الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
{خطبة الجمعة الرابعة من شهر ذي الحجة 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
*العنوان:* (نتائج الولاء)
التاريخ: 24/ 12/ 1446هـ
المـوافــق: 20/ 6 / 2025م
الرقم: (52)
➖➖➖➖➖➖➖
🔹أولاً: نقاط الجمعة
1-القلب موطن الصلاح والفسادوإذا صلح صلح الإنسان وأصلح الحياةمن حوله
وإذافسد فسدالإنسان وأفسد
2-من أهم مايصلح القلب هوالولاءالصحيح ومن أسوأمايفسده هوالولاءالمنحرف، والولاءيبدأ بميل في القلب ثم يظهرفي أقوال الإنسان وأفعاله
3-من أكثرماضرب الأمةهوالولاء لليهودوالنصارى والقلوب الصالحةلاتتولاهم ولذا فهم يعملون على تدنيس القلوب وملئهابالمرض لتسارع فيهم وتبتعدعن ولايةالله فيكون نتيجته ارتداد ومشاركةللظالمين في ظلمهم وخروج من النورإلى الظلمات
4-اليهوديشرعنون لأنفسهم الإجرام من خلال كتبهم المحرفةكالتلمود وعليناأن نعرفهم بوعي من خلال القرآن لا كماينظرإليهم المطبعون
5-الأمةالمسلمة والفردالمسلم اليوم بين خيارين إماالتولي لأمريكاوإسرائيل وعاقبته الخسارةدنيا وآخرة
وإما الولاية الإلهيةوجهادهم ليربح الإنسان الدنيا والآخرة
6-العدوان على إيران جزءمن العدوان على فلسطين، ويمن الإيمان مع كل دولةمسلمةتواجه إسرائيل
7-الدعوةللرجوع إلى الله والتوبة والإنابةوالاستقامة والدعوةللاستمرارفي الخروج والتعبئة نصرةلغزة ولكل المسلمين.
🔹 *ثانياً: نـص الخطبة.*
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ وَالْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَوَارِثُهُ، وَإِلَهُ الْخَلْقِ وَرَازِقُهُ، الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَ غَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ وَمَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ وَمَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ وَمَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ، ونَشْهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَإِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَتَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين، وسائر عباك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها الإخوة المؤمنون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله الذي قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
عباد الله:
من القلب يبدأ الصلاح، وفي القلب يسكن الإيمان، وفي القلب يحل الإخلاص وتتشكل التقوى، وفي القلب تنبت مشاعر الرحمة والوفاء، وتزهر مكارم الأخلاق وحميد الصفات، وفي القلب تنبت بذور الهداية، وفي القلب يحضر الله وعظمته، وحبه ومعرفته، ثم يترجم كل ذلك في حياة الإنسان، وأيضا من القلب يبدأ الفساد، وفي القلب يسكن الكفر، وفي القلب يحل النفاق ويتشكل الفجور ويعشعش الخبث والقسوة، ويترعرع الضلال والانحراف، ويحضر الشيطان، ووساوسه وزخرف قوله، ومكره وخداعه، ثم يترجم كل ذلك في حياة الإنسان؛ فالقلب إن صَلُحَ؛ صَلُحَ الإنسان وأصلح الحياة، وإن فسد؛ فسد الإنسان وفسدت الحياة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إنّ في جسد ابن آدمَ بَضعَةٌ إذا صلحت صلح الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلب)؛ فما هي الأسباب التي تصلح القلب؟ وما هي التي تفسده؟ وأين مفتاح هداية الإنسان؟ وأين ثغرة ضلاله؟ ومن هو المتسبب في الضلال؟ وما هو سببه؟ وما هو مفتاح الهداية؟ وأين نجدها؟
لقد فطر الله نفس الإنسان على معرفته والخوف منه والانشداد إليه وحب الإيمان كما قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} والإنسان إذا اهتم بنفسه وحافظ عليها وزكّاها وهذّبها ونبّهها وطهّرها؛ بقيت صالحة، ونشأت صالحة، وعند ذلك تعينه على الخير، وتبعده عن الشر، وتصبح كل أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته فيما ينفعه، وفيما يرضي الله ويقوده إلى رضاه، وإن أهملها وتركها عرضة لما يفسدها، ودسّاها بالمعاصي والتفريط والتقصير؛ فسدت وقست وضاعت وعندها يضيع الإنسان، وتصبح كل أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته فيما يضره، وفيما يسخط الله ويجلب عليه سخطه ونقمته.
أيها المؤمنون:
إنّ من أهم ما يصلح القلب أو يفسده هو الولاء؛ فالولاء فطرة في الإنسان، وأراد الله أن يبقى الإنسان متوليا لله ولأوليائه؛ لكي يبقى قلبه طاهرا ساميا زاكيا، وإن لم يحافظ على نفسه بالولاء الصحيح؛ فإنّ الشيطان يأتي للإنسان فيجعله منحرف الولاء؛ فيضيع الإنسان في الدنيا والآخرة، والولاء يبدأ بميل في القلب: إما ميل نحو الله أو ميل نحو الشيطان، وميل نحو أولياء الله أو نحو أولياء الشيطان، ثم يصبح تأييدا بالأقوال والأفعال لذلك الطرف أو لذلك، وينتهي إلى الجنة أو النار، ولذا نجد أنّ الله سبحانه وتعالى رسم للناس طريق الولاء نحوه؛ لكي يحفظهم من الانحراف والزيغ والضلال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
عباد الله:
كثيرا ما حذّر الله الأمة الإسلامية من التولي لليهود والنصارى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} والبعض من الناس قد يستبسط قضية الولاء؛ فقد يرضى المسلم بعمل قام به اليهود ولا يعرف أنّ رضاه ذلك هو تولي، وأنه مشارك لهم في الإجرام والفساد الذي قاموا به، وقد يفرح المسلم بمقتل مسلم آخر على يد اليهود ولا يعرف أنّ فرحه ذلك في قلبه هو ولاء، وأنّ حكمه قد أصبح عند الله كحكم اليهود والنصارى، وقد يؤيد موقفا قامت به إسرائيل فيصبح بتأييده ذلك وليا لهم وشريكا لهم في كل شيء.
وفي هذه المرحلة وهذا الزمن نحن نعيش حربا مع اليهود مباشرة، وما أسوأ حال من يتولى أمريكا وإسرائيل اليوم بعد كل ما حدث ويحدث، وبعد ظهور الكفر في أبشع صورة، وظهور الإيمان في أبهى صورة، وكيف يرضى المسلم لنفسه بتوليهم وهو يراهم يوميا يقتلون العشرات من أبناء الأمة؟! وما أسوأ أن يكون المسلم في بيته أو في متجره أو في مزرعته، وقد يذهب إلى المسجد ليصلي، ولكن لأن في قلبه ميل نحو أمريكا وإسرائيل، ورضى بما تفعله أمريكا وإسرائيل؛ فإنه سيحشر معهم: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} فيحشر قاتلا من قتلة الأطفال والنساء في غزة، وغريما لأولئك المستضعفين، وما أسوأ أن يتولى المسلم يهودا قال الله عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}، {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}، {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}، {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}.
الإخوة المؤمنون:
لا يمكن للقلب النظيف الطاهر أن يتولى اليهود والنصارى، ولذا فإنّ الشيطان وأولياءه يعملون على إفساد القلوب؛ ليملؤوها بالمرض حتى تصبح متولية لهم: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ} والمرض هنا: خلل في القلوب والنفوس قد يكون ريبا وشكا، وقد يكون طمعا وأهواء، وقد يكون مخاوف، فإما أن يسارع الإنسان نحو الله؛ بحثا عن رضاه، وجهادا في سبيله، وطاعة له: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} أو أن يسيطر على قلبه المرض فيسارع فيهم وإليهم، كما نشاهد زعماء الأمة الذين يسارعون في الكفر ونحو والكافرين، وما أكثر المرض والمرضى اليوم في أمتنا بعد أن عمل اليهود بكل وسيلة على إفساد النفوس حتى وصلت الأمة إلى واقع لا يرضاه العرب قبل الإسلام، وقد وصل الولاء اليوم إلى حد المساندة والمعاونة من قبل بعض العرب لليهود ضد إخوانهم العرب والمسلمين، وليس فقط الرضا بأعمالهم، كما هو حال العرب والمسلمين الذين يكسرون الحصار اليمني على إسرائيل ويزودونها بما تحتاج، وإخوانهم محاصرون في غزة، وكحال من يعترضون الصواريخ اليمنية والإيرانية التي تضرب إسرائيل، وكحال من يتحملون تكاليف عدوان اليهود على إخوانهم.
عباد الله الأكارم:
البعد عن ولاية الله تكون نتيجته الارتداد الذي حذر القرآن منه، وتكون نتيجته كما قال الله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فاليهود والنصارى ظالمون ووليهم يتحول إلى ظالم مثلهم، ونرى في غزة أبشع أنواع الظلم والإجرام، ويصبح من يواليهم ويرضى بفعالهم شريكا في إضلالهم للناس عبر العالم، والضلال من أسوأ أنواع الظلم، ويصبح شريكا لهم في نشر الفساد، وهم المفسدون في الأرض، والفساد من الظلم للناس.
والتولي لله ورسوله والذين آمنوا نتيجته: النور والهدى، والعزة والقوة، والنصر والغلبة، وللتفريق بين نتيجة ولاية الله ونتيجة ولاية الطاغوت نجد الله تعالى يقول: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} فاليهود والنصارى ظلاميون، ويعملون على إدخال الأمة في بحور الظلام، ويساعدهم على ذلك المنافقون المتولون لهم من داخل الأمة.
أيها المؤمنون:
حين نرجع إلى تلمود اليهود وتوراتهم المحرفة، نجد أنهم يشرعنون لأنفسهم الإجرام والفساد، ويقولون عن أنفسهم أنهم أبناء النور والمسلمون أبناء الظلام، وهناك الكثير من العبارات التي تدل على إجرامهم واعتقادهم بالتقرب إلى الله بقتل من يسمونهم بالأغيار؛ ففي التلمود عبارة تقول: «أنّ من حكمة الدين وتوصياته قتل الأجانب الذين لا فرق بينهم وبين الحيوانات…والذين لا يؤمنون بتعاليم الدين اليهودي يجب تقديمهم قرابين إلى إلهنا العظيم»، وعبارة أخرى تقول: ((على اليهودي في أيام الحرب أن يقتل المدنيين رجالا ونساء)) فهم يعتقدون أنّ القتل ضروريٌ ويجب أن يكون شاملا لكل الناس، ومن هنا يجب أن ننظر لليهود نظرة حقيقية واعية وليس كما يحاول المطبعون المغفلون الذين يقدمون اليهود وكأنهم أناس طيبون يمكن العيش معهم بسلام.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
🔹الخطبة الثانية🔹
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
نحن اليوم في صراع مع اليهود والنصارى في مرحلة مهمة وحساسة للغاية، والأمة اليوم بين خيارين؛ إمَّا الخنوع والخضوع لهم، واتِّخاذهم أولياء، والقبول بولايتهم وسيطرتهم، وفي ذلك: الشقاء والهوان والخزي والخسارة للكرامة الإنسانية والعِزَّة الإيمانية والاستقلال والحُرِّيَّة، وخسارة الدنيا والآخرة، ومن يختار هذا الخيار هو أغبى الأغبياء، وهذا هو حال المطبعين المتولين لأمريكا وإسرائيل، والسائرين في ركابهم.
والخيار الآخر هـو: ألَّا تقبل الأمة بولايتهم، ولا تخضع لهم، ولا تقف معهم، ولا تؤيِّدهم، وألا تقبل أنت كمسلم أن يسيطروا على أُمَّتك ويتحكَّموا بها وأنت منها، وأن تتجه لمواجهة مؤامراتهم، وشرِّهم، وطغيانهم وإجرامهم، وضلالهم، وإفسادهم على أساسٍ من الوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية؛ لنكون أُمَّة الخير في مواجهة شرِّهم، وأُمَّة الحق والعدل في مواجهة باطلهم، وظلمهم، وإجرامهم، وأُمَّة القيم والأخلاق العظيمة والفطرية والإلهية في مواجهة إفسادهم، وعندها نكون كما يريد الله، ونحفظ الحقوق والأوطان، ونرتبط بالله وهدية وتعليماته، ورعايته، ونصره، ومعونته، وهو خير الناصرين، نعم المولى ونعم النصير، وهذا هو حال محور الجهاد والمقاومة.
عباد الله:
إنّ الصهاينة اليهود قد اعتدوا على إيران الإسلامية؛ لأنها دعمت المجاهدين في فلسطين، ولأنها وقفت أمام طغيان وفساد اليهود، ولكنّ الشعب والجيش الإيراني المسلم ردّوا بقوة، وهذا هو المطلوب حتى لا يتحقق لليهود ما يريدون من القبول بمعادلة الاستباحة: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} ويمن الإيمان والأنصار مع إيران ومع كل دولة مسلمة تواجه اليهود، ومعركتنا مع العدو الإسرائيلي مستمرة؛ إسنادا لغزة، وفي إطار مهمتنا الجهادية في سبيل الله.
ومهما كان الكفر والنفاق كبيرًا فالعاقبة للمتقين، والنصر آتٍ لا محالة، والمفترض بالأمة عندما تشاهد اليهود والنصارى اليوم في الكيان الصهيوني وفي أمريكا وفي أوروبا كلهم متكاتفون يقاتلون الأمة كافة، ويقتلون الأمة في فلسطين وفي لبنان وسوريا واليمن وإيران كافة؛ فإنّ أبناء الأمة يجب عليهم أن يقاتلوا المشركين كافة كما أمرهم الله: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} وكل من يجعل القضية مذهبية طائفية فهو يخدم العدو ويواليه ويشاركه في إجرامه.
الإخوة الأكارم:
في الأيام القادمة ستطل علينا ذكرى هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله، ذلك الحدث الذي يمثل انتقال المشروع الإلهي من مرحلة إلى أخرى، وتغير مساره نحو الانتشار والانتصار، ونحن في أمسّ الحاجة إلى تفهم حدث الهجرة ودروسها وإخذ العظة والعبرة منها؛ لنواجه في زمن الجاهلية الأخرى ما واجهه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زمن الجاهلية الأولى؛ فالهجرة النبوية ليست مجرد حدث جعلناه تاريخاً لما بعده من الأحداث، وليست مجرد انتقال للنبي صلى الله عليه وآله من مكان إلى آخر؛ بل هي حركة مشروع الله ورسالته بما يهيئها للانتصار.
عباد الله:
يقول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، ونحن بحاجة إلى الله في كل وقت وحين، ولكن كسنة إلهية فإنّ فضل الله مرتبط بتغيير نفسياتنا نحو الأفضل، ولذا نحن بحاجة إلى توبة نصوح، وبحاجة إلى استغفار ورجوع صادق إلى الله، وبحاجة إلى التخلص من كل ما عندنا من حقوق لله ولخلق الله، وبحاجة إلى الدعاء لله بكل صدق،
وبحاجة للاستقامة التامّة وفق منهج الله ليمن الله علينا بالغيث، ولينزل علينا رحمته وفضله: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً}، والله ذو الفضل العظيم، كما ندعو للالتزام بتعليمات النظافة من غسل اليدين بالصابون، والحذر من الأطعمة الملوثة تجنبا للأوبئة والأمراض.
وختاما: ندعوكم بدعوة الله ورسوله ووليه إلى الاستمرار في الخروج الجماهيري الكبير والمشرف في كل جمعة رفضا لجرائم اليهود في غزة، ونصرة للمجاهدين في غزة وفي إيران وفي كل مكان، ونصرة لرسول الله وللقرآن وللأقصى؛ فأنتم الأنصار لله ورسوله وكل مقدس، وأنتم يا أبناء الإيمان والحكمة حزب الله وأولياؤه، وأنتم الغالبون ما دمتم متمسكون بولاية الله ورسوله وأوليائه.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان واليمن، وانصر مجاهدينا في البر والبحر، وفي كل الجبهات والثغور والميادين، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
......................................... 📝 *تعـمـيم*
-
*السيد القائد:*
أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني العظيم يوم غد إن شاء الله تعالى : نصرةً للشعب الفلسطيني المظلوم، وضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي على أمتنا الإسلامية، وتأييداً لموقف الجمهورية الإسلامية في ردها على العدوان الإسرائيلي، ودفاعها عن نفسها وعن هذه الأمة، وتضامناً مع الشعب الإيراني المسلم، استجابةً لله تعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته.
يعمم
➖➖➖➖➖ ➖➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
----------