتج المحلي؛ فعلينا أن نحمل هذا الإهتمام الذي تحمله كل شعوب العالم نحو منتجاتها؛ فكل الشعوب تعطي الأولوية في الإهتمام بمنتجاتها المحلية ولا تأخذ من منتجات الخارج إلا ما ليس متوفر محلياً، بينما الحاصل عندنا – وللأسف – أن هناك عزوفا عن شراء المنتجات المحلية، والله المستعان.
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-----------