مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
----------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر ذي الحجة  1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: 
(الحج والولاية الإلهية)

التاريخ: 8/  12 / 1445هـ

14 / 6 / 2024م

الرقم: (49)

➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط خطبة الجمعة
1️⃣من أعظم المناسبات فريضة الحج التي فيها شد إلى الله، وتربية على الصبر ومكارم الأخلاق والتسليم لله وإظهار المواقف القوية ضد أعداء الله. 
2️⃣النظام السعودي استغل الحج مادياً وسياسياً ووضع العراقيل وعطل دوره في نهضة الأمة خدمة لأعدائها. 
3️⃣اختار الله إبراهيم إماماً للناس وقائماً على الحرمين لكي تبقى للشعائر دورها وأمرنا الله أن نقتدي به في براءته من الكافرين ورميه للشيطان، وأمر النبي الإمام عليا أن يبلغ البراءة من الكافرين يوم عرفة واختاره الله إماماً للأمة بعد رسول الله وأعلن الرسول ولايته يوم الغدير كامتداد لولاية إبراهيم. 
4️⃣لن ينصر الدين ويضرب أعداءه إلا من سلك درب إبراهيم، وما وصلت الأمة إلى هذه الحالة السيئة إلا لأن حكامها هم عشاق السلطة الذين ضحوا بالدين والأمة.
5️⃣يجب أن نبقى في مسارنا الثابت في نصرة إخواننا في فلسطين، وما حدث من انتصار أمني يعتبر نصراً كبيراً للشعب اليمني على مخططات أمريكا وإسرائيل منذ ثلاثين عاماً والتي عملت على تدمير اليمن علمياً وأخلاقياً وزراعياً وعسكرياً وفكرياً وكان مكر الله أسرع من مكرهم.
➖➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً: خطبة الجمعة 
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله القائل في كتابه الكريم: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند له ولا مثيل، ولا خلف لقوله ولا تبديل، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بأمره صادعًا، وبذكره ناطقًا، فأدى أمينًا، ومضى رشيدًا، وخلف فينا راية الحق، من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها زهق، ومن لزمها لحق، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار. 
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
لقد جعل الله شهر ذي الحجة الحرام من الأشهر المباركة الذي تُفتح فيه أبواب رحمة الله، وتأتي فيه الكثير من المناسبات الدينية العظيمة، وفي مقدمتها: أداء فريضة الحج، تلك الفريضة العظيمة التي فيها تزكية للنفوس وشد لها نحو الله، وفيها تربية وتعويد على ذكر الله كما قال تعالى: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} {فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ}، وبالإحرام يتعود الإنسان على الصبر حين يمتنع عن مظاهر الزينة، وفي الحج تربية أخلاقية حين يمتنع الإنسان عن القول البذيء والنظر الحرام: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}، وفيه تربية على حسن التعامل مع البيئة حيث يُمنع فيه الصيد وقلع الأشجار، وفيه تربية للنفس على التسليم لله تعالى والتعظيم لِما عظّم الله من مشاعر وشعائر؛ فالطواف حول البيت والسعي بين الصفا والمروة فيها تحطيم لمشاعر الكبرياء الزائف ومشاعر الغرور والأنفة لدى الإنسان وتعويده على التواضع لله والتسليم لتوجيهاته، وفي وقوف الإنسان بعرفات يتذكر وقوفه بين يدي الله في ساحة المحشر، وفي نحر الهدي تعظيم لله وقربة وترسيخ لحالة التقوى في النفس: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}.
وفي الحج تربية للأمة على التوحيد لله ورفض كل ظالم ومستكبر {حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ}، وفيه تربية للأمة على التوحد والتقارب فيما بينها، وتعزيز لأخوتها؛ حين يجتمع المسلمون من كل أصقاع الدنيا بلباس واحد وفي مكان واحد، ويتجهون بتوجيهات الله الواحد لتتوحد رؤاهم وتوجهاتهم، ويتعرف كل شعب على ما يعانيه الآخرون من ظلم فيتحرك لنصرتهم، وفيه تربية على الانضباط والالتزام بتوجيهات الله؛ فالصعود إلى مِنى والوقوف بعرفة والإفاضة منها كلها لها أوقات محددة، ورمي الجمرات ونحر الهدي لها أوقات محددة أيضا، وفي الحج تربية على أهمية اتخاذ المواقف القوية ضد أعداء الله بدءا بالبراءة من الكافرين في يوم عرفة، وانتهاء برجم الشيطان في يوم النحر وأيام التشريق؛ فالحج عبادة مهمة لها أثرها الكبير على واقع الفرد النفسي وواقعه في الحياة، ولها أهمية في

إصلاح واقع الأمة وبنائها في كل جوانبها.
المؤمنون الأكارم:
لا يعاني الإنسان في سفره إلى أي بلد كما يعاني في سفره لأداء فريضة الحج؛ فالأعداء وعملاؤهم يصنعون العراقيل الكثيرة لمنع الناس من أداء هذه الفريضة: بدءا من تحديد العدد لكل بلد، ثم تحديد مبالغ مالية كبيرة يرسلها الحاج من بلده للنظام السعودي ليسمح له بالحج، وكذا رفع تكاليف الإيجارات والتنقلات في أيام الحج، واستغلاله سياسيا بمنع الحج عن كل من يناوئ النظام السعودي، واعتقال وخطف من وصل منهم إلى الحرم الذي جعله الله أمنا للناس فقال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} حيث تأمن فيه بأمان الله حتى الطيور والحيوانات، بل وصل الحال بأن تأمن في الأماكن المقدسة الراقصات والمغنيات ولا يأمن من يعارض إجرام أمريكا وإسرائيل؛ لأنهما من يتحكمان في النظام السعودي، وبذلك تصبح أمريكا وإسرائيل هما من يتحكمان في الحج والحرمين، وما تدنس الأقصى إلا لأن الحرمين قد فقدا دورهما.
عباد الله:
ربط الله الحج بإبراهيم (عليه السلام) فهو من نادى في الناس بالحج بأمر الله فقال تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}، وربط الله البيت الحرام بإبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) منذ بنائه فقال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}، وجعل لهما الولاية على البيت الحرام فقال تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}، ولم يرض الله تعالى بولاية الظالمين على البيت الحرام: {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}، واختار الله إبراهيم ليكون إماما للناس ومربيا وهاديا وقدوة فقال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} ولم يرض الله بإمامة وزعامة الظالمين والطغاة فقال: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}، وبهذا يتبين أنّ الولاية على البيت هي بيد الله وحده وليست متروكة لمن تسلط واستبد، ولكي يبقى إبراهيم ومواقفه حية لدى الناس؛ فقد ربطهم الله بمقام إبراهيم فقال: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، وجعل الله رمي الجمرات موقفا لدى الحجاج اقتداء بإبراهيم الذي رجم الشيطان، وهكذا أراد الله للأمة أن تقتدي بأعلام الهدى في إيمانهم وثقتهم بالله، وفي مواقفهم من الظالمين والمستكبرين.
المؤمنون الأكارم:
للحج دور مهم في توحيد الأمة ونهضتها وتحررها وفهمها لواقعها والبحث عن الحلول لمشاكلها، وللحج دوره في ضرب أعداء الأمة وهزيمتهم، وما من فريضة إلهية وشعيرة دينية إلا ولها ثمرة في واقع الأمة وفي حياتها، ولها دور إيجابي في تحقيق نهضة الأمة وبنائها لتقوم بمسؤوليتها، ولكنّ كل ذلك مرتبط بأن تكون الولاية على الحرمين وعلى الأمة هي ولاية إلهية تمثل الامتداد الحقيقي لولاية إبراهيم وإسماعيل، ولهذا عندما أصبحت تلك الولاية بأيدي عملاء اليهود والنصارى تمّ تفريغ الشعائر العبادية ومنها الحج من مضامينها، وأصبحت تلك الجموع المليونية في أكبر مؤتمر إسلامي لا تستطيع أن تقدم للإسلام والمسلمين شيئا، وما دامت ولاية أمر الأمة بيد الظالمين والطغاة الذين يمثلون امتدادًا لأمريكا وإسرائيل كما نراهم اليوم؛ فلن يتحقق إعلاء لكلمة الله، ولا جهاد لأعدائه، ولا مواجهة لخصومه، ولن يتحقق نصر عليهم جميعا إلا إذا صلحت ولاية أمر الأمة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
جعل الله إبراهيم قدوة في مواقف البراءة من المشركين فقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}، وفي نفس المسار أنزل الله تعالى في العام التاسع من الهجرة أمر البراءة في سورة التوبة، وأمر الله النبي محمد صلى الله عليه وآله أن يبلغ الناس وجوب البراءة من المشركين في يوم عرفة: {بَرَاءةٌ

مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ . فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ . وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وبأمر الله أرسل النبي صلوات الله عليه وآله الإمام عليا (عليه السلام) ليبلغ للناس وجوب البراءة من المشركين في يوم عرفة، واليوم تتجلى أهمية البراءة من الكافرين في هذا الزمن الذي أصبح فيه الكفر والشرك والاستكبار أسوأ، وخاصة ونحن نشاهد أكبر عملية تولي من قبل الأنظمة العربية والمسلمة لأمريكا وإسرائيل بدلاً من البراءة منهم، وبيع للدين ولفلسطين ولمقدسات المسلمين بدلاً من حمايتها، وبيع للقيم والأخلاق بدلاً من الحفاظ عليها. وفي هذا الشهر العظيم أعلن النبي صلى الله عليه وآله ولاية الإمام علي (عليه السلام) على الأمة؛ لأن ذلك أمر الله واختياره، ولأن أمير المؤمنين يمثل امتدادًا لولاية إبراهيم ويحمل روحية إبراهيم ويقدم مواقف إبراهيم، ولن ينصر الدين ويرفع الأمة إلا من حمل تلك النفسية التي حملها الإمام علي (عليه السلام)، التي كانت نظرته إلى الولاية والسلطة كما لخصها في موقفه حين دخل عليه عبدالله بن عباس (رضي الله عنهما) في ذي قار حينما قال: (دخلت على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهو يخصف نعله، فقال لي ما قيمة هذا النعل؟ فقلت لا قيمة لها، فقال: (عليه السلام) والله لهي أحب إليَّ من إمرتكم إلا أن أقيم حقًا أو أدفع باطلا)، فهذه هي النظرة التي يجب أن يحملها من يلي أمر الأمة، لكي يقفوا مواقف إبراهيم من الشيطان وحزبه، ولكن عندما نشاهد واقع زعماء الأمة اليوم نجدهم من النوعية التي عشقت السلطة فضحّت بالدين وبالمقدسات وبالأمة لكي تبقى لهم كراسيهم.
عباد الله:
لقد مرت مائتان وواحد وخمسون يوما والعدو الصهيوني مستمر في إجرامه وحرب إبادته الجماعية على إخواننا في غزة، وجريمة مخيم النصيرات تمثل أكبر الشواهد لنعرف ماذا يريد العدو؟ وكل يوم وكل ساعة نشاهد ويشاهد العالم المئات من الأطفال والنساء الذين تحولهم الصواريخ الأمريكية التي يطلقها الصهاينة إلى أشلاء متناثرة، وسط صمت عالمي غابت عنه الإنسانية، وضاعت ولاية الأمر الإسلامية في زمنٍ حَكَمَ الأمةَ من عشقوا السلطة، ونظروا إلى أمريكا وكأنها إله تستطيع أن تمنحهم السلطة أو تنزعها منهم، ونسوا الله وقدرته؛ فظلموا وخانوا، وكان من أعظم نعم الله علينا في الشعب اليمني أن يهب الله لنا قائدا هو امتداد لعلي (عليه السلام)، وامتداد لمحمد صلى الله عليه وآله، وامتداد لإبراهيم (عليه السلام)، وقرين للقرآن، وقد ظهر في زمن الخيانة بكل وفاء مع أبناء الأمة في فلسطين وغيرها؛ متبرئا من الظالمين، ومحاربا لهم، ومترصدا لهم لا يخشى إلا الله، ولا يبالي بلوم اللائمين؛ فأغلق البحار أمام المستكبرين وهو واثقٌ بالله ومتوكلٌ عليه، وها نحن نرى حجم التأييد الإلهي الذي يمدنا الله به، ونرى ما يحققه من تربية للشعب اليمني حتى أصبح قبلة الأحرار في العالم كله، وكما ضاعت وتلاشت الإمبراطوريات الظالمة عبر التاريخ فقد بدأ زمن أفول أمريكا وتلاشيها؛ فقد تلاشت هيبتها، وانهارت قوتها، وهربت أمام ضرباتنا حاملات طائراتها التي أرعبت العالم، وأراد الله أن يتم نوره ولو كرهت أمريكا وحاربت؛ لأنه لا غالب لأمر الله، وبفضل الله أصبحتم يا أبناء الإيمان والحكمة أمل المستضعفين، وتحقق فيكم قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن)، ولهذا ندعوكم بدعوة الله وبتلك الدماء البريئة التي يسفكها اليهود: ألّا نتخاذل ولا نتراجع؛ فنحن أنصار الله ورسوله، وأنصار دينه وكتابه، وأنصار عباده المستضعفين، وعلينا مواصلة الخروج في المظاهرات، والإنفاق في سبيل الله، ومقاطعة البضائع الداعمة للصهيونية وأذنابها.
المؤمنون الأكارم:
تابع الشعب اليمني ما نشرته الأجهزة الأمنية من حقائق شبكات التجسس الأمريكية الصهيونية، وشاهد الجميع اعترافات أولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان؛ فخانوا الله ورسوله وخانوا الشعب اليمني، وتجسسوا لصالح الأمريكيين والإسرائيليين، وتحركوا كجواسيس لصالح الأمريكيين على مدى عشرات السنوات، وتحت مظلة منظمات بمسميات مختلفة كحقوق الإنسان والتنمية والرعاية وإصلاح التعليم، وكلها لم تكن سوى شبكات تجسس معلوماتي، حيث نقلوا لأمريكا كثيرا من المعلومات عن مقدرات الشعب اليمني العسكرية، وحتى قطع السلاح لدى الدولة والشعب، وحتى عن عدد الذكور والإناث ومستوى الدخل لدى أبناء الشعب، وعملوا على تدمير الشعب في جوانبه الفكرية والصناعية والدينية، ونشروا الفساد الأخلاقي، وعملوا على تدمير الزراعة،

ووصل الحال ببعضهم إلى أن يتنصرن ويدعو إلى النصرانية، ووصل الحال بهم أن يلتقوا بالصهاينة مباشرة، وأن يخونوا الشعب اليمني لصالح اليهود.
ونحن في هذا السياق: نبارك للجميع ما تحقق من نصر، ومن إفشالٍ لأعمال الأمريكيين والإسرائيليين التي استمرت على مدة قرابة ثلاثين عاما، وكل ذلك بفضل الله وعونه وتوفيقه: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} {وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}  {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}.
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة، وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
--------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر